الممتطون نعوشهم

محمد ادريس عبد الله
maybatot@hotmail.com
عدد من الارتريين قتلوا على الحدود المصرية الفلسطينية , أم ارترية تلقى حتفها ورضيعها يبقى حيا ملقي على صدرها بعد ان أطلق حراس الحدود المصريين الرصاص على المتسللين الى اسرائيل,موت اللآف من الارتريين في الصحراء وهم في طريقهم نحو اوروبا , المئات من الارتريين محتجزون في صحراء سيناء بيد البدو والمهربيين والبابا يناشد باطلاق سراحهم , طفحت جثث في شاطئ البحر الابيض تبين انها لأفارقة كانوا في طريقهم الى اروبا ومعظمهم من ارتريا, مهربو من قبيلة الرشايدة في الحدود الارترية السودانية يغتصبوا ويقتلوا فتيات ارتريات هاربات من الخدمة العسكرية الارترية ويحتجزون البعض, انتشار ظاهرة الانتحار بين الشباب الارتريين في المدن السودانية ومعسكرات اللاجئين, فرق موت من النظام الارتري تقتحم على مرئ ومسمع السلطات السودانية معسكرات اللاجئين الارتريين في شرق السودان وتختطف اعداد كبيرة في فترات متفرقة , فرق الموت تخطف من العاصمة السودانية معارضين هاربيين من الجيش الارتري يبدو انهم من البحرية او السلاح الجوي الارتري, مالطا ترحل ارتريين هاربين من الخدمة العسكرية تعرض معظمهم للتصفية والاعدام , ارتريون مرحلون قسرا من نظام القذافي يختطفون الطائرة التي كانت تقلهم ويجبرون طاقمها بالهبوط في مطار الخرطوم, السلطات السودانية تجرم المختطفين وتحكم عليهم بأحكام متفرقة وتمتنع عن تسلمهم لافورقي الذي كان قد اجرى صفقة ترحيلهم مع صديقه القذافي, السلطات الارترية تجلب ذئاب محترفة بأكل لحوم البشر من الكنغو وتنشرها على الحدود الارترية للحد من هروب الارتريين وهي الذئاب التي تعودت اكل لحوم البشر في مأساة القرن في روانده التي نتجت عن الصراع القبلي بين الهوتو والتوتسي وذهب ضحيتها مليوني مدني من الطرفين,كل هذا النذر القليل من الاخبار كانت تتناقلها وسائل الاعلام المحلية والعالمية , مادة هذه الاخبار هم الشباب ثروة و مفخرة الشعب الارتري الذين بدمائهم حرروا الوطن من الاستعمار وحققوا انعتاق شعبهم. الشباب يغادرون قسرا وطنهم نحو المجهول بعد ان ذاقوا صنوف القهر وعلاقات العبودية والسخرة التي يمارسها عليهم (اللانظام) حيث لايعرف الشاب الارتري متي تنتهي خدمته للطاغية ليبني اسرة او يكمل تعليمه ويؤمن مستقبله او يرعى والديه الذين هم في حاجة لمساعدته, يشقون الطرقات بأظافرهم ويتنكبون الصخور على ظهورهم, الفتيات يتعرضن للاغتصاب في معسكرات التجنيد ويجبرن على خدمة ضباط الجيش وتأمين حاجياتهم , يبنون العمارات الفارهة مقابل وجبات رديئة يقدمها لهم الآمر انها اجرتهم, ليشتري تلك العمارات ابواق الطاغية الذين لايعرفون يوما ان دافعوا عن الحق الارتري او انهم تنكروا على الارتري حقه في العيش الكريم في وطنه, يحرثون الارض التي سلبت من مالكيها دون حق ليعود محصولها لجيوب الهقدف وهم يحترقون كالشمعة دون مقابل , يتسمرون في منافذ الحدود وجبهات القتال بلا مقابل ليرتاح الطاغية وجلاوزته الذين يمارسوا هوايتهم في التلذذ بأهانة كرامة الارتريين وخوض مغامرات اثبات الذات في مناطحة دول الجوار وخوض حروب اقليمية بلا مقابل وأخرى مأجورة او بوكالة , الآباء يسجنون ويغرمون مبالغ خيالية في بلد المهنة الوحيدة فية القتل والحروب لانهم فقدوا ابنائهم الهاربيين من الهقدف ورأسه افورقي, يمارس كل ذلك من غير مسوغ قانوني او دستوري يعطيهم حق ان يكونوا اسياد الارتريين, انهم الحاكمون بأمرهم, الوطن مزرعتهم والشعب قطيع يباح ذبحه واستباحة انسانيته, كم من الشرفاء لايعرف مصيرهم , كل الصحائق لاتسعهم, ولانريد ان نتطرق لاسمائهم لان الارتري يعرفهم كمعرفة وجعه, او كي لاننزلق في نزوة التفضيل السياسي التي تستهوي معظمنا في التمييز بين الضحايا أي لنقتل تلك النزوة ..لنصخر بالوجع الارتري الذي اصبح مديدا ولم ينزاح, كم من الارامل والثكالى, كم من الاطفال اليتامى , كم من القهر والاهانة التي يحملها كل ارتري حاكما متوهما ام معارضا افنى عمره يستجدي النصر والنصر بعيد كبعد طموح الطاغية في ساديته لقهرنا, كم من الرفاق والشيوخ والرائعين تيبست اياديهم في جدران السجون (القبور) وهم يعيشون على امل كأملنا انهم على قيد الحياة,كم من التراب وارى الجلادون في من هم أروعنا وأجملنا وذنبهم الوحيد انهم عرفوا سرا اسمه الحرية.
