اين نحن من الحوار المنتج ؟ !
بقلم : محمد هنقلا
ان الحوار عنصر اساسى فى صياغة الرأى والأرى الاخر فهل انتجت الساحة السياسية والاعلامية الارترية هذا النوع من النشاط الذهنى الواعى ؟ أعتقد الاجابة ” لا ” وتتاكد لنا هذه ال ” لا ” كلما ظهر مقال سياسى أو اجتماعى يطرح رؤية من موقع مغاير ، ويتم التعامل معه بروح انفعالية هجومية او دفاعية وهذا النوع من الحوار اذا سميناه جدلاً حوار لا ينتج وضعاً جديداً الا ذاته , ذات متخمة بالترهل , يقول مهدى عامل المتماثلات تموت , فهل نستمر فى تماثلنا هذا ؟ أم نختار حياة التنوع والاختلاف ؟ .
اذا اردنا هذا الاخير يجب أن نلتزم بقانون احترام رأى الاخر , وعلى الاخر أن يقول كلاماً له مرجعية معرفية , حتى يتقدم الحوار نحو نقطة التقاطع او نحو نقطة تكميلية للموضوع المطروح أو نحو نقطة التوازى ….الخ , وهكذا يتم التفاعل وحلحلة الاشكالية المطروحة بذهنية واعية ونقدية , وخلاف ذلك من اسلوب لا يساهم فى فهم ما يطرحه الواقع المعاش علينا . وتاكيداً لهذا المفهوم” مفهوم الحوار ” نتخذ مقال الاستاذ محمد نور احمد الاخير وطريقة الرد عليه نموذجاً حتى نكشف البعد الدلالى للحوار المسيطر على ساحتنا السياسية .
فالاستاذ قدم رؤية نقدية يناقش فيها استراتيجية حرب العصابات لبعض التنظيمات الارترية , وان الطرح من حيث المبدأ كان شجاع ويجب ان يناقش بنفس المستوى لأن الساحة ينقصها طرح واعى وشجاع يلامس مفاصل المشكلة وعندما نقول هذا يجب ان لا يتوقف الطرح عند الشجع فقط , بل يجب أن ينطلق الطرح من رؤية منهجية لها مرجعية معرفية وليس من خلال مقال صحفى عابر.
فهل مقال الاستاذ محمد نور ينتمى الى المرجعية المنهجية ؟ ام كان مجرد محاولات لتوصيف المرض بذهنية صحفية عابرة ؟ !! أعتقد هذا الكلام الاخير ينطبق على المقال بامتياز , لان المقال لم يقدم شئ الا ذاته , فاى تشخيص دائماً يصاحبه بيانات وبراهين حتى يساهم هذا التشخيص فى حل الاشكالية عبر تعزيز التساؤلات , أما ان يكون التشخيص مجرد كلام لا يحمل فى طياته بذرة تجاوز الذات , فهذا يزيد الاشكالية أشكالية , فمثلاً عندما نقول ان حرب الكر والفر نشاط عسكرى غير صالح وان اضراره اكثر من فوائده فى مقاومة النظام , هذا الكلام ينتمى الى العموميات لانه لا يقدم مبررات واضحة تؤكد عدم صلاحية هذا النشاط وايضاً الرد على المقال كان ينتمى الى نفس الاشكالية لانه يمارس دور تفكيك بنية المقال حتى يكشف ضعف التشخيص بل مارس حرب عصابات من نوع اخر , لهذا لم يتم الحوار كما يجب لان الطرح لم يتسلح بمرجعية من كلا الطرفين وبغياب المرجعية غابت الفائدة.
من لزوميات الكلام :
* من هو الوطنى ؟ …كل من ساهم حتى ولو كان بمثقالة ذرة فى مقاومة الاستعمار
* الحركة الفدرالية جاءت كقطيعة للخطاب السياسى الموروث واستخدمت مفهوم التفكيك والتركيب من اجل ارث سياسى غير مجدلى فى حل المعضلة القائمة , وحاولت عبر خطابها هذا بلورة مفهوم الانا والاخر , وكانت حداثية فى طرحها , وبغض النظر عن الاتفاق او الاختلاف مع طرح الحركة يجب أن نضع خطاب الحركة فى مكانه , فهل وصل هذا الخطاب , خطاب ما بعد ” الياء” بمعنى اخر ما بعد الخطاب التقليدى الاجابة تكمن فى أنخراطهم الاخير الى التحالف !!.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6229
أحدث النعليقات