بيان الحركة الديمقراطية لتحرير كناما ارتريا له ما بعده
ادريس همد – لندن 09/09/2012م
طالعتنا بعض المواقع الاسفيرية (فرجت دوت نت) بترجمة لبيان منسوب الى مكتب اعلام الحركة الديمقراطية لتحرير كناما إرتريا فحواه بان القائد عواتى ليس محل اجماع الارتريين في وطنيته بل يصفه بمرتكب الجرائم ووصف البيان عواتى بمرتكب الابادة لشعب الكناما، وقد ذهب البيان بعيدا الى حد القول بانهم في تنظيم الكناما يعلنون صراحة بان عواتى قاطع طريق ولا يمكن ان يوصف بأنه وطني باي حال من الاحوال ويطالب البيان ان تخضع وطنية عواتى الى نقاش واصفا ما اسماه بالقوميات التسع ليست لها قناعة بان عواتى محل اجماع في وطنيته. ومن سخريات القدر ان ينتقد البيان نظام اسياس بإقامة المهرجانات والاحتفاء بعواتى ونحن نعلم بان تنظيم الجبهة الشعبية نفسه لم يعترف بعواتى ولا بسبتمبر الى وقت قريب قبل التحرير. وكلنا يذكر الجدال الذي دار لنقل رفات القائد عواتى وكيف ان النظام الحاكم تماهى مع الاصوات التى طالبت بعدم دفنه في اسمرا وان الرفات تم حفظها في احدى مخافر الشرطة في مدينة بارنتو في صندوق خشبي كعهدة مع الشرطة حتى تحسم سلطة الامر الواقع امرها بشأنه…. وبقية القصة معلومة للجميع.
ونحن نتساءل من اين انطلق كاتبي البيان الى ما هذبوا اليه في توصيفهم ؟ هل هى رؤية الحركة السياسية لتوصيف الثورة الارترية ممثلة في رمزها أم نظرة مزاجية لبعض من تنقصهم الدراية والإلمام بحيثيات العمل الوطني الإرتري و نحن نعلم بان العديد ممن يعملون في تنظيم حركة الكناما الان وفي مواقع متقدمة لم يتمكنوا من الالمام بتفاصيل العمل الوطني الارتري لا عمرا ولا تواجدا حيث تربى معظمهم في كنف الاستعمار الاثيوبي في فترة الدرق ومنهم من كان مقاتلا في صفوفه الى ان اصبح ضابطا في استخباراته و ما زال يحمل رتب امنية مرموقة في نظام الجبهة الثورية الاثيوبية ألحاكمة. ام هى حالة الانحدار الاخلاقي والقيمي التي نعاني منها هذه الايام وما أكثرها، ام توصيف يمكننا ارجاعه الى ادعاءات البعض الذي ما فتئ يجتر تاريخ محكي قد نجد صعوبة فى اثباته.
حامد ادريس عواتى قبل الثورة:
اتفقت العديد من المصادر على ان حامد عواتى كان قائدا شعبيا قبل الثورة واود هنا ان اشير الى شهادات بعض الذين عاصروه مثل العم عثمان لونقي وهو من المقربين لحامد عواتى بل ساعده الايمن حسب وصف المصدر وقد عمل معه في منطقة القاش لحماية ممتلكات وانعام الاهالي من هجمات الوالقايت الذين كانوا يأتون من وراء الحدود الجنوبية يقول العم لونقي في مقابله مسجلة اجراها معه المناضل عثمان عبدالله في العام 1988 في منطقة شابيت ومنشورة في جريدة ارتريا الحديثة عدد سبتمبر 2007م حيث يقول: كان عواتى رجلا شهما لم يأخذ شئ من الغنائم التي كان يغنمها من فلول قطاع الطرق الذين كان يطاردهم لاسترجاع ما كانوا ينهبونه من ثروات المواطنين وكانت في الغالب هى المواشي ، ومن ناحية ثانية فان حامد وجماعته كان هدفهم الاكبر هو حماية الشعب ويقول عثمان عبدالله ان عثمان لونقي عندما سلم نفسه للسلطات الاثيوبية كان يملك 35 جنية سوداني فقط وهى كل مدخراته.ويقول عمنا عثمان في شهادته ان حامد عواتى بدأ المقاومة الشعبية مع المرحوم على بنطاز الذي كان مسؤلا عن الجبهة الشمالية والتي تبدأ من خور بركة الى شمال ارتريا وكان عواتى مسؤلا عن الجبهة الجنوبية الغربية وتمتد من تسنى الى ام حجر الى منطقة قاش لعال حتى بادمى وكان دوره هو صد هجمات قطاع الطرق القادمين من والقايت لنهب ممتلكات وانعام المواطنين وصبي النساء.(انتهت شهادة عمنا عثمان لونقى).
