الى جنات الخلد احمد سويرا ايقونة الثورة الإرترية
صالح ابراهيم انجابا
غادرنا الى مثواه الأخير فى 19/11/2016م بعد ثمانون عام من العطاء المتواصل دون كلل وملل المناضل والأب والإنسان والرمز احمد اسماعيل احمدين الملقب باحمد سويرا. ولد فى عام 1936م فى اكلوغزاى وبالتحديد فى منطقة سويرا . بدأ عطائه النضالى منذ خمسينيات القرن الماضى وكان ثورياً منذ نعومة اظافره وبواكير عمره الذى قضاه متجلداً وحاملاً هموم ارضه وشعبه. التحق بحركة تحرير ارتريا فى 1959م , حتى صار قياديا بارزاً لعب دورا فى تاطيرها وتنشيطها وتجنيد الشباب من اجلها فى كل المدن الإرترية . ولم يقف من الكفاح حين افل نجم الحركة بل واصل رحلة الصمود مع جبهة التحرير فى سبعينيات القرن الماضى واخيراً مع التنظيم الموحد.
سويرا رحمه الله كان من ضمن الذين سلمهم الرئيس عبود الى الإمبراطورية الإثيوبية ولكنه لم ينكس الرأية ولم يرضخ بالرغم من المشا ق الذى تكبده فى يد السلطات الإثيوبية وعاد شامخاً وسامقاً الى السودان ليواصل رحلة المد الثورى . اسس فى الخرطوم جمعية ابناء ارتريا التى جمعت الأرتريون فى حضنها ومدتهم بالزخم الثورى وربطتهم بالوطن المغتصب وعلمتهم معنى الإرتباط بالثورة والهوية والجذور . الفارس المغوار كان طموحاً فى طرحه الوطنى وكبيرا فى فكره الذى دفعه للمرة الثانية فى تأسيس جمعية المبادرة الإرترية والتى تحولت الى مركز سويرا لحقوق الإنسان,
بعد الإستقلال عاد رفاقه من اعضاء التنظيم الموحد الى ارتريا بدواعى ان ارتريا استقلت والان وجب العمل فى اطار الحكومة الإرترية ولكنه كان ثاقب النظرة وقارئاً متعمق لفهم مجريات الأمور ومتمسكاً بمبادئه فكان الوحيد الرافض للعودة فى قبضة الديكتاتورية الحارقة لكل الأهداف التى من اجلها استشهد رفاق الدرب. كابد ضراوة الحياة بعزيمة لا تلين بالرغم من المرض والام الكبر تمسك برسالة رفاقه من الرعيل الأول وظل يضئ كشمس تكشف عورات النظام الظالم ولم يسأل احد اويشكى همومه واحتياجاته لأحد بل كان متواضعا شامخاً كشموخ تاريخه الذى سطره فى صفحات نضالنا ولعمرى هذه من سمات العظماء والزُّهاد الذين جُّل همومهم السعى وراء الأهداف النبيلة .
كل من يعرفه او من عايشه بقرب يصفه بالرجل الهادئ الذى يحسسك بانه اب او اخ او انسان يعرف معنى الإنسانية وتجده يسمعك ويفهمك ويقدر مكانتك مهما صغرت او كبرت وكان مستودع لمحطات نضالية خاضها طيلة حياته .
احمد سويرا رحمه الله شعلة انطفئت ولكن اثارها ستظل بيننا لأنه تاريخ ولأن التاريخ يحتاج لرجال مثله ليتوهج فى اروقة الزمن وانه بحر ذاخر باحداث صنعها فى رحلته العامرة .
احمد سويرا ايقونة الثورة الإرترية ورمز اً خالداً تقتدى به الأجيال القادمة.
ما يحزننى ويحزن كل احرار ارتريا لم يجد قبر يوارى به جسده الطاهر فى تراب بلاده ولكن بحمد الله دفن فى السودان الوطن الثانى والقريب الى قلوب الإرتريين بالقرب من الشهيد عثمان صالح سبى وليس بالمسافة البعيدة من قبر الشهيد عبد الله ادريس وارتريا الحبيبة حيث بإمكاننا زيارتهم لنقرأ الفاتحه او ندعوا لهم من قلوبنا والمفعمة بحبهم وحب ما قدموه لنا دون مقابل .
نؤكد لكل الذين يعتقدون الدكتاتورية ستسمر ,اننا على العهد وسنظل باسطون الأيادى على الزناد حتى نحقق امنيات الشهداء ونعيد الكرامة لشعبنا الصابر والقابض على الجمر.
الله يرحم ويغفر لكل الشداء ويتغمد شهيد الأمه احمد سويرا بواسع رحمته ومغفرته.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=38138
أحدث النعليقات