النظام منهك اقترب من نهايته وعلى المعارضة العمل من أجل التلاحم الوطني
بقلم/ روماي خليفة
المغتصب المتغطرس الذى يسلب حق غيره ظلماً وعدواناً يحيط به الخوف من كل مكان يشعر بتربص صاحب الحق فى كل شبر وفى كل خطوة يخطوها فإذا به يترجم خوفه وهلعه ظلماً و طغياناً , قتلاً ودماراً يتخبط بهيستيرية و يفزع من خياله … وهذا الهلع وهذا الشعور بالرعب هو أول الأسباب التى تقول : بأن نظام هقدف زائل لا محاله منه. والمعروف أساس كل نظام هو الثقة بين الطيف اللوني للتنوع الفكري والسياسي والديني والقومي وغيره. وإذا ما تأملنا بدقة فيما إذا كان هناك قدر كاف من الثقة المطلوبة لانجاح مشروع هقدف بين الأطراف الإرترية، الجواب هو العاكس بل يوجد أزمة ثقة بين الشعب والنظام وبذور وحقول لإنتاج حروب أهلية وممكن أن تندلع الحرب بأسباب بسيطة مثل غلاء المعيشة وغيرها… وهذه نفسها احدي مسرحيات النظام الحاكم ، والهدف منها استدرار عطف دول الغرب والدول المانحة والمغتربين الإرتريين لدعم نظامه وما أكثر هذه المسرحيات في بلادنا من هذا النظام المراوغ ونحن نعرفه ونعرف قدراته بالتلاعب على الناس وهذه التلاعب هي التي وضعته في مكان غير مربح وحتماً سوف ينهار في النهاية، وكما ترو النظام اصبح معزولاً اليوم ومنقسماً وصوت النقد هو الأعلى في البلاد يحاصره بكثير من الاتهامات وايضاً هناك عوامل آخرى داخلية وخارجية اكملت عليه الحصار. ونقول ما قاموا به كان عمل (نيئ) والنيئ يحتاج للنار،
ومن جانب أخرالشعب الإرتري يتطلع بشوق إلى مجتمع مدني حر ديمقراطي وتجربة قدوة تسودها العدالة والإخاء الوطني.و في داخل ارتريا الأوضاع ملتهبه التهاباً يمكن أن يجعل في لحظة من الغفلة عن والوعي ولا مسؤولية أن تتفجرالأوضاع من غير ضابط ولا رادع مما سيعكر بالتالي أجواء الإخاء الوطني وربما يتطلب تنقيتها جهدا غير عادي و ممكن تكون خطرا على المشروع الوطني لهذا ينبغي الحذر من هذه التصرفات…. فصائل المعارضة الإرترية نفسها الآن تعيش بعض هذه الهواجس ويشمون رائحتها بين طيات الكلمات والتساؤلات التي تصدر من هذا الفريق أو ذاك. وتحالف الإرتري حاول فتح ملف هذه الأزمة، ليضع النقاط على بعض حروفها، لأن القراءة الواضحة تمثل بالتأكيد مقدمة ضرورية لفهم الأزمة، وفهم أية مشكلة يمثل من غير شك الشرط الأول لحلها. ومن أجل ألا يكون الكلام محلقا في فضاء المفاهيم المجردة، علينا اتحرك على أرض الواقع مشخصين بالصدق، ومسمين المسميات بأسمائها لإ زالة اللبس وسوء الفهم الحاصل عند الآخرين لهذا علينا بلإقرار بكل مضامين الديمقراطية والتعددية السياسية، والانتخابات الحرة، والتداول السلمي للسلطة، وحرية الفكر، وحرية العمل السياسي، وحرية الاعتقاد، وحرية تأسيس الصحافة والأحزاب والجمعيات كحدي الثوابت الإرترية في المستقبل بعيد عن مساءلة تقرير المصير للقوميات الإرترية لانها ببساطة لاتصلح لإرتريا.
ونحن نعرف لكل الحزاب الإرترية أصدقاء وارتباطات بجهات لا يركن الى الوثوق بها استنادا الى تجاربنا التاريخية لهذا نريد تثبيت الثوابت الإرترية من الآن وتحديد أولوياتنا الوطنية للمستقبل.
