برنامج “تحت الرماد” يسلط الضوء على إرتريا

لماذا تعيش إرتريا في حالة استنفار دائم

 

خليفة: يوجه انتقادات لنظام أسمرا، ويقلل من فرص الحوار معه

ناصر: إرتريا تعيش في سجن كبير

توكل: الحوار أمر حتمي، وشعبية ضحية النظام الفردي في أسمرا

 

 

الخرطوم – مركز “الخليج” للدراسات والإعلامية بالقرن الأفريقي 

3/9/2005

 

بث تلفزيون “العالم” حلقة خاصة عن الأوضاع الإرترية في البرنامج الأسبوعي (تحت الرماد)

الذي بث على مدار الساعة مساء يوم الجمعة بتوقيت بيروت وتم إعادة البث في تمام الساعة الرابعة بعد الظهر يوم السبت، وقدم البرنامج تقرير حول الوضع في إرتريا، وكانوا ضيوف البرنامج رئيس التحالف الديمقراطي الإرتري حسين خليفة ومسئول العلاقات الخارجية أحمد محمد ناصر ومدير مركز “الخليج” للدراسات والإعلام بالقرن الأفريقي الأستاذ محمد طه توكل، وفيما أعلن مقدم البرنامج امتناع عدد من المسئولين الذين أجرت معهم الفضائية اتصالات  للمشاركة في هذا البرنامج. وتناول اللقاء عدد من الملفات الساخنة على الساحة الإرترية، ونظراً لأهمية هذا اللقاء الذي يصادف مع الذكرى الـ 44 لانطلاقة الشرارة الأولى التي أطلقها البطل حامد إدريس (عواتي) وفيما يلي نص البرنامج.

 

مقدمة البرنامج

لماذا تعيش إرتريا في حالة استنفار دائم واحتمال مواجهات عسكرية مع السودان بالمقابل علاقات جيدة مع تل أبيب وواشنطون وبالمقابل أيضاً يوجد فتور في العلاقات مع الدول العربية إلى متى ستظل هذه الدولة بلا دستور ولا مؤسسات منتخبة وكيف يحسم صراع الهوية إرتريا إلى أين …….

هل تنقل المعارضة في المنفى المواجهة إلى الداخل ونتحدث مع ضيوفنا في الاستديو حسين خليفة رئيس التحالف الديمقراطي الإرتري ومسئول العلاقات الخارجية أحمد محمد ناصر من الخرطوم، ومن أديس أبابا مدير مركز “الخليج” للدراسات والإعلام بالقرن الأفريقي الأستاذ محمد طه توكل.

 أين إرتريا بعد 14 سنة من التحرير تشكل إرتريا حالة شديدة الخصوصية من موقعها الاستراتيجي المهم في القرن الأفريقي فهذه الدولة بقومياتها التسعة وسكانها يقدر عددهم بأربعة ملايين وخمسمائة ألف نسمة في حالة استنفار دائم حرب طويت مع اليمن وحرب معلقة مع إثيوبيا وكارثة محتملة مع السودان وعلاقات وطيدة مع إسرائيل وعرض مفتوح لوضع الإمكانات البحرية والبرية في تصرف القوات الأمريكية. معارضة زاد نشاطها في المنفى وبات لها ذراع عسكري تهدد بنقل المعركة إلى الداخل، وفي عامها الخامس عشر كدولة مستقلة لا تعرف إرتريا نظاماً سياسياً واضحاً في الملامح، وفي الدستور الذي أقر في يوليو 1996 لم يوضع موضع التنفيذ إذا أن الانتخابات البرلمانية والرئاسية كانت مقررة في ديسمبر 2001 تم تأجيلها إلى أجل غير مسمى وما زال إسياس أفورقي رئيساً للدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة، فيما تهيمن الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة على كل مؤسسات الدولة ومقدراتها في موازاة ذلك تشكل الهوية الإرترية نوعاً من اللغز الذي يعبر عن نفسه بعضويتها المبكرة في الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية وعاد انضمامها إلى منظمة المؤتمر الإسلامي بالرغم من أن معظم سكانها مسلمون وبعضويتها كمراقب منذ عام 2003 في جامعة الدول العربية.

 

مقدم البرنامج : نرحب بكم ضيوفنا الكرام في هذا البرنامج الذي خصصت حلقته للشأن الإرتري.

