برقيد نيحميدو تعود عبر بوابة أديس أبابا: بين أوهام التغيير وحنين التبعية

النخب
الحلقة 147:

الترجمة والتحليل السياسي: ابسلاب ارتريا

المقدمة:

ما بين مكر الطغاة في الداخل، وخبث المستعمر في الجوار، تنهض مجددًا ملامح مواجهة تاريخية بدأت تتشكّل من عمق المنفى. من قلب أديس أبابا، عاصمة المستعمر الإثيوبي القديم الذي لم يكفّ عن مطاردة الساحل الإرتري، تعلن مجموعة معارضة إرترية – تحت اسم “برقيد نيحميدو” – عن تأسيس مقر عسكري لها، إيذانًا بمرحلة جديدة من الصراع. لكن السؤال الأخطر: هل نحن أمام صحوة وطنية حقيقية أم مجرّد ورقة ضغط في يد الاحتلال الإثيوبي لاستنزافنا مرة أخرى؟!

التحليل السياسي: حقيقة ما يجري خلف الكواليس

في التقرير المصوَّر للأستاذ ساجد (My Views on News – 18 أبريل 2025)، ظهر بوضوح أن النظام الإثيوبي يفتح أراضيه، بل يفرشها بسجاد أحمر، لعدة مجموعات معارضة إرترية، من بينها:
برقيد نيحميدو – آخر الداخلين، والأكثر طموحًا عسكريًا

ما يثير الريبة، بل ويكشف النوايا، أن هذه المعارضة تتحرّك في إثيوبيا بحرية تامة، دون أي قيود، وتتمتع بدعم كامل من أجهزة المخابرات الإثيوبية وقوات الدفاع الوطنية. ليس هذا فقط، بل أعلن برقيد نيحميدو أنه سيحوّل مقره الجديد في أديس أبابا إلى “قيادة عسكرية مركزية” لانطلاق العمليات ضد نظام أفورقي.

أين الخطورة؟ ولماذا يجب أن نكون حذرين؟

إذا نظرنا بتمعّن، نجد أن هذا “الاحتضان الإثيوبي” ليس حُبًا في الديمقراطية الإرترية، بل هو امتداد لأحلام أبي أحمد في السيطرة على البحر الأحمر، وتطويق إرتريا سياسيًا وعسكريًا من الداخل عبر المعارضة، بعدما فشل في إخضاعها دبلوماسيًا.

إن ما يحدث هو “استغلال مزدوج”:

  • من جهة، المعارضة تبحث عن موطئ قدم، فوجدت حضنًا مفتوحًا في أديس أبابا.
  • ومن جهة أخرى، الحكومة الإثيوبية تستخدم هؤلاء ككرت ضغط ضد أفورقي، وتذكير دائم بأن مفتاح سقوطه ليس بيد شعبه فقط، بل في “جيوب الجار الطامع”.

هل برقيد نيحميدو بداية الخلاص أم نهاية وهم جديد؟

رغم أن الجماعة أعلنت نيتها في بدء كفاح مسلح منذ شهرين، إلا أن الواقع يقول عكس ذلك. الأستاذ ساجد ذكر بوضوح أن التقدم العسكري “شبه معدوم”، وهناك “خلافات” ظهرت بين القيادة الميدانية والسلطات الإثيوبية. وهذا يفتح تساؤلات خطيرة:

  • من يملك القرار في هذه المجموعات؟ هل هو القائد الإرتري أم الضابط الإثيوبي؟
  • هل فعلاً الهدف هو تحرير الشعب الإرتري أم مجرد تحريك بيادق في حرب غير متكافئة؟

رسالة إلى النخبة الإرترية والشتات:

حذارِ من الوقوع في فخ الابتذال السياسي. فالمعارضة التي تُدار من عاصمة المستعمر لا يمكنها أن تُعيد الكرامة لشعبها. التغيير لا يُمنح على طبق من استخبارات أبي أحمد، بل يُنتزع من وجدان شعب حر في الداخل والخارج.

لا شك أن نظام أفورقي قمعي، دموي، وأفلس وطنيًا. لكن الاستنجاد بمستعمر الأمس لاقتلاع طاغية اليوم، يُدخلنا في متاهة أكبر من مجرد إسقاط رجل. إنها معركة هوية، سيادة، وشرف وطني.

الخاتمة: نحو مشروع وطني مستقل

الحل ليس في معارضة مدفوعة الأجر من أديس أبابا، بل في وحدة نضالية نظيفة، مستقلة القرار، نابعة من همّ المواطن الإرتري، لا من أجندات أجهزة المخابرات. على الشتات أن يعي أن الحرية لا تأتي عبر وسطاء جيوسياسيين، بل عبر مشروع وطني يُبنى بإرادة نزيهة وبصوت الشعب، لا بأدوات النظام الإثيوبي الذي لم يتخلّ يومًا عن أطماعه في سيادتنا البحرية والسياسية.

فلنستعد بوصلتنا، ولنعِ دروس التاريخ: الاستقواء بالخارج هو الوصفة السريعة لإعادة الاحتلال بأسماء جديدة. والمستقبل الحقيقي يبدأ من داخلنا، لا من مكاتب المعارضة في أديس أبابا.

المصدر:

  • قناة My Views on News – يوتيوب
    بتاريخ 18 أبريل 2025
  • فيديو بعنوان: Eritrean Opposition Group Upgrades its Presence in Ethiopia)
  • رابط الفيديو:
    👆🏼

(رابط توضيحي فقط)

إلى اللقاء في الحلقة القادمة، …….

ابسلاب ارتريا


روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=47517

نشرت بواسطة في أبريل 22 2025 في صفحة آبسلاب ارتريا. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. يمكنك ترك رد او اقتفاء الردود بواسطة

رد على التعليق

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010