النظام الارتري المتبلد وصعوبة قرأة وفهم الواقع

بقلم / ابراهيم عبد الله محمد

hegu40@yahoo.com

 الأنظمة المستبدة والمتبلدة تمارس الإرهاب والبطش بطرق شتى وتتشابه فى الوسائل والأدوات ، وليس هناك أى فرق بينها ، تجعل من خصومها ومعارضيها بعبع وشبح يجب الخلاص منه وترويج وتصدير هذا الاسلوب الرخيص للاخرين  وكأننا نعيش فى العصر الحجرى ولم نكن جزء من عالم اليوم الذى اصبح فيه كل شيء مكشوف ومعلوم بفضل عصر التقدم التقنى . وهذا النهج والسلوك يوضح مدى جهل هذه الانظمة وبعدها عن الواقع ولم تدرك فضاء الاعلام الطلق. والادهى والامر النظام الارتري الذى يسعى جاهدا ليجعل من شعبه جاهل ومتخلف ويسعى جاهدا ليل عن طرف النهار لتقطيع كل عوامل التقنية من اتصال وتواصل خوفا من عدوة الانتفاضة والثورات وهو لايدرك ان شعبه يحترق ويكتوى بنيران القمع والكبت ووصلت الى درجة الغلايان ويستطيع إبتكار وسائل وادوات تلائم واقعه مهما كلفه الامر من ارواح ودماء .. فهاهو الشباب الارتري فى المهجر يسرخ ويخلع الخوف والرعب ويتقدم نحو ايصال صوته للنظام واتباعه فى كل مكانه انه جزء من شعب الداخل ويستطيع ان يسمع صوته لمن هم فى ارتريا   .

الانظمة المتبلدة تحتفظ بكلاب بشريه مذعورة تستمتع بسفك الدماء ودهس وإزهاق الأرواح وترويع الآمنين ولم يكن هذا التصرف وليدة اللحظة ، بل منذ ان وجدت هذه الأنظمة نفسها على راس السلطة  صنعت هذه المخالب وسخّرت لها موارد الدولة حتى تكون قوة ضاربة ، ويحتفظون بهؤلاء المليشيات ويصرفون عليها كل موارد الدولة من أجل الحفاظ والبقاءعلى كراسيهم وسلطتهم البائته وتمديد مدة سلطتهم بقدر المستطاع لفترة اطول . ليتها تكتفى بهذا القبح وأيضاً صنعت أبواق من الصفائح تردد أكاذيبهم وتجعل سلطتهم جزء من السيادة الوطنية  والمس بها من المحرمات والموبيقات التى تؤدى الى الهلاك .

نجد المطبلون لهذه الأنظمة يسعون لتشويه صورة المواطنين المطالبين بالعدالة الاجتماعيه وتحقيق الديمقراطيه ، ويصفونهم  بالعمالة والتخابر لجهات معادية وثم يتم القضاء عليهم بموجب هذه المواد بالسجن المؤبد وأحياناً الموت بين غرف التعذيب من أجل سحب إعتراف وإثبات إدعائهم الباطل . بل يذهبون الى تزيف الحقائق وترويج الشائعات عبر التلفزيون المملوك والمحطات التى تعمل وفق رؤية راس السلطة وبتوجيه مباشر وتدخله فى كل صغيرة وكبيرة . والأقبح فى الامر نجد راس النظام الارتري فى محاولة فاشلة ولقاء معد مسبقاً  يظهر للمواطنين بانه الحريص على سلامة الوطن وعلى مصالح ارتريا وانه الأجدر وانه وضع كل مايلزم من خطط  وبرامج تمكنه من التنمية والتقدم ولكن هناك بعض القعبات التى وقفت امام طريقه .. يا لهذا الحديث الذى يعد من زمان الثورة ولم ياتى بالجديد سوى الفسلفة الفارغة التى لا تفيد المشاهد … يحاول إستباق الأحداث وامتصاص الغضب ولكن هيهات فى حقيقة الامر الشعب الارتري يدرك ويعى بكل ما يحيط به فانه ذاق الموت دقائق وساعات وتشبع من هذه الاحاديث التى تهدر الوقت وتؤخر عقارب الساعة من التغيير.. يقول الشاعر..

