الوجود الايراني في ارتريا
فكأنما يعيد التاريخ نفسه هاهما فارس والروم فهل نبدأ القصة من اولها باساطيرها وغرائبها وعجائبها وآياتها الربانية وسبئها ونبئها واخدودها وفيلها وهدهدها .
فعندما يتحدث القرءان عن نقل قصر بلقيس من سبأ في اليمن الي بابل في العراق يظن الجهول ذلك من الاساطير والخرافات ولكن يربط القرءان ذلك بالعلم وينبئنا بان مما علمه الله عباده ما قد يوهم ليس باستطاعة المخلوق فعله ، ويستنبط اهل العلم في زماننا ان ذلك كان إذانا وتبليغا للناس بأن مما عد ّ في تلك الازمان مستحيلا سيكون ممكنا في ازمان مقبلة كما في ازماننا هذه ، فالانسان الآن يستطيع نقل الصورة والصوت قبل ان يرتد اليه طرفه بينما يحتاج نقل القصر فترة هي مسيرة سفينة او طائرة او شاحنة فهو ممكن في احوال ضمن ما بلغ العلم البشري ، وكم من انواع الهدهد لدينا من وسائل الاتصالات الآن ؟ ! .
وما اروع حكمة القرءان وما ايسرها وما اعجبها اينما وضعت …
وعلى ذكر بلقيس يعتقد بعض ملوك الحبشة انها ملكة حبشية وان السلالة السليمانية التى منها هيلي سلاسي ترجع الى ابن لها من النبي سليمان عليه السلام ولد في قرية بالقرب من اسمرا.
لكنا فالنبدأ من حيث رست السفن الآن فقد جاءت ايران بثقل مفاجئ الي المنطقة مما عنى ان الاهمية كبيرة بالنسبة لها وان حضورها شكل معادلة جديدة مازال حلها يصعب ويستعصي وان الغازها مبهمة ، او بتعبير اخر ان الوجود الايراني كان محل مفاجئة وارتياب وتسائل عند المراقبين , وان اجتهد البعض ليتعرف علي بعض ملامح واهداف هذا الحضور وبهذه الكيفية .
واهم اسباب التعقيد هو التنافس الايراني الصهيوني في ارتريا فجميع دول المنطقة في حالة توجس وارتياب وترقب دائم ، إذ ليس المهم فقط ان تنتقل حرب صاروخية بين ايران واسرائيل الى المنطقة ؛ بل الاهم هو ان يرجع كل الى دفتر دينه مع ايران واسرائيل والمستحقات التي يمكن ان يوجبها عليه هذا التواجد .
اسباب الوجود الايراني في ارتريا
– الخطوة الاولى: بدأت العلاقة بزيارات قام بها الجانب الارتري ( أسمرة ـ (رويترز): قالت إريتريا إنها أرسلت مبعوثا الى ايران لإقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية مع طهران في الوقت الذي ساءت فيه علاقاتها مع الدول الغربية بسبب نزاع حدودي مع إثيوبيا المجاورة …
– الخطوة الثانية: فتح السفارة بسفير غير مقيم هو سفير ارتريا في الامارات العربية المتحدة 1-3-2008
– الخطوة الثالثة: الاعداد لزيارة افورقي لطهران واليك هذا التعليق :( في وقت نفى فيه متحدث بإسم النظام الإرتري تلك التقارير، وقبل أن يمر بالكاد على ذلك أسبوعين فقط ، كان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يدعو أسياس أفورقي لزيارة العاصمة الإريرانية .
ونقلت ” نيويورك تايمز”عن ملالي طهران قولهم ” لا حدود للتعاون بين إيران وإرتريا”على صدر عناوينها . ) ) قبيل 27/10/09 : بقلم : د.بيتر فام ، لا حظ كلمة لا حدود التى تعبر عن العلاقة بكل اوجهها .
– الخطوة الرابعة: زيارة افورقي لطهران : فقد تمت الزيارة التي مهد لها افورقي وسعى لها سعيها 20مايو 2009م , ( ولفت الرئيس الاريتري الي خبرات وانجازات ايران القيمه في شتي المجالات وقال ان اريتريا تحرص علي تطوير العلاقات والتعاون مع الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه في شتي المجالات بمافيها الاقتصاديه والاستثمارات واستخراج المعادن والطاقه والزراعه والصناعه.)
