بيان جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية بمناسبة اليوبيل الذهبي لثورة الفاتح من سبتمبر المجيدة
يحتفل الشعب الإرتري بالذكرى الخمسين للكفاح المسلح الذي انطلقت شرارته الأولى في الفاتح من سبتمبر١٩٦١م . وتأتي ذكرى انطلاقة الكفاح المسلح هذا العام والشعب الإرتري يمر بظروف بالغة التعقيد. ولا يسعنا في هذه المناسبة المجيدة إلا أن نحيي جماهيرنا الإرترية وكافة القوى الوطنية المناضلة.
خاض الشعب الإرتري في خمسينيات القرن الماضي نضالاً سلميا وديمقراطيًّا من أجل نيل حقوقه الإنسانية والديمقراطية وذلك تحت راية القوى والأحزاب السياسية القائمة آنذاك، والتي بدورها شكلت إطارًا سياسيا جامعاً هو الكتلة الاستقلالية.
كان للاستعمار البريطاني من جهة ولنظام هيلي سلاسي التوسعي والولايات المتحدة الأمريكية موقفًا مناهضًا لتطلعات شعبنا العادلة المتمثلة في إقامة دولته المستقلة والموحدة، وذلك لتحقيق أطماعهم الاستعمارية في منطقة حوض البحر الأحمر. وفي سبيل تمرير مخططاتها حاولت هذه القوى جاهدة على إحداث شرخ وسط الشعب الإرتري على أسس دينية وإقليمية وقبلية، بل كانت تنوي تقسيم إرتريا بين إثيوبيا والسودان. أما نظام هيلي سلاسي فقد قام بسعي حثيث من خلال بث الرعب في الإرتريين وحبك الدسائس والمؤامرات من أجل ضم إرتريا إلى امبراطوريته.
وقد انحازت الأمم المتحدة إلى الموقف الإثيوبي واتخذت قرارًا يقضي بربط إرتريا فيدراليًّا بالإمبراطورية الإثيوبية ، ضاربة بعرض الحائط برغبات الشعب وتطلعاته المشروعة في الحفاظ على وحدة ترابه الوطني وإقامة كيانه المستقل. وعلى الرغم من أن شعبنا قبل بهذا القرار الجائر كحل وسط فرض عليه، إلا أن نظام هيلي سلاسي حاول جاهدًا، من خلال القمع والتنكيل ولجم كل صوت وطني إرتري، لإجهاض القرار الفيدرالي وإلحاق إرتريا بها. وكان طبيعيًّا أن يخلق ذلك أجواء مواتية لاندلاع الصراع بين الشعبين الإرتري والإثيوبي، حيث ساد في أوساط شعبنا قناعة بأن لامناص من خوض نضال مسلح لانتزاع حقوقه المغتصبة من قبل إثيوبيا.
وفي مثل هذه الأجواء، وتعبيرًا عن رغبة جماهير شعبنا فجرت جبهة التحرير الإرترية من على جبل آدال في الفاتح من سبتمبر ١٩٦١ الكفاح الوطني المسلح بقيادة الشهيد البطل حامد إدريس عواتي وعدد قليل من رفاق نضاله الأبطال. ومثلت هذه الانطلاقة بشرى تردد صداها أنحاء الوطن الإرتري وكانت إيذانا ببداية المسيرة النضالية الطويلة لشعبنا المعبرة عن تطلعاته في التحرر والانعتاق وإقامة كيان موحد. ولم يخيب شعبنا ثورته المسلحة بل بدأ يلتحق بها رويدًا رويدًا دون أن يؤثر عليه انتمائه الديني أوالقبلي أوالقومي أو عاملي العمر والجنس. وفي هذه المسيرة النضالية ومن أجل نيل حقوقه قدم شعبنا تضحيات جسيمة.
