المنتدى الإرترى للحوار الوطنى (مدرخ ) الفكرة والتصور
(1)
إن العمل السياسى مُحكوم بالواقع والظروف والفُرص وأن عوامل مُتعددة تلعب دوراً فى النجاح والفشل ، وأن الرغبات والأحلام وحدها لاتكفى لتحقيق التطلعات فالتعاطى الإيجابى والنظر لأى جديد بأكثر من زاوية هى الطريقة الوحيدة للتطور والتغيير ، فالحياة سلسلة من الأهداف لن يتم تحقيقها ضربةً واحدة مايستدعى الترتيب للهدف حسب الأهمية ووفق الواقع والظروف وهذا أفضل بكثير من المُضى قُدماً فى وضع أهداف مُحددة قد يكون من الصعب جعلهاً واقعا مُعاشاً، فى مقالى المتواضع سأتناول المنتدى الإرترى للحوار تلك المنظمة المدنية التى دخلت بالعمق فى العمل السياسى وتصدرت مشهد المعارضة الإرترية فى الفترة الأخيرة وصارت قائدة الركب، بالطبع يُعتبر هذا دليلاً واضحاً على ضُعف بنية المعارضة وهشاشتها ويفرضُ هذا إعادة النظر فى وضع تنظيماتنا السياسية لا توجيه النقد لكل قادم كما أن الساحة هى ملكُ للجميع وليست حِكراً لأحد .
(2)
تم تكوين المنتدى الإرترى للحوار (مدرخ ) فى فبراير 2014 فى مؤتمر صحفى بلندن ويتألف المنتدى من مجموعة قيادات الدولة ودبلوماسييها وكوادرها الحزبية التى أنشقت عن النظام، وتعتمد الحل السياسى لتغيير النظام القائم، ومن أهدافها بناء منظومة ديمقراطية جامعة للقوى الوطنية ، كما تسعى على أن تكون المصالحة الوطنية فى مُقدمة الإهتمامات ، هذا وإن المنتدى نجح فى إدارة ورعاية ورشة حوار بين مجموعة قوى سياسية فى نيروبى بتاريخ 28/11/2015م ، كما أنه عقد لقاءات مُهمة مع قيادة الدولة الأثيوبية فى 18 يناير 2016م ناقش فيها قضايا جوهرية كترسيم الحدود، والإحترام المُتبادل لسيادة كل دولة ، والإحتكام للقانون الدولى كحلٍ للخلافات بين الدولتين ، تُعتبر هذه اللقاءات مُهمة على الأقل كونها فتحت مساراً جديداً لعلاقة متوازنة بين أثيوبيا والمعارضة الأرترية لأنها تمت مناقشة القضايا المسكُوت عنها لكن يجب أن لا ننسى أنها لاتخرج من صياغ النقاشات غير المُلزمة للدولة الإثيوبية خاصة إذا وضعنا فى الإعتبار إحتلالها لأراضى أرترية ورفضها لترسيم الحدود ، عليه صحيح ـأن أثيوبيا دولة مُهمة فى المنطقة وقطعاً ستلعب دوراً محورياً فى التغيير لكن الإعتماد عليها وحدها لن يُجدى لأنها دولة مُسكونة بصراعاتٍ إجتماعية مُعقدة ، وفى كل الأحوال لا مناص من التعامل مع الدولة الجارة لكن دون إغفالٍ لجوانب التاريخ، وعلى القوى الوطنية محاولة فتح مسار مع المحيط العربى الرسمى لأنه أصبح أحد المحطات الرئيسة فى تغيير النظام خاصة بعد التحولات السياسية فى المنطقة وتطمينهم مطلوب عبر التعُهد برعاية مصالحهم وأمنهم فى المنطقة .
(3)
قيادة المنتدى تحتاج إلى الكثير لتطمِين الجماهير وتعزيز الثقة للشرخ الذى أحدثته تجربة الجبهة الشعبية والتى تُمثل الخلفية لمُعظم قياداة المنتدى ، ويُعاب علي البعض منهم عدم الجهر بقمع النظام وإختيار الصمت على ممارساة النظام وإستبداده ، كما يخشى الكثيرون أن يكون المنتدى نسخةً مشابهة للنظام وبأنها إعادة صياغة ومنتجة للجبهة الشعبية من جديد ، لكن الذى يجب أن يكون مُعلوماً للجميع أن الوضع أختلف وأن الجميع إستفاد من التجربة وكل المؤشرات تقول بأن المنتدى قد يلعب دوراً فى العملية السياسية فى أرتريا مستقبلاً برؤية وأفقٍ مُختلف وهذا ليس ترويجاً ولا تقرباً لكنها رؤية تستند على واقع .
