الى الاستاذ هنقلا بعد التحية: ماذا يعني التفكير خارج الصندوق؟
بقلم عامر أبو محمد
الاستاذ / هنقلا… تحية طيبة وبعد
كما ذكرت في تعليقي السابق حول “قضية جوهرية وهي أزمة المعارضة” وكيفية الخروج من هذه الأزمة/الأزمات، كيف نفكر ونقترح حلول فعّالة وعملية من “خارج الصندوق”.
فماذا يعني التفكير خارج الصندوق؟
تخيل أنه يوجد صندوق بالفراغ، لا يهم حجمه، طوله أو عرضه، ضع الآن به كل أفكارك، مبادئك، خبراتك، مشاعرك، كل ما خبرته من تجارب وتصورات، عندما يقابلك تحدي ما أو مشكلة فإنك عادة تستخدم هذا الصندوق للتفكير ومرشح لإيجاد الحل، مثلاً إيجاد فكرة مشروع، فكرة جديدة لتطبيق، تصميم… وهكذا. تدخل المشكلة من ناحية ويخرج الحل من الناحية الأخرى بعد المرور على ما يحويه الصندوق من تجارب وأفكار وطرق معينة للتفكير تكونت مع الزمن بدماغك.
التفكير خارج الصندوق يعني أن تدع كل تجاربك وأفكارك ومبادئك جانباً لتأتي بحل جديد لا يعتمد على أي شيء موجود بالصندوق، أن تترك لعقلك أن يختبر كل فكرة مهما كانت سخيفة أو غريبة دون ترشيح أو انتقاء، وهي مهارة بالأساس ترتكز على قدرتك على الإبداع. (منقول)
بإختصار “تفكير خارج الصندوق” يعني:
- حذف أي فكرة اعتيادية.
- ثانياً بذل جهد للتفكير بحلول أخرى غير اعتيادية.
We can’t solve problems by using the same kind of thinking we used when we created them. Albert Einstein
لا يمكننا حل المشاكل باستخدام نفس نوع/اسلوب التفكير الذي استخدمناه عندما أنشأناها.
ألبرت آينشتاين
Albert Einstein is broadly credited with exclaiming:
“The definition of insanity is doing the same thing over and over again, but expecting different results”.
على نطاق واسع ينسب الى ألبرت آينشتاين بأنه قال:
“تعريف الجنون هو: فعل الشيء نفسه مرارا وتكرارا، ولكن توقع نتائج مختلفة”.
المعارضة/المقاومة الإرترية تستخدم نفس الأفكار، نفس الأساليب، نفس الأشخاص ونفس المكان لسنين عديدة… والنتيجة: معارضة غير فعّالة، ضعيفة وغير عملية ولا تلبي طموحات وتطلعات الشعب الإرتري… تراوح مكانها ولم تتحرك قيد أنملة … تتفتت وتتكاثر مثل الأميبا… والشعب الإرتري يعاني ويحترق في جحيم الطاغية اللعين وحالته تسؤ يوما بعد يوم.
حان الأوان لكي نتوقف ونراجع تاريخ المعارضة الإرترية بجدية وتجرد، لكي نستطيع ان نجد بديل افضل لهذا الطريق العقيم والمسدود ونبحث عن آفاق جديدة لكسر هذا الجمود بكل شجاعة وعزيمة وارادة.
- ماذا قدمت المعارضة الإرترية للشعب الإرتري؟
- هل وجود المعارضة الإرترية في اثيوبيا ذو جدوى؟ واذا كان الرد بالنفي… لماذا الإستمرار في هذا الطريق العقيم؟ ما هي البدائل؟
- هل عندنا “الإرادة والعزيمة” لنعمل بجدية لكي ننقذ شعبنا؟
لا بد ان نغير طريقة التفكير، العمل والتحالفات… التى تعمل بها المعارضة الإرترية لإننا نحتاج الى ارادة قوية لنتخذ قرارات صعبة وغير مألوفة…وهذا هو ما اريد قوله… وتوضيحه.
لقد طرحت الأسلة العشرة… من اجل النقاش والحوار وليس كحلول جاهرة. اتفق معك تماما على:
- ترتيب الأولويات (تأهيل الذات وفق شروط متطلبات الأولويات)
- الحاضنة الإجتماعية
ذكرت نقطتين ذو اهمية كبيرة ولكن لم تذكر الأليات لتنفيذ وبلورة هذه النقطتبن.
ما هي اولوياتنا؟ كيف نرتبها؟ ما هي شروط ومتطلبات هذه الأولويات؟
هل توجد “حاضنة اجتماعية واعية وقوية للمعارضة”؟
ما المطلوب فعله من اجل خلق هذه الحاضنة؟
هل عندنا مشكلة او ازمة قيادة؟ وهل الجماهير متفاعلة مع المعارضة؟ ولماذا لا تتفاعل؟
هل المشكلة في القيادات (الفاشلة) ام الجماهير (الغير واعية والغير مٌشارِكة)؟
كيف نحل هذه المعادلة؟
نريد اقتراحات محددة وواقعية وبرامج عمل… وليس الحديث عن العموميات والكليات بدون تقديم اي حلول او مقترحات عملية وجادة من “النخب” الإرترية…
هناك عدة نقاط اساسية يجد اتباعها في جميع اعمالنا سواء كانت سياسية اجتماعية او نقابية وهي:
- اهداف واضحة ومحددة من اجل مصلحة الشعب والوطن
- الشرعية
- الشفافية
- المسائلة
- العمل الجماعي
- الإنسان المناسب في المكان المناسب (القوي الأمين)
- الإرادة القوية والعزيمة
- مشاركة الجميع (جميع فآت المجتمع) بدون اقصاء او تهميش اي طرف
- التنسيق والعمل مع الداخل الإرتري
- اعلام وطني وقوي يعمل من اجل توعية ووحدة الشعب الإرتري
العصابات المتحكمة في ارتريا يرتكبون بإستمرار اخطأ كبيرة ومتكررة… ولكن المعارضة لا تستفيد منها ولا تستغلها لأنها غير موجودة ومشغولة بخلافاتها الداخلية… لأن:
- السراعات والخلافات الداخلية بين الأفراد والتنظيمات كبيرة وجدية، تجعل من المعارضة خاملة (وهذا اكبر واهم سبب الفشل).
