بعض التوضيحات على ماجاء في مقال مولانا صالح فايد
علي محمد صالح شوم علي ـ أسمرا
www.nawedbooks.com
أطلعت على مقالة مولانا ” صالح فايد موسى ” تحت عنوان : ( قراءة في مذكرات مناضل ارتري ) . في البدء أود أن أتقدم إلى مولانا بخالص الشكر والتقدير على اهتمامه ونشره تلك المقالة . ولاشك إنها سوف تثري الكتاب .
وأنتهز هذه السانحة لكي أعبر عن شكري وتقديري لجميع الأخوة الذين بادروا باقتناء الكتاب باللغتين العربية والتجرينية ، والشكر موصول إلى مكتب التوثيق في المكتب المركزي للجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة الذي منحني موقع الاحتفاء بصدور الكتاب والشكر موصول أيضاً إلى جميع المسئولين في وزارة الإعلام على تغطية صدور الكتاب بكل من ” التلفزيون ، الإذاعة ، ارتريا الحديثة باللغتين العربية والتجرينية ” .
أما مقالة مولانا صالح فايد فهي جديرة بالاهتمام وقد سلط الأضواء على الكتاب وفي معرض حديثه ذكر مقولة “أن تأتي خير من أن لاتاتي أبدا ” وعلى حسب فهمي المتواضع ، الكتاب لم يكن له فترة زمنية محددة من أجل قراءته ، ويمكن أن تقرأه في أي زمان ومكان حتى لو مضت عليه سنوات . كما أن الكتاب هو مرجع تاريخي في آية لحظة يمكنك العودة إليه ، وعليه . لا أعتقد انه قد يكون قد مضى زمن لكتابة التعليق أو أبداء ملاحظات .
أود هنا الرد على بعض التساؤلات التي وردت في المقالة :
أولاً : أن المدخل كان جيد ومعبر ويحتوي على كلمات في غاية من الكياسة .في معرض حديثه ذكر بأن كل ماكتب حول التاريخ الإرتري الحديث سواء في مرحلة الكفاح المسلح أو بعد التحرير والاستقلال كل هذه الكتابات هي في واقع الأمر عبارة عن مشاريع ومقترحات تعتبر مقدمة للتاريخ ولا تشكل بأي حال من الأحوال تاريخاً بذاتها ، وأتفق معه في هذه الجزئية .
ثانياً : سؤاله حول أوجه الاختلاف والتعارض بين التوجه السياسي لتجمع شباب كرن وأهداف وبرامج الرابطة الإسلامية فرع كرن .
أود توضيح الآتي :
عندما علمنا بأنه سيعقد اجتماع لأعضاء الرابطة ألإسلامية ، فضلنا المشاركة بحيث نتعرف عن قرب على الهدف من الاجتماع ، لاشك أن الرابطة الإسلامية قد تأسست في مدينة كرن ولعبت دورا أساسيا في مرحلة تقرير المصير وهذا كان شرفا عظيما نعتز به جميعا ، ولم يكن أي اختلاف أو تعارض ، بل رأينا المشاركة في تأسيس فرع الرابطة لان عقد الاجتماع بعد غياب طويل أي بعد عشرة سنوات من الدخول في الاتحاد الفيدرالي . لأنه بعد فرض الاتحاد الفيدرالي تم حل جميع الأحزاب ولم يكن هناك أي نشاط سياسي يذكر ، القيادات التاريخية للرابطة الإسلامية لم يكن لها أي نشاط كما ينبغي ، إلا أن بعض الرموز كانت تنشط عندما يطرأ حدث معين . هدفنا من المشاركة كان لمعرفة الأهداف والعمل بما يخدم المصلحة الوطنية ، وكان تجمع الشباب أكثر تنظيما ، وكان هدفنا العمل في مسار واحد وعدم تشتيت الجهود وقبل أن تتبلور الرؤية وقعت تظاهرات مارس 1958م التي لم يخطط لها سلفا مما تسبب في تجميد جميع الأنشطة .
ثالثا : أما فيما يتعلق باسم الشهيد ” بيرق ” ، المعلومة التي أوردها كاتب المقالة صحيحة ، اسم أول أسير للثورة الارترية هو ” بيرق حمد نوراي ” اسر بتاريخ 26/9/1961م نشر في جريدة الزمان العدد 2268 تاريخ 29/9/1961م .
رابعاً : أشار كاتب المقال في الصفحة “104 ” أن عثمان صالح سبي استغل حالة التذمر التي كانت تسود الساحة الارترية بعد مؤتمر ادوبحا وأخطاء القيادة العامة مما مكن عثمان من كسب أعداد كبيرة جدا من المقاتلين وإرسالهم على الفور إلى عدن وهنا أيضا لم يوضح لنا الكاتب طبيعة وحجم هذه الأخطاء الخطيرة والتي أدت بدورها إلى شق صف النضال الإرتري ولايوجد أي مبرر مقنع يجعل الكاتب يتحفظ على توضيح هذه الممارسات والأخطاء القاتلة لأن من حق الجيل الذي لم يعايش هذه الفترة أن يكون على علم ودراية تامة بأحداث تلك الفترة .
