الوفاء لاهل الوفاء وفاء عند الله

بقلم : قــســــــورة

Moday_Moday@yahoo.com

 

 طالعتنا المواقع الشبكية الا ريترية بأخبار واحداث ووقائع المؤتمر التنظيمى السابع لجبهة تحرير اريتريا رائدة الكفاح والنضال الاريترى فى سبيل الحرية والانعتاق من براثن الاستعمار وقوى الاستعمار الحديث التى لا تختلف فى مضمونها عن المستعمر الاجنبى خلال مسيرة امتدت لــ (44) عاما، واهم ما لفت نظرى وانتباهى وشدنى شدا هو ذلك الحدث البارز الذى تمثل فى انتخاب القائد الرمز المناضل الجسور/ عبدالله ادريس محمد سليمان رئيسا للجبهة وللمرة الثانية وهو لا يزال طريح السرير لمرض لعين الم به يستشفى منه فى احدى المستشفيات اللندنية وفاء لنضالاته وصموده وحفاظه على العهد والامانة وسعيه لحماية المكتسبات الانسانية والوطنية، اسأل الله العلى القدير ان ينعم عليه بالشفاء العاجل لنراه كما عهدناه اسدا ورمزا لا يتزعزع  قيد انملة من ثوابت  ومبادئ  أمته فى تحقيق اهدافها  وطموحاتها ورغباتها فى بناء وطن الحرية والعدل والمساواة بغية توفير العيش الكريم للمواطن، والعزة والمنعة للوطن، اننى لا اريد ان اتحدث فى شخصية القائد الرمز وتاريخه النضالى المشرف، بثباته وصموده ، بقدر ما  اردت ان اسجل اشادتى وفخرى واعتزازى بتلك الصفة الخلقية النبيلة، التى تحلى بها رفاقه من المناضلين الشرفاء حتما وبلا منازع ، ذلك ما اكدته لنا وقائع المؤتمر السابع لجبهة الوفاء، وهذ ان دل فانما يدل على ان خلف هذا الاختيار قيادات وكوادر وفية راضية مرضية مؤمنة بعدالة قضيتها لا تسعى الى المناصب ادراكا بقدسية الواجب الملقى على العاتق، كما انها صفعة اخلاقية ومن اهم الفضائل الخلقية موجهة الى زبانية وسدنة الغدر والخيانة من سلالة ثقافة اغتيال الرفيق والحليف والمستجير  التى يمثلها وبلا منازع راس  الجبهة الشعبية  الحالى اسياس افورقى الذى غدر بدستور وبرنامج وقيادات وكوادر وجماهير الجبهة الشعبية المناضلة والوطنية محتميا بعناصر الكمندوس التى كانت  وما زالت سيفا على الشعب الاريترى وبعض المرتزقة من ابناء التقراى ، وكان بامكان رفاق عبدالله ان يعملو على ابعاد كوادره والباسهم التهم الجزاف وحرق مواقعهم التنظيمية ويحتفظو بمراكز السلطة فى التنظيم مع تغيير سياسته لاقناع الجماهير بالتطوير والتغيير ولكن حسب اعتقادى لم يمنعهم من ذلك سوى مبدأ الوفاء لرفيق الدرب وصديق العمر والوفاء بالعهد، نعم ان ما قامو به من وفاء مستحق لهذا الرجل الذى يمثل علامة فارقة فى تاريخ نضال الامة الا ريترية انعكس مردوده على شخوص اهل الوفاء وعزز من سمو مكانتهم  الاجتماعية وقيمتهم الانسانية لما قامو به من ترسيخ لهذه الظاهرة الخلقية الحضارية التى هى من صميم اخلاقيات شعبنا الابي والتى تجردت منها ساحتنا الا ريترية بفعل فاعل بعد ان جمعت الظروف تلك الطيب والخبيث فأما الطيب فيمكث فى الارض واما الخبيث فيذهب جفاءا، وقبل ان اتحدث فى معانى الوفاء للصديق والوفاء بالعهد ورد الامانات الى اهلها وما يقابل الخونة من العقاب الشديد اسوق اليكم بعض الامثلة من ضروب الغدر والخيانة وهدم المبادئ والفضائل الخلقية فى الساحة الا ريترية ان صح التعبير وابدأ بالنظام

 

غدر اهل النظام باهل النظام

 