الم سقد تسفاى يتحدث عن عواتى في تناوله لمرحلة الاربعينيات ويوثق الى حقيقة بان عواتى لم يكن قاطع طريق، كما درج البعض وصفه، بل اكد على ان كل الوثائق التى اطلع عليها والتي كتبت من قبل الانجليز تؤكد تمرد عواتى على السلطة الانجليزية ومن بعدها الحكومة الفدرالية التي تشكلت بموجب القرار الفدرالى الاممى. ( كتاب لن نفترق) وقد تطرق الم سقد الى ما كان يقوم به عواتى من اعمال بطولية في الدفاع عن المواطنين من هجمات قطاع الطرق ولم يذكر هنا بالتحديد من هم هؤلاء الا تلميحا حيث ذكر قطاع طرق اعتادوا الاعتداء على مواشى السكان في المنطقة الغربية.
ومن الذين عاصروا حامد عواتى وكتبوا مذكراتهم كل من محمد على ابو رجيلة وادم قندفل وعلى المهتمين الرجوع اليها حيث نشر موقع اومال مذكرات ابو رجيلة في 29 حلقة، اما مذكرات ادم قندفل منشورة في كتيب متوفر في بعض المكتبات العربية، كذلك حديث الذكريات للمناضل المرحوم محمد ادم قصير وهو احد رواد الكفاح المسلح في مقابلة منشورة في عدة حلقات في ازاعة صوت الجماهير، تطرق العم قصير الى شخصية حامد عواتى والادوار البطولية التى كان يقوم بها في الدفاع عن المواطنين ضد قطاع الطرق ولم يذكر العم قصير ما يمكن استشفافه بان حامد كان قاطعا للطريق. ( العم قصير من القلائل الذين قابلوا عواتى بعيد تفجر الثورة) والاساتذ الكبير المرحوم محمود محمد صالح تحدث عن بدايات تاسيس الثورة متناولا دور القائد عواتى وكيف التقاه في اجتماع بمدينى اغردات ، ذاكرا بان عواتى جاء الى اغردات لحضور الاجتماع المذكور تحت غطاء مقابلة السلطات لمده بالسلاح اللازم لمواجهة عصابات الشفتا التى كانت تنشط في منطقته الامر الذي يدحض فرضية انه هو الشفتا أى قاطع طريق ، اذ كيف يعقل لقاطع طريق يأتى الى السلطات لطلب السلاح منها!!!؟ ( مذكرات الاستاذ محمود محمد صالح منشور منها جزئين في المواقع الارترية وهى ترجمة الاخ الصحفي صلاح الزين من الانجليزية)
كما ان هناك بعض المراجع المهمة مثل كتاب للمهندس سليمان فايد دارشح عن القائد عواتى يتطرق فيه بالتفصيل عن عواتى واسرته والنشاءة التى اثرت على سيرة وحياة القائد عواتى ، ولم اجد من خلال الاطلاع على ما يدل بان عواتى كان قاطع طريق. وهذا طبعا بعيدا عن الالة الاعلامية الاثيوبية التى عملت جاهدة على اغواء البسطاء وضعاف النفوس للوقوف ضد الثورة في بداياتها من خلال النيل من رمزها (عواتى). ترفاسكس الحاكم الانجليزي في فترة الانتداب البريطاني تطرق في كتابه على اهم المشكلات التى كانت تعيق مشروعه في ارتريا ومن خلال تناوله لحامد عواتى في احدى فقرات الكتاب ذكر ان عواتى كان مع جماعة على بنطاز ومحمد حامد شليشي فى محاربة الهدندوة بعد حادثة نساء الاشراف المشهورة ومنوها في الوقت نفسه بان حامد كان يعمل كشيخ خط في منطقته الحدود ، هل يعقل ان تترك سلطات الانتداب البريطاني ومن قبلها الاحتلال الايطالي رجل تحت امرتها ان يقوم بالنهب والإبادة الى الحد الذي ذهب اليه بيان حركة الكناما!!.