(4)
نستطيع القول بأن الساحة النضالية تتسع للجميع وعلى المتواجدين فيها التحلى بسعة الصدر ورحابته ، وأن المنتدى يُعتبر إضافة حقيقية للمعارضة بما يمتلكه من خبرات وعلاقات ، وعلينا جميعاً أن ندعم الحوار والذى بالتراكم يقود الجميع للتقارب والتوافق وصولاً لخلق منظومة سياسية تستطيع إحداث التغيير فنتجاوز بذلك مرحلة التنظير إلى دائرة الفعل والتأثير لهذا فلتكن معاناة أهلنا فى الداخل والخارج هى الدافع والمُحرك لذلك .
خارج النص :
أعتقلت الحكومة السودانية فى 30 يناير أحد أبرز القيادات المعارضة للنظام الإرترى دون توضيحٍ لأسباب الإعتقال عليه ُسجل كامل التضامن ونُطالب الحكومة السودانية بالإفراج عنهم تقديراً لمعاناة الشعب الإرترى وإحتراماً للقوى المناضلة التى تُطالب بحق شعبها أن يعيش كريماً .
بقلم : محمد رمضان
كاتب أرترى
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=36430
أخى محمد على حامد شاكر لك حضورك أولاً وأقدر جداً وجهة نظرك فى مثل لأهلنا بقول : (نلاسو نباسو ليللى قدى ألى قفنا ) … أولاً ياحبيب فكرة المقال ليست قطعاً كلها صواب وليست أيضاً كلها خطأ .. ثم أنها مجرد قرأة .
عليه حتى نحقق بعضاً من التطلعات والرغبات يجب علينا العمل ثم العمل ثم العمل الواقع الذى نعيشه لايبشر إطلاقاً بخير . نحن أخى أصبحنا نرفع سقف تطلعاتنا دون أن نكون على مستوى تلك التطلعات عملاً وجُهداً .
الحقيقة المرة واقعنا الذى نعيش مما وصفته فى تعليقك نحن فيه السبب المباشر والأساس وللأسف نعيد نفس تلك الأسباب مرةً أخرى . عليه يجب أن نُعيد صياغة وضعنا وعلى ضوء تلك الصياغة نضع تطلعاتنا وطموحاتنا .
عليه لست ممن يدعوا للتطبيل والتقرب والتنازل لأحد ولكن التعامل بواقعية مع الظرف مهمة لتدارك ما يمكن تدراكه وحين نكون على الجادة فلكل حادث ٍ حديث ولكل مرحلة هدف وتطلع شكرا لك مرةً أخرى والسلام
الأخ/ Adel Dremely
بعد شكرى أتفق معك فى التحلى بالمرونة خاصة العمل المعارض يحتاج الى تضافر جهود لمناهضة ألة القمع . لاشك أن التجربة الخاصة بالجبهة الشعبية مثيرة والجرائم فيها كارثية تجاه الشعب بعد وصولهم للدولة وقبلها فى المرحلة الثورية . وفى ذلك فتجربة جبهة التحرير الإرترية أعترتها الدموية والتصفيات وللأسف هى صفة لازمتنا كثيراً فى الثورة والدولة . وتغييرهذا التوصيف يحتاج للكثير من التسامى . وهذا لايعنى قطعاً التغاضى عن الحق الشخصى للمواطنين .
ولكن لو ركزنا فى كيفية مناهضة النظام وأتفقنا على أن يكون فيصل الحكم على هذه القضايا هو الإحتكام للقانون
تحياتى وشكرى
أخ /عبده يوسف أحمد
الأخطاء والسلبيات موجودة لكن المراجعات أيضا موجودة الثقة يتم تعزيزها بمبادرات صادقة هنالك هواجس أتفق فيها معكم لكن أختلف معك فى بعض النقاط التى اوردتها . فيما يخص المجلس الوطنى والإجماع أظنك تعلم جيداً وضع المعارضة الهش والمجلس الوطنى الكيان الذى لم يحيا ولم يمت وهنا تكمن قوة الأخر وظهوره بقوة .. تحياتى وتقديرى
الأخ/ Abu Dima
شكراً لتعليقك وحضورك تساؤلاتك مهمة الإسهام بالمعلومات عن المفقودين واجب يمليه الضمير لمن لديه أية معلومات
تحياتى
