اليوم العالمي لحرية الصحافة
احتفل العالم في الثالث من مايو الجاري بالذكرى السنوية لليوم العالمي لحرية الصحافة ، ويعود تاريخ اليوم العالمي لحرية الصحافة إلى مؤتمر عقدته اليونسكو في (ويندهوك ) في عام 1991 في الثالث من أيار مايو وقد اعتمد إعلان (ويندهوك) التاريخي لتطوير صحافة حرّة ومستقلّة وتعدديّة.ولهذا يحتفل العالم هذا العام بالذكرى الثلاثين باقامة بعض الفعاليات لاحياء ذكرى اعتماد اليوم العالمي لحرية الصحافة. يحتفل العالم بهذه الذكرى وحرية الصحافة منتهكة فالمئات من الصحفيين في سجون العالم المختلفة ليس لذنب اقترفوه ولكن لنشر الرأى الاخر وعكس مشاهداتهم كما يرونها ويحللون ما يدور من حولهم ، والعديد من الصحفين والاعلامين ومراسلي القنوات والصحف فقدوا ارواحهم في ظاهرة تنم القمع المفرط للصوت الحر فكانت الاراضي الفلسطينية المحتلة والعراق وافغانستان شاهد على وحشية الالة العسكرية التي تحاول اسكات الاصوات الحرة. وان وطننا الجريح ارتريا لم يكن استثناء ان لم يكن الاسوء ، وان عددا مقدرا من الصحفين واصحاب الرأي يقبعون في زنازين نظام الطاغية اسياس دون محاكمات ، فارتريا الفتية التي دحرت الاستعمار الاثيوبي في الرابع والعشرين من مايو 1991م بعد نضال مرير استمر لثلاثة عقود وضعت اقدامها على اول عتبا سلم بناء الدولة الوطنية التي تحترم مواطنيها وتعمل على اسعادهم او هكذا كان المأمول باعلان الاستقلال الوطني المستحق، فكانت تجربة الاعلام المستقل الذي فتح الابواب مشرعة نحو الانفتاح على الرأى الاخر بعد ان كان اعلام الدولة والتنظيمات الوطنية في حقبة الكفاح المسلح احاديا ، ولكن وعلى الرغم من حداثةالتجربة الصحفية والاعلام المستقل الذي بدأ في العام 1997م استبشر الارتريون بان الوطن اخذ يخطو في الاتجاه الصحيح ، صدرت في تلك الفترة عدد من الصحف المستقلة لعبت دورا كبيرا في تبصير الناس وكان التجاوب والتفاعل كبيرا ، ولكن سرعان ما افل ذلك النجم بمصادرة دور الصحف والزج بالصحفين في غياهب المعتقلات في سبتمبر 2001 تلك الفترة المعروفة في وسائل الاعلام العالمية بتحرك مجموعة ال15 والتي شملت الاعتقلات وقتها كبار رجالات التنظيم والدولة بما فيهم الرجل الثاني في الدولة انذاك محمود احمد شريفو. اهمية حرية العمل الصحفي تمثل اساس الاحترام لاراء الاخرين في وطن تتلاقح فيه كل الافكار والاراء الامر الذي يمثل ثراء حقيقيا تنمو فيه الافكار وتطور الثقافة ، فالدول التي تحترم شعبها تتيح المجال للصاحفة الحرة المستقلة ، وفي عصرنا الحاضر أصبح العالم قرية واحدة ولم يعد الحجر على الرأى مجديا لان الجميع يمكنه التواصل مع العالم الخارجي وايصال فكرته ومعاناته ، فعالم منصات التواصل الاجتماعي والتلفونات الزكية لم يدع مجالا لمقص الرقيب ، ونحن نتابع الان ما يجري في العالم من حروب ودمار وتطور وتنمية من جانب اخر دون الحوجة الى توجية وسائل اعلام الانظمة القابضة ، فالمنصات اصبحت وسيلة الوعى والتعلم حتى ، ونستدل بالبدائيل التي اوجدتها التكنلوجية الرقمية في التواصل للحد من الاحتكاك بين البشر في مواقع الخدمات العامة كالمدارس والمستشفيات ابان جائحة كرونا.. وسهلت بالمقابل من التواصل مع تلك المؤسسات. التحية لكل المغيبين من الصحقين في سجون الدكتاورية والرحمة لمن انتقل منهم.
علي محمد صالح شوم
04/05/2023م – لندن
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=46800
أحدث النعليقات