حول هذه الفقرة أود أن أوضح للقراء الآتي :
يبدو عنوان الكتاب واضح ” مذكرات مناضل إرتري ” كتبت عن تجربتي الشخصية وضمن سياق الحديث لابد أن أتناول بعض المحطات التي أرآها مهمة ، أما الكتابة عن الأحداث التي مرت بها الساحة الإرترية وبخاصة جبهة التحرير الإرترية تحتاج إلى مجلدات ، والكتابة عن إرهاصات الساحة الارترية ربما يقوم بكتابتها مختصين في كتابة التاريخ . من هذا المنطلق رأيت الكتابة عن تجربتي فقد وعدم الخوض في التفاصيل لأنه موضوع متشعب ومعقد ، آمل من جميع المناضلين الذين واكبوا تلك الفترة أن يبادروا بالكتابة بحيث تكتمل الرؤية الحقيقية . إنني لا ادعي بأنني كاتب أو مؤرخ أو باحث بل بادرت بكتابة مذكراتي واعتبرها مساهمة متواضعة وإضافة إلى ما كتب .
خامسا : يقول كاتب المقالة في الصفحة 106 إن الانقسام والتشرذم في الساحة الارترية دفع بعض المناضلين إلى تبني مواقف عدائية اقترح البعض تصفية المرحوم عثمان سبي ولابد من الإشارة هنا إلى حقيقة هامة يعرفها كل من شارك في المؤتمر الوطني الأول والحقيقة هي أن هذا القرار اتخذ بإجماع المؤتمر باستثناء صوت مناضل واحد كان صاحب الصوت المعارض هو المناضل ادم محمد صالح وهو من العناصر البارزة وكان مسئولا عن مكتب حلفا في الأعوام 1967 إلى 1968 وقد قررت سكرتارية المؤتمر ضرورة الاستماع إلى وجهة نظر المناضل المذكور وإعطائه الفرصة ليبرر موقفه المعارض لكل أعضاء المؤتمر .
في هذه الفقرة أوضح التالي :
لاشك أن عضوية المؤتمر كانت متأثرة من المرارات والانقسام والتشرذم التي برزت في الساحة ومن هذا المنطلق تقدم أعضاء المؤتمر باقتراح تصفية “سبي” إلا أن سكرتارية المؤتمر التي تدرك خطورة الوضع عملت من اجل إبطال الاقتراح ، الموقف المهم كان كيفية معالجة الخطأ الذي نتج عن المرارات والمعاناة وعدم التمادي في الخطأ ، لاشك إن الأخ ادم محمد صالح يمتلك الشجاعة الأدبية وفي كثير من القضايا التي كانت مثار الجدل وكان يعبر عن رأيه صراحة .
سادساً : ذكر كاتب المقال في الصفحة 150 (( إن الشيء المؤسف أن قيادة الجبهة قد وافقت على إلقاء سلاحها تحت مبرر عدم الدخول في أي مواجهة عسكرية مع الجيش السوداني وأتذكر جيدا أننا كنا في مدينة كسلا هربا من صيف مدينة بورتسودان الذي لايطاق والكل كان يتابع تطورات الأحداث ، والحقيقة المعروفة أن الجبهة قررت في الاجتماع الذي عقدته في معسكر كركون بتاريخ 3/9/1981 والذي شهد خلافا كبيرا بين تلك القيادة إلا أن الشيء المهم انه الأغلبية اتفقت على عدم تسليم الأسلحة للجيش السوداني قدر الإمكان . إلا انه وللأسف الشديد فإن بعض قادة الألوية كان خيارهم المفضل هو العيش في بلاد العم سام بدلا من مواصلة مسيرة النضال ضد المحتل الأثيوبي هؤلاء هم الذين تسببوا بشكل مباشر وعن قصد بتسليم الأسلحة إلى الجيش السوداني )) .
بالنسبة لهذه الفقرة :
إن المعلومة التي ذكرها كاتب المقال بالنسبة لي تعتبر جديدة إذا افترضنا صحة هذه المعلومة ،لماذا لم تلزم القيادة العناصر التي رفضت تنفيذ عدم تسليم الأسلحة للجيش السوداني وتتخذ ضدهم الإجراءات أي تطبيق اللائحة العسكرية . وإذا كانت الأغلبية رفضت تسليم الأسلحة لماذا لم يبادروا في اتخاذ نفس الخطوة التي اتخذها ” عبد الله إدريس محمد ” في اعتقادي أن القيادة كانت مهزومة نفسيا بسبب الخلافات التي حدثت بداخلها وعليه كانت عاجزة من مواجهة تلك الأحداث . حتى لحظة تسليم الأسلحة إلى الجيش السوداني طواعية لازال غامضا وأصبح ” لغز ” وهذا اللغز لايمكن أن يحله احد ماعدا قيادة الجبهة في ذلك الحين ، علما بان أعضاء القيادة لايزالون على قيد الحياة وللأسف لم يجرؤ أحدا منهم على كشف الحقيقة ، اللعنة سوف تلاحقهم إن كانوا أحياء أو أموات والتاريخ لم ولن يرحمهم لأنهم تسببوا في تدمير تنظيم عريق .
وفي الخلاصة لايسعني إلا أن اكرر شكري وتقديري لكاتب المقال كما اعبر عن شكري وتقديري لجميع الأخوة والأصدقاء الذين عبروا عن رأيهم حول الكاتب سواء عبر مواقع الانترنت المختلفة وعبر رسائل مرسلة ومن التقاني بشكل مباشر .
وعبر صحيفتنا ” ارتريا الحديثة ” أود مناشدة جميع المناضلين أن يبادروا بكتابة مذكراتهم قبل أن تخونهم الذاكرة أو يغيبهم الموت . من اجل تمليك هذا الجيل الحقائق ، هذه مسئولية كبيرة وجميعنا معنيون بالعمل على توثيق بطولات شعبنا العظيم .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=11442
أحدث النعليقات