*- سيد حسين خليفة مرحباً بك؟

**- خليفة:  شكراً لكم لهذه المقابلة المهمة.

 

*- في البداية مرت 14 عاماً على استقلال إرتريا تبدو الدولة من دون هوية ولا استراتيجية لها والنظام غير مستقر ومعارضة كبيرة واسعة منفيون كثيرون خارج إرتريا.

لماذا هذه الصورة القاتمة كأن الاستقلال لم يجلب الربيع لإرتريا ؟

**- خليفة: أشكر باسمي وباسم المعارضة الإرترية قناة “العالم” على هذه الفرصة حتى تطل على شعبنا وعلى أصدقائنا وعلى العالم لأن ما يجري في إرتريا الآن نحس أن هناك تعتيم إعلامي منذ فترة طويلة جداً وهذا ما مكن أفورقي من الاستمرار في  السلطة حتى الآن.

إرتريا كما هو معلوم لديكم بلد ناضل جماهيره في سبيل تحرير الأرض من الاستعمار الإثيوبي في ذلك الوقت تضامنت معها كل المنطقة على رأسها دول العربية المحيطة بها والاستقلال كان نتيجة لجهد الشعب الإرتري ثمرة الاستقلال وثمرة النضال والتضحية التي قدمها الشعب الإرتري قطفت من قبل مجموعة من العناصر الباقية على رأسهم إسياس وزمرته.

 

*-  ولكن الشعبية والرئيس أفورقي أتوا بالاستقلال وكان لهم سند شعبي؟

**- خليفة: لم تكن له شعبية واسعة ولكن كان هنالك قوة أجنبية مشبوهة وعلى رأسها إسرائيل رجحت كفة إسياس ومكنته للاستيلاء على السلطة من داخل الثورة على الساحة الإرترية في ذلك الوقت، في حين بقية القوى الوطنية لم تتلقى دعم الذي يوازي دعم أفورقي.

 

*- ماذا كانت تريد إسرائيل من أفورقي؟

**- خليفة: كانت تريد منه منفذ بحري نتيجة الموقع الذي تتمتع به إرتريا في البحر الأحمر وباب المندب وتداخلاتها الاستراتيجية مع المنطقة العربية. وكانت إسرائيل حريصة ليكون موطئ قدم وصديق في إرتريا وهو ما تحقق لها. والمعارضة بذلت جهد لإقامة علاقات طبيعية بين الإرتريين ومن ثم الجوار وعلى المحيط الإقليمي ولكن النظام رفض كل ذلك.

 

 

*- مرحباً بك توكل في المشاركة في البرنامج؟

**- توكل :  في البداية الشكر موصول لمقدمي البرامج وللفضائية وأرحب بضيوفك المشاركين، انتهز هذه المناسبة وأهنئ الشعب الإرتري بالذكرى الـ 44 لانطلاقة الثورة في 1/سبتمبر واليوم يمكن القول إن الثورة الإرترية وصلت إلى السن الرشد, وفي هذه المناسبة أتقدم بتعازي إلى الشعب الإرتري برحيل وزير الخارجية علي سيد عبدالله، وفي هذه الظروف البالغة التعقيد فعلاًَ نحن نعيش في وضع مأساوي والشاهد أمامك الأخ حسين خليفة هو مناضل قديم بعد 14 سنة من استقلال إرتريا لم يتمكن من الدخول إلى أسمرا والضيف الثاني أحمد محمد ناصر من القيادات البارزة والتاريخية هو الاخر خارج وطنه وهم يقودون المعارضة، وما تراه يعكس حجم معاناة الشعب الإرتري واختفاء لغة الحوار وفعلاً الشعب الإرتري خسر أصدقاء الذين آزروه إبان معركة التحرير وخاصة السودان واليمن وإثيوبيا والمحيط الإقليمي وسياسة النظام جعلت إرتريا بلا أصدقاء وهذا شيء مزعج يحتاج إلى التفكير وإعادة النظر في المستقبل لرسم السياسة، رغم إن الجبهة الشعبية نالت شرف رفع راية الاستقلال وتحملت العبء الأكبر في معركة حرب التحرير وخاصة بعد عام 1980 بغض النظر يتفق البعض أو يختلف معها إن الجبهة الشعبية تحقق حلم الاستقلال على يدها ولكنها فشلت في إدارة الدولة لأنها تبنت سياسة الإقصاء لبقية القوى وانفتحت حتى 1994 في تعاملاتها مع المواطنين العاديين ولكنها رفضت الاعتراف بالمعارضة، وجسدت قرار الجبهة الواحدة حتى عام 1995 كانت على الأقل الأوضاع تسير بصورة طبيعية ولكن فيما بعد انحرفت بعض قيادات النظام ونتج عنه خلافات داخلية.