الوجود الايراني في ارتريا كما ونوعا
يمكن التعرف علي بعض انواع الوجود الايراني من خلال التقارير الاخبارية وتصنيفها كالتالي :-
اولا :الجانب المدني :
– بناء قاعدة بحرية تطل علي باب المندب .
– وجود فنيين في معامل تكرير البترول .
– الاتفاقية الثقافية . ” مذكرة تفاهم لتعزيز الروابط الثقافية والعلمية والتعليمية ” .
– صفقات تجارية واستثمارية .
-استخراج المعادن ويقصد به الذهب الذي يحاول النظام الارتري الاستفادة منه لسرعة المردود وتعمل فيه شركات لا حصر لها في اماكن عدة من ارتريا .
– والتعاون في الطاقة والصناعة والزراعة .
ثانيا :الجانب العسكري :
– ” إيران تمكنت بسرية تامة من بناء قاعدة بحرية عسكرية على البحر الأحمر”.
– انشاء مركز لتموين السفن الايرانية .
– “إيران قامت بإرسال المئات من عناصر فيلق القدس وضباط البحرية والخبراء العسكريين في الحرس الثوري إلى إريتريا” .
-“وقامت بنصب عشرات بطاريات الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى والصواريخ المضادة للطائرات والسفن في ميناء عصب” .
– غواصات وسفن حربية .
– طائرات تجسس من غير طيار .
الدور الارتري بين اسرائيل وايران
والدور الارتري من وراء الذهاب الى ايران يؤكد ان ارتريا التي نجحت في برمجة القرن الافريقي يمكن ان تساعد في الاستدراج الصهيوني لايران في ارتريا فهو دور رديف للدور الصهيوني ينوب عنه انابة تامة فالصهاينة حاضرون غير غائبون جنبا الي جنب الحضور الايراني في ارتريا ، فالمشروع برمته اسرائيلي التخطيط والتنفيذ واليهم ترجع النتائج والتبعات فهو جبهة ضمن حربهم الباردة وما كان افورقي ليتجرء علي ان يثير الغبار على من حوله لو لم يكن يستند الى خلفية امينة قوية تطمئنه وتحميه .
ويمكن تلخيص الدور الارتري فيما يلي
1. التقريب بين ايران واسرائيل ونزع فتيل او صاعق الانفجار ان وجد ، وهي خطة يهودية ليس افورقي اداتها الوحيدة بل يلاحظ ان لها اذرع كثيرة خفية وظاهرة حسب التقارير الاخبارية عن ايران .
2. وضع القدرات الايرانية العسكرية والفنية تحت عدسة المجهر الصهيوني حيث وجود قواعد التجسس الصهيونية المتمكنة في ارتريا فالايرانيون جاءوا الى بساط فرشه لهم اليهود وليس في ذلك ادنى شك .
3. استدراج ايران الى منطقة الجنوب العربي للنفخ في الكير العدائي بين العرب وحكومة ايران وشغل الطرفين عن الجرائم الصهيونية التي استدرت عاطفة المسلمين وهيجت الامة في جرائم الحرب التي ترتكب في بلاد المقدس .
4. اشغال ايران بالبحث عن ادوار جديدة في المنطقة وتوريطها في ملفات مستجدة .
5. خلق جو من الاحتكاك المباشر للايرنيين مع القوى الدولية المعسكرة في المنطقة تحت ذريعة محاربة القرصنة .
تداعيات الوجود الايراني في المنطقة
على مستوى المنطقة منها ما هو خفي ومنها ما هو ظاهر فالافارقة مهما كانو يتمثلون دور الصديق والمتعاون مع ايران ، تظهر توجساتهم في ذلك بشكل او اخر فالتنافس الصهيوني الايراني لاشك غير مرحب به في المنطقة اما دول حوض البحر الاحمر فجميعها عبرت عن تخوفها وتو جسها من الحضور الايراني الثقيل .
وهؤلاء وأولئك يعلمون ان الوجود الصهيوني في الصومال والقرن الافريقي يجسده الفعل الارتري الذي هو بلا شك انعكاس واسقاط للاهداف الصهيونية ، وبالتالي يخشى ان يضاف اليه تمثيل ارتريا للانعكاسات والاسقاطات الايرانية .
واذا كانت اسرائيل تتهم بتفجير الاوضاع الصومالية واللعب باوراقها بعد تمكنها ببناء علاقة مع دويلة ارض الصومال ومن خلال تحريك ذراعها الايمن والامين في المنطقة نظام ارتريا فان الدور نفسه مراقب لايران في اليمن عبر الحوثيين وذراع ايران المتين النظام الارتري .
