النصر للجماهير أم للدكتاتور..؟

محمد ادريس عبدالله

تواجه إرتريا المجتمع الدولي متمثلا في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ، وذلك بعد صدور القرار1907 القاضي بفرض عقوبات وحصار على الدكتاتور وحاشيته من عسكريين وأمنيين ودبلوماسيين . وذلك لسببين حسب نص القرار:-

 

الأول: متمثلا في تدخل أفورقي في الصومال بدعم حركة الشباب المجاهد المصنفة دولياً بأنها إرهابية ترتبط بتنظيم القاعدة

 

والثاني: إحتلال أراضي للجارة جيبوتي . وهما سببان لاعلاقة لهما بالشأن الداخلي الإرتري الذي تنتهك فيه حقوق الإنسان في أبشع صورها ، وذلك لغياب الوازع القانوني والدستوري اللذان يحدان من إنتهاك أنسانية الإرتري في بلد مضى على إستقلاله عشرون عاما ، متربعا على رئاسته طاغية غدر برفاقه وشعبه التواق للحرية والديمقراطية ، وإنحرف بالثورة نحو نظام شمولي قمعي يحجر على ما هو جميل في بلد الجمال احدى سماته

 

تاريخ فرض العقوبات من مجلس الأمن ليست بدعة جديدة تستهدف أفورقي بل سبق أن خضعت كوريا الشمالية لعقوبات طويلة لكونها تمتلك طموحاً عسكرياً لصنع الأسلحة الذرية وبتهديد جارتها كوريا الجنوبية واليابان حليفتا الولايات المتحدة الأمريكية أي تهديد(بيونج يانج) الإقليم في شرق آسيا . النتيجة أن الشعب الكوري الشمالي مازال يدفع فاتورة تلك العقوبات في حياته اليومية ، كما أن العراق في زمن الرئيس صدام حسين خضع لأبشع أنواع العقوبات لمدة طويلة تحت ذريعة إمتلاكه لأسلحة الدمار الشامل وبإحتلاله دولة الكويت ما يعني (بالضرورة)تهديداً للأمن الإقليمي حيث مصادر الطاقة في منطقة الخليج العربي، فكان الشعب العراق يعاني أبشع عقوبات تفرض بإسم الأمم المتحدة ولم تفقد أمريكا وبريطانيا الحيل الدبلوماسية لتمرير مخططاتهما في محاصرة العراق وإخضاعه تحت مشروع (النفط مقابل الغذاء)إلى أن خرقتا القانون الدولي بإقامة حلف خارج الأمم المتحدة لإحتلال العراق وهوالأمر الذي دمر دولة محورية (إقتصادياً وحضارياً وتاريخيا) في الشرق الأوسط ، وجعل إسرائيل شرطي المنطقة دون منازع . كما أن الجماهيرية الليبية خضعت هي الأخرى إلى حصار لإتهام قيادتها بالتورط في حادثة تفجير طائرة (بان أمريكان) فوق لوكربي . واستمرت تلك العقوبات أكثر من عشر سنوات إنتهت بتسوية بأن سلم العقيد القذافي جميع أوراقه وأسلحته إلى الغرب وفتح بلده للإستثمارات الغربية التي تسابقت في إجراء صفقات تجارية واستثمارية في ليبيا .وهناك دول تفرض عليها من حين إلى آخر عقوبات لإتصال سياستها بالصراع العربي الإسرائيلي مثل إيران والجمهورية العربية السورية والسودان.. إذ تفرض عليها عقوبات من طرف واحد وهي الولايات المتحدة الأمريكية . والملاحظ أن معظم تلك الدول تخرج خاسرة من تلك العقوبات ولو على المدى الطويل

