بمؤتمر صحفي : قطعت جهيزة قول كل خطيب ..!
إعلام التحالف الديمقراطي |
13/07/2006م |
عقب مغادرة الرئيس اليمني الفريق علي عبدالله صالح مطار مصوع الدولي في إرتريا والتي كان في زيارة لها ضمن جولة خارجية له ، عقد رأس النظام الحاكم في أسمرا مؤتمرا صحفيا تحدث خلاله عن أوضاع المنطقة وقضاياها القائمة ودور القوى الدولية فيها ، وسبق أن تناولنا الطريقة التي يستوعب بها هذا النظام مبادرة الآخرين نحوه ، وجاء هذا المؤتمر الصحفي ليذكرنا بالمثل العربي ” وقطعت جهيزة قول كلّ خطيب ” ففيه الكثير مما يفسح عن منهاجية هذا النظام في التعامل مع الأوضاع والقضايا القائمة بالمنطقة .
بداية فقد تحدث عن ضيفه بأسلوب ينم عن الإفتقار الكلي للكياسة عند الحديث عن دور الرئيس اليمني في قيام محور تعاون صنعاء للتعاون الإقليمي ، هو الداعي دوما والساعى لإشراكه– رغم مشكلات اليمن العديدة معه – ولا يستبعد مطلقا أن الرئيس اليمني في مباحثاته معه أن يكون قد طرح سبل وضرورة تحسين علاقاته مع بقية أركان الحلف حتى يتسنى إنضمام إرتريا له ، فهل كان من اللآئق أن توصف مبادرات مثل هذه بـ(النوايا الطيبة) وهو تعبير يعني الكثير حين يرد على لسان رجل دولة .! وعن رئيس يشهد العالم بحنكته وبدرجة إمتياز في حل المشكلات ، وبصفة خاصة مشكلات الجوار- حتى معه إبان أزمة حنيش- بالوسائل السلمية فقط ودون غيرها ..!؟ إن كان توجّه وتصرّف كهذا يوصف “بذكاء السّذّج” حسب قوله، فأين وجه العبقرية في تصرفاته الداخلية والخارجية منذ أن إعتلى سدّة الحكم في بلادنا منذ عقد ونصف ..!؟ بل أين ذلك في حديثه عن السودان وقضاياه ،أين ذكاء العقّل في أن يتحدث عن عدم علم مؤسسة دولة بمتابعة قضايا بلادها وهي الزاخرة بالممارسة والكفاءات والخبرات ..! أين هنا إحترام قواعد السلوك الدبلوماسي في الحديث عن علم هذا و(..) ذاك ..! أم إن عقدة وزارة الخارجية عنده – بلاوزير وهرب منها أغلب السفراء والموظفين – يريد تعميمها على المنطقة .! ؟
ويبدو أن النظام يرى في توتّر أوضاع المنطقة فرصة لإعادة تأهيل دور إقليمي جديد له عبر لعب “حملة علاقات عامة” والتي يصف بها الآخرين ، وإلاّ كيف نفسر حديثه ورغبته لنيل دعم الغرب في البحث عن الإرهابيين بدلا عن إرهاق أنفسهم في ذلك ، خاصة وأنه عرض نفسه مرات عديدة كحليف غير مكلف –تأدبا- قياسا بدول محورية أخرى في المنطقة ، وأنه سيلعب دورا مع بقية دول حوض البحرالأحمر في إستقرار المنطقة .
أما الحديث عن عدم علمه بما يجري في البلاد لجهة قيام تحالف “جبهة الخلاص الوطني”ومعرفته به من وسائل الإعلام فقد يصدق هذا في بلدان أخرى وبالقطع ليس إرتريا ..! ولعل مربط التذكير بالمثل العربي يتجلى في عدم العلم هذا والربط بقوله ضرورة إعادة تقييم إتفاقية أبوجا ، وهو تعويم مقصود في القول، فحينا لايعلمون .. وآخرليس لديهم مبادرة محددة .. وختما يجب إعادة التقييم .. ليكون القصد الأهم وهو عدم أهلية العالم إن كان بوسطائه أم بقواته الدولية .. فهم الوحيدون القادرون على حل هذا المشكل، وأن تكون لهم وحدهم ملكية وحق الوساطة في قضايا السودان .. أما الحديث عن رفضه للقوات الدولية في غرب السودان أو شرقه ، فسببه هو أن تكون قواته هي البديل المناسب ..! ففي الوقت الذي تحدث فيه عن عدم فاعليتها وكلفتها المادية في تجربته معها – وكأن خزانة حزبه من يدفعها- بادرت وزارة خارجيته قبل أيام قلائل للتنديد بقرارالأمم المتحدة في عزمها لخفض قواتها على الحدود الإرترية /الإثيوبية .. فأى تناقض هذا .. هل يريد النظام أن تحمى حدوده دوليا لتتفرغ قواته لمهمات أخرى ..!؟ ولماذا يصّرفي تصعيد حملات تجنيده الإلزامي للأطفال في إرتريا – فالشباب مفقود خارج المعسكرات والمعتقلات والمنافي- في وقت تتحدث فيه التقاريرعن عدم توفّرغذاء يوم واحد للمجندين الجدد بمعسكر ساوا سيئ الصيت ..!
مفهوم سعي دول المنطقة وشعوبها لبناء فرص الإستقرار والسلام بالمنطقة حتى تنطلق نحو التنمية في كل جوانبها ،والتعاون المشترك بينها، وحماية سيادتها الوطنية من التدخلات الخارجية، ولكن هل توحي تصرفات النظام في اسمرا بذلك .. ألا تعكس أقواله فهما مغايرا للرغبة في التعامل معه .. ألا يكفي وصفه للجهود المبذولة لتطوير العلاقات بينها في غيابه -وهو الذي وفّر كامل عوامل عزلته الإقليمية والدولية – بالتآمر والفشل ذريعة لخلق عوامل الفرقة بينها..! أما نقرأ بين سطور أقواله أحلام هيمنته الأمبراطورية على المنطقة ومقدراتها ..!
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6969
أحدث النعليقات