أخي محمد رمضان مبدأ ( كوماتِمْ حاحا بِيو ، قَدِمْ وِيعي بِيو ) والذي يعني عفا الله عمّا سلف ، لا أظن ينفع في مقامنا هذا ، لستُ أدري متي نأخذ الدروس من التاريخ ومتي نرعوي ، عندنا خطأ استراتيجي وقع فيه جيل الآباء في خمسينيات القرن الماضي عندما تنازلوا لطلب مجموعة التقرينية وساووا لغتهم التي كانت مثل أيّ لغة محلية لا تُكتَب ولا تُقْرأ مع لغة الضاد ولا تتجاوز مفرداتها حوالي ٣٠٠٠ كلمة ، وجاء جيل الثورة واتخذ قرارا أخطر من قرار جيل الآباء حيث استقبل عُتاة مجرمي كبسا بالورود ولا زالت أيديهم تقطر دم الأبرياء من شعبنا الذي لا بواكي له حيث تنكّر له أبناءه الذين كانوا يدّعوا كذبا وافتراءً بأنهم سوف ينتقموا لشعبهم وباقي القصة معروفة للجميع ، والآن يا محمد وبما أنك تمثِّل في نظري الجيل الثالث أو الرابع غير مهم من أجيال هذا الشعب المجاهد ، تخطو نفس الخطوات وتتخذ من مرونة السياسة ذريعة لتقول لهؤلاء المجرمين ( لا تثريب عليكم ) ! ( يِفالكَ وَدْ سَبْ سنّي ) قول غيرها يا راجل ، يا أخي حتي أنهم يستنكفوا عن توجيه صوت لوم لسيدهم الذي علمهم السحر دعك أن يتهموه بالجرائم التي قام بها بحق شعبنا المسكين فضلا عن رفضهم جميع مكونات المعارضة التي سبقتهم اللهم إلاّ التي أشْربت من جنس أفكارهم وتسعي لنفس الغاية التي شمّروا لها سواعدهم ، متي نتعلم الثبات علي المبدأ مهما تكالبت الظروف ، متي سيري منا هؤلاء المجرمين ما يسوءهم ؟
التحية للكاتب محمد رمضان وهو يلامس هموم المرحلة ويبعث بالطمأنينة والايجابية تجاه المنتدى الارترى هو المشروع الغامض حتى الان بالنسبة للكثيرين, حيث الشخوص المكونه له والامكانات التى يتمتع بها وظهوره فى هذا التوقيت تحديدا.
وكما اشار الكاتب لان الممارسة السياسية لابد لها ان تتحل بالمرونة فى الكثير من الحالات لانها ترتبط ارتباط وثيق بالديناميكة التى تخلقها المعطيات على ارض الواقع, ولكنى هنا سوف اشير الى الجوانب الحقوقية والانسانية والتى لايجب باى حال من الاحوال تصريفها كما هى السياسية, فالمشاركون فى المنتدى الارترى شخصيات ذات صلة وثيقة بما يجرى اليوم فى البلاد بل اكثير من ذلك هي شخصيات مسؤولة عن الكثير من التجاوزات التى ارتكبت بحق الكثير من ابناء هذا الشعب من قتل وتعذيب واخفاء قسرى واقصاء, فمن الواجب علينا اولا الكشف عن الملابسات التى لازمت طوال فترة مشاركتهم النظام الطائفى وهم جزء اصيل من هذه التجربة حيث لا يمكن التنصل من هذه المشاركة مجرد الهروب او الاختفاء لبرهة من الوقت ومن ثم الظهور وكانهم المخلصون فى حين انهم اصل الداء والبلاء الذى اوصلنا الى هذه المرحلة من الضياع والتخبط. فالحقوق لا تسقط بالتقادم ولا يحق لاى كائن كان التجاوز عنها غير صاحبها او الموكل عنه .
الثقة في هؤلاء اصبحت معدومة لأسباب:
1-رفضهم للمعارضة الجهرية للنظام
2-جرائمهم السابقة
3-علاقاتهم بالعصابة ما انقطعت
4-بعدهم عن الاجماع الوطني والتغني خارج السرب (المجلس الوطني)
وغيره كثير أخي ..احسان الظن لا يجدي بالنظر إلى ما تحيط به نفسها من اسرار وترحيب بعض الدول لهذا المنتدى وفتح بلادها لهم ما لم يجده المجلس الوطني .
قبل أن نحسن الظن بهؤلاء يجب أن تقدم لمجموعة من التدابير تحديد موقفهم من العصابة في اسمرا بوضوح هم يقولون بأنهم ليسوا معارضة ولا تنظيم بل هم منظمة مجتمع مدني ..كل ما يقومون به من عمل هو من صميم العمل السياسي.تفلت اعضاء المنتدي والتقليل من اللغة العربية واختراق للمجلس وميثاقه السياسي كل ذلك من القضايا التي تشكك في صدقهم.
اللهم فك اسرانا وسجناءنا ، واحلل عقدة من السنة آل مدرخ فقد نعرف مصير العديد من السجناء المسكوت عنهم ،،، واهلا بالجميع في صف واحد من اجل بناء وطن خال من التخوين والسجن على الكلمات والامنيات ….. مدرخ نتاج طبيعي لحركة المجتمع نحو الانعتاق ، ولكن على قياداتها المساهمة في التخفيف عن اهالي المختفين بابلاغهم عن بعض ما يعرفون عن مصير ابنائهم المختفين منذ ربع قرن …….