ولكن فيما يختلف الحصار المفروض على إرتريا عن ذلك الذي فرض على تلك الدول والذي مس سيادة واستقرار ومعيشة مواطني تلك البلاد؟ بالضرورة ليس من إرتري يرغب بأن تفرض عقوبات على بلده ، إن كان يعترف له بأنه(مواطن) له كل الحق ، وهو الذي يفتقده الإرتري ، فهو في نظر الحكام عبداً عليه أن يطيع أسياده، وليس لهذا العبد أيّ مصالح إقتصادية أو إستثمارات أوبنكوت يمكن أن يؤثر عليها حصار مفروض على أفورقي ومعاونيه لأنهم الذين يتملكون المال والشركات وكل مناحي الحياة الإقتصادية ، كما أن سيادة إرتريا التي يفترض أنها مصونة، أيّ نظام دستوري يصونها أم أنها من الممتلكات المنقولة وغير المنقولة للطاغية تتبعه أينما ذهب؟ لذا فإن نص القرار واضح فإنه ضد العصابة من العسكريين وأمنيين ودبلوماسيين(جباة)، فماذا يفيد الشعب الإرتري تصدير وإستيراد الأسلحة أو دعم جماعات متمردة في الصومال أو جيبوتي أو إثيوبيا أودارفور وشرق السودان واليمن (الحوثيين) فالأمر مختلف بشأن إرتريا لأنها ليست دولة نفطية وليس لها عداء مع مدللة أمريكا(إسرئيل)بل القصد هو الحد من نفوذ وجنون العظمة لدى الطاغية بتأجيج الصراعات السياسية والإثنية في القرن الإفريقي . فإرتريا في عهد دكتاتورية أفورقي لاتعرف غير الحرب مهنة . فهي تدعم أطراف تحترف العنف بدوافع عقائدية وأيديولوجية وإثنية في الصومال..الدولة التي تعاني من فوضى لمدة عشرين عاماً بعد سقوط الديكتاتور سياد بري ، وفي كل من دول الجوار إثيوبيا والسودان وجيبوتي

 

حصار أممي ونفاق رسمي

حركة الشباب المجاهد في الصومال هي حركة أصولية ترتبط بالقاعدة على حسب التصنيف الغربي والأمريكي للحركات السياسية ، وهي تستخدم السلاح لفرض قناعاتها السياسية والأيديولوجية ، وللإخوة في الصومال الحق في رفض أو قبول منطق تلك الحركة أو غيرها، ولكن أن ينقلب طاغية إرتريا الذي لا يعرف عنه إنتمائه لأي دين غير الإستئثار بالسلطة إلى (بن لادن) القرن الإفريقي ، فأفورقي الإبن المدلل للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية أصبح عاق لأسياده الذين لولاهم لما وصل إلى ما هو فيه الآن . وما الصراخ والعويل الذي يبدو منه ماهو إلا إستجداء طفل لأبويه ليحققا له رغبته أو ليخففا عنه العقوبة لخطأ إرتكبه ، فلا يغرنكم هذا النحيب فربما يعود إلى مربعه الأول في خدمة أسياده بعد أن يكفكف دمعه المسياب

 

بخصوص الإسلام السياسي فأفورقي يرفض على مسلمي إرتريا تمسكهم باللغة العربية ومطالبتهم أن يكونوا ناشطين في الشأن العام ، بل يتهم الحركات الأصولية التي تنطلق من الدين في ممارسة السياسة بأنها إرهابية أو تعمل لأجندة خارجية. فإنه أيضاً يرفض على الطوائف المسيحية(مثل شهود يهوا(جهوبا) والبينطي )أي شرعية في التواصل مع رعاياهم وحرمانهم من جنسيتهم بل يتدخل في إدارة الكنائس ويعزل قساوستها الذين لايوافقون على سياساته وهو الأمر الذي يمارسه مع المعاهد الدينية ودور العبادة للمسلمين ومصادرة أراضيهم، فكيف يكون نصيرا للحركات الأصولية في دول الجوار ويدعي أنها تمثل الرأي العام لتلك البلاد ويحجر على الإرتري حتى حقه في التعبير السياسي السلمي بل المطالبة بأهم الأمور التي تمس مشاعره العقيدية والوطنية ، هذا النفاق الرسمي يستغل تخلف تلك الشعوب لإستمرار سلطته فهو يلعب على تناقضات تلك المجتمعات على نفس الطريقة التي يعملها داخل النسيج الإجتماعي الإرتري

 