وثمة قول يتردد بان هناك مظالم وقعت على الكناما فى فترات مختلفة والبعض يرى انها الاحتكاكات اليومية التى كانت تحدث بين سكان المنطقة في المرعى والزراعة وخلافة ولكن لم نسمع حتى من اعداء الشعب الارتري بإبادة تعرض لها مجتمع معين من الشعب الارتري.
اذا كان الامر كذلك في مرحلة ما قبل الثورة حسب المصادر ألمذكورة لربما كانت هناك بعض الاخطاء في مرحلة الثورة من ممارسات يراها البعض تعدت القانون في اجراءات الردع هنا وهناك ، لم يكن عواتى مشاركا فيها شخصيا لأنه لم يعاصرها حيث استشهد في فترة وجيزة بعد اعلان الكفاح المسلح لا تتجاوز العام ان لم تكن أقل ، وفي هذا الشأن تتفاوت التقديرات لأنه عمل من فعل البشر والذي لا يخلو من الخطاء وحتى نكون اكثر دقة فان الاخطاء التي حدثت في فترة الثورة لم تكن تستهدف مجتمع معين او افراد بعينهم. ذكرنا ذلك من باب الحيادية في التعامل مع ما هو مطروح على الرغم من ان البيان تحدث عن فترة ما قبل الثورة. ( يمكنكم مراجعة البيان بالتقرينية على صفحة تقوربا أو مسل بهيرات وهى الصفحة الرسمية للحركة، والترجمة على صفحة فرجت)
ان المتتبع لحركة التاريخ الارتري المعاصر وتشكل الكيان الارتري يلاحظ الحراك المستمر لمكونات الوطن في اتجاهات معاكسة او فلنقل تيارين متنافرين فالأول يمثل تيار المشروع الوطني الذي تحمل اعباء النضال من اجل اثبات الهوية الوطنية وحمل الهم عبر مراحل النضال الوطني منذ فترة تقرير المصير مرورا بالنضال السلمي ثم الكفاح ألمسلح ونعتقد بان هذا التيار يمثل تطلعات قطاعات عريضة من المجتمع وقد سعى جاهدا ان يجعل من مشروعه الحلم حقيقة وقد كان، رغم تعرجات النضال باشراقاته وإخفاقاته ، وهنا نستدل بحقيقة ان ميلاد الثورة في بيئة اجتماعية معينة بما تمثله من ثقل اجتماعي وسياسي وكذا خلفية اجتماعية حاضنة لحماية مشروعها لم يأتي من فراغ بل تضافرت عوامل عديدة لقيامه أهمها ايمان أصحاب المشروع بان ارتريا التي ينشدونها هى تلك التي يعيش فيها الجميع متساوي الحقوق والواجبات، وبعيدا عن الانشاء فإننا سوف نناقش البيئة الحاضنة وأهليتها لقيام الثورة ، انطلقت الثورة في منطقة المنخفضات ذات الكثافة الاسلامية والتي كانت حاضنة أساسية للمشروع الوطني منذ تأسيس الاحزاب السياسية في اربعينيات القرن المنصرم (الرابطة) وبالتالي فان الظروف كانت مهيأة بان يلعب انسان المنطقة هذا الدور المحوري ومن جهة ثانية فان منطقة المنخفضات لها امتدادات خارج الحدود وهو تداخل اجتماعي معروف للجميع مكنها من انجاز مرحلة التأسيس بنجاح منقطع النظير ومن ثم احتضنت الثورة وقدمت لها كل اشكال العون والمآذرة ، ونستدل هنا بالعديد من الشواهد اهمها ان ابطال الكفاح المسلح جاء جلهم من تلك البيئة الحاضنة حيث كانوا يعملون في سلك الجندية في الجيش السوداني ابان حقبة الانجليز وأصبحوا جزاء من قوة دفاع السودان عند خروج الاستعمار وإعلان استقلال ألسودان ، وقد ذكر العديد من الذين عاصروا تلك الحقبة وتمكنوا من كتابة مذكراتهم او تمت محاورتهم بان هؤلاء المناضلين قد لعبوا دورا محوريا في مد الثورة بالعتاد حسب الظروف التي كانت متاحة. (مذكرات ابورجيلة وادم قندفل) بالاضافة الى مذكرات القائد المؤسس ادريس محمد ادم وهى منشور جزء منها في صفحة النهضة القراء ( ارشيف العام 2004في الذكرى الاولى لرحيل القائد ادريس محمد ادم)