وفي تاريخ ارتريا عملية التحضر للمستقبل مازالت تواجهها نفس الفوارق التي بدأت من عام1890 الى 2009م ، أي من فترة الاستعمار الإيطالي الى عهد هقدف وكانت التنمية كلها بالطرق العسكرية يؤديها الشعب الإرتري الغلبان الذي قاتل تحت بنيتو موسوليني الفاشي والأمبراطور هيلي سيلاسي الكنسي. هذه الأولويات العسكرية لم تكن حاسمة في تحديد خطوط التنمية في اريتريا كما أن المعايير الذي قاتل فيها الإنسان الإرتري كانت لمصالح استعمارية وسلطوية ولم تكن لمصلحته. وفي بلادنا لانجد حتى الآن أولويات اقتصادية واجتماعية لهذا الشعب، واصبح التاريخ العسكري له تأثيرا بالغ على الأنماط المعيشية في بعض المناطق كما ترك فجواة في مدى التفاعل بين الناس وبين تخطيط المدن وأقاليم ارتريا.
في تاريخ ثورة عواتي كان الرجال هم الذين يصنعون قدر الثورة ويوسمون الثورة بأسمها الحقيقي جبهة التحرير الإرترية أي بالصفات التي كانوا يناضلون اصلا من أجلها، معتمدين على مساهمة الشعب الفعالة وعلى ضمير الفلاح الإرتري البسيط الذي كان اهم الداعمين لثورة الإرترية، وبفضله تطور الصدام الثوري وكان النضال يقوي و يتسع رقعته حتى شاعت ثورة عواتي أخبارها في جميع أنحاء ارتريا هكذا نجد ان شروط الثورة في البداية كان من اجل تحقيق الإستقلال والحرية لشعب الإرتري وهذا كان المهام التي تفرضها تلك المرحلة من الصراع لأن لكل مرحلة من مراحل لها سماتها المميزة التي تفرض فيها وسائل ومناهج عمل محددة تنسجم مع خواص تلك المرحلة و الجبهة هي التي حفذت الجماهير لتوسيع آفاق هذه المطالب وتعزز من ثقتها بقدراتها علي النصر ودحر الادعاءات الاثيوبية ، التي صيغت خلال سنوات حكمها الطويلة لإرتريا بما فيها اسطورة حضارة ثلاثة ألآف سنة.
وعندما وصل الصراع مداه تنظمة الثورة وتعمقة أزمة النظام الإثيوبي حتى أنهاره
هذا التطورالعفوي في النضال الإرتري سبقه التحضيرفي الخمسنيات بالإضراب السياسي الذي يعتبر من أعتي أسلحة الثورة في تلك المرحلة والمجسم الأقوي للشكل الصراع الإرتري الإثيوبي ونتج عنه واقع ثوري كان ظاهرا في تشكيله وبرنامجه وصعوده بين الجماهير. وبتقييم للحالة السياسية العامة لتلك المرحلة نجد الظروف لم تكن مواتية لنجاح الإضراب بل كانت مهيأة أكثر لصالح إثيوبيا سبب وقوع مناطق المرتفعات تحت تأثير الإثيوبي ولم يستشعروا بخطر اثيوبيا أو بمكاسب الشعب الإرتري من الإستفتاء ولإضرابات. مما أتت بتلك النتائج التي أضعفت قدرة الشعب الإرتري وحدت من فعاليته. .فالأضراب السياسي هو جزء مكمل لوسائل النضال الأخرى ولا يمكن أن ينجح ألا بمواتاة الظروف الموضوعية والأستعداد الناضج لدي الجماهير. فالتنظيم الكافي والتعبئة المرتكزة علي التوعية ضرورية لأنجاح الأضراب السياسي . ومع ذلك كانت هذه الأوضاع تشكل مقدمة لثورة يمكن أن تسقط النظام الإثيوبي كما كان مقدرا له. وحينما أعلن الكفاح المسلح كان تأثيره ذو مردود عالي كوسيلة لتعبير عن الظلم الذي وقع في الشعب الإرتري كما تحولت قرى بكاملها إلى قرى لجبهة التحرير الإرترية واشتدت الكراهية لإثيوبيا وتأصلت ثورة عواتي وكانت أقرب إلى الشعب وفي جانب أخر أثار هذا القرار إعجاب الشعوب المحبة للحرية في العالم وبدأت قراءة جديدة لتاريخ الإرتري . و دللت الجبهة علي مدي نضجها السياسي في تلك المرحلة التي رفعت فيها مبدأ الكفاح المسلح ربما أدركت بأن الإنقلاب العسكري لايمكن تحقيقه من دون اشراك الجماهير في النضال لهذا شكلت برنامجا متكاملا لقتال اثيوبيا المدججة بالسلاح وابتكرت أودوات الصراع وسددت لها ضربات قاصمة وبهذه البساله أنقذت البلاد من الإستعباد الإثيوبي وابقت الثورة للأجيال الأحقة حتى تلقفها الجيل الثالث الذي حارب حتى النهاية وكانوا ملاحي العاصفة التي تولد منها كل هذه الإنفجارات.
بقلم/ روماي خليفة
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=76
أحدث النعليقات