انهيار التمثال ( اسياس افورقي ) في ارتريا

بقلم مايكل روبين.



يقول مايكل روبن : ” إن نهاية إسياس افورقي تقترب. إلا انها لا يمكن أن تأتي قريبًا بما فيه الكفاية. إنه يبلغ من العمر 77 عاما( هو 79 عاما على حسب ادعائه، ويقال أيضا انه تجاوز الثمانين عاما). وعلى الرغم من أنه قد يعتقد أنه سيبقى إلى الأبد, من الواضح أن إسياس أفورقي هو الذي سيُنسى بسرعة في التاريخ. (والسؤال الذي يطرح نفسه ) ما هو إرث أسياس أفورقي؟ لقد أخذ ما كان يمكن أن يكون البلد الأكثر ازدهارًا في القرن الأفريقي وحوله إلى خراب بدلا من ذلك. وفقًا لأي مقياس موضوعي، سواء من قبل البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي أو أي عدد آخر من المقيمين المستقلين، إن إرتريا أصبحت مجرد كارثة ولا ينبغي لها أن تكون كذلك. هذه هي المأساة التي تعيشها إرتريا. اليوم.
لقد أصبحت إرتريا واحدة من أفقر البلدان على وجه الأرض وواحدة من أكثر البلدان فسادًا، في حين كانت بالتأكيد واحدة من أكثر البلدان حرية. ومع ذلك، فأنا متفائل جدًا بشأن مستقبل إرتريا.
والسبب الرئيسي لتفاؤلي هو ان الإرتريين أنفسهم ( هذا امر يجب تصديقه لأن الارتريين عموما مجتهدون ومبدعون وصادقون ومنضبطون). أنا شخصياً أتجاهل ما يقوله النظام ومن يعملون تحت إمرته. والحقيقة هي أن الإرتريين أينما فروا، أصبحوا أعضاء حيويين في المجتمع المدني والاقتصاد. وبالتالي فلا يوجد سبب يمنعهم من إعادة استثمار طاقاتهم ونشاطهم وقدراتهم في وطنهم إرتريا لتحقيق ما كان ينبغي لهم تحققه بصراحة قبل عقود من الزمن (وهذا تحليل واقعي لأن الإرتريين في الخارج يتمتعون بالكفاءة العلمية في جميع المجالات وقد نجح بعضهم في مجال الأعمال وإذا عادوا جميعاً إلى إرتريا فسوف يكون هناك قفزة نوعية في الاقتصاد والتنمية الحضرية وحتى في البنية الأساسية وفي مجالات أخرى مختلفة مثل التشغيل العملي للموانئ وغيرها). وكما تعلمون، فإن إسياس قد يتصور أن عائلته ستتولى السلطة كما حدث في كوريا الشمالية (وأنا مقتنع كما ذكرت في مداخلاتي السابقة أن إبن إسياس لن يصل إلى السلطة أبداً، وإذا وصل فلن يستمر طويلاً، ولن يستمر سوى بضعة أشهر. ولكن حتى هذا الاحتمال بعيد المنال). ولكن عائلة كيم تمكنت من الحفاظ على السيطرة. أما بالنسبة لإسياس وعائلته فهذا مجرد خيال، ولن يتمكن ابنه أبرهام من تعزيز سلطته. ولن يتمكن من كسب دعم الجيش
(قد لا يدعمه الجيش بشكل عام، ولكن بعض الجنرالات المقربين من والده قد يدعموه، مثل الجنرال فليبوس والجنرال تخلاي منجوس والعقيد تسفا لدت والعقيد فطوم إسحاق الملقب بلنين واخرون من اجل الحفاظ على ممتلكاتهم التي إستولوا عليها بشكل غير قانوني. أما الضباط الصغار وما دون ذلك فإنهم بالتأكيد لن يدعموه). وقد يرغب كثيرون في محاولة الحصول على السلطة المطلقة بمجرد رحيل إسياس، وبمجرد دفنه. لأن حينها تتلاشى نفوذ إسياس ولن يكون قادراً على التأثير على الخلافة. وربما قد يتصور إسياس أنه هدية من الله للعالم. ولكن هذا لا يعني أن الشعب الإرتري سوف يرغب في الاستمرار مع أي فرد من افراد عائلته. وخاصة أن إرث إسياس، كما قلت، لن يكون إيجابيا ولن يتذكره التاريخ جيدا ( بإستثناء اعماله السيئة). ومن بين الأسباب التي تجعل إسياس عاجزا عن تعزيز الدعم لعائلته هو أن إرتريا، على الرغم من المقارنات المتكررة ( بكوريا الشمالية)، إرتريا ليست كوريا الشمالية. لقد تمكنت كوريا الشمالية من القيام بذلك مع وجود شتات كوري شمالي في الصين، على سبيل المثال، وربما في روسيا وبعض المنشقين في كوريا الجنوبية. لم