وثمة شيء اخر يمكننا التوقف عنده وهو تمسك هذا التيار الذي وصفناه بالعريض بمقارعة المشروع الاستعمارى على الرغم من علمه بان هناك في الاتجاه الاخر من يناصبه الخصومة ان لم نقل العداء وإمكانية نجاحه في اخماد جذوة الثورة اكبر ولكنه خاض غمار المعركة والتي نعرف نتائجها جميعا ، هل يا ترى أتى ذلك من فراغ ، نحن نعتقد بان هذا التيار وعلى الرغم من المامه التام بما سيجلبه عليه خياره الصعب هذا انطلق من حقيقة ان انضمام ارتريا الى حضن اثيوبيا لا تمثل احلامه وطموحاته بأى حال من الاحوال ، وان ما يسعى اليه الطرف الثاني هو اذابة ثقافته وكيانه في اثيوبيا قلعة الثقافة الحبشية الكنسية (Abyssinian Culture)
ولهذا قبل تحدي المواجه . بالطبع لكل فعل رد فعل خاصة اذا كان العمل من نوع الثورة التي نتحدث عنها فكانت التضحيات باهظة والجرائم التي ارتكبت بحق سكان المنخفضات تقشعر لها الابدان. وسوف نأتي للأدوات المنفذة لذلك لاحقا.
اما التيار الاخر وهو ذلك الذي كان مناوءا لفكرة المشروع الوطني وقد عمل جاهدا لإفشالها وهو تكتل مثل مصالح مجتمع معين وتشكل في سواده الاعظم من كبسا المسيحية ، وان حوى في داخله بعض الافراد والجماعات لدوافع مختلفة. كما ان للتيار الاول بيئة حاضنة خارجية كذلك لهذا التيار بيئة خارجية يتطلع الى حضانتها بل ان يصبح جزاء منها وهى في تقديرنا اشواق وأمال ذات منطلقات ثقافية والدين لاعب اساسي فيها ، لم يكن التيار المذكور بعيدا عن الارتماء في احضان المطامع الاقليمية والدولية حيث الدور الكبير الذي لعبته اثيوبيا هيلى سلاسى في تأجيج الفتن ونسج المؤامرات مع الخارج والداخل للوصول الى ضم ارتريا اليها وكان هذا التيار يدها الطويلة في الداخل . وكلنا قرأ أو سمع بتقارير لجنة تقصي الحقائق التى بعثتها الامم المتحدة برآسة انزو ماتنزو لاستطلاع اراء المواطنين وخياراتهم السياسية ، والإشارة الواضحة الى اليد الاثيوبية في ما كان يجري من اعمال سلب وقتل بين الفرقاء وبالتالي لم تتوصل الى نتيجة موحدة.
التاريخ يحدثنا بعصابات الشفتة التي شكلها القس ديمطروس راعي الكنيسة الارتزوكسية في تلك الفترة برعاية الامبرطور المقبور وكيف انها قامت بحرق وإبادة القرى في المنخفضات الارترية ، ولوحشية ما قامت به هذه العصابات كانت هناك اشعار الهجاء في مناطق بركة لعال :-
(شفتا قبرى شفتا غير رئنا لاطال طبي) ومليشات المدعو قبرى عاثت في المنطقة فسادا حيث ابادت قرى بكاملها وكان المخطط هو انزال سكان اخرين مكان القرى المحروقة حيث لم يحالفهم الحظ في ذلك وربما سمعنا بمرثية ( ان تدنك مدر مسا ديبا)
عمل هذا التيار على تغيير الخريطة السكانية في المنخفضات خاصة بعد تعين السيد قبر قال حاكما اداريا على اقليم القاش- سيتيت، وهو الاقليم الذي انشأ حديثا وقد عمل الحاكم المذكور على انزال قرى من حماسين الى اعالى القاش وهى القرى المتاخمة للحدود الاثيوبية من بادمى حتي شيلالو وعددها تجاوز ال16 قرية و الارض التي رحلت فيها القرى المذكورة تابعة للمجموعة اللغوية المتحدثة بالكناما . فلنسأل جميعا أين ذهبوا اصحاب الارض ألمذكورين.
