الي جنات الخلد أبا الأمين
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)
ببالغ الحزن والأسى العميقين تلقيتُ خبر وفاة المغفور له بإذن الله الشيخ الورع والمهندس القامة حامد يوسف مالك شيخ، وداعاً أيها ألشيخ الوقور، التقي النقي، الخلوق الودود، صاحب الصوت الشجي الذى كان يبكى من يؤمهم فى المساجد الكبيرة خاصة في شهر رمضان المبارك.
لا نزكيه على الله، فقد كانت خاتمته حسنة، سهلة، وميسرة، حيث اختاره الله بعد أن صلّى في مسجده بالمصلين صلاة الفجر ولبّى النداء في وقته وساعته. وكان خبر رحيله فاجعة لكل من عرفه أو جالسه أو صلى خلفه، فقد كان نعم الأخ ونعم الأب، طيب الكلام، حسن المعشر، سمحاً في تعامله طيب المعاشرة مع الكبير والصغير، الرجال،النساء والشباب.
لقد فقده أهله وأقاربه وأصدقائه وأحبابه خاصة، والمجتمع الإريتري بجميع فئاته عامة، رجلاً قضى حياته في خدمة مجتمعه وتَلمُس أحواله، فقد كان يرعى الأيتام ويكفل الأرامل ويعين المحتاجين. قضى حياته ساعياً في عمل البر والإحسان، صواما قواماً حيث كان يحرص على الصيام خاصة في الأشهر الحرم، لترتقي روحه إلى بارئها في خواتيم شهر محرم، نسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسانته.
تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله واجعل قبره روضه من رياض الجنة، اللهم اغسله بالماء الثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واجعل مسكنه الفردوس الأعلى. اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفراناً، والقه برحمتك ورضاك وقه فتنة القبر وعذابه. اللهم حل روحه في محل الأبرار وتغمده بالرحمة آناء الليل والنهار برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم انقله من ضيق اللحود والقبور إلى سعة الدور والقصور (فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ، وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ، وَمَاء مَّسْكُوبٍ، وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ، لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ)، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. اللهم اجعلنا وإياهم من عبادك الذين تباهي بهم ملائكتك في الموقف العظيم وارزقنا حسن النظر إلى وجهك الكريم مع الذين تجرى من تحتهم الأنهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وبحمدك وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين وألهم آله وذويه وأبنائه وبناته ومحبيه الصبر وحسن العزاء (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).
عيسي سيد محمد
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=46866
أحدث النعليقات