إذا لم تخش عاقبة الليالى *** ولم تستحى فاصنع ما تشاء

فلا والله ما فى العيش خير *** ولا الدنيا إذا ذهب الحياء

يعيش المرء مااستحيى بخير***ويبقى العود ما بقى اللحاء

 

نعم الأدوات والأساليب تتشابه الانظمة المستيدة والمتعطشة للدماء تعلم من اجل البقاء . فخطاب الدكتاتور اسياس افورقى كان مؤشر إهتزاز عرشه وسلطته الهشة ويخشى خروج الشعب الارتري الى الشارع ..كانت نبرة صوته توحى انه ضعيف وغير متماسك وكان اللقاء يختلف فى المضمون وطريقة الحديث اشبه الى التوسل الى الشعب الارتري بعدم الاستماع لاصوات الشباب فى الخارج وعدم الاسقاء لكل من يريد ان ينال ويحد من سلطته .. نعم هو يخشي حتى لايجد نفسه كبعض الانظمة التى وجدت نفسها فى موقف لم يكن فى الحسبان . ولم يكن لها حاسية الاستشعار فكل الاجهزة الاستخبارتية والعسكرية والامنية التى صنعتها كانت عبارة عن ادوات قمع واستبداد ولم تعمل من اجل تدارك الامر ومعالجة كل مشكلة تتطرء بالطريقة المثلى .. بل الادبيات التى تنتهجها هذه الاجهزة الامساك بالعصا والتنكيل وإهانة الشرفاء . نجد فى كل بلد خرج فيها الشعب ليطالب بحقه تعرض لسفك الدماء ودهس الارواح .. فهذه الانظمة ظلت طوال هذه الاعوام على راس السلطة بالحديد والنار ولم يكن هناك صناديق إقتراح ولم يكن هناك شيء من هذا القبيل . فكل الانظمة وجدت نفسها فى لحظة غفوة شعبها واخذت المشروعيه عبر استخدام العنف والبطش … ولم تجد نفسها عبر الشرعية الدستورية فكل البطانة والمقربين من دائرة القرار يأتون الى السلطة  عبر الولاء لسيادة الدكتاتور ورعاية مصالحه الشخصية وثم يستفحل الفساد وينهب المال العام و ليس هناك  رقيب ولا حسيب وكل ممتلكات الدولة تحت خدمتهم وخدمة أقاربهم ومن يطبلون لهم  …

كل الانظمة التى تحكم العالم الثالث تمارس القمع بمختلف انواعه واساليبه ويتبادلون خبرات القمع والتنكيل ويتفنون فى انواع التعذيب ، والأسوء فى الأمر نجد النظام الارتري ليس له مثيل فى هذا المضمار وليس له شبيه فى المنطقة باثرها . نجد كل التقارير التى خرجت من المؤسسات الانسانيه والحقوقية تصنف النظام الارتري من اسوء الانظمة التى تنتهك حقوق الانسان ويعرض مواطنيه للخطر.. ربما القارئ لم يصدق  ما نذهب اليه وما نقوله .. ولكن عبربعض الاسئلة نحاول نصل الى نقاط التى تؤكد ما نذهب اليه  .. هل هناك شعب بكل فئاته يهرب تاركا وطنه (اطفال ، رضع ، امهات،  نساء حوامل ، شباب ، شابات  كان يجب ان يكونوا فى صفوف الدراسة ، سفراء ووزراء يهربون دون سابق انذار؟؟ هل الشعب الارتري بكامله كاذب وادعائه باطل والنظام على حق ؟؟ الشباب الذين غرقوا فى البحار والمحيطات والصحراء  اختاروا الموت وفضلوا ذلك بدلا من العيش فى ارتريا هل كان بسبب الكوارث الطبيعية ام بسبب نظام قمعى ودكتاتورى مستبد ؟؟؟ فماهو السبب اذا كان هناك شعب بهذا الوصف وتفعل به الاقدرا ما تشاء هل هناك سبب مباشر ام هذه المحنة اختلقها زورا وبهتان ؟؟  نجد العالم الاول يدعم هذه الانظمة بالهروات والغاز المسيل للدموع والاعيرة المطاطة من اجل صفقات مالية  ، ويتغنون بإلحان  الديمقراطية والحريه ويغضون الطرف عن أساليب هذه الانظمة الوحشية والغير أخلاقيه ..