 

*- بماذا تفسر حالة الحرب والانهيار الاقتصادي والأزمات التي تعاني منها إرتريا؟

**- توكل : بعد 14 عاماً من استقلال إرتريا لا يبدو النظام مستقراً والشواهد حالة الحرب التي افتعلها النظام مع كل جيرانه، والوضع في الداخل مضطرب والعلاقات الخارجية وصلت إلى أدنى مستوياتها والوضع في إرتريا لا يبشر بالخير.

 

*- ما ذا تقول عن الحزب الواحد الرافض الاعتراف بالمعارضة والمستأثر بالسلطة وما هو أسباب الخوف من الاعتراف بهم؟

**- توكل: الأزمة التي نراها اليوم في الجبهة الحاكمة هو خطأ أرتكب منذ ثلاثة عقود عندما أنشئ حزب الشعب الثوري في قوات تحرير الشعبية الذي حل في عام 1991 بعد الاستقلال هذا الحزب الذي حمل أفكار الثورة الثقافية في الصين قاد الجبهة الشعبية من وراء الستار في البداية خولت كل صلاحية المكتب السياسي إلى الرئيس أفورقي الذي تحول إلى (ماوستون) إرتريا وليس هناك حزب حاكم هناك فرد حاكم وهو ما حاولت تداركه القيادة الإصلاحية لمجموعة الـ 15 المعتقلة في سجون أسمرا، عملياً أعضاء المكتب السياسي ما بين المعتقل والهارب لم يتبقى سوى الرئيس الإرتري ومعه شخصين، وحدث هروب كبير إثر الخلاف الداخلي في الجبهة الشعبية، مثلاً أكثر من 9 سفراء هربوا أبرزهم السفير الإرتري السابق في الأمم المتحدة هيلي منقريوس والسفير الإرتري السابق في السودان عبدالله أدم وسفيرة إرتريا السابقة في الدول الاسكندنافية (حبرت) وسفير إرتريا السابق في بلجيكيا، وكذلك وزير الدفاع الإرتري السابق مسفن حقوص، ووزير الشباب السابق محي الدين شنقب.

 

*- لم يبقى أحد من القيادات التاريخية في الجبهة الشعبية، كما أشار توكل وكما تشير المعلومات أصبحت إرتريا تحت سيطرة أفورقي؟

**- حسين: المسألة طبيعية لأن النظام الديكتاتوري دائماً يعتمد على بعض الجنرالات والأجهزة الأمنية وهو ما ينطبق حرفاً على نظام الديكتاتوري في إرتريا، وهو يدلل عبر وسائل الدعاية التي تتمثل في الفضائية الإرترية يحاول تضليل الرأي العام من خلال نشر أكاذيب ودعايات عبر القنوات الإعلامية يروج مزاعم القوى التي ليس لها أي أساس فهو أضعف من اي وقت وكان يستغل في السابق ضعف المعارضة وخلافاتها واليوم المعارضة في وضع قوي بعد أن شكلت التحالف الذي يمثل وعاء جامع لقوى المعارضة ويضم 16 تنظيم. فنظام أسمرا يعاني من مشاكل فعدد كبير منهم هربوا والبقية في السجون والآخرون ينتظرون فرصة الهروب وكل الدلائل تشير إن النظام آيل للسقوط لا محالة.

 

*- بالرغم من خلافات نظام مع جيرانه وما ذكرتموه من الضعف فلا زال يرى البعض إن النظام يحتفظ بقوته؟

**- أحمد ناصر: صحيح هناك عوامل كثيرة ضد النظام الذي استغل غياب الرؤية إبان معركة التحرير تتمثل في بلورة فكر لحكم إرتريا لقد كانت أولويات الثورة تحرير التراب الإرتري. إن هذا النظام لديه جهاز أمني قمعي يحمي به مصالحه،و وكانت هناك بعض الاعتبارات دولية استراتيجية كانت لصالحه.

 

*- هناك من يعتقد إن الإرتريين فشلوا خلال الأربعة عشر عاماً في إدارة الدولة وفي إدارة أنفسهم بنظام ديمقراطي؟

**- أحمد ناصر: تغيب التعددية ليس مقتصراً على إرتريا فهناك دول سبقت إرتريا فمسألة التطور الديمقراطي تأتي شيء فشيء فالاتهام للإرتريين ليس صحيح وهو تقدير خاطئ فالشعب الإرتري مثل غيره ضد الأنظمة الديكتاتورية وهو يتطلع إلى نظام ديمقراطي.

