برمنغهام تحيي الذكرى الرابعة والخمسين لاعلان الكفاح الإرتري المسلح بقيادة الشهيد حامد إدريس عواتي
احتفل الإرتريون في مدينة برمنغهام-المملكة المتحدة- مساء اليوم الجمعة 11 سبتمبر 2015 وتحت شعار “فلنحرر الإنسان من الديكتاتورية، كما حررنا الأرض من الاحتلال” بالذكرى الرابعة والخمسين لانطلاق شرارة الكفاح المسلح التي أعلنها الشهيد حامد إدريس عواتي في الفاتح من سبتمبر عام 1961.
افتتح الاستاذ سيد علي بكلمة رحب فيها بالحضور وأعلن برنامج الاحتفال، بعدها قدم السيدين أحمدين محمود رئيس اللجنة التنسيقية الإرترية للتغيير في منطقة مندلاند ونائبه شوماي تخلوم اللذين قدما كلمة سبتمبر باللغتين العربية والتجرنيا. وتضمنت الكلمة إضاءات حول الذكرى ومغزاها الوطني وتمجيد لمفجرها القائد عواتي الذي استشهد والثورة في سنتها الثانية. وعددت مناقب الشهيد والتفاف الشعب على ثورته.
وجاء في الكلمة “إن احتفالنا بهذه المناسبة لهو تفنيد للأكاذيب والأراجيف التي اطلقتها بعض الدوائر المشبوهة والتي شككت في مفجر الثورة”. وأكدت الكلمة “أن عواتي هو رمز لكل الإرتريين دون استثناء والثورة التي فجرها جاءت لتحرير كل إرتريا وشعبها.”
تلا ذلك تقديم ورقة موجزة تحت عنوان “أمال ثورة الفاتح من سبتمبر وتحديات ما قبل الثورة وصعوبات بناء الدولة” قدمها الاستاذ حامد ضرار تناول فيها الأجواء التي سادت مرحلة ما قبل إعلان الثورة والتي اتسمت حسب ما جاء في الورقة:
– قيام القوى الاستعمارية بعملية فرملة وتشويه تطور المجتمع الإرتري وبالتالي إجهاض استقلال البلاد لتعارضه مع المصالح الحيوية لتلك القوى؛
– كون المجتمع الإرتري لم تتح له فرصة العيش تحت سلطة وطنية وبالتالي عدم وجود مؤسسات تصهره في بوتقتها وتعمل على حمايته؛
– انتشار ثالوث المرض والأمية والفقر،
– وجود تعدد طائفي وإثني ومحاولة قوى أجنبية على استغلاله على نحو يصعب معه تبني خيارات وطنية مشتركة وبوعي وإدراك المواطنين.
كما أكد على حقائق وأمور أثرت على أن تغري القوى الاستعمارية تتهافت إلى إرتريا وتعادي فكرة نيلها الاستقلال، والتي أجملها على النحو الآتي:
– موقع إرتريا الاستراتيجي وامتلاك البلاد أطول ساحل وموانيء على البحر الأحمر وتحكمها على البحر الأحمر وأهم جزره؛
– خصوبة الأراضي وتمتع البلاد بموارد طبيعية كثيرة،
– قرب البلاد من صراع الشرق الأوسط وهاجس الدول الغربية واسرائيل من خوف تحول البحر الأحمر إلى بحيرة عربية، وبالتالي اعتبار الكثير من الدول من أن استقلال ارتريا سيكون لصالح أطراف معادية لاسرائيل.
ونبه السيد حامد ضرار إلى أن الظروف والعوامل الآنف ذكرها، هي التي كانت سائدة قبيل إعلان الكفاح المسلح. مع ذلك أعلن الشهيد حامد إدريس عواتي انطلاقة الشرارة الأولى من أجل التحرير وذلك في ظل الظروف التالية:
– عدم وجود حليف مساند سواء من دول أو منظمات كما كان حال كل من فيتنام وفلسطين وجنوب إفريقيا وغيرها التي وجدت قوى داعمة لنضالها؛
– وقوف المعسكرين (الغربي والشرقي) ضد فكرة الكفاح التحرري الإرتري وسعيهما لوأد ثورته وهي في مهدها،
– ضعف إمكانات الشعب الإرتري مقارنة بالمحتل الإثيوبي؛
– القيام بإغلاق كل المنافذ أمام الثورة الإرترية وشعبها.
وبالنتيجة (قال السيد ضرار) ما كان أمام الشعب الإرتري أي خيار آخر سوى الاعتماد على قدراته المتواضعة لدعم ثورته وتقويتها لتنتصر بإرادة وطنية وقدرات ذاتية كما قال ذلك المؤرخ البريطاني بازل ديفيد صان في مقولته الشهيرة عام 1984 عندما شاهد بأم عينه انهيار جبهة نقفة-أفعبت وتهاوي حصون الجيش الإثيوبي القوية أمام ضربات المقاتلين الإرتريين. إذ قال ذلك المؤرخ ((إن ما عجزت عن تحقيقه قوى تحرر وطني بعد معركة ديان بيان فو التي وقعت بين الفرنسيين والفيتناميين عام 1954 حققته الثورة الإرترية بمفردها)).
