انتكاسة مفاجئة في علاقات أسمرا والخرطوم
استقبال حافل للترابي في اسمرا يغضب المؤتمر الوطني
رصد – مركز “الخليج” للدراسات والإعلام بالقرن الأفريقي 27/10/2005
انتكست علاقات التطبيع بين أسمرا والخرطوم إثر الزيارة المفاجئة التي قام د. حسن الترابى، الأمين العام للمؤتمر الشعبي المعارض إلى اسمرا يوم الثلاثاء الماضي ، وأجرى خلالها لقاء مع المسئولين الإريتريين في مقدمتهم الرئيس الإريتري إسياس أفورقي وقادة الجبهة الحاكمة في إريتريا التي توصلت إلى رؤية مشتركة حول عدد من القضايا على الصعيد التعاون الثنائي، وتم الاتفاق على آلية الحل لأزمة دارفور والشرق وإيجاد حل شامل.
وكشفت مصادر عليمة للمركز إن المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم اندهش من اللقاءات التي شهدتها أسمرا بين المؤتمر الشعبي والحركات المسلحة في غرب السودان. وطلبت الخرطوم إيضاحات من أسمرا نتيجة تلك التحركات التي اعتبرتها الخرطوم بأنها التنصل من اتفاقية التطبيع ووقف العدائيات التي توصل إليها المؤتمر الوطني مع الجبهة الشعبية خلال الشهر الجاري.
وذكر المصدر إن المؤتمر الوطني أخطر الجبهة الحاكمة في أسمرا بتأجيل زيارة وفدها إلى إرتريا. احتجاجاً على أنشطة الحكومة الإرترية، وإنهم نقلوا استيائهم من التحركات الأخيرة التي تمت في أسمرا بين عدد من الأحزاب والتنظيمات التي تعتبرها الخرطوم معارضة لها تشكل تهديد لعملية السلام والاستقرار في السودان، واتهم المصدر الجبهة الحاكمة برعاية تلك الأنشطة المعادية التي تستهدف المؤتمر الوطني.
ويعتقد المراقبون إن أنصار التطبيع داخل المؤتمر الوطني وبقية القوى السياسية قد تلقت صفعة موجعة من لقاءات أسمرا الأخيرة. وأعطوا مساحة لأنصار إيقاف التطبيع مع النظام.
كما يعتبر المراقبون إن استقبال الحافل للدكتور الترابي من قبل الحكومة الإرترية وفي مقدمتهم الرئيس الإرتري إسياس أفورقي قد أحدث استفزاز مباشر لصقور المؤتمر الوطني على خلفية الصراع داخل المؤتمر الوطني الذي انتهى بالخلاف المعروف بين القصر والمنشية.
ويتوقع المتخصصين في العلاقات بين أسمرا والخرطوم أن تعيد زيارة الترابي إلى اسمرا العلاقة بين الحكومتين إلى المربع الأول، إلا أن المؤتمر الوطني يعتبر العلاقات مع الشعبي من المحاذير.
ويتنبأ المراقبون أن تشهد العلاقات مزيد من التوتر في الأيام القادمة وتصعيد جديد في العلاقات والعودة إلى دائرة الاعتراك الإعلامي سيبث غداً التلفزيون السوداني برنامج خاص عن اللاجئين الإرتريين وسوف يكون رد فعل غاضب من اسمرا .
وسوف تعتبر أول رد مباشر من الخرطوم على زيارة الترابي لأسمرا التي وقعت معه عدد من الاتفاقيات تعاون تعطي البعد الاستراتيجي بين المؤتمر الشعبي والجبهة الحاكمة في إرتريا التي حشدت كوادرها للاستماع إلى محاضرة الدكتور الترابي الذي ألقى محاضرة انحصرت للقيادات السياسية فى الحزب الحاكم الاريترى. في خطوة تعكس إلى تجاوز ملفات الخلافات السابقة وتغيير مفاهيم كوادر الجبهة التي أسست على استعداء الجبهة الإسلامية وخاصة د/ الترابي الذي تحدث في ندوة مطولة بقاعة العمال فى اسمرا، وطرح الترابى خلالها مشروع وحدة دول القرن، وركز على الوحدة المستقبلية للسودان واريتريا واثيوبيا، داعيا الى ازالة العوائق التى تمنع تلك الوحدة.
وأكد ان تحقيقها نموذج يحتذى لافريقيا والعالم ونبه الترابى الى مزايا ربط تلك الدول بشبكة اتصالات ونقل وخطوط انابيب بترولية.
واتهم الترابى ما اسماها بالدول المعادية بممارسة ضغوط على دول المنطقة والتسبب فى حالة التوتر بينها.ونفى ان تكون بين تلك الدول من تحتضن اى بؤر للارهاب .
واشار الى ان ذات المصطلح، نتج عن ممارسات وضغوط لتلك الدول مما يولد ردود الفعل العنيفة تلك .واكد ان الغرب يتحدث عن الارهاب من منطلق كراهيته للإسلام ليس إلا. حيث أقام مفتي الديار الشيخ الأمين عثمان مأدبة الإفطار للشيخ الترابي في أسمرا. ولاحظ المراقبون إن د/ الترابي تحدث خلال زيارته لأسمرا في إطار استراتيجية في علاقاته مع التنظيمات المسلحة في دارفور. وجدد استراتيجية العلاقات بين دول الإقليم وتفادي الدخول في نزاعات بين أسمرا وأديس، وخفف حدة انتقاداته من أسمرا وبحسابات الربح والخسارة، حقق الترابي مكاسب سياسية ، فيما خرجت الجبهة الحاكمة أكبر الخاسرين، وكذلك مهندسي التطبيع في الحكومة السودانية مع أسمرا.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4718
أحدث النعليقات