قبل أكثر من اسبوع تناقلت وسائل الاعلام موت ثلاثة مئة ستة وثلاثين نفس غرقا في البحر الابيض المتوسط على مقربة من الشواطئ الليبية بينهم احدى عشر اثيوبي والباقي كلهم من الشباب الارتري اي قراية 325 نفس فاضت للعلي القدير كما ذكر لاحقا ان ثمانية وستين اخرين فقدوا وطفحت جثث البعض ونجا القليل, خبر كالصاعقة هز وجدان كل ارتري وفتح كل الجروح التي لم تندمل, انهم شباب من ارتريا بل من القرن الافريقي, انهم ثروة هذه الشعوب التي تعاني القهر والعوز ولم تنال الا الموت بفعل حاكميها او بمغامرة هروبها منهم , امتطوا نعوشهم وتزودوا اكفانهم وطاردوا لحودهم, بحثا عن العيش بالامان فكان الهلاك بيد المهربيين او الموت عطشا في الصحراء اوغرقا في البحرليكونوا لقمة سائغة للحيتان البحرية والبشرية ومن نجى منهم الي مبتغاه يكون قد فقد الكثير من انسانيته ولايهزه وجع اهله ووطنه ; تحلول الى كائن سلبي في الحياة العامة ومهزوز مكسور النفس لما لاقاه من صنوف العذاب والمحن اصبح لايثق حتي بذاته ولا يعرف للقيم معني وللألم مكان بل ينتظر حتفه ككل كائن الا القليل منهم الذي يكابد ليعطي للحياة معني , انها جريمة انسانية مارسها اللانظام بتزييف وعي هذه الشريحة واهانة كرامتها وتزوير تاريخ شعبها وجعلها سلعة تباع وتشتري وتتلف لانتهاء مفعولها بفعل الاستبداد, كم احزنني حال الارتريين وهم يسمعون بهذه الفجيعة ووقعها يماثل ذلك الذي سمعوه يوم قرأت عليهم قوائم اسماء شهداء حرب التحرير الثورية وهم يسوسون ويعولون على الشباب لفرحة طال انتظاهرها ولم تأتى لازاحة الظلم , يبدو ان هذا الوطن ليس فيه مايفرح الا مما يقدمه العداء زرئ اسناي تدسي, او بزفاف كل عروس او ولادة كل طفل وهي طبعا فرحة محدودة النطاق لا نشعر بها وسط زحمة الآلام, شعب يعيش بوجع, ووجع يعيش بهذا الشعب, اننا مجبولون بالمحن والالم تواقون للدمن التي غادرنا والشهداء الذين وارينا والوطن الذي عشقنا,باقون بالامل…, أملنا ان يتغلب الشباب الارتري على المحن ويتحمل مسؤلية انعتاق شعبه والثأر لذاته في مواجهة الدكتاتورية التي اذلته وشعبه و ان يجعل لموته معنا وطنينا وانسانيا من اجل التغيير الديمقراطي كالشباب العربي في عام قهر الدكتاتوريات . يستغرب المرء تفسير اعلام الطاغية لمأساة غرق الشباب الارتري…. غرق اربعون ارتريا في البحر وهم في طريقهم الي مكان يعيشون فيه بشكل افضل….!!!!!!!!؟ كيف تقلص عدد الضحايا الى أربعين وهل هناك مكان يمكن الارتري ان يعيش فيها بشكل افضل دون وطنه؟ هذا النقل للخبر يمزج قصدا الكذب والكذب بالصدق!!! ذكر عدد محدود للضحايا هو الكذب عينه ولكن لايكذب حدوث الواقعة والصدق كل الصدق ان ارتريا في ظل الهقدف ليست المكان الافضل لعيش الارتريين حتى مجرد توق الارتري للعيش بشكل افضل جريمة يرتكبها عن سابق اصرار وتستحق العقاب في نظر الهقدفيون!!!!, ان الارتري الطيب عند الهقدف هو الارتري الميت, لذا قامت سفارة الطاغية في طرابلس بليبيا بحصر الضحايا الذين كانت تحيك المكائد لاسترجاعهم قسرا الى ارتريا ولسان حالها يقول: (يستاهلوا).
رحم الله كل الشهداء وصبر الشعب الارتري على المحن والهمه سبل التغلب على الدكتاتورية وكل الاعداء.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=13001

نشرت بواسطة في أبريل 18 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010