العقوبات التي فرضت على أفورقي ومعاونيه لم تطال الشعب الإرتري لأنه ليس له المصلحة من مغامرات أفوقي ويكفي الإرتريين أنهم يعانون القهر السياسي والضنك الإقتصادي جراء السياسات الإستبدادية ، ويمكن لسائل أن يسأل إذا كانت العقوبات على رأس النظام وحكومته كيف ينجو منها الشعب؟والإجابة بسيطة وهي أن أفورقي لم يأت للسلطة برغبة الإرتريين وإرادتهم بل هو مغتصب للسلطة فكيف يستمر رئيس دولة مدة عشرين عاماً من دون وجود دستور أو إنتخابات أو أحزاب منافسة وصحافة حرة؟ حتى الأنظمة الديكتاتورية في البلدان الأخرى تجمل نفسها ببعض الشكليات أما الإرتريين فإن تجمّل الرئيس وهندامه يكفيهم ، ففيه التعددية والحرية دون قيود . لذا فلا يؤثر الحصار على الشعب الذي لا يملك قوت يومه وينتظر العطايا من الطاغية وأعوانه فليس ثمة شيئ يخسره من ذهابه. ولكن الغريب أن لا يكون السبب الرئيسي من الحصار أن الطاغية يبيد شعبه ويقهره بل تدخله في ملفات إقليمية ، هي حصراً (لعبة الكبار ) بعد أن كان فيها هذا الطاغية أحد أدوت التنفيذ ، فهو الذي قاتل في التسعينات حركة الإتحاد الإسلامي في الصومال بقيادة حليفه اليوم الشيخ (طاهرعويس ) لصالح الولايات المتحدة ، وكان يعمل على تغيير حكومة البشير الإسلامية لأن أمريكا لم ترض عنها، وكان يتهمها بأنها تصدر الإسلام السياسي إلى إرتريا بدعم حركة الجهاد الإسلامي ، بل كان بيدقاً مهما في حلف(كينيا وأغندا وإثيوبيا..) المدعوم أمريكياً لمواجهة (الأصولية الإسلامية) حسب التصنيف الأمريكي ، فهل أصبح أفورقي أصولياً إسلامياً أم تغيرت أمريكا وإختلفت أهدافها؟ يبدو أنه تعارض في المصالح فلم تعد إدارة أوباما تثق بأفورقي بعد إعتقاله مجموعة الخمسة عشر من قيادات الشعبية بعد حرب بادمي ومصادرته للحريات واغلاق الصحف واعتقال الصحفيين والمعارضيين لسياساته وتدخله في مشاكل دول الإقليم بتأجيج الصراعات ، و الحزب الديمقراطي الأمريكي هو الذي في ظله قام أفورقي بإجراءاته التعسفية وأعيد إنتخابها وهو مازال باقياً دون إنتخاب

 

أما الطاغية أعاد نبش ذاكرة الإرتريين بأن أمريكا عدو كما كانت في السابق ونسي أنه كان بيدقها المدلل طوال الثلاثين عاما من النضال الإرتري ، وحرق في السابق ذاكرة كل إرتري يعتقد بأن أمريكا هي التي وضعت إرتريا تحت الإحتلال الإثيوبي بدعمها القرار الدولي رقم (360-أ-5) فكم من الشرفاء قضى عليهم لأنهم لم يخونو شعبهم ، والآن كعادته في صنع الأزمات والهروب منها فإنه بعد أن أصم آذاننا بأن العدو هو (وياني) أي إثيوبيا بعد حرب بادمي ، خرج علينا بقوله أنه ليس له أي مشكل مع إثيوبيا بل أن العدو الآن أمريكا ، فلتقرع طبول مجاذيبية لترديد هذه السمفونية الجديدة (أمريكا….أمريكا…)

 