علاقة ايران باميركا
ليست صدامية كما يتشبه من بعض التصريحات من الجانبين احيانا وكما يحاول الاعلام الغربي الموجه تصويرها ولكنها علاقة تقوم علي المناورة المحاصصة المسايرة المهادنة وعلي ذلك تندرج رؤية الغرب عامة لعلاقاتهم بايران ،و يبقى الصراع لفظيا مهما حمي وطيسه او خمدت ناره .
اسرائيل و ايران في ارتريا
تنظر اسرائيل الى ايران على انها طال الامد ام قصر ميراثا اكيدا لها ويتبين ذلك من تصريحات كثيرة من قادة الصهيونية الذين يقولون حين يتحدثون عن ايران كما قال الضبع للحمار في المثل الشعبي حين أفلت منه “عش ما شئت فانما انت من املاكي ومآلك اليّ ” ( فمثلما يعمل الايرانيون والاميركيون على أسس “المحاصصة” في العراق، فانه يمكن للايرانيين والاسرائيليين أن يجدوا سبيلا للمحاصصة في ارتيريا أيضا. وفي إطار ترتيبات أقليمية اوسع، فان التعاون الاميركي الايراني في العراق، والتعاون الاسرائيلي الايراني في ارتيريا، يمكن ان يرسي أساسا متينا لتحالف اقليمي يتحول فيه العداء الظاهري، واعمال الجعجعة الكلامية المألوفة في طهران، الى “زواج متعة” وثيق بين الطرفين. ) شبكة سعوديون الاخبارية 10/2009 .
ويرى بعض الباحثين ان ايران تسعى للوضع عن كاهلها بعض الاحمال التى الصقها بها الاعلام الغربي بانها قائدة تحرير فلسطين والتصريحات الرنانة غير المنطلقة من معرفة القدرات الذاتية والمسرفة في ترديد الشعارات البعيدة المنال من بعض قادتها .
ولذلك يمكن استنتاج الحقائق التالية :
1. اسرائيل لاتريد حربا مع ايران وانزلاقا معها الى نزال صاروخي . فهي تفضل التعامل مع ايران باساليب المكر والخداع . وذلك لعلم اسرائيل ربما كما يقول الكثير من الباحثين في عدم جدية ايران في حربها فهي ورقة اعلامية براقة يلوح بها لاغير .
2. اسرائيل تريد ان ينزلق العرب في التصدي لايران لتكون قد ضربت عصفورين بحجر ولا شك انها تتوقع نتائج مدمرة ومعطلة للجانبين تسهل في النهاية في خلو الساحة لها .
3. يريد الصهاينة ان يزول النظام الحالي في ايران لان البديل ربما سيكون ميراثها فيه اكبر . ولذلك تسعى لنسف علاقاته مع الدول العربية فهي التي كشفت حسب التقارير “خلية حزب الله في مصر” وهي التي تحدثت عن قواعد ايران وتهويلها في ارتريا . وهي التي تحدثت عن دور ايران في قافلة التهريب التي دمرت في الحدود السودانية وافتعلت مشكلة سفينة السلاح وروجت لها الي غير ذلك .
4. اسرائيل تراقب القدرات الايرانية وتعرف بدقة متناهية امكانياتها العسكرية والتقنية والفنية . فكما الامريكان ضربو بالنووي اليابان تهديدا للالمان كذلك يضرب الصهاينة الامثال لايران في خارجها .
5. دخول ايران الي الكثير من دول افريقيا كلاعب اقتصادي يشكل منافسا للوجود الصهيوني وسيبعثر الكثير من الاوراق التجارية اليهودية التي تحرص علي خلو ساحة افريقيا للتجارة الصهيونية وهي جبهة للصراع الحقيقي بين ايران والكيان الصهيوني .
مكاسب ايران من وراء هذا الوجود :
ماذا تريد ايران من وراء قدومها الى منطقة الزحام العالمية واكبرمنطقة تحمل كل اوجه الاشكالات بالنسبة لها وعلي ارضية غير ثابة وفي ضيافة غير امينة وغير نزيهة وغير صدوقة ولا صديقة ؟!!! .
فمهما يكن من امر فيما تصبوا اليه ايران من وجودها في ارتريا او منطقة القرن الافريقي حيث الوجود العالمي المكثف نسبة للقرصنة التي تهدد مصالح الكثير من الشركات العالمية والدول .
