بلدة عليتنا ..وهويتها الأصلية
بقلم : عادل علي
في مايو من عام 1998 فاجأنا الرئيس الإرتري أسياس بإعلان وجود مدينة إرترية كانت منسية أو ضائعة وهذه المفاجأة جرت عند خطابه في التلفزيون المحلي التي استمر ما يقارب ساعتين والتي سميت أو عرفت بمحاضرة الجغرافيا كما أدى الرئيس في هذا الخطاب دور مدرس الجغرافيا أو باحث أثار وبيده عصى وأمامه خارطة المنطقة وهو يشير على هذه المدينة الجبلية وتسائل الشارع الإرتري عن حقيقة هذه المدينة وموقعها من الخارطة ولماذا لم تطالب بها الحكومة من قبل ولماذا لا تذكر أسم هذه المدينة لمدة ثمانية أعوام لا في الخارطه الإرترية ولا في مادة الجغرافيا ؟ وليست علتينا فقط بل حتى مدينة “بادمة” و “وزالا امبسا” و “عدي مرق” لم نسمع بهم من قبل حتى في مرحلة الاستفتاء هذه المناطق لما تذكر من قبل لجنة الاستفتاء الإرترية والتي أعدت كتيب ذكر فيه جميع نقاط التصويت، ولم يشارك سكانها في عملية الاستفتاء في حين حرصت الجبهة الشعبية بمشاركة سكان منطقة “عريريب” الحدودية والكل يعلم بأن “عريريب” هي منطقة أو بلدة سودانية .
ولسوء حظنا وشقاوة قائد كتيبتنا كانت كتيبتنا أول من وصلت إلى هذه المنطقة لتحريرها واستردادها إلى وطنها الأم كما طلب منا اسياس حيث وصلنا بلدة “نَدْوَا” الوقعة جنوب مدينة سنعفى وبلدة ندوا كانت الحدود السابقة وهي مسقط رأس زوجة أو حرم الرئيس الإرتري أسياس التي تنحدر من هذه البلدة الحدودية وكلمة “ندوا” هي كلمة إيطالية تعني “آل دوى” بمعنى الساعة الثانية كما تشهد القلعة التي بناها الإيطاليين والتي تشبه بقلعة “كب كب” والتي توجد في وادي حداي بالساحل ولكن البعض يقول أن كلمة ندوا كلمة عربية وتعني “ندوة” ويقال أيضاً أن اسم علتينا هي اسم لرجل اسمه علي وكانت له زوجته تدعى “تينا” ولهذا سميت علتينا وهذه البلدة بما فيها بلدة حرم الرئيس أصبحت وعلى حسب الخارطة الجديدة داخل الحدود الأثيوبية أي السيادة الأثيوبية على حسب ترسيمة الحدود الجديد والتي ترفضها أثيوبيا . علتينا مدينة أو بلدة صغيرة تحيط بها الجبال من جميع الاتجاهات يقسمها وادي من وسطها سكانها من قبيلة وحدة اسمهم “إيروب” لغتهم “ساهو” عاشرنا سكانها وجالسناهم وسألنا كبار السن منهم عن أهلية هذه البلدة، كلهم أكد لنا بأن هذه البلدة إرترية 100% لكن تعرضت لإهمال من قبل الجبهة الشعبية وهذا السبب الذي غير خارطتها ومعالمها الإرترية ويحفظوا سكان هذه البلدة بذاكرتهم في فترة السبعينيات ويقولون بأن جبهة التحرير الإرترية كان لها معسكر في “عليتنا” وبلدة “ورعتله” وهذا المعسكر كان يربط منطقة القاش بركا بمنطقة دنكاليا وكانت الجبهة تحث سكان و شباب المنطقة على التجنيد كما قامت بتجنيد العديد من شباب المنطقة منهم من أستشهد ومنهم من هاجر ولكن بعض اختفاء جبهة التحرير ومجيء الجبهة الشعبية أهملت هذه المنطقة تماماً وكما يقول المثل المال الضائع يعلم السرقة.
تضم عليتنا عدة قرى من بينها ، ور عتلى ، عيقا ، كفنا ، ماي طعدا ” سوبيا”..الخ ..هذه البلدة قبل أن يتذكرها الرئيس اسياس كانت تخضع لإقليم تجراي الإثيوبي محافظة “عقامى” وتدار مع مدينة عدى قرات .
وهكذا ضاعت عليتنا، وضاعت بادما، وضاعت عدي مرق، وما سارحا، وأمبست قلبا ، وزالا أمبسا ، ومئات القرى، وآلاف الكيلومترات من أراضينا وعشرات الألوف من خيرة شبابنا ، وكبرياؤنا.
وهذا كله نتيجة الانفراد السلطوي ويتحمل اسياس وأعوانه كل ما حل بهذا الوطن . وهذا لا يعني أخي القارئ أختي القارئة نحن أبرياء بل نحن شركاء لهذا “الهامور” البشري الذي تركناه يتغذى من لحم شبابنا ويمتص دماء شعبنا وينهك ثروات أرضنا نحن الصامتون نحن الخائفون حتى من وراء البحار صرنا خائفون من هذا الهامور لا صوت لنا ولا كلمة لإيقاف هذا النظيف الذي يتعرض له وطننا الحبيب .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6142
أحدث النعليقات