فثورة الفاتح من سبتمبر، والحالة تلك، أردف السيد حامد ضرار، بإعلانها وميلادها غيرت الواقع الموروث ما قبل انفجارها بمساهمتها في:-
– لأول مرة وحدت جهود الإرتريين في بوتقة نضال واحدة من أجل التحرير وتحت إرادة إرترية؛
– سكب دماء الإرتريين واستشهادهم خارج نطاق مناطقهم اكسب النضال الوطني بعدا هاما لجهة اعتزاز الفرد بالوطن بشكل شامل؛
– عمقت الشعور الوطني وعززت عملية الانتماء؛
أكد الاستاذ حامد ضرار أن النظام الديكتاتوري في أسمرا نظاما غير مسؤول ولا يرجى منه شيئا لكونه بأفاعيله يعمل على هدم الوطن واضاعة مكتسبات ثورة الفاتح من سبتمبر، وبالتالي شدد على أن المستهدف، هو مشروع الوطن والكيان الإرتري.
في ختام ورقته ناشد بضرورة الانتباه للمهددات اللقائمة والعمل من أجل التصدي لها لافشالها. وحماية مكتسبات ثورة الفاتح من سبتمبر وأهمها حماية الاستقلال الوطني.
هذا وأوضح الأستاذ إبراهيم حامد ( كبوتشي ) في مداخلته بأن الشعب الارتري سبق وأن اتفق علي وثيقة وطنية في بيت جرجيس بما فيها اتفاقية ( وعلا ) ولم يتم تطبيقها علي أرض الواقع لذا أصبح بلا حقوق ولا ميثاق وطني حقيقي، وعليه لابد من حوار جاد بين الإرتريين علي غرار بيت جرجيس، وفي خلاصة كلمته أكد الأستاذ إبراهيم علي ضرورة الرجوع إلى الميثاق الوطني الاول أوعقد مؤتمر وطني كمؤتمر اواسا في الفكر والمضمون وإن كانت هناك أخطاء التطبيق.
وعلى نحو متصل بسبتمبر والكفاح المسلح قدم المناضل تادسى كدانى ورقة تحت عنوان ((حرية الصحافة والنظام الديمقراطي)) تمحورت حول أهمية التحلي بالشفافية لحماية مكتسباتنا الوطنية. ولبلورة الفكرة استعرض مفهوم الشفافية في مختلف النظم السياسية سواء الغربية أو الشرقية. وقال أن هناك علاقة قوية بين الشفافية والإعلام وشدد على أن عدم تحلي الإعلام بالشفافية لهو كارثة حقيقية عبر كم الأفواه والدعاية الفارغة تحاول الحكومات اللاديمقراطية حماية نظمها الفاسد.
أردف المناضل تادسى قائلاً إلى أن لتبني الشفافية في الإعلام لها ثمن باهظ. ودلل على ذلك على تبني غورباتشيف آخر رئيس للاتحاد السوفيتي ((للغلاسنوس والبروسترويكا)) أي مبدأ مكاشفة الشعب ومصارحته بالحقائق والنتيجة كانت كارثية، إذ انهار المعسكر بأكمله في سويعات لتعلن 14 دولة من أعضاء ذلك المعسكر استقلالها وبالتالي تفكك حلف وارسو..
وقام السيد تادسي بإجراء عملية مقارنة بين الشفافية الإعلامية في الدول المتقدمة والمتخلفة وكذلك شفافية الثورة الإرترية ولينتهي بمقارنة شفافية النظام والمعارضة ليقول أن الطرفين أشبه ببعضهما من حيث تصفية الخصوم وعدم التصريح بالمعلومات تحت مبررات غير مقبولة.
تخلل الاحتفال فقرات ترفيهية والقاء كلمات تمجد المناسبة. وكان من ضمن الحضور الشاعر الشاب علوي حميد الذي قرأ قصيدتين الأولى حول سبتمبر وانفجار الثورة والثانية حول الشباب تحضهم على التماسك والتفاعل مع الوطن والشعب لكونهم القلب والرئة للبلاد والأمال معقودة عليهم.
في الختام تقدمت اللجنة التنسيقية بالشكر للحضور وعلى مساهماتهم
11 سبتمبر 2015
برمنغهام – المملكة المتحدة
اللجنة التنسيقية الإرترية للتغيير
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=35412
كونكم تحتفلوا بذكرى اعلان الكفاح المسلحة شى جميل لكن شى مؤسف ان ترفعوا علم اسياس بدل ان ترفعوا علم عواتى الذى رفرف فى جبال ادال بعد ان اسقطه امبرطور اثيوبيا وعملائه من سماء عاصمة ارترية . من لم يستطيع ان يتحرر من علم الديكتاتور ورموزه تحت اى مبرر وهو ابعد ما يكون ان يحرر الانسان الارترى .