 

*- كيف تفسر هروب مسئولين كبار ودبلوماسيين خارج إرتريا؟

**- توكل: بالنسبة لهروب الدبلوماسيين ربما يعكس حجم القلق في الوسط الدبلوماسي نتيجة الاعتقال لثلاثة وزراء خارجية منذ الاستقلال وهم محمود أحمد شريفو وبيطروس سلمون وهيلي ولدتنسائي (درع) وللوزراء الثلاثة كان لهم تأثير بالإضافة كانوا اقرب إلى الرئيس فالهروب مسألة طبيعية. ولكن لا بد من التعليق على أن الإرتريين ليس مؤهلين على حكم أنفسهم أقول إن إرتريا كانت من أوائل في القرن الأفريقي أخذت تجربة ديمقراطية عندما كانت الديمقراطية والصحافة الحرة حلم بعيد المنال في المنطقة، وكان مناخ الحريات في عهد الحكم الإيطالي واتسعت رقعته في عهد البريطاني وتعرضت للانتكاسة في عهد الاحتلال الإثيوبي، والثوار الإرتريين كرسوا اهتمامهم بالبندقية التي كانت توجه المثقف وتأثرت الحريات إبان معركة حرب التحرير واختفت واجهات المجتمع المدني وساهمت في ذلك جبهة التحرير وجبهة الشعبية وقوات تحرير الشعبية، وحتى بعد الاستقلال استمرت العملية ودور فاعليات المجتمع المدني لم تجد الدعم المطلوب من النظام والمعارضة، فالديمقراطية عامة تعرضت للاجهاض في الحراك السياسي الذي تبنى الخيار العسكري على حساب الديمقراطية.

 

*- كثر الحديث عن السياسات القمعية للنظام والاعتقالات ما هي الأدلة التي تقدمونها؟

**- حسين: النظام في إرتريا قمعي وبشهادة المجتمع الدولي وأمريكا كانت آخر من أدان، ونحن على استعداد لتقديم كل الوثائق تكشف تجاوزات النظام.

 

*- أنتم كمعارضة تتحدثون عن الاعتقالات واعدامات وسجون ما هي الصورة الحقيقية؟

**- ناصر: إرتريا تحولت إلى سجن كبير ومن الصعب حصر المعتقلين لأن كل مدينة وقرية وكل جبال ووديان تحول إلى سجن كبير حتى الجزر الإرترية أصبحت أماكن المعتقلات حتى من كانوا مع النظام أصبحوا نزلاء السجون.

 

*- كيف تفسر دخول النظام في الحرب مع كل جيرانه هل هذه طبيعة النظام البحث عن بؤر الصراع أم ما ذا؟

**- توكل: الجبهة الشعبية كتنظيم لعب دور في استقلال إرتريا سوى اتفقنا معه أو اختلفنا واليوم من كانوا في الشعبية يتصدرون معركة التغيير الديمقراطي فأول مجموعة أعلنت تمردها في الداخل كانت من قيادات الجبهة الشعبية، والآن قابعين في السجون والآلاف منهم تضررت مصالحهم، الضرر المباشر وصل إلى من ينتمون إلى الشعبية المئات منهم أتوا بالاستثمارات وأتوا بأبنائهم من الخارج اعتقاداً منهم بأن تنظيمهم هو الحاكم، حقيقة من كانوا تحت لواء الشعبية اليوم يدفعون فاتورة باهظة الثمن ويشاركون في عملية التغيير، فمثلاً الحزب الديمقراطي والحركة الشعبية الأغلبية منهم أتوا من الداخل وخلفيتهم الجبهة الشعبية فالآن هم ضمن قوى المعارضة، وتنظيم الشعبية نفسه ثمرة نضالاته قطفوها الرئيس أفورقي مع خمسة جنرالات، وفيما يتعلق بسياسة النظام الإقليمية فهو خسر كل جيرانه وفتح النار مع أمريكا ومع الاتحاد الأوروبي، فالنظام أصبح معزولاً على الصعيد المحلي والدولي.

 

*- قلت في لقاءاك مع مركز “الخليج” إن إسياس يبحث عن المتاعب؟

**- خليفة: إسياس يعيش على أنغام الخلافات وعلى أجواء التوتر ويصدر الصراعات والحروبات إلى كل من حوله، ويشغل الشعب الإرتري بأزماته الخارجية ليصرفهم على الازمات الداخلية.