وإذا عدنا إلى الوراء وتفحصنا سجلات تاريخ شعبنا، فلا يمكن أن تُمحى من ذاكرتنا سياسة ”الأرض المحروقة” التي ظل يمارسها نظام هيلي سلاسي ضد شعبنا الأعزل ومحاولاته الدؤوبة لزرع الشقاق والفتن بين مختلف المكونات الدينية والإقليمية والقبلية لشعبنا. أما نظام الدرق، فعندما عجز عن إلحاق الهزيمة بالشعب الإرتري وثورته وإركاعهما بقوة السلاح، كما كان يُمني نفسه، قام بابتداع حيل أخرى بهدف استمرار احتلاله لإرتريا. ومن بينها قيامه بتقسيم إرتريا إلى أقاليم مختلفة وطرح مشروع الحكم الذاتي الإقليمي لكل إقليم من تلك الأقاليم. وغني عن الإشارة بأن استهداف الانظمة الاحتلالية الإثيوبية المتعاقبة على إرتريا للوحدة الوطنية الإرترية يعود لإدراكها بأن قوة شعبنا تكمن في تمسكه بوحدته الوطنية.
إن تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا ، وعلى الرغم من كونه تنظيمًا لا يتحمل تعدد الآراء داخل تنظيمه أو خارجه، إلا أن قطاعًا واسعًا من شعبنا وقف بجانبه وسانده لكونه تنظيمًا وطنيًّا يقارع قوات الاحتلال الإثيوبي. كما أن التنظيمات الوطنية التي شهدت علاقاتها بالجبهة الشعبية توترًا وصراعات حادة، داست على جراحاتها وتعاملت بإيجابية مع الجبهة الشعبية أثناء فترة الكفاح المسلح . وقد تمكنت الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا من تتويج نضالات شعبنا المستمرة بدحر آخر جندي من قوات الاحتلال الإثيوبية وتحرير ترابنا الوطني في مايو ١٩٩١. وفي أول فرصة تتاح أمام شعبنا لتقرير مصيره والتعبير عن آرائه بحرية وبعيدًا عن أي نوع من أنواع الوصاية والضغوطات الخارجية، عبر شعبنا بصوت قوي بـ ”نعم للاستقلال” في الاستفتاء الذي جرى في ١٩٩٣، وأعلن رسميًّا عن قيام دولة إرترية موحدة ومستقلة وذات سيادة.
وبالعكس مما كان يصبوا إليه شعبنا، فإن قيادة الجبهة الشعبية أعلنت في ٢٠ يونيو ١٩٩١ فرمانا يرسي دعائم نظام ديكتاتوري، حيث حظرت النشاط السياسي خارج تنظيمها وحذرت كل من يقوم بأي نشاط سياسي خارجها بالوقوع تحت طائلة المساءلة القانونية. وبعد أن بدل التنظيم اسمه إلى ” الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة” (هقدف) ، بدأت قيادة الجبهة الشعبية تسرع الخطى باتجاه اتخاذ قرارت انفرادية ، تتيح لها الهيمنة المطلقة على مقدرات شعبنا والسيطرة الكلية على عصب الاقتصاد الوطني. كما كشرت عن أنيابها رافضة الانصات إلى أي صوت غير صوتها، وانتهى بها المطاف إلى إقامة أسوأ نظام ديكتاتوري في أفريقيا يتحكم فيه بشكل مطلق فرد واحد.