1 – بعد تحرير كامل التراب الوطنى عطل- الامين العام للجبهة الشعبية اسياس افورقى- دستور وبرنامج التنطيم، واستبدله بقوانين الطوارئ التى وضعها المستعمر الاثيوبى، لقمع الشعب والسيطرة على مجريات الاحداث لتحقيق حلمه الاستعمارى دون جدوى، ونتيجة لهذا الغدر حدث خلل فاضح وواضح فى تركيبة واسلوب قيادة التنظيم  لا سيما ادارة البلاد والعباد، ولذلك قام الجيش الشعبى السيل العرم باضرابه الشهير فى 21/5/1993 مسيطرا على مقر الرئاسة وقد عاهدهم- امينهم العام- بتلبية مطالبهم البسيطة والمعقولة فاخلو سبيله ولكنه غدر ولم يوفى بما وعد بل وقتل وسجن من عاهدهم وهذه كانت محطة بارزة فى سلسلة عمليات الغدر التى لا حصر لها،  كونها تمت على مرآى ومسمع الرأى العام الداخلى والخارجى، فضلا عن تلك العمليات السرية التى سوف تنطق بها جبال الساحل فى يوم يقوم الاشهاد

2 –  وفى ذات السياق فان ما تم بحق معوقى حرب التحرير من جرحى الجيش الشعبى طلائع النصر والظفر فى (ماى حبار) يعتبر اكبر خيانة وطنية بالاعتداء على رمز من  رموز الكفاح المسلح وصمود الانسان الا ريترى

3 – عزل وابعاد السيد / رمضان محمد نور- الامين العام السابق للجبهة الشعبية-  من الامانة العامة رسميا فى 1987 بعد مؤامرات يشيب لها الولدان وتم سحب البساط من تحت قدميه وهو واقف عليه الا ان ذلك لم يشفى غليل افورقى لان ذلك قد يتم فى تبادل الادوار لقيادة التنطيم ديمقراطيا باعتبار ان القواعد هى التى اتت به ولذلك لا بد من مراجعة الحساب مع السيد/ رمضان الذى تم تعينه وزيرا للحكومات المحلية بعد سنة واحدة من التحرير ليبرز افورقى قدراته بابعاد الغير مرغوب فيهم امام الملأ نهارا جهارا لتأكيد انه هو القائد الاوحد ولا غير سواه ، ابى من ابى،  وشاء من شاء، وبعد  ان اصبح الوزير الرجل الثانى اسميا وارسل الى الصين الشعبية ، بعد الاستقلال فى زيارة رسمية فى 1993 لتقديم الشكر والعرفان  لجمهورية الصين الشعبية شعبا وحكومة بقيادة الحزب الشيوعى الصينى لما قدموه من دعم لمناصرة النضال الاريترى مع عدد مقدر من قيادات الجبهة الشعبية السياسية والعسكرية،  استمرت الزيارة لمدة اسبوعين تنقل فيها الوفد الزائر فى مدن الصين المختلفة، وفى اثناء الزيارة انتهز اسياس افورقى ان يستثمر تلك الزيارة باثارة غضب الولايات المتحدة الامريكية، متظاهرا بانه لا يستطيع فعل شيئ  مع  سطوة التيار الشيوعى الذى يمثله السيد/ رمضان بدعم من الصين الشعبية وهكذا وافقت امريكا لدعم مشروع افورقى فى اقامة نظامه الحالى ومحاربة الشيوعين الجدد وهكذا ابعد رمضان من السلطة فى الموتمر الثالث للجبهة الشعبية فى فبراير 1994  الذى كان رئيس لجنته التحضيرية ، وقد ابلغ افورقى لكل من مسفن حقوص، وهيلى درع، ومحمود شريفو بعدم رغبته فى اعادة انتخاب السيد / رمضان فى قيادة التنطيم مدعيا ان الولايات المتحدة سوف لن تساعدهم كما انها سوف تحاربهم  وانه لا يستطيع محاربة امريكا وانه آثر مصلحة الوطن وعليهم ان يتصرفوا فى الامر بحكمة ويحولو دون انتخابه فى المؤتمر وبالفعل تصرف هولاء وكتبو خطابا مفاده ان المناضل رمضان قد تخلى عن القيادة افساحا للمجال امام الدماء الحارة من الشباب   وقد فوجئ السيد/ رمضان بسماعه للخطاب فى ختام الجلسة التى سبقت الانتخابات وتلاه بنفسه كقراءة ثانية باللغة العربية لعدم اجادته التقرنية التى ترجم منها نص الخطاب وهكذا ازيح رمضان الذى يعيش ليأكل دون ضجيج

منتطرا ان يمنح اعلى وسام الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا الذى تقرر فى ذات المؤتمر دون جدوى.