فإنه قد لا يخلوا من بعض المنافع التي ربما تكون من الاسباب الاساسية لوجودها في باب المندب عسكريا ؛ فقد تهدف بهذا الحضور اظهار نفسها كقوة عالمية منافسة او يحسب لها حسابها في منطقة هي امتداد طبيعي لمنطقة نفوذها في مضيق هرمز في الخليج وبحر العرب .
ولايران مكاسب اقتصادية جمة والخطوة تهدف الى ايجاد موطئ قدم لتسويق منتجاتها ولاننسى ان المبرر الاول للتواجد الايراني هو مصفاة عصب كما لا يخلو الامر من وجود مآرب عقدية دينية تهدف الى نشر المذهب الشيعي ودعم وتحريك الشيعة في المنطقة ؛ اضافة الى سهولة الاتصال وقربه من بعض الانشطة الشيعية في افريقيا والمنطقة ؛ او القرب بقوة عسكرية لبعض التيارات الشيعية التي ظهرت اخيرا في افريقيا بحيث يكون ذلك دعما ولو معنويا لها .
والاهم من كل ذلك ان هذا الوجود ياخذ الصفة الامنية حيث التهديد المباشر من قبل اسرائيل التى اعلنت مرارا بأن من ضمن خياراتها المفتوحة ضرب المنشآة النووية الايرانية وبالمقابل اعلنت ايران عن ان ردها على ذلك سيكون حاسما ؛ وفي هذه الحالة يكون نظام الشعبية قد استؤجر لجعل ارتريا ساحة مواجهة بين ايران واسرائيل الذين سوف لن يستخدما بلديهما ساحة لمواجهة حقيقة لما يتر تب على ذلك من دمار وهو احتمال بعيد حيث ايران لا تقدم وتتشجع اليه لما فيه من محاذيركثيرة ؛ ولا يستسهله الصهاينة وهم لايرون عداء يبعث على تدمير ايران بل يراهنون على جعل ايران كعهد الشاه رديفا ومعينا في المستقبل كما يظهر جليا من تصريحاتهم .
كما ان هذا الحضور الايراني رسالة الي دول الخليج والعرب عامة ليعرفوا ان لايران وجود وقوة في الجنوب العربي يشعرهم انهم داخل حظيرة ايرانية او ان على ابوابهم تقف ايران .
لكن هذه الخيارات هل تبرر لايران باقامة قاعدة محفوفة بكل المخاطر ؟
فأيران تاخذ اهتمام الصهاينة الجدي منذ حرب لبنان وبذلك وبعد العراق هي اليوم في خانته وهي مهدد حقيقي عبر لبنان وكذلك عبر ما تدعيه اسرائيل من تسليح حركة المقاومة الاسلامية في غزة بالاضافة الى ذلك قد تشكل حضور نووي يرهب ويلوح بسلاح لاترى اسرائيل لاحد الحق في امتلاكه سواها في المنطقة وبلاد المسلمين عامة ، كان يكفي واحدا من هذه الملفات الثلاثة الساخنة لاثارة حفيظة ونشاط الصهاينة فكيف وقد اجتمعت ؟ .
يبدوا ان الاسرائيليون يبحثون في ايران سبل الاختراق وهناك من يظن ان لهم يد في تحريك دواخل ايران ، وياتي دور افورقي الصهيوني في الطبخ على النار الهادئة ، ومما لاشك فيه انه لايغيب على الايرانيين من محاذير هذه الرحلة فالدول لاتقدم على شيئ عشوائيا حتى وان كانت شفتى افورقي . كما انه قد لايخلوا الامر من مصالح محققه لايران في الاصعدة المختلفة مما ذكر او لم يذكر ، لكن حسب تقيمنا وحسب ما نعرف من مكايد افورقي والصهيونية ان ايران لاتحقق اي من هذه الاهداف كاملا بل وان الايرانين قد وقعوا في الفخ الذي نصب لهم،وانهم داخل شباك المصيدة في البحرالاحمر فالصهاينة وبمعاونة نظام افورقي سيعملون كل المعاول في تفتيش الانتفاخ الايراني وتفتيش دواخله وحلحلة وبعثرة روابطه وبالتالي رده سهما الى ايران ولا فورقي خبرة في ذلك في ارتريا ومحيطها فلوتوقع قبولها لما تردد ان يسمي نفسه اية الله افورقي تمويها !.
ويمكن تلخيص الحقائق السابقة بشكل النقاط التالية :
1. بعد تراخي دور القطب الواحد الذي هو امريكا هناك عدة قوى عالمية تريد ان تثبت قدرات حتى وان لم تؤهلها الى مرتبة الدول العظمى تصل الى مرتبة يحسب لها فيها حساب وتكون لها فيه حصة وهذا الطموح بلاشك يوجد لدى ايران .