ويأتي في هذا السياق ما قام به نظام إسياس الديكتاتوري من قمع لمناضلي الجبهة الشعبية الذين كانوا يتقدمون بين حين وآخر بمطالب مشروعة لتحسين أحوالهم الخاصة وكذلك الأوضاع السياسية في البلاد. كما عانت ولا تزال تعاني قوى المعارضة الوطنية لعمليات قمع وتصفية من قبل أجهزة نظام إسياس. ومن بين ممارسات نظام إسياس الديكتاتوري أيضًا قيامه بتهميش اللغة العربية ومحاربته المستمرة لجميع المعتقدات الدينية لشعبنا، فضلاً عن تضييقه على القطاع الخاص والذي أدى في النهاية إلى إفلاس معظم الإرتريين الذين ينشطون في هذا المجال. وفي محاولة منه لتدجين الجيل الجديد بفكر وثقافة الجبهة الشعبية (الهقدف) يقوم النظام باقتياد طلاب المرحلة الابتدائية والمتوسطة أثناء الإجازات الشتوية للعمل في مشاريعه، وذلك تحت مسمى ”الخدمة الوطنية”. كما يجبر النظام طلبة المرحلة الثانوية على الالتحاق بمعسكر التجنيد الإجباري في ساوا فور تكميلهم الصف الحادي عشر ، حيث يقضون سنة دراسية هناك لاستكمال الثانوية، وذلك في أجواء عسكرية تكاد تنعدم فيها أجواء الدراسة والتحصيل العلمي. أما بخصوص الشباب فقد أحال النظام حياتهم إلى حياة أقرب إلى العبودية، حيث يقضون سنوات غير محددة من عمرهم وهم يتنقلون من هذا المعسكر إلى ذلك ومن هذه الجبهة إلى تلك . وهروبًا من هذا الجحيم اضطر عشرات الآلاف من هؤلاء الشباب إلى ترك إرتريا واللجوء إلى دول الجوار ومناطق مختلفة من العالم. وأن استمرار نزوح الشباب بهذه الأعداد الكبيرة أصبح يهدد مستقبل الوطن ويؤدي إلى انهيار روابط الأسر الإرترية وتمزيق النسيج الاجتماعي لشعبنا. والغريب في الأمر أن النظام يعتفل آباء وأمهات هؤلاء الشباب عقابًا على ما هروب أبنائهم، على الرغم من أنهم يهربون من معسكراته وليس من بيوتهم. وفي محاولة منه لبث الرعب والخوف وعدم الثقة في أوساط شعبنا وذلك لإطالة حكمه الديكتاتوري، يزرع النظام جواسيس له داخل الأسر الإرترية.
وطبيعي، والحال كذلك، أن يتحول نظام إسياس إلى العدو الأول والرئيس للشعب الإرتري، وأصبح، مثله مثل الاحتلالات المتعاقبة على إرتريا، لا يتورع من القيام بأي عمل من شأنه تفتيت نسيج المجتمع الإرتري، ويمارس سياسة “فرق تسد” بين مختلف مكونات شعبنا ليسهل عليه تركيعه والسيطرة عليه. وقد عرضت هذه الممارسات غير المسؤولة وحدتنا الوطنية لمخاطر جمة. وبما أن الهوية الوطنية ووحدة الشعب الإرترية ظلت متسهدفة منذ فترة الاحتلال البريطاني وحتى فترة حكم إسياس، فإنه يخشى، لو استمر الوضع الإرتري على ما هو عليه حاليا، أن تشهد انتكاسة كبيرة لم تشهده عبر التاريخ.
ونود في هذا السياق، أن نعيد بشكل واضح وجلي تأكيد ما ظل تنظيمنا يؤكده في كل أدبياته، بأن النظام القائم في إرتريا لا يعبر عن مصلحة أي مكون من مكونات شعبنا الجهوية والإقليمية والدينية، بل أنه اختار أن يكون بممارساته الخاطئة عدوًّا للشعب الإرتري بكافة انتمائاته ومكوناته. نظام “هقدف” هو عدو للمعتقدات الدينية المسيحية والإسلامية، وهو عدو مشترك لكل الأقاليم والقوميات في إرتريا، وهو كذلك عدوٌّ لقوى المعارضة الإرترية كافة.
وانطلاقًا من هذه الحقائق، فإن مسألة حشد الطاقات الوطنية لشعبنا وقواه السياسية لمواجهة نظام “هقدف” ينبغي أن تتصدر سلم أولوياتنا الوطنية في هذه المرحلة. ويجب أن ندرك جيدًا بأن الحفاظ على الهوية الوطنية الإرترية وصيانة وحدة شعبنا هي السلاح الأمضى في مقارعة عدو شعبنا وهزيمته. ونعتقد جازمين بأن إسقاط نظام إسياس وإقامة نظام بديل ينعم فيه شعبنا بكل حقوقه موحدًا، لا يتحقق إلا عبر صيانة الوحدة الوطنية وتعزيزها.
