الي متي تظل صامتاً في وجه الظلم؟
لتسعة أعوام متتاليات نقاوم ونرفض مايسمي المهرجان الثقافي الأرتري بمدينة ملبورن.. نحن نرفض المهرجان لأنه يعبر ويرمز الي النظام الحاكم في أرتريا.. هناك جملة من الأسباب والمواقف تدفعنا لمعارضة نظام “هقدف” بأسمرا، من بينها سياسة القتل دون محاكمات وإختطاف الناس من الشوارع والبيوت وتغييب الأبرياء في السجون والمعتقلات لسنوات طويلة ومصادرة الأراض والممتلكات وغيره الكثير.. إننا حين نتظاهر نبلغ موقفنا ورسالتنا الي النظام الأرتري مباشرة وذلك ليعود الي رشده ويتخلي عن سياساته وتصرفاته غير المسئولة التي أدت الي فشل ذريع بمختلف مناحي الحياة ببلادنا أرتريا.
نحن ننتهز كل عام فرصة تواجد مسئولي النظام في ملبورن لنعلن أمامهم غضبنا وعدم موافقتنا لتوجهاتهم وسياساتهم وفي ذات الوقت نركز أيضاً علي أولئك الأرتريين الذين يعيشون في دول المهجر والممتنعين عن مواجهة القمع ورفض الظلم المتزايد في أرتريا.. إن الأرتريين الذين هاجروا الي أروبا وأمريكا وأستراليا وكندا ونيوزيلاندا تحديداً تقع امامهم مسئوليات شخصية وأخلاقية ووطنية.. إن السبب الرئيسي لهجرتهم لهذه البلدان هو المعاناة والآلآم الذي كابدوه في بلدهم الأصلي بسبب الإستعمار الإثيوبي أولاً والنظام الأرتري تالياً وعليه بعد أن تذوقوا طعم الحرية وأستظلوا بالأمن والعدل في بلدانهم الجديدة هم مطالبون الآن بأن يتمنوا الخير لأهلهم وأن يسألوا أنفسهم ألآ يستحق الشعب الأرتري هذه الحياة التي يعيشونها؟؟.. إن من واجب كل أرتري حر وشريف أن يتمني الخير والسلام والعدل لبلده وأن يتحسس معاناة شعبه هذه المعاناة التي دفعته ليلتمس طرق النجاة.. إن مقياس إنتماءنا الي أرتريا وشعبها هو مدي تألمنا لمعاناة هذا الوطن الحبيب وهذا الشعب الأبي.
علي الرغم من أن الجميع يدرك الأوضاع المؤلمة والظروف الإستثنائية والقاسية في أرتريا يمكن أن نذكر في هذه الصانحة ببعض منها:ـ
- · شباب لا حصر لهم حرموا من الحق في التعليم وأجبروا علي الخدمة العسكرية لسنوات مجهولة وبعضهم لم يعد من هذه الخدمة وأختفي أثره نهائياً. لقد ضاعت أجمل سنوات عمرهم وعموم مستقبلهم في الخنادق.
- · أنتهكت آدمية آباءنا وأمهاتنا وجرجروا وأذلوا وضربوا في الشوارع ثم رمي بهم في الزنازين بسبب اتهامهم الباطل في مساعدة ابنائهم للهروب من يد النظام وبسبب عجزهم عن دفع الغرامات الباهظة مقابل حريتهم.
- · قادتنا الدينيين وأساتذة ومعلمين أجلاء أعتقلوا لسنوات طويلة وعذبوا بيد سفهاء النظام ومازالوا يعانون من وطأة الأقبية وظلام الزنازين، وبعضهم لقي حتفه بسبب التعذيب.
- · مناضلين وسياسيين معروفين محتجزين لسنوات في أماكن مجهولة بسبب مطالبتهم بسيادة القانون وإحترام آدمية الإنسان.
- · تمت مصادرة أراض شاسعة من يد أصحابها بصورة غير قانونية والإعتداء علي ممتلكات شعبنا دون وجه حق.
- · الإعتداء علي المحصول الزراعي وفرض عقوبات مجحفة علي أصحاب المزارع .
- · رفض قبول المساعدات الإنسانية والتنكر للتعاطف العالمي مع محنة شعبنا والمكابرة علي أن ارتريا بخير وإعطاء صورة مزيفة عن الواقع الأليم.
هذه بعض الأمثلة من الأهوال والمصائب التي حلت ببلادنا بسبب النظام الفاسد.. إننا نناشد أصحاب الضمائر اليقظة والنفوس السوية التي تحركهم الحمية الوطنية والغيرة الأرترية ليقولوا لا وألف لا للنظام الحاكم في أسمرا.
مظاهرة ملبورن التاسعة فرصة أخري للجالية الأرترية بأستراليا لتعبر عن إنتماءها الأسمي للشعب الأرتري البطل ولتؤكد انها سلالة شعب عظيم معروف عنه رفضه للضيم والظلم والهوان.. شعب عواتي المشهور بعناده في وجه القساة المجرمين.
اللجنة المنظمة لتظاهرة ملبورن.
31 ديسمبر 2010
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=10154
أحدث النعليقات