انها اللحظة التاريخية التى طال انتظارها!
بقلم : محمد صالح مجاوراى
فى البدء لابد من الاشارة الى تاريخية وأهمية المؤتمر الوطنى للتغيير الديموقراطى الجامع الذى عقد مؤخرا فى حاضرة أواسا بأثيوبيــا. ولعل الذين حضروا المؤتمر وشاركوا فى فعالياته أدركوا أكثر من غيرهم تاريخية هذا الحدث وأهمية مخرجاته وأنهم كانوا يسطرون تاريخا سيكون له مابعـده. واعتقد أن أكثر مايبرز أهمية هذا المؤتمر هو تمثيله للاغلبية الساحقة من قوى المعارضة الارترية الفاعلة فى الساحة الارترية السياسى منها والمدنى. وكان منظرا جميلا ومؤثرا ان ترى رجالات الرعيل الاول بجانب شباب فى العشرينيات من العمر وأن ترى المسيحيين بجانب المسلمين وأن ترى القيادات السياسية العريقة بجانب قيادات منظمات المجتمع المدنى والمناضلين القدامى مع المناضلين الجدد. كلهم يحدوهم الأمل فى أن يخلصوا شعبهم من هذا الدكتاتور الذى جثم على أنفاس شعبهم لفترة طويلة. ومما يدل على مصداقية المؤتمر والمؤتمرين وانه يعكس فعلا تنوع الشعب الارترى وقوى المعارضة الارترية هو حضور وبروز اشكاليات هذا المجتمع فى فعاليات المؤتمر فكانت مسألة القوميات وصراع السلطة والثروة والتنوع الدينى وثنائية اللغة والثقافة كلها حاضرة فى تسيير المؤتمر وفى مناقشة الاوراق والترشيحات لشغل المناصب. ومع ذلك استطاع المؤتمر من تجاوزكل هذه الاشكالات واقرار الاوراق المقدمة ووضع خارطة طريقة واضحة وأخيرا انتخاب قيادة عمل موحدة للمرحلة القادمة.
الآن وقد تكونت قيادة المجلس الوطنى الذراع التشريعى وتكونت قيادة المكتب التنفيـذى الذى سيكون رأس الحربة لهذا العمل، أود أن أقول كلمة لهذه القيادة وأنا موقن بأن الكثيرين من أبناء الشعب الارترى يشاركوننى فى ذلك بلسان حالهم:
أرجوا أن تدركوا بأن عليكم مسئوليــة تاريخية كبيرة وثقيلة. يمكن أن أقول بدون أية مبالغة أن نجاح المعارضة الارترية وتغيير النظام الدكتاتورى يعتمد بشكل كبير على عملكم فى المكتب التنفيــذى. لابد أن تدركوا أهمية اللحظة التاريخية التى أنتم فيها. أنتم على رأس عمل سيشكل منعطف تاريخى فى مسيرة الشعب الارترى والظرف مهيأ لهذا التحول التاريخى كما لم يحدث فى أى وقت مضى ان أحسنتم القيادة وهذه بعض المؤشرات:
– فالشعب الارترى مهيأ للتغيير والتذمر وسط الشعب والجيش وصل أقصى حالاته.
– عندكم شرعية لتغيير النظام من أكبر تجمع نوعى ارترى يمكن الحصول عليه فى هذا الوقت ويمثل جميع أطياف الشعب الارترى بطوائفه وقومياته ومناطقه.
– القوى الاقليمية المجاورة لارتريا : اثيوبيا – كينيا – جيبوتى – الصومال فى موقف عدائى واضح مع النظام الارترى ( أكبر شاهد على هذا ماشاهدناه الاسبوع الماضى فى جلسة مجلس الأمن وكيف أن الرئيس الاثيوبى ملس زناوى والرئيس الجيبوتى اسماعيل جيلى ووزير خارجية كينيا – والصومال خاطبوا جلسة مجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية مغلقة وهم على قلب رجل واحد فى طاولة واحدة.
– أمريكا والاتحاد الأوروبى اتخذوا خطوات ملموسة فى مقاطعة ومحاصرة النظام.
– المناخ الاقليمى والعالمى (الربيع العربى) مهيأ لتغيير الانظمة الدكتاتورية أكثر من أى وقت مضى
كل العوامل المذكورة تعنى شئ واحد وهو أن التوقيت أكثر من مناسب لبدء عملية اسقاط النظام. ولكن هل نحن مستعدون؟
ماكنا نفتقده حتى هذا المؤتمر هو وجود قيادة موحدة وفاعلة للمعارضة تدرك أهمية توقيت المرحلة التى هى فيها وبالتالى تعمل على استنهاض الطاقات الموجودة وتستغل توافر العوامل التى ذكرتها لتحقيق نصر على النظام الدكتاتوري فى ارتريا.
