النَّجَاشِي ذَلِكَ الْمَلِك ُ ذُوالْعَدْلِ وَالْفَضْلِ
شعر/عبدالقادر
محمد هاشم:
مَجْدُ النَّزَاهَةِ فِي خِلَالِكَ يَمْثُلُ
وأرَىٰ الْمُلُوكَ أَمَامَ مَجْدِكَ تَضْؤُلُ
لِلصِّدْقِ كُنتَ وَلِلْعَدَالَةِ قِبْلَةً
فَاختَارَكَ العَدلُ الصَّدُوقُ الْمُرسَلُ
إِيوَاؤُكَ الْأَصْحَابَ تلك شَجَاعَة
خُلِقَت لَدَيكَ فَرِيدَةً لَا تُعدَلُ
فَأجَرتَهُم رَغْمَ المَخَاطِرِ بَيْنَمَا
كُلُّ المُلُوكُ عَنِ الإجَارَةِ تَجفُلُ
فَتَيَمَّمَ الْأَصحَابُ أَرْضَكَ مَأْمَناً
فَإِذَا جِوَارُكَ لِلْمُؤَمَّنِ مَوْئِلُ
وَحَظِيتَ بِالرِّضْوَانِ مِنْ خَيْرِالْوَرَىٰ
لَمَّا غَدَوْتَ رِضَا الرَّسُولِ تُفَضِّلُ
جَاؤُوا إِلَيْكَ ضِيَافَةً فَقَرَيْتَهُمْ
فَإِذَا القِرَى فَوْقَ الخَيَالِ وَأَجْزَلُ
وَرَأَوْا لَدَيْكَ مَعَ الْأمَانِ عَدَالَةً
وَبذَيْنِ تَكْتَمِلُ الْحَيَاةُ وَتَجْمُلُ
بِهِمَاحَفِظْتَ عَلَىٰ البِلَادِ حُقُوقَهَا
وَاليَوْمَ بعدكَ بِالطُّغَاةِ تُبَهْدَلُ
لَوْ كَانَ يُمْكِنُهَا الشِّكَايَةُ لَاشْتَكَتْ
وَأتَتْ إلَيْكَ عَنِ العَدَالَةِ تَسأَلُ
وَالْيَوْمَ لَوْ تَحظَىٰ بِعَدلِكَ لَحظَةً
لَحَوَت أَبَالِسَةَ الطُّغَاةِ مَزَابِلُ
مَلِكٌ تَسَربَلَ بِالْعَدَالَةِ فِطرَةً
وَلِذَا عَنِ الْإِنصَافِ لَا يَتَحَوَّلُ
حَازَ المَعَالِيَ وَالْمُلُوكُ وَضِيعَةٌ
إذْ كُلُّهُم عَنْ شَأْوِهِ يتَسَفَّلُ
لمَّا عَتا كُفَّارُ مَكَّةَ وارتأوْا
أن يُشْهِرُوا طُغيانَهُم ويُهَوّلُوا
بَعَثوا إليه بِوَفْدِهِمْ وَمَرَامُهُمْ
تَسْلِيمُ مَن لَاذُوا بِهِ وَتَوَسَّلُوا
فَالْوَفدُ جَاءَ بِرَشْوَةٍ وَبِظَنِّهِم
أَنَّ الْمليك أَمَامَهَا يَتَذَلَّلُ
وَلَرُبَّمَا حَلفُوا اليَمِينَ وأقسَمُوا
أنَّ المُجِيرَ عَنِ الإجارة يَنزِلُ
لكنَّهُ أَخْزَاهُمُو بِمَقُولَةٍ
زَهْوُ الطُّغَاةِ أمَامَهَا يَتَزَلْزَلُ
رُدُّوا الرُّشَىٰ سُحقاًلَكُمْ وَلِسُحتِكُمْ
وَدَعُوا الْعَدَالَةَ بِالحَقَائِقِ تَفْصِلُ
أنَا لَا أُسَلِّمُ لَائِذَينَ لرَشْوَةٍ
حَتَّىٰ وَلَوْ مِقْدَارُ ذَلِكَ أَجْبُلُ
فَالدَّبْرُ مِنْ ذَهْبِ الطُّغَاةِ تَفَاهَةٌ
بَلْ كُلَّ مَا يُغْرِي الْجَبَابِرَ أَركُلُ
مَهْمَا يَكُنْ وَزْنُ الرُّشَىٰ لَا يُغْرِنِي
حَتَّىٰ وَلَوْ يُغرِي المُلوكَ وَيُذْهِلُ
وَحِمَايتِي لِلَّائِذِينَ أَمَانَةٌ
مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ -مَابَقِيتُ- أُنَاضِلُ
وَيَسُرُّنِي أَنْ أَسْتَدِيمَ جِوَارَهُمْ
وَالْمُرتَشِي يُخْسَا لَدَيَّ وَيُرذَلُ
أنَا لَا أَهَابُ الْمُجْرِمِينَ وَمَكْرَهُمْ
بَلْ مَكْرُهُمْ بِسُطُوعِ عَدلِيَ يَفشَلُ
تَاللَّٰهِ مَا أَخَذَ الْمُهَيْمِنُ رَشْوَةً
مِنِّي إِذِ الْأشْرَارُ فِيَّ تَحَايَلُوا
يَوْمَ استبَىٰ المُتَآمِرُونَ وِرَاثَتِي
لِلْمُلْكِ وَاغتَالُوا أَبِي وَتَغَوَّلُوا
وَنَسُوا رِقَابَةَ مَنْ يَرَىٰ أَسْرَارَهُم
فَطَغَوْا عَلَيَّ وَذُو الرِّقَابَةِ يُمْهِلُ
وَعَدَوْا عَلَىٰ حَقِّي التِّلِيدِ تَبَطُّلاً
أيَنالُ مُلكيَ مُجرِمٌ مُتَبَطِّلٌُ؟
لكنْ إلهيَ رَدَّهُ لِحِيَازَتِي
بَعْدَ الأَسَىٰ وَأَعَزَّنِي الْمُتَفَضِّلُ
وَلِذَا فَلَوْ كُلُّ الدُّنَا قَبِلَتْ رُشىً
قَسَماً بِرَبِيَ رَشْوَةً لَا أَقْبَلُ
إنِّي أرَىٰ فِي الِارْتِشَاءِ خِيَانَةً
ولذا أهين ذوي الرشى وَأبهدلُ
وَأَنَا لَكُمْ يَا لَائِذُونَ مُؤَمِّنٌ
أَهْلاً بِكُمْ وَإِلَىٰ الرِّحَابِ تَفَضَّلُوا
أَنْتُمْ شُيُومُ الْأَرْضِ عِنْدَ مُضِيفِكُمْ
وَأَمَانُكُمْ عَهْدٌ لَدَيَّ مُؤَصَّلُ
إِنْ كَانَ يَحْمِلُ غَيرُكُمْ تِلْكَ الرُّشَىٰ
فَنَبِيُّكم هَدْيَ السَّعَادَةِ يَحْمِلُ
رَجَعوا هُناكَ الْقَهْقَرَىٰ لَمَّا رَأَوْا
مَلِكَ العَدَالَةِ بِالطُّغَاةِ يُنَكِّلُ
أََنَّىٰ لَهُمْ أَنْ يَبْلُغُوا إِغْوَاءَهُ
وَلقَد رَأوْا طُغيانَهُم يَتَفَلَّلُ
فالبغيُ لا يَقضِي على مُجتَثِّهِ
الْبَغْيُ يُهْلِكُ قَارِفِيهِ وَيَقْتُلُ.
:
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=45518
أحدث النعليقات