2. ليست ايران في خندق مباشر ضد امريكا واسرائيل حتى وإن اوحت الكثير من تصريحات قادتها بذلك , فهي تلعب بشعرة معاوية مع الغرب عامة وامريكا واسرائيل ، ففي الوقت الذي تريد ان ترتقي الى طموحاتها في نفس الوقت لاتريد ان تجهض مشروعاتها من قوى عاتية تترتب على اي مواجهة او فعل لها تداعيات كثيرة في مصير ايران ومستقبلها . لذلك تدخل ايران الى الحديقة الخلفية لاسرائيل والتي هي ارتريا بغية ترطيب الاجواء والبحث عن لغة بعيدة للتفاهم ورموز اخرى جانبية وشفرات غير معلنة وغير مرئية .
3. ان قدوم ايران الى المنطقة باقدام ثابتة ووسط زحام الاساطيل العالمية تحت ذريعة محاربة القرصنة يعزز طموحها للظهور بالدور المقتدر والفاعل والمؤثر وان كان مبرر وجودها ضعيف وهو المصالح الاقتصادية .
4. بعد ذلك لايران مشاريع يخدمها هذا التواجد في المنطقة نفسها او عموم افريقيا والعالم . واهمها التلويح للدول العربية المناكفة بعصى الطاعة وكذلك اداء دور في اليمن الذي يراه الايرانيون مقرهم الاستراتيجي اذا نجحت خططهم حيث تؤكد الكثير من التقارير علي ذلك .
5. كما يمكن ان تساعد مثل هذه القواعد في تنمية قدراتهم في اقامة القواعد العسكرية والتحرك العسكري والتجاري وغيره .
مكاسب افورقي من وراء الاجواء المشحونة
لو اننا راجعنا التقارير والمقالات الاعلامية العربية منها والاجنبية والتي تتحدث عن الدور الايراني اوالاسرائيلي في ارتريا بحثا عن مآرب افورقي ونظامه من وراء ذلك لوجدناها فك عجز اقتصادي وضائقة مالية وما حول ذلك فحتى صديقه اليهودي الذي استفتته الصحافة ربط الامر بالمال – وان كان تمويهه مكلفا مستعجب – ، وهذا ديدن الاعلام الغربي ومن والاه في تلخيص كل فعل للدول الفقيرة واسقاطه على المصالح المالية الانية اي أجرة ومستأجر ؛ وقد يكون هذا صحيحا ولكن بحدود ومقدار .
فهل ترى معي ان لافورقي اهداف واستراتيجيات بعيدة او قريبة يحققها وسط هذه الاجواء الملبدة والمشحونة والمترقبة ؟
اولى هذه الاستراتيجيات هي الاملاءات الخارجية الولائية المنطلقة من “الاستراتيجيات الهرمجونية” والتي هي سبب وجود نظامه ودعمه وهي استراتيجية متشعبة الابعاد تضم الصهيونية والكنائس والغرب الاستعماري.
هذه الاستراتيجية تحتاج الى نظام متحرك فاعل مؤكد للولاء مبادر في اهدافه مراوغ ومشاكس . وكل استراتيجية اقليمية او قطرية له لاتبني على هذه الاستراتيجيات وتستصحبها محكوم عليها بالشطب والازالة تماما كنظام منقستو وقلّ ما نجد من يلتفت الي مآرب افورقي الحقيقية من وراء ذلك .
ويمكن تلخيص مايلي النظام الارتري ضمن هذه الخطة فيما يلي :
1. المصالح الاقتصادية المتبادلة مع ايران وما هو اجرة وتكرم .
2. الاستفادة من بعض الخبرات الايرانية الفنية والعسكرية .
3. التاكيد للغرب خاصة عن اهميته ودوره الخطير في المنطقة .
4. التاكيد للعرب عن دوره في جلب المشاكل لهم ، وتهديد امنهم والاستعراض علي خصومه المحليين .
5. الاستقواء ماليا وعسكريا لمحاربة الحركة الاسلامية والمعارضة الارترية المتنامية .
6. التاكيد لاسرائيل التي هي ضمان وجوده على الطاعة العمياء والجاهزية والاقتدار .
