الى جنات الخلد ايها الرمز …. فى رثاء الشهيد عثمان “سيدي”
عمر ليلش – لاهاى
من يوم سماعى للنعى الأليم الذى كان يحمل فى طياته خبر انتقال الشهيد الرمزالوالد / عثمان محمدعبدالله
المعروف بعثمان سيدي الى مثواه الأخير ملتحقا بالأنبياء والصديقين والشهداء كنت بصدد كتابة هذا الرثاء عن الرمز الراحل” رحمه الله” لكن الوقت لم يسعفنى وايضا لا اريد كتاباته كأى موضوع وخاصة ان الكتابة ليست فقط عن رمز من رموز الشجاعة والوفاء ولكن وبكل بساطة عن الشخص الرمزالذى اعلم اننى لن اوفيه حقا بالكلمات والعبارات والجمل …. فمهما كتبت وسطرت أعتقد إنني لم اكتب شيء!
كانت ميادين الحرب ومواجهة العدو هى مقر اقامته التى اعتاد (رحمه الله ) بأن تكون عنوان لنمط حياته …..والعمليات الفدائية تعبيرا للشجاعة التى كان يتحلى بها ودليل على حب الوطن.
فلا زلت اذكر زياراته السريعة التى كا يقوم بها فى كل من كسلا والقضارف وبورتسوادان لأسر الشهداء والمقاتلين بمجرد وصوله من الميدان ليس لقضاء عطلة قصيرة عند زوجته المناضلة الصابرة الصبورة فاطمة وابنائه آنذاك عبدالله وعبد القادر ولكن كان قدومه دائما لأداء مهمة عسكرية ونضالية … وكان يرى ان برامج زياراته تلك لأبناء الشهداء والمقاتلين والتى كانت على حساب اوقات راحته ورؤية ابنائه هى اعظم مهمة سيقوم بها من المهام التى كلف بها.
فهكذا عرفنا فقيدنا الرمز الراحل عثمان “سيدى” …
نعم و بصراحة كان لنا كأبناء الشهداء والمقاتلين الرمز لتضحيات ابائنا ، والقائد فى مواصلة مشوارهم ، حيث لم تمر زيارة والا قال فيها هذه العبارات :( اعدكم ان اكون واحد من اولئك الذين سيواصلون مشوار التضحية والنضال والعطاء الذى رسم طريقه اباؤكم) …. نعم ما زلت اذكر كلماته هذه التى هى بدورها غرست فينا و للأبد حب الوطن و روح الثورة والنضال والكفاح والعطاء والتضحية من اجل هذا الوطن الذى له كلا ولاؤنا … وهذا ما يجعلنى ان اسميه الرمز والقائد البطل….،
نعم ايها الأحباء …. نعم ايها الشرفاء ….. نعم ونعم ، فقيدنا الرمز الراحل(رحمه الله) كان القائد … ولأبناء الشهداء والمقاتلين كالوالد ….. وبالتضحية والوفاء خالد ….. وكان حازم ليكون نصره للنصر عازم….. كان يهتم بالكيان ولا يهمه فلان كائن من كان…. كان رجلا بمعنى هذه الكلمة قولا وفعلا. فقد كان صريح اللسان … لا ينتظر مديح إنسان .. يقول الحق في أي شيء كان … إنه رمز الصراحة
لا زلت اذكر قوله الذى كان ينادى به ايام المغريات فى اصعب الظروف المعيشية التى كان يمر بها ابناء الشهداء والمقاتلين اثر الأزمة المالية التى كانت تمر بها جبهة التحرير الأرترية التى كان هو احد رموز شرفائها ، حين حاول بائعى الضمائر الذين احترفوا حرفة السمسرة فى النضال فى ترويج بضاعة الأستسلام والقبلية والأقليمية…. نعم ما زلت اذكر له قول وكان ينادى به قائلا: بالقلوب نحارب الجيوب …. نعم هكذا كان يقول وللأسف وبعض كل تلك التضحيات منه ومن امثاله الشرفاء …. كم وكم فى ابناء وطنى قد كثرت العيوب.
بصراحة” وبصراحة……. “
وبقلوب مؤمنة نقول اننا قد فقدناه …وفقد الوطن اكفأ رموزه …. فقدناه وعرفنا حجم المعانه …. نعم فقدناه ونقول رحمه الله استشهد الرمز …. وبالجنة نلقاه ان شاء الله. ………
رحمك الله أبى عبدالله …. رحمك الله يأيها القائد …. رحمك الله يا رمزنا ….. فلازلت بقلوبنا خالد …. رحمك الله يا شهيدنا عثمان “سيدى” وان شاء الله فى جنة الخلد خالد ….. ومع رفاقك الشهداء الأبرار دائما متواجد…..
وعذرا ايها الرمز الشهيد ، فأننى مهما كتبت عنك فلن اصل الى وصف ما اريد…. لأننى منذ عرفتك كنت اعلم انك ستموت شهيد ولذا فهآنذا ابكيك بعينى وقلبى واقول لك مخاطبا لك:
يا رمز الوفاء والأخلاص لقد افتقدناك ولكن ذكراك العطرة ستبقى بيننا نستمد منها قوة الفداء والأيمان والتضحيةولذا لا ولن انعيك لأنك شهيد والشهداء لا يموتون ، فهنيئا لك بجنة المأوى ونهر الكوثر و اسأل الله ان يهبك كل ما وهبه الى عباده الصالحين الذى قال فيهم ، بسم الله الرحمن الرحيم ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) وان العين تدمع والقلب يحزن واننا لفراقك لمحزنون
اسأل الله ان يلهمنا جميعا وخاصة زوجك فاطمة وابناؤك يا ابا عبدالله الصبر والسلوان وحسن العزاء ..آمين
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=9277
أحدث النعليقات