وفي هذه المرحلة التي تخوض فيها المعارضة الوطنية الإرترية النضال ضد نظام إسياس، فإن محاولة إعادة انتاج دستور الجبهة الشعبية الذي تم إعداده في جو غير ديمقراطي وإقصائي ومحاولة فرضه على قوى المعارضة الوطنية حاليًّا، وكذلك العمل من أجل وضع مسودة دستور جديد، كرد فعل على سياسات النظام، يعتبران في رأينا أمران خاطئان. ونعتقد بأن إثارة موضوع في هذه المرحلة لا يعدو عن كونه سوى تأجيج عوامل الاختلاف والتفرق داخل معسكر المعارضة. إن الوقت المناسب والطبيعي لطرح هذا موضوع إعداد دستور دائم أو انتقالي هو بعد سقوط نظام إسياس الديكتاتوري وبداية المرحلة الانتقالية التي تلي سقوطه.
إن نجاح المؤتمر الوطني للتغيير الديمقراطي المزمع عقده في أكتوبر القادم، يتوقف على الإعداد الجيد، وحصول توافق مسبق بين مكونات المؤتمر حول القضايا التي يمكن الإجماع العملي حولها، وتنال، من ثم، قبول شعبنا ورضاه. ومن أجل ذلك، فعلى القوى الوطنية الإرترية أن تبتعد عن إثارة القضايا الثانوية وغير الآنية والابتعاد أيضًا عن التفكير في حسابات السلطة ، ودخول المؤتمر باستعدادات ناضجة ومسؤولة.
الهيئة التنفيذية
لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية
1/9/2011
—————————
كلمة جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية
التي ألقاها الأخ نقاش عثمان فى الاحتفال الذي أقيم بمناسبة
اليوبيل الذهبي لانطلاقة الثورة الإرترية المسلحة
الإخوة والأخوات قيادات وأعضاء جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية
الإخوة والأخوات ممثلوا التنظيمات السياسية والجمعيات المدنيه ووسائل الإعلام
السيد ممثل القنصلية الإثيوبية في فرانكفورت
ضيوفنا الكرام،
بداية أحييكم أصالة عن نفسي ونيابة عن جبهة الانقاذ الوطني الإرتريه إقليم أوروبا، وأتقدم بجزيل الشكر والتقدير لتلبيتكم دعوتنا للمشاركة معنا في إحياء الذكرى المجيدة لانطلاقة ثورتنا المسلحة.
الإخوه والأخوات، ضيوفنا الكرام،،
يحتفل الشعب الارتري هذا اليوم بالذكرى الخمسين لانطلاقة ثورته المسلحة المجيدة التي اندلعت شرارتها الأولى في الفاتح من سبتمبر 1961 من على جبل آدال الشامخ في المنخفضات الغربية من إرتريا. إن القائد الشهيد حامد إدريس عواتي ورفاقه فجروا الثورة متحدين الصعاب والعقبات، على الرغم من تواضع امكانياتهم المادية، وذلك لايمانهم الراسخ بعدالة قضية شعبهم ولإصرارهم على تحرير التراب الوطني الإرتري ليتمتع شعبنا بالحرية والانعتاق والسلام والاستقرار. وانتشرت الثورة في إرتريا كانتشار الهشيم في النار وتردد صدى الشرارة الاولي في أركان الوطن، وتوجت نضالات شعبنا الطويلة والمريرة بتحرير ترابنا الوطني في الرابع والعشرين من مايو 1991 برحيل آخر جندي من قوات الأحتلال الاثيوبي من أرضنا وأصبحت إرتريا دولة مستقلة ذات سيادة وعضو في المجتمع الدولي.