الآن وقد تم انتخابكم لتكونوا هذه القيادة كما تم تزويدكم بخارطة طريق واضحة االمعالم تم الاجماع عليها من قبل كل المؤتمرين. فهل أنتم بعد ذلك على مستوى أمل ورجاء هذا الشعب فيكم؟
أن نجاحكم فى مهمتكم سيدخلكم التاريخ الارترى بأوسع أبوابه لتكونوا القيادة التى نجحت بعد العديد من حالات الفشل. كما أن فشلكم سيكون سقوطا مدويا. ليس لأشخاصكم فقط وانما لمن تمثلون أيضـا. الفشل فى هذه المهمة هذه المرة غير مطروح بل غير مقبول من قبل الشعب الارترى الذى عانى وانتظر طويلا حتى يتم تغيير هذا النظام.
لذلك نريد طريقة تفكير وسلك مسار يختلف عن المسار السابق الذى صارت عليه قوى المعارضة السياسية. نريـد خطوات طموحة لاخجولة ، خطوات تعكس الثقة بأنفسكم وبعدالة قضيتنا. ماعدتم تمثلون التنظيمات الصغيرة التى رشحتكم. انما أنتم اليوم تمثلون شعبا يريد اسقاط نظامه. فكونوا على قدر ذلك. نريدكم أن تخرجوا القضية من ملفات أجهزة الأمن الى وزارات الخارجية وكبار المسئولين فى الدول والبرلمانات. قودوا هذا المجلس الوطنى الارترى كما قاد مصطفى عبدالجليل المجلس الوطنى الليبى وكما يقود برهان غليون اليوم المجلس الوطنى السورى. تذكروا أنه على قدر أهل العزم تأتى العزائم:
– نريد اختراقا دبلوماسيا غير مسبوق وذلك بالسعى لاعتراف دولى بالمجلس الوطنى الارترى كممثل شرعى للشعب الارترى بداء باثيوبيا والدول المجاورة. ثم أمريكا والاتحاد الأوروبى وروسيا والصين.
– عمل عسكرى موحد وقيادة مشتركة تنسق وتطور العمل العسكرى الموجود من عدة اتجاهات
– العمل على تجييش وتضافر الجهود باشراك الجميع دون استثنــاء من منظمات سياسية وقوى مجتمع مدنى وأفراد أينما كانوا كل في مجاله وفى مايستطيع. وحتى يتحقق ذلك لابد من تطبيق مبدأ اللامركزية فى تصريف الامور حتى لاتتعطل الجهود والطاقات مع وضع خطوط وسياسات عامة تضبط المسـار لاتعطله.
– التركيز على منطقتى أوروبا وأمريكا والشرق الاوسط وخاصة فى الجانب الاعلامى والسياسى والانسانى. فمن هذه المناطق يتم تحريك الامور فى العالم. لانريد أن يكون العمل حبيس الدولتين اثيوبيا والسودان. فمع تقديرنا لموقع البلدين وامتنانا للدعم المقدم منهما وخاصة اثيوبيا الا أن تحريك الأمور اكثر صعوبة فيهما. لذا أرجوا أن يتمكن المكتب التنفيـذى من عمل مكتب رئيسى له فى أوروبا أو أمريكا وقد تكون أوروبا وخاصة بريطانيا أفضل لوجود عناصر من المكتب التنفيـذى فيها.
كلمة لجماهير شعبنا فى كل مكان: لطالما ناديتم وطالبتم بأن تجتمع كل هذه التنظيمات السياسية والقوى المدنيـة المعارضة وتخرج بقيادة موحدة. كان هذا مطلب كل واحد فينا. أما وأن هذا قد حصـل، فدعونا نقف صفا واحدا خلف هذه القيادة ونشد من عزمها ونضاعف جهد ثورتنا حتى نسقط هذا النظام الديكتاتورى عاجلا غير آجل. لقد وضع المؤتمر الوطنى للتغيير الديموقراطى قاطرة العمل الارترى المعارض على المسار الصحيح وهذا مايزيد من تفاؤلى. سيتنسم شعبنا عبق الحرية قريبا وظلام الليل الطويل سينجلى باذنه تعالى.
أخوكم/
محمد صالح مجاوراى – الولايات المتحدة الامريكية
عضو المجلس الوطنى للتغيير الديموقراطى
majawray@gmail.com
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39691
نشرت بواسطة فرجت
في ديسمبر 18 2011 في صفحة المنبر الحر.
يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0.
باب التعليقات والاقتفاء مقفول
أحدث النعليقات