لم نسمع  صوت جهور  يدعوا للكف عن القمع ومد هذه الانظمة بالادوات التى تؤدى الى قمع مواطنيها ولم تتجرأ دولة أو منظمة لتتحدث عن هذه الاساليب القمعية التى يمارسها النظام الارتري بل بدواعى مكافحة الإرهاب والتطرف يجد السند والدعم . وللاسف هو راس الارهاب والفوضة فى القرن الافريقي والاسوء فى الامر يدعى انه يساعد الاخرين وتحت هذا البند يصدر المشاكل والحلول والحروب الى دول الجوار لم تسلم منه دول .. ويدعى انه عراب السياسيه والفلسفة الخارجية وهو نظام فاشل بكل معنى الكلمة وراس النظام هو الذى يتحمل كامل المسؤلية لإدعائه انه يفهم فى كل شيء ولا احد غيره  ويعلم كل كبيرة وصغيرة احيانا لايستحى يتنكر بان الشعب الارتري يعيش ظروف قاسية وبل يذهب لكى يغيث الاخرين كما فعل مع اليابان وشعبه يفتقد لابسط مقاومات الحياة فعقليته النرجسية والشفونية التى اضاعة ارتريا وجعلت الانسان الارتري كالسلعة فى يد عصابات التهريب فى كل مكان يخرج لكى يتحدث باسم الشعب الذى ازله ومرمق انفه فى التراب..

لماذا العالم الاول لم يبحث اساس مشكلة اللجؤ والهجرة غير الشرعية ولم يبت للحل والحد من هذه الظاهرة التى تعرض المهاجرين للخطر ولم تقف المعاناة هنا بل كذلك تتاثر الدول التى قدموا اليها .. اين الحل ولماذا لم نسمع ما صوت جهور فى هذا الاتجاه بل يذهب البعض وكأن المهاجرين مذنبين وليس لهم الحق للهروب من واقعهم وتقديم حق اللجؤ ؟؟؟

هل هناك إصلاح حقيقى وممارسة ديمقراطية فى الدول التى تحكمها الانظمة الدكتاتورية ؟ هل هناك عدالة إجتماعيه وإنصاف على أساس المواطنة والكفأة ؟؟ فهل التعيين فى الوظائف على حسب الكفأة والخبرات والمقدرات؟؟ نجد كل الأنظمة التى تحكم بالحديد والنار يتم تعيين الموظفين عبر المحسوبيه والولاء لسيادة الرئيس وأسرته وأعوانه والمقربين منه؟.

فنحن الارتريين نتتطلع عبورها فوق فضاءنا قريباً بإذن الله ، ونحن على موعد مع ذلك اليوم ، لامحالة سوف يأتى الصبح وإن طال إنتظاره وزمن الدكتاتوريات انتهى وولى .

ندرك أن مجنون ارتريا لا يقل عن مجنون ليبيا وبينهما قواسم مشتركة فى الجنون والعناد والتبلد واسطحاب الذاكرة والمنى على الشعب بإنجاز الإستقلال ، الفرق بين دكتاتور ليبيا ودكتاتور ارتريا الأول يملك الذهب الأسود الذى يساعده ويعينه فى شراء ذمم الأنظمة التى تتحدث بلغة البورصات والسيولة وليس لها مانع فى الوقوف وسند اى جهة طالما هناك دفع مقدم . وهناك بعض الانظمة التى تتربح عبر الوقود البشريه ومعظمها من دول افريقيه وهذا مفتاح ثبات وصبر النظام الليبي الى هذه اللحظة ، فماذا يفعل مجنون ارتريا اذا حل به  ما حل برفيقه القذافى وثار عليه احرار ارتريا الأشاوس؟.

 هذه الأنظمة الفاسدة لن تعير إي إهتمام لمواطنيها على مر السنين بل يدوسون على كرامتهم ورقابهم ويمتطون جماجمهم  لكى  يعتلوا على كراسى السلطة ويحققوا نزوتهم الشخصيه ..

فنحن مع موعد اخر فى أرض الوطن سيسطرها شعبنا الأبى بسواعده ، فالنافذة المشرقة التى ثقبها شعب تونس الخضراء وابدع فى تصميمها شعب مصر أم الدنيا وخضبها شعب ليبيا العظيم  بدماء الشهداء سوف يزخرفها شعب ارتريا الأبي ويخرجها فى أبهى صورة من الجمال بإذن الله ، وسوف يكون مصدر السلطات والتشريعات الإنسان الارتري فى وطنه..

نعم ربما يعتقد دكتاتور ارتريا هذا اليوم ببعيد ويعتقد ارتريا ليست كتلك الدول ، هذه المقولة رددها أبوالغيط  وعبد الله صالح وابن القذافى ولم تجد أى صدى لدى الأحرار والثوار .

تهيئ يا سيادة الدكتاتور للرحيل وحزِم أمتعتك وحقائبك ليس هناك عاصم إذا هبت رياح التغيير .. ، وربما تعتقد انك سوف تكون فى مأمن ولن تتطالك يد العدالة  ، هيهات هيهات فاذا هربت من عدالة الارض فإين تهرب من عدالة السماء ؟ لعنة دماء الأبرياء والضحايا سوف تُطاردك أين ما حللت …

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=13604

نشرت بواسطة في مايو 6 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010