 

*- ما ذا عن الدعم العسكري لمعارضي دول الجوار من النظام الإرتري؟

**- خليفة: نعم هناك دعم مطلق من النظام الإرتري لمعارضي دول الجوار، هناك معسكرات تدريبية في إرتريا والنظام معترف بها وهذا معلوم لدى العالم.

 

*- من خلال هذه الحروب ما ذا يريد أفورقي؟

**- سنوات الحكم تميزت بحالة الحروب وأصبحت جزء من تركيبة النظام والنتيجة كانت قتل المقاتلين وتدمير الاقتصاد وهي عبارة عن مغامرات غير مسئولة قام بها رئيس النظام. وإن الشعب الإرتري يعيش على المعونات والوضع سيئ.

 

*- بعد الاستقلال الوضع اصبح أكثر سوءاً؟

**- خليفة: الوضع سيئ بكل المقاييس وإن إرتريا تعيش أسوأ سنوات في تاريخها المعاصر، وإن النظام أصبح يشكل تهديد ليس للإقليم بل أصبح يشكل خطر حقيقي للشعب الإرتري.

 

*- المعارضة أعلنت انتهاء العمر الافتراضي لنظام أفورقي وبدأ في العد التنازلي؟

**- توكل: الافتراضات كثيرة ولكن السنوات الخمس الماضية النظام خسر على الصعيد الداخلي إثر انشقاقات داخل الجبهة والحروب التي قادها كانت لها آثار سلبية انعكست على مختلف المجالات الإنمائية، وحدث تراجع في وسط الإرتريين في الداخل والخارج وخاصة الجاليات الإرترية في أوروبا وأمريكا واستراليا ودول الخليج الذين يتصدرون معارضة النظام وكان لتلك المواقف نتيجة سلبية على اقتصاد النظام، في اعتقادي الشخصي لا زالت أمام النظام فرص محدودة تتمثل إجراء إصلاحات داخلية وإطلاق سراح المعتقلين وفتح حوار مع المعارضة إذا أراد أن ينتشل نفسه من انهيار محقق، فأمامنا متغيرات في الإقليم ولن تكون إرتريا مستثنية فرياح التغيير آتية.

 

*- ماذا تقول لو فتح أفورقي باب الحوار وإطلاق سراح المعتقلين لإنقاذ الوضع في إرتريا؟

**- خليفة: نحن في المعارضة الإرترية بذلنا جهود وقدمنا كثير من المبادرات وخاصة بعد قيام التحالف وأقرينا مبدأ الحوار، إلا أن النظام رفض الحوار والاعتراف بالمعارضة. ولم تجري أي اتصالات بين النظام والمعارضة كانت هناك وساطات قامت بها السودان والشيخ زايد ولكن كلها باءت بالفشل.

 

*- هل هنالك قواسم مشتركة بين المعارضة والنظام أم أنه سبق السيف العدل؟

**- توكل: هناك أزمة حقيقية في إرتريا النظام لا يعترف بمعارضيه وهذا سلوك قديم لرفض مبدأ الحوار رغم إن المعارضة رفعت غصن الزيتون وبادرت بالسلام من جانب واحد، ولكن هناك بعض الملاحظات من بعض المتابعين للشعارات التي حملتها المعارضة التي تتمثل في المشروع العرقي والقومي وبعد أفكار وطروحات قليلة التأثير في تغيير الوضع في إرتريا ولكن النظام يوظفها لصالحه لضرب المعارضة، وفي اعتقادي الشخصي حل أزمة الحكم في إرتريا لن تتم إلا عبر الحوار، وليس أمام الإرتريين إلا أن يحتكم الحوار، ونحن الآن في القرن الواحد والعشرين لا يمكن تغيير النظام بالقوة أولاً ليس متوفرة وثانياً غير متاحة ولا تتماشى مع متطلبات الشعب الإرتري الذي عليه أن يتحمل مسئولية التغيير وخاصة إن التغيير لن يأتي إلا بتعاون الداخل مع الخارج، وإن كان الداخل يتحمل العبء الأكبر لأحداث تغيير.

 

*- هل تتوقع حدوث تغيير داخلي من المؤسسة العسكرية كما جرى في دولة موريتانيا؟

**- خليفة: كل الاحتمالات واردة وإن التغيير آتي عاجلاً أم آجلاً لأن كل الشعب الإرتري تضرر من هذا النظام وأصبحوا أبناءهم في سجون النظام.


روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7328

نشرت بواسطة في سبتمبر 3 2005 في صفحة حوارات. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010