يتمكن الشتات الكوري الشمالي من التعبئة بحرية ضد النظام الكوري الشمالي. وعلاوة على ذلك، فإن للصين مصلحة راسخة في إبقاء كوريا الشمالية سليمة. وعلى النقيض من ذلك، فإن الإرتريين موجودون في الولايات المتحدة، وهم في أوروبا، وهم في جميع انحاء منطقة القرن الأفريقي، وهم في الشرق الأوسط، وليس هناك من سبيل تجعل الشتات الإرتري صامتًا بالطريقة التي يصمت بها الشتات الكوري الشمالي. ربما تكون هذه هي النقطة الأساسية عندما نتطلع إلى المستقبل في إرتريا. وهنا تكمن اهمية موقع الشتات في هذه الحالة. وهذا يعني أنه سيكون من المستحيل عزل إرتريا وسيكون من المستحيل منع إرتريا من تحقيق ما يفترض أن تحققه. هناك ببساطة عدد كبير جدا من الناس في الشتات في هذه المرحلة. تخيل الآن أن الرئيس إسياس يسعى وسعى بشكل غير قانوني إلى فرض ضريبة بنسبة 2٪ على الارتريين. إن هذا لا يشبه الضريبة الأمريكية السيئة بالطبع التي تفرضها امريكا على المغتربين ( الامريكيين)، لأن (من عجيب المفارقات) إرتريا تفرض الضرائب على الأشخاص الذين لم يعودوا مواطنين إرتريين (ولكنهم يحملون جنسية البلد الذي لجأوا إليه وبالتالي يدفعون الضرائب للبلد الذي ينتمون إليه). حتى عندما يكون الإرتريون مواطنين في دول أخرى، فإن هذه الضريبة لا تزال مفروضة عليهم. وإذا لم يدفعوا هذه الضريبة، فإن عائلاتهم تدفعها (أعتقد أن هذا خطأ لأن عائلاتهم لا تدفع الضريبة السنوية، بل تدفع بدلاً من ذلك 50000.00 نقفه وقت الهروب أو لاحقًا من قبل أحد أفراد الأسرة. هذا إذا اكتشفت الحكومة هروبهم. ومع ذلك، فإن أولئك الذين لا يدفعون 2٪ لن يمتلكوا أي شيء في إرتريا حتى يدفعوا الضريبة بأثر رجعي)
إنها بالفعل جريمة منظمة. لكن أحد أعظم موارد إرتريا هو الشتات. بالطبع، تستفيد إرتريا من التحويلات المالية من مواطنيها في الخارج (لم ترغب ماليزيا في ضم سنغافورة، لأنها كانت فقيرة للغاية وكانت ماليزيا تعتقد أن سنغافورة ستكون عبئًا اقتصاديًا عليها.
. تغلب رئيس وزرائها لي كوان يو على هذه المعضلة من خلال التركيز بشكل اساسي على التعليم وحول سنغافورة إلى دولة متقدمة للغاية خلال فترة ولايته. واليوم، تعد سنغافورة واحدة من أغنى البلدان. ​​ولحسن الحظ، في حالتنا، يتمتع الشتات الإرتري بالفعل بمؤهلات عالية في جميع مجالات التعليم. خاصة وأن غالبية الشباب المسلمين تخرجوا من الجامعات. وعلى الرغم من أنني لا أستطيع توثيق ذلك إحصائيًا، إلا أنني متأكد تمامًا من أن عدد المسلمين الحاصلين على تعليم عالٍ أكثر من نظرائهم المسيحيين. وهذا يتناقض بشكل صارخ مع عدد الطلاب المسلمين الذين التحقوا بالجامعة الإثيوبية في عصرنا، والذي يمكن عدهم على أصابع اليدين خلال الخمسة عشر عامًا التي قضيتها في أديس أبابا. يمكن لخريجينا المسلمين في السودان وحدهم أن يضاهوا بسهولة الخريجين المسيحيين في أوروبا.
ورغم كل ما تعرض له الإريتريون عامة والمسلمون خاصة من اضطهاد وسجن وتأميم الممتلكات وقتل وصعوبة اللجوء والتكيف، فإن غربتهم عن وطنهم أصبحت إلى حد ما نعمة مقنعة. وأنا شخصيا اتطلع إلى مستقبل مشرق في ارتريا الغد التي تسود فيها الديمقراطية والمساواة في جميع المجالات وحيث تكون فيها اللغة العربية إحدى اللغتين الرسميتين دستوريا).
….يتبع

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=47493

نشرت بواسطة في أبريل 11 2025 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. يمكنك ترك رد او اقتفاء الردود بواسطة

رد على التعليق

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010