4 –  الغدر الفاضح الذى طال مجموعة الاصلاح الـ (15) ووصفهم بالخيانة الوطنية العظمى وايداعهم السجن دون محاكمات سرية او علنية كما وعدو بها الشعب وهم يعيشون فى اسوأ الظروف على الاطلاق وقد توفى منهم  الفريق/ عقبى ابرها لعدم تحمله تلك الطروف الوحشية ومازال النظام يغدر باهله والايام حبلى بسيناريوهات الغدر والخيانة ومن شب على شيئ  شاب عليه.

 

غدر اهل المعارضــــــــــــــة

 

1– عزل السيد/ احمد ناصر فى مؤتمر التنظيم الذى عقد باليمن وتم تنصيب السيد / ابراهيم محمد على رئيسا للتنظيم فى زمن تلاشت فيه قوى المعارضة وهرولة قياداتها الى حلبة النظام او استكانت استسلاما للواقع الذى كان سائدا انذاك ومع بروز مساوئ حكم النظام وتنشيط الحراك السياسى فى قوى المعارضة تمت عمليتا غدر فى التنظيم.

الاولى :-  عزل ابراهبم محمد على وتنصيب احمد ناصر وابتداع راس جديد للجهاز التشريعى للتنظيم وتم تغطية ما حدث وتفسيره بالتطور التنظيمى الذى اتى بقيادة مناسبة

الثانية :- عزل احمد ناصر من رئاسة التنطيم واخراج ابراهيم من الجهازين التنفيذى والتشريعى واعتلاء رئيس جديد هو سيوم حرستوت  باسلوب صارم لا يعرف المهادنة مما ادى الى الانشقاق والفراق، وهكذا اصبح رفاق الامس اعداء اليوم لانعدام الوفاء.

2 –  غدر السيد/ مسفن حقوص  وادحنوم قبرى ماريام وبقية اعضاء مجموعة الاصلاح الـ (15) والموقعون فى الخطاب التاريخى الشهير والمعنون ب( خطاب مفتوح الى اعضاء الجبهة الشعبية) الذى طالبو من خلاله باصلاحات دستورية وتشريعية وتوسيع المشاركة السياسية مما ادى الى سجن احد عشر منهم كما ذكرنا  سلفا مما كان يستوجب على الاعضاء الذى كانو فى الخارج ان يفعلو شيئا من اجل القضية والرفاق اصحاب القضية من قبيل تكوين تنظيم سياسى برئاسة السيد/ محمود شريفو وعضوية  رفاق السجن وتنصيب السيد/ مسفن حقوص امينا عاما للتنظيم بغية تنشيط وتحريك وحشد الطاقات فى الداخل والخارج وتحييد المنظمات الدولية والاقليمية لصالح الشعب الاريترى لو تم ذلك لما كان السجن والسجان ولكن وللاسف الشديد تخلى السيد/ مسفن عن رفاقه وعدالة قضيته وبدأ يدس السم فى الدسم لتشويه مقاومة الشرفاء متباكيا على افراد قوات افورقى  قتلة جرحى حرب التحرير والابرياء من المواطنين الاوفياء  وان الجيش الذى يتحدث عنه هو جيش الجبهة الشعبية وليس جيش قومى يمثل الدولة بمعنى انه جيش تنظيمى ايدلوجى يؤمن بخط فصيل من الفصائل ولذلك يفتقد الى قانون دستورى وتشريعى ينظم سلطته وادارته ولذلك فانه يخضع فقط لقيادة التنظيم السياسى الذى يملكه ليكون اهم ادوات القمع والبطش لنظام ديكتاتورى غاصب.

وفى هذا السياق فاننى انا شد الاوفياء فى قوى المعارضة ان تعمل على اثارة قضية هولاء المناضلين الذى يقبعون فى السجون فى المحافل الدولية واروقة المنظمات المعنية يحقوق الانسان والحريات السياسية والقوى المحبة للسلام تخليصا لهم وابرازا للسياسات القمعية التى يعانيها الشعب الاريترى المغلوب على امره وتحفيظا للشباب الاريترى للمضى قدما فى تفكيك لغز النظام وكما قيل لا يفل الحديد الا بالحديد.

