انتخابات بمنطقة منتجة للنفط في السودان تثير مخاوف من العنف
كادقلي (السودان) (رويترز) – أدلى الناخبون السودانيون بأصواتهم يوم الاثنين في انتخابات مؤجلة بالولاية النفطية الرئيسية في شمال السودان يخشى محللون ان تثير اعمال عنف مع بدء العدء التنازلي لانفصال الجنوب في يوليو تموز.
كما جذب التصويت على منصب الوالي في جنوب كردفان الاهتمام العالمي لان المرشح عن الحزب الحاكم في الشمال هو احمد هارون المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية في تهم تتعلق بجرائم حرب في اقليم دارفور.
وصوت سكان جنوب السودان المنتج للنفط بأغلبية ساحقة لصالح اعلان الاستقلال في استفتاء اجري في يناير كانون الثاني نص عليه اتفاق السلام الذي ابرم عام 2005 وانهى حربا اهلية استمرت عقودا مع الشمال.
وستظل ولاية جنوب كردفان في الشمال بعد الانفصال. لكن كثيرا من سكانها خاصة في منطقة جبال النوبة قاتلوا الى جانب المتمردين الجنوبيين خلال الحرب الاهلية ويخشون من ان يستهدفوا في شمال السودان بعد الانفصال.
وتتهم الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في الجنوب بالفعل حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال باستخدام ميليشيات لترويع الناخبين.
وقال المحلل السياسي علي فيرجي “اذا فشلت انتخابات جنوب كردفان فربما تتسبب في عنف محلي …وتزعزع استقرار الولاية.”
اما المحلل السياسي السوداني الطيب زين العابدين فقال ان الوالي الحالي هارون سيفوز بالتصويت على الارجح.
وقال “الحركة الشعبية لجنوب السودان لن تقبل النتيجة كي يتسنى لها تعبئة الميليشيا التابعة لها. اعتقد انه قد تحدث بعض الاشتباكات.”
وكان مراقبون دوليون للانتخابات من مركز كارتر اعربوا الشهر الماضي عن قلقهم من تراجع عملية التسجيل في الانتخابات التي تشمل ايضا التصويت على مقاعد برلمان الولاية.
وتعتزم الحركة الشعبية لتحرير السودان البقاء في الشمال كحزب معارض بعد الانفصال وتدفع بعبد العزيز الحلو ضد هارون في السباق على منصب الوالي.
ومن المقرر ان تفقد الخرطوم السيطرة على ما يصل الى ثلاثة ارباع انتاج البلاد من النفط البالغ 500 الف برميل يوميا عندما ينفصل الجنوب.
وتمتلك جنوب كردفان اغلب الحقول المنتجة المتبقية في الشمال. كما انها من الولايات الرئيسية بالنسبة للخرطوم لانها قريبة من دارفور ومنطقة ابيي المنتجة للنفط على الحدود مع الجنوب وهي نقطة اشتعال اخرى محتملة بين الجانبين قبيل الانفصال.
كتب فيرجي في تقرير “تظل جنوب كردفان احدى اكثر مناطق السودان تسليحا …ثمة تقارير موثوق فيها عن حشود عسكرية في الولاية فيما يرتبط الى حد بعيد بالوضع في ابيي القريبة.”
وكانت انتخابات جنوب كردفان مقررة اصلا في ابريل نيسان من العام الماضي لكنها ارجئت بعدما اتهمت الحركة الشعبية لتحرير السودان الخرطوم بالتلاعب في تعداد السكان وفي استعدادات اخرى للتصويت.
وفاز الرئيس السوداني عمر حسن البشير العام الماضي بانتخابات ابقته في السلطة كما حقق حزبه المؤتمر الوطني فوزا كاسحا في الشمال.
وفي كادقلي اعرب المواطنون عن املهم ألا تندلع اعمال عنف.
وذكرت امرأة قالت إن اسمها ثريا أن “الانتخابات ستمر بهدوء مثل انتخابات الرئاسة تماما. في ذلك الوقت كان الناس قلقون بشأن القضية لكنها اجريت بهدوء.”
(شارك في التغطية اولف ليسينج في الخرطوم)
من الطيب صديق
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=13489
أحدث النعليقات