- مخترقة من النظام (من 03)
- اثيوبيا لا تريدها ان تتقدم ويكون لها كيان مستقل وقوة ضاربة… لذا كل ما تتقم تخلق لها عراقيل.
على سبيل المثال… لماذا لا نعمل علاقات مع دولة قطر وقناة الجزيرة بعد ان وقف النظام الرخيص ضد قطر مع دول الحصار؟ لماذا لا نستفيد من هذا الواقع الجديد؟
لماذا لا نتحاور مع جيبوتي وننطلق من هناك اذا هو ممكن؟
لماذا لا نعمل علاقات مع المعارضة السودانية ضد نظام البشير المتأسلم؟
لما لا نعمل من اجل “مجلس وطني” قوي وفعال من خارج اثيوبيا؟
كيف نستطيع ان نعمل وننشط في السودان وفي المعسكرات؟
أدعو النخب الإرترية والأفراد ذوي الخبرة العملية العظيمة إلى تقديم مقترحات وحلول لحالتنا في معسكر المعارضة الإرترية … قدمت مقترحاتي المتواضعة على أمل إثراءها وتحديها من الأخرين وتشجيعهم للنقاش من اجل ايجاد حلول عملية ومجدية لمشاكلنا المزمنة.
للحديث بقية ان شاء الله.
*** من المحرر
لكبر حجم المداخلة اضطررنا ان ننشرها في صورة مقال.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=41974
لنا في مجال السياسة الكثر من ينظرون لها ويتشبثون بأفكارهم حتى آخر قطرة من دمهم وآخر شهقة وزفير لهم بإختصار شديد حتى آخر رمق من حياتهم — لنا الكثر من السياسيين الذين لا يستمعون للآخر على الاطلاق — معجبون بصوتهم الوحيد الأوحد فقط (لايختلفون عن اسياس في ذلك) — ولنا الكثير من مآدب السياسة حتى التخمة و التي إملئت من بقاياها حتى حاويات النفايات
التفكير خارج الصندوق المطلوب حاليا هو فعل يقلب الموازين رأسا على عقب — مثل هذا الفعل ليس بمستحيل ولنا في عواتي مثال حي — عندما سدت أبواب السياسة فجر عواتي الثورة من أدال — واليوم ثورة عواتي الثانية مطلوب تفجيرها من داخل أسمرا وليس من خارجها — ومن يقود ثورة عواتي الثانية يستحق أن يلقب بــ “عواتي الثاني – وقيادات ثورة عواتي الثانية” —- أفضل شيء في حلحلة القضايا هو أن تبدأ بأصعبها بدل تشتيت جهدك في القضايا الهامشية
الأخوة محمد رمضان ومحمد اسماعيل هنقلا وعامر ابو محمد
بعد التهاني والتبريكات (المتأخرة قليلا) بحلول عيد الأضحى المبارك وأعياد سبتمبر المجيدة
تغمرني السعادة الوفيرة حين أرى هذا الإهتمام المقدر منكم فيما خصّ المجلس الوطني، هذا الكيان الذي أراه آخر الكيانات الإجماعية الإرترية، ومن ثمّ وجب التمسك به لحين إيجاد ما هو أفضل منه، وبنا ءاً على ذلك أرجوا منكم ومن كلّ من يحمل كل أمل لمجتمعنا أن لا يتوانى عن بذل قصارى جهده للوصول بالمجلس إلى مرحلة التمكن. وذلك بتقديم الأفكار التي تعمل على تنشيطه وتفعيل أدواته والإستفادة من وثائقه النموذجية.
الإقرار بوجود مشكلة أو مشاكل أو مرض لا يعني بأية حال إعلان الوفاة ومن ثم تهرع به إلى حيث يتم معالجته وإعادته إلى الزخم السياسي الذي ولد من خلاله.
وفي هذا الشأن ستكون لي مساهمة لاحقة بإذن الله.
وتقبلوا كل شكري وتقديري
ب.ب
الاستاذ عامر ابو محمد
بعد التحية،
اصرارك على تقديم مقترحك بكل جراة ووضوح يؤكد جديته والحاجة اليه. وبما انك والاستاذ هنقلا قد بداتما الحوار فاننا نرى استمرار حواركما حتى توصلانا الى نتيجة قد تكون نقطة انطلاق لنا في المستقبل
نعم كلاكما قد كشف قتامة الواقع وضبابية الرؤية وفقا لمعطيات اللحظة ولكن المقترحات التي ارى واحس فيما تقولان تثبت لي ان بينكما عمل قوي لاخراج مفهوم ورؤية ما خارج الصندوق ومن ثم نفاجئ نفسنا ونفاجئ كيان الدمار الشامل الجاثم على صدورنا داخل بلادنا.
انتما من رموز الامل فافعلا ما باستطاعتكما والله الموفق.