 

وبالرجوع للقيمة الخلقية للوفاء  فانه يتمثل فى الوفاء للصديق والوفاء بالعهد ولوفاء الصديق شرطين اساسيين يجب ان يتوفرا كرابطين بين الاصدقاء هما التشابه والتبادل والحديث عن الشرطين طويل ولكن يظل الوفاء للصديق هو الذى يكفل استمرار تلك الروابط فكثيرا ما تطرأ على الصديق احوال صحية او ظروف اجتماعية تمنعه من التبادل اهمها الموت والعجز والمرض وطبقا لقانون الصداقة لا بد ان يتوقف التبادل من الطرف الاخر لانه لم يعد هناك من يبادله ولا بد ان تنتهى العلاقة بين الصديقين ولكن الوفاء للصديق لايخضع لهذ القانون انه فى حد ذاته فانون اخلاقى يحكم ظاهرة خلقية الامر الذى يمثل احد اوجه التباين بين القانون الاجتماعى والقانون  الاخلاقى فليس فى القانون الاجتماعى شيئ اسمه الوفاء وانقطاع الشرط يتبعه حتما انقطاع المشروط وهذا ما يحدث فى الطبيعة الفزيائية ، اما فى المجال الاخلاقى فالامر يختلف لان الصديق الوفى يستمر فى عطائه الروحى والوجدانى والمادى لصديقه او لابنائه من بعده ويمتد وفاؤه او يقصر حسب قواه الروحية ان الوفاء المستمر المتصل الذى لا يفتر ولا ينضب تلك فى الحقيقة حالة مثالية للوفاء للصديق وهى لا تكاد توجد فى الواقع وبخاصة فى هذا الزمان الذى طغت فيه المادية والانانية،  والوفاء للصديق بهذا الوصف فضيلة عليا بمعنى الكلمة فهو عطاء روحى ووجدانى ومادى لا ينتظرا ردا ولا يتوقع اجرا بل ان الصديق يستمر فى سؤاله عن صديقه وفى اتصال به والاهتمام بامره ومعاونته وتقديره والابتهاج له وبه على الرغم من زوال الاسباب التى كانت من وراء ذلك وهذا العطاء وهذا الحب وهذا التقدير لا يفرضه عدل ولا يوجبه، ومن ثم كان فضيلة خلقية عليا تميزت بها قيادات وكوادر جبهة تحرير اريتريا  فى  زمن المادية  والانانية ، فهنيئا لهم بانهم اوفياء وبارك الله لهم وعليهم وسدد خطاهم والهمهم سبل الصواب لاحياء المزيد من قيمنا وفضائل خلقنا التى خلقنا الله عز وجل عليها كالشجاعة والصراحة والامانة والصبر والصدق والعدل والعفو والرحمة والبر والاخاء.

 

واعلم ايها القارئ الكريم( ان الوفاء لاهل الغدر غدر عندالله ، والغدر باهل الغدر وفاء عند الله. ) فالوفاء بالعهد له هذه الخاصية المتميزة وهى انه لا يمكن ولا يجب ان يصمد امام نكث العهد الرذيلة المقابلة له  هنا المبدأ الاخلاقى الذى يحكم رد الفعل وهو ( وجزاء سيئة سيئة مثلها) وليس اى مبدأ آخر، بل ان الذى بيدأ بنكث العهد من الطرفين يستحق عقابا آخر غير نكث عهد الطرف الاخر وبسبب ذلك يلحق اضرارا  بالطرف الاخر والناكث يعرف هذه الاضرار ولكنه يضحى بالفضيلة وبمصالح الطرف الآخر فى سبيل تحقيق بعض المكاسب لنفسه او التنصل من بعض اعباء العهد وهذا ما ينطبق تماما على اهل الغدر فى النظام الحاكم الذين غدروا بمصالح الشعب  الاريتري فى امنه وسلامته وعيشه الكريم ومن غدر بصديقه ورفيق دربه ومعلمه لايؤتمن فى جناح بعوضة نا هيك عن مصالح امة عريقة وقديما قيل :-

 

انما الأمم اخلاق فاذا

                        ذهبت اخلاقهم ذهبوا

 

اكرر اعتزتزى وفخرى بوفاء اهل الوفاء لقائدهم الرمز المناضل الجسور/ عبدالله ادريس محمد اسال الله ان يمن عليه بالشفاء وان يعيد له صحته وعافيته انه قريب مجيب الدعاء.

 

مســــــــــــك الختــــــــــــــــام

 

اطالب الجبهة بالتطوير والتحديث واتباع المؤسسية منهجا ووسيلة على قدر عالى من المسؤلية والجدية وتغيير خطابها السياسى لمواكبة المتغيرات الدولية والاقليمية والاهتمام الكافى واللائق بعماد الامة شريحة الشباب وتمليكهم لزمام الامر بعد اعداد مسئول ووضع الرجل المناسب فى المكان المناسب بعيدا عن الاهواء التى دون الوطنية مع تعزيز مبدأ المحاسبة التنظيمية، والله الموفق

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6221

نشرت بواسطة في سبتمبر 9 2005 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010