انحناء شمس تاريخ ارتريا نحو أدال اجلالا واكبارا للرعيل الأول

 

محمد اسماعيل هنقلا
ملبورن

هذا اليوم لم يكن طبيعيا ، البومه تحملق وتوزع نظرات الشؤم يمينا ويسارا ، رغم امتلاء المكان بشعاع الامل وتزداد رقعة الأمل كل يوم جغرافيا وديمغرافيا..وتخرج القضية على الملأ متزينة بلون البحر ، و امواج البحر تزداد ضحكاته ، كلما أخضر غصن الزيتون. هذا هو الأمل يزحف خطوة خطوة نحو الشمس ، والشمس لاتمانع هذا اللقاء اذا توفرت الشروط .. لا من حيث المكان والزمان ..

تحضيرا لهذا اللقاء اصطف طابور الصباح كعادته من أجل ترتيب كل الامور العسكرية والسياسية، لأن المشوار يحتاج الى زاد من هذا النوع ، زاد مادي ومعنوي . وينصرف الطابور كعادته بعد تحية العلم وتجديد القسم ، قسم غسيل العار الذى لحق بالوطن ورموزه . هذا الصباح كان الصوت منخفضا لم يفعل كما كان يفعل هدير شلال الصوت كباقي الايام ، كان في السابق يلامسة سقف أعمدة الثورة الملاصق أشعة الشمس .اما اليوم الصوت لم يعرف هذا الانخفاض منذ أن بدأت مارشات العمل النضالي ، من ادال إلي هذه اللحظة . إنها لحظة تلون المشهد بلون السواد ….
يخرج من وسط هذه اللحظه الداكنه محمد ادريس حاج ، مرددا على مسامع زملائه المناضلين ، أنتبه… استعد ، يكرر بشكل آلي انتبه… استعد ..انتبه أستعد…هو ايضا لم تسعفه تجاربه ، وبسهولة أبتلعته بركة الاحزان ، رغم محاولاته السباحة عكس تيار اللحظه المخيمة بكل ثقلها . لم تشفع له المحاولات المتكرره ،ألتي قام بها . لان الجلل كان كبيرا جدا بحجم ، ووزن الوطن. قال لنفسه: يجب ان نواجه اللحظة ، و نتحلى بالصبر ولإرادة الصلبة .و ان شاء الله النصر حليفنا …وبسرعة أخفى حزنه…و تصرف بطريقته الذكية ، و أرسل نظراته الى وجه رفاقه حتى تحمل له شحنات الصبر والعزيمه . بدأ جولة نظرات الاغاثة بـ ( عثمان ابو شنب ومرت دون ان تتوقف لتشمل عمر ازاز – طاهر سالم – ديناى – دنقس أرى ثم توقفت فجأة قبل أن تكتمل الجوله . وردد سرا لا حول ولا قوة الا بالله. بهذه العبارات جمع قوتة النفسية والجسدية المشتتة في دهاليز الحزن ..وبدأ قائلا أسمعوا أيها المناضلون ، كما قال الشهيد عواتى : *طريق الثورة صعب وطويل ووعر .. وان هذه اللحظه تجسد هذا القول لان فقدنا بشكل مبكر دليل عمل الثورة . ثم كرر قول آخر حتى يشتت هذه الغيمة الداكنة : ولهذا نحن على ما نحن عليه ، تسير الامور خارج اردتنا .وان شاء الله تمر الأمور بسرعة ، وهكذا هو حال الثوار.. ان حتمية الانتصار تواجهها تحديات ولم تكن سهلة المنال ، ثم أضاف ، رغم هذا الصعاب ، اننا عازمون على المضى قدما فى درب النضال… تحت شعار الشهادة أو النصر .
تعالت الصيحات وتمايلت أشجار الدوم مع شعلة الثورة على شكل رقصة هيبو ، وتساقط ثمار الدوم منها نتجه هدير الاصوات ، وردود قول عواتى بصوت جماعي : *اننا عازمون على ابقاء شعلة الثورة مشتعله ، على الدوام ، حتى تحرير كامل تراب الوطني … ثم رفعوا الأكف ترحما على روح الشهيد..ورددوا الدعاء خلف محمد إدريس حاج :
– يارب أسكنه مع الصدقين والشهداء وأجعلنا من بعده خير خلف لخير سلف ، يارب أنصرنا على أعداء الامة. وبقية المناضل يردون وراءه.. آمين – آمين .. ومحمد ادريس حاج يكثر من الدعاء ..حتى اجتمعوا فى قول امين يارب العالمين، امين ……. ورددت معهم جبال ووديان ارتريا آمين ، آمين . ومات العدو رعبا من الدعاء المقرون بالعمل . وصعدت رآية النضال سلالم النصر عبر محطات تاريخ و توجت البلاد بمدالية رحيل المستعمر الى الابد….
هذا المقال نشر في فرجت ..2012 -9-6.

مرجع .. * كتاب عواتي حياته وبطولاته – المهندس – سليمان فايد..

 

 * كتاب عواتي حياته وبطولاته – مهندس سليمان فايد

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=25664

نشرت بواسطة في سبتمبر 4 2012 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010