الاخوة والاخوات، ضيوفنا الكرام،
خاض مقاتلو ثورننا الصناديد في جيش التحرير الإرتري والجيش الشعبي لتحرير إرتريا وكافة فئات شعبنا بمكوناته السياسية والاجتماعية والدينية المختلفة، غمار نضالات بطولية وسقط منهم عشرات الآلاف من الشهداء الذين سجلوا بدمائهم الزكية وأروحهم الطاهرة ملاحم بطولية ستظل عبر التاريخ محفورة بأحرف من نور يتوارثها الإرتريون جيلا بعد جيل. وطوى شعبنا بذلك صفحة سطرها بالتضحيات الجسيمه وفتح صفحة جديده، يحدوه أملٌ كبيرٌ في ولوج مرحلة جديده واعدة بمستقبل مشرق يتحقق فيه تطلعاته المثمثله في صيانة كرامته وتحقيق الأمن والاستقرار عبر بناء نظام ديمقراطي، ويتخلص مرة وإلى الأبد من المعاناة والظلم التي عاشها في ظل الاحتلال الغاشم لبلاده. إلا أنه وللأسف الشديد قد تبددت تلك الآمال بفعل ممارسات المجموعه الانفراديه في قيادة الجبهة الشعبية التي استلمت السلطة في الدولة الوليدة. فهذه القيادة أعطت آذانا صماء لكل النداءات الوطنية المخلصة، وشرعت في اتخاد قرارت سياسيه ترسخ توجهها الانفرادي، وجعلت من نفسها استمرارًا لسياسات قوى الاحتلالات المتعاقبه علي إرتريا…. وبترسيخ دعائم الدكتاتورية أحالت قيادة الجبهة الشعبية البلاد الي سجن كبير، ونتيجة لذلك عانى شعبنا الأمرين. وبدلأ من عودة لاجئينا إلى ديارهم بعد طول معاناة في مناطق اللجوء والشتات أضيف إليهم عشرات الآلاف من اللاجئين الجدد، حيث أصبحت إرتريا طاردة لابنائها، حيث بدأ نزوح عشرات الآلاف من اللاجئين إلى اصقاع العالم وخاصة الي دول الجوار، هروبا من جحيم النظام وبحثا عن ملاد آمن. وتعتصر قلوب شعبنا الحزن والآلام عندما يرى المئات من شبابهم يفقدون أرواحهم في الصحاري والبحار وهم يحاولون العبور الي مناطق اللجوء والهجرة.
وفضلا عن ذلك فقد دفع النظام بارتريا، مدفوعا من عقليته العدوانية والنرجسية، إلى حروب مع كافة دول الجوار نتج عنها إزهاق الألآف من أرواح أبناء شعبنا بالإضافة إلى تدمير مناطق شاسعة من الوطن.
إذن أيها الاخوة أيتها الأخوات فلا أعتقد بأن عاقلين إرتريين يختلفان بأن بلادنا اليوم تعيش في ظل نظام إسياس الديكتاتوري أزمة عميقة على كل المستويات.
الإخوة والأخوات، ضيوفنا الكرام
إذا كان الوضع في إرتريا مزريًا إلى هذا الحد فمن الطبيعي أن يتبادر إلى أذهان كافة الارتريين الحادبين على مصالح الشعب ومستقبل البلاد تساؤل مشروع حول مايجب عمله لإنقاذ الشعب والوطن من هذا الوضع!! والإجابه على هذا التساؤل واضح وبسيط، وهو ان يشحذ كافة الوطنيين الاوفياء لأهداف ثورة سبتمبر المجيدة وشهدائها الأبرار الهمم ويشمروا عن السواعد للخلاص من النظام الديكتايوري البغيض لبناء نظام ديمقراطي تعددي دستوري يتمتع في ظله شعبنا بالعداله والمساواة والاستقرار. وهذا يحتم بالدرجة الأولى حشد الطاقات الوطنية، السياسية والاجتماعيه، في إطار برنامج خلاص وطني مرحلي يتم التوافق عليه.
إن الرأى العام الإرتري والعالمي أصبح يدرك بأن نظام إسياس الديكتاتوري يعيش أزمة عميقة تنذر بنهايته. ولذلك فإن الأنظار متجهة صوب البديل الذي يأمل الجميع أن يكون بديلا ديمقراطيا يجنب إرتريا تكرار تجربة الصومال وحالة التمزق والاقتتال التي أعقبت سقوط الديكتايورية فيه.
الإخوة والأخوات، ضيوفنا الكرام ،،
انطلاقا من هذه القناعه، قناعة أن نوجد بديلا ديمقراطيا أمثل في إرتريا، فإن