ولا يمكن حصر منافع النظام الارتري الذي يعيش كالذباب علي ان يقتات من الجراح ولا يعلم احد ما البنود السرية والضمانات التي تربط الجانبان ولذلك كل احتمال وارد وكل تخوف واجب .
المخاطر والمحاذير
لا يخلو الامر من مخاطر علي الشعب الارتري الذي هو صاحب المصالح والمنافع حسب المنابر الخطابية من هذه العلاقة بينما هو الضحية لاستقواء النظام المتهالك المفلس بالدعم الايراني واستعادة انفاسه ليمارس الارهاب الديني والقومي علي الارتريين ، ولما تحمله هذه العلاقة من احتمال التبادل الصاروخي بين ايران واسرائيل في حال تعرض ايران لهجوم اسرائيلي وجعل ارتريا مسرحا له ،والمخاطر المترتبة على الصراع الايراني الصهيوني في المنطقة عامة كثيرة .
وهو ما يؤكده الصهاينة ضمن دراستهم للاحتمالات :
( ويرى نداف زائيفي أن هناك مخاوف إسرائيلية أخرى من قيام إيران بإقامة قواعد يمكن من خلالها نشر منظومة صواريخ بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى الأراضي الإسرائيلية، مؤكداً أنه في مثل هذه الحالة فإن إسرائيل ستضطر إلى توجيه منظومة الدفاع الجوي الخاصة بها إلى منطقة القرن الأفريقي تحسباً لأي طارئ. كما ذكر مراسل الصحيفة أن المسافة بين ميناء عصب الإريتري وإسرائيل تصل لنحو 2.300 كيلو متر، وهو مدى مناسب للصواريخ التي تقوم إيران بتحديثها، مشيراً إلى أنه طبقاً للتقارير الواردة بهذا الشأن فإن الإيرانيين يقومون في تلك المنطقة بتشغيل طائرات صغيرة بدون طيار وذلك بهدف استخدامها في تأمين القاعدة الإريترية ) .
الرؤية : 2 ذو القعدة 1430 أكتوبر 21, 2009
وهذه المخاطر ستهدد امن وسلامة الشعب الارتري من نواحي عدة منها : –
1. بديهي ان اية ارض كانت ساحة لاي نوع من المعارك لاشك ستكتوي بنوع من انواع الاحتراق .
2. ان الوجود التنافسي بين ايران واسرائيل سيغري القوى الكبرى للتنافس السلبي في ارتريا والمنطقة او سيكون جاذبا له لحساسية المنطقة .
3. ان اي تبادل لاسلحة الدمار سيستهدف هذه القواعد اول باول ولكلاهما قواعد حسب ما تؤكد التقارير والضحية الشعب الارتري .
4. سيزيد المحيط في عزل ارتريا اكثر خوفا من التاثيرات الجانبية للصراعات الدولية والاقليمية وكرد فعل طبيعي لتجنب الاذى .
وهناك مخاطر تخزين النفايات النووية الذي ان كان لاسرائيل فسيكون لايران ،كما جاء في ويكيبيديا ، الموسوعة الحرة ، ضمن سرد العلاقات الارترية الاسرائيلية : ( وكشفت المصادر أن إسرائيل لديها وجود في اثنين من الجزر الاريترية : دهلك وفاطمة. ويتم تجميع النفايات النووية الإسرائيلية في هذه الجزر. كما أن لاسرائيل مراكز رصد على البحر الأحمر للإشراف على المملكة العربية السعودية واليمن والسودان بالاضافة الى تحركات النفط. ويقال إن الموساد لجمع المعلومات الاستخبارية لديها محطة نشطة للغاية ليست بعيدة عن حدود اريتريا مع السودان.)
وبالخلاصة اصبحت ارتريا مسرحا وميدانا للاملاءات الخارجية التي ترعى ادوارا بالانابة في التدخل في شئون الدول المجاورة وتهديد امنها واشعال الفتن فيها وهو ما يولد ردود افعال يعاني الشعب الارتري منها في الوطن والمهجر ، والادهى والامر ان تصبح ارتريا ألعوبة الصراعات الدولية والاقليمية ، وهو قد لا يعني او يعبر عن جهل ولكن يدلل الى اي درجة مغرقة حكومة الشعبية في انانية الشخصانية والذاتية وتنعدم في قاموسها الوطنية فقد ذبحت الوطنية واحرقت كل اوراقها ضمانا للارتهان الخارجي . قال تعالى :{ ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله } والله نسأل ان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن .
صالح كرار
22/3/2012
Salehkarrar@gmail .com
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=21665
أحدث النعليقات