وفي فترة الثورة وما قبلها عمل هذا التيار على اغواء العديد من المواطنين خاصة في منطقة الهضبة والقاش حيث كون المليشيات المسلحة والتي كانت تعرف ب( الباندا) وكان بعض قرى الكناما ضحية لتعبئته الخاطئة، وكانت مشاركة هذه القرى في الحرب ضد الثورة بجانب وحدات الكمندوس ثم الجيش النظامى فيما بعد امر لا تخطئه العين ويحدثنا التاريخ عن دور هذه القرى في مساعدة العدو ومعارك حرب تحرير بارنتو وشامبقو ، بنبنا وغيرها خير شاهد على ذلك ، وللدقة فان مليشيات الباندا لم تقتصر على بعض قرى الكناما وحدها بل نجدها في جل قرى كبسا
من هنا فان التوصيف الذي جاء في بيان حركة الكناما لشخصية القائد عواتى بكل ما يمثله من رمزية وطنية انما ينطلق من ادعاءات لا يسندها الواقع خاصة اذا علمنا بان عواتى هو ابن المنطقة وكان قد عايش الفترة الاخيرة للاستعمار الايطالي وكل فترة الانتداب البريطاني وكانت تربطه صلات قوية مع انسانها.
في تقديرنا ان ما ذهب اليه البيان المذكور يحتاج منا جميعا الى وقفة حقيقة حيث لا يمكننا الوقوف مكتوفي الايدي لا نحرك ساكنا، بل يجب على القائمين على امر المعارضة مجتمعة ان تحدد موقفا واضحا منه وان اول الخطوات كما نعتقد بتجميد عضوية هذه الحركة في مؤسسات العمل المعارض حتى تصدر بيان رسمي بالاعتذار امام الملاْ كما هو حال بيانهم.
نحن نعتقد بان المظلات القائمة الان تسير في خطى القائد عواتى، ولأنها كذلك لا يمكنها استيعاب من يسبح عكس قناعتها وقد انحرفت حركة الكناما عن المسار فلا يجب ان يكون لها مكانا بيننا مع علمنا التام بان هذه الحركة لا تمثل كل مكون الكناما كما هو الحال بالنسبة لبقية التنظيمات التي تحمل شعار القومية.
القضية في تقديرنا تكمن فى التعدي على ثوابتنا الوطنية والتى مثلت اجماعا وطنيا بامتياز وعلى رأسها حامد عواتى بما يمثله من رمزية امر يحتاج الى بعد نظر لما ستؤول اليه الامور ان لم نتعامل معها بالحزم اللازم. وهذا بالطبع ليس انتقاصا من احد كما ذهب البيان ولا نراه في مصاف تباين الرأى بين الفرقاء بل هو خدش واضح في التعايش بين مكونات الوطن وهو برأينا يستحق ان يعالج بالضرورة بما يعيد الامور الى نصابها.
ومن ناحية ثانية فان طبيعة النضال الذي تخوضه قوى المعارضة وفي مقدمتهم التحالف الديمقراطي والمجلس الوطني وكل القوى هو نضال من أجل بناء وطن ديمقراطي يسعى الجميع ولا يستهدف احد ، من هنا فان ولوج مثل هذه الاراء لها ما بعدها وقد تدخل البلاد في نفق مظلم لا يعلم مداه الا الله. وبالتالي مطلوب من كل المهتمين وأصحاب الرأى ولا اريد ان اقول المثقفين ان يبادروا بالتنقيب عن مشاكل المجتمع الارتري عموما وطرح المقترحات والحلول للقضايا التي يرون انها محل خلاف .
وثمة شئ آخر نود لفت الانتباه اليه والمتمثل في المزاعم التي ذكرها البيان ، على المهتمين بالتاريخ الارتري والشأن العام عموما العمل على كتابة التاريخ وتوثيقه حتى لا تعلق فى ذاكرة الاجيال الحالية والقادمة غشاوة من شأنها ان تنحرف بمسار التاريخ الصحيح عن جادة الصواب وكأننا شعب بلا تاريخ ، وعلينا الابتعاد عن الحكاوي الغير موثقة والتي لا يسندها منطق ولا حجة.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=25758
أحدث النعليقات