الناطق الرسمي والكاذب الرسمي

قناة الجزيرة الإنجليزية ، وهي إحدى الأدوات الإعلامية لإمارة قطر التي نقدر لها دورها التاريخي في مساندة الشعب الإرتري ونعتب عليها لأنها تساند هذا الجنون المخيم في إرتريا ، وتدخل وساطات عدة لتجميل صورته وتأتي به في بعض الأحيان كشاهد على إتفاقات متمردين شارك في صناعتهم لخلق متاعب للسودان . والمتابع للمقابلة الأخيرة يرى في أفورقي وجوه كثيرة قهرت شعوبها فهو (موبوتو وعيدأمين وهتلر ونميري ومنقستو) فلم يخيل لي أنه يشبه (مانديلا أو سوارالذهب أو المهتاماغاندي أو حتى شافيز)، بدى كغول أهوج يريد أن ينقض على المذيعة الشقراء التي تتقن مهنتها، فكم من مرة وبخها علناً أو إيماءاً بل كان يحاول كم فمها بإعتلاء نبرة صوته أو تصنعه للضحك وخيل لي أنه سيشبعها ضرباً كما يفعل بمعاونيه ووزرائه ،إنه ليس طبيعي بل هو شخص يعاني من فصام وجنون عظمة، كيف يكون العالم كله صديقه، وأن هذا الأخير أصدر عقوبات بمحاصرته متمثلاً في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، فلم نجد دولة واحدة تعارض تلك العقوبات . وأن يصدر سؤال بهذه الصيغة فهذا يعني أن المذيعة تبحث عن صديق لهذا الذي جعل كل العالم أعداءً له. يبدو أن العالم الذي يقصده هو عالم الطغاة الذين يعيشون في الآخرة وليس في دنيانا، حتى قناة الجزيرة التي قذت أعيننا بهذا الوجه القبيح دوماً لم تنجو هذه المرة من إساءاته ، فإتهمها بأنها تسوق لاجندة أمريكية ، فالسيد(وضاح خنفر) مدير قناة الجزيرة دخل القائمة السوداء عند أفورقي . حتى حلفاءه الصينيين والسودانيين فهو أفضل منهم وأنظمتهم له رأي فيها . أنه يحاول أن يذهب بعيداً ليمكنه خلق مساحة للمساومة مع خصومه الدوليين . والإنتهاكات والخروقات لحقوق الإنسان في إرتريا والتي ترتكب  بإشراف رسمي منه يعتبرها (كذب أونكتة سمجة) ويطالب بالدليل رغم أن سلوكه في المقابلة خير دليل فهو لا يحترم الرأي الآخر ولا يسمع إلا لصوته

 

جباية برسم الدبلوماسية

السفارات الأفورقية في الخارج وخاصة أوروبا تحشد وتبتز الإرتريين للمشاركة في تظاهرة لمناصرة الطاغية في منطقه الرافض للخضوع للقانون الدولي ، فقام الدبلوماسيون الجباة بقرع الأبواب وتسجيل الأسماء وإرغامهم للخروج في التظاهرة وإلا حرموا من زيارة إرتريا وتجديد وثائقهم ومصادرة ممتلكاتهم إذا لم يشاركوا في المسيرة التي قامت بالتضامن مع المعارضة الإثيوبية -التي لا تزال ترفض إستقلال إرتريا عن إثيوبيا- تعويضا عن مشاركة معظم المواطنين من الشعب الإرتري الرافض للدكتاتورية . يذكرني هذا الإبتزاز بذلك الذي قامت به الكنيسة الأرثوذوكسية في الأربعينيات بدعوتها مناصرة حزب أندنت (حزب الوحدة مع إثيوبيا) حيث كانت تحرم المسيحي الوطني الذي يرفض الإنضمام لإثيوبيا من حقه في إقامة القداس لموتاه أو مباركة أفراحه ، أوتعميد وليده ، فالأمر يتكرر اليوم حيث يقوم حكامنا من أبناء وطننا بإبتزاز شعبنا لتمرير سياساتهم الفاشلة ، ولكن الملاحظ أن هناك من الإرتريين الذين يعيشون في بلاد الحريات والديمقراطية من هم تواقون إلى القهر والديكتاتورية وعلاقات العبودية ، فكيف يستقيم أن من ملأ الدنيا ضجيجاً بأنه عان إضطهاد سياسي وديني في بلده وقبل بموجب ذلك لاجئاً في بلاد الحريات …أن يقف مع ديكتاتور يقهر أبناء جلدته . لماذا لا يعيشوا في إرتريا تحت حكم الجلاد و(نعيمه) الذي يضللون به العالم ؟ هذه الغرابه في المواقف يصعب فهمها ، ولكن يبدو أن البعض سقط في هاوية المشاعر غير الوطنية ، أو خضع لإبتزاز الجباة لكونه ساذجاً أو نفعياً مخادع ، ولسان حال الديكتاتور يقول :- مخاطباً شريحة معينة من الشعب .. (إذا ذهبت أنا فإنكم ستدفعون الجزية ) وآخر يقول (أن أهله يساندونه)..هذا هو الشحن الذي كنا نحذر منه دوماً لأنه لعبٌ بالنار وإنهاء لمفهوم الوطن …سقط الكثيرون في الوحل إما بإرادتهم وإما كرد فعل لممارسات هذا الديكتاتور الذي همه الاول والأخير السلطة ولا شئ سواها فهو يعض عليها بالنواجز ويخلق المبررات والأكاذيب ويستغل المشاعر الطائفية والإقليمية وإن إستدعى الأمر فإنه يحرق الوطن بمن فيه لكي لا تفلت منه لأنها غايته ، وهو يحتقر الشعب ويقوم بتضليل رسمي رئاسي محترفاً الكذب فلا يعلم بأن فريقه الوطني لكرة القدم طلب اللجوء السياسي وأن من دفنهم في غياهب الموت يطلب الدليل على فعلته ، وهو الصادق وغيره لا يقول الحقيقة فهو كاذب أو يسوق لأجندة خارجية . إن كان حقاً هذا الديكتاتور مناهضاً لأمريكا لما هرب منه من إستطاع من أبناء الوطن خارج حدود بلاده ، فهؤلاء الذين خرجوا في التظاهرة هم ضحاياه الكثر ويتهم المخابرات الأمريكية بإفلاتهم من يده وتهريبهم من إرتريا ، ما الذي أوصلهم لتلك البلاد؟ لا أعتقد أنهم جاؤا للسياحة أو التجارة أو التحصيل العلمي ، إنهم لاجئون هاربون من جحيمه ولكنهم إنقلبوا ماشوستيين يقومون بتعذيب أنفسهم واستحضار الدكتاتورية في بلاد الحريات كالذي أدمن الضرب على قفاه ليستقيم إعوجاجه…إنهم ينافقون ويكذبون على أنفسهم ظناً منهم أنهم يدافعون عن الوطن .كيف يكون وطني من يردد شعار ( نحنا نسو، نسو نحنا) أو نفترض فيه الغيرة الوطنية …طاغية يقول (أنا الدولة والدولة أنا) وسذج ونفعيين يرددون الشعار أعلاه ، يبدو أن الشعار الجديد تكملة لشعارهم في التسعينات (حادي لبي ، حادي هزبي) يعني(شعب واحد قلب واحد) أختزل أخيراً في توحد الشعب في شخص الطاغية (فهم هو وهوهم) فيحق لنا أن نسأل هؤلاء المتظاهرين عن الفرق بين الوطن والديكتاتور ولمن النصر؟ أما زلتم ترددون(النصر للجماهير أم أصبح النصر للديكتاتور)؟!. قد لا يكون لنا إعتراض على التعبير عن قناعات الأفراد لأن ذلك من حقهم كمواطنين ونحن نقر لهم هذا الحق الذي ينكره عليهم الديكتاتور ، ولكن أن يضللوا الرأي العام بتلميع وجه الديكتاتورية القبيح فهذا موضع تساؤل ، فهل حقاً هؤلاء يستحقون الحماية وحق اللجوء ؟ سقط المبرر لأن هذا المشجب ثقل عليه الحمل ، فإنني أدعوهم الذهاب إلى (نعيم) الطاغية في إرتريا والعيش هناك ليبحثوا عن خبز لأبنائهم وأمان لأنفسهم لأن الديمقراطية التي ينعمون بها في الغرب تصيبهم بالزكام والفصام وحينها سيعرفون الفرق بين الحرية والعبودية وبين الوطن والطاغية الذي إن كان حقاً يريد رأياً عاماً إرترياً عليه فتح الحريات في الوطن وليس البحث عنه في المنافي

 

 
 

محمد إدريس عبدالله

 
 

maybatot@hotmail.com

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=2463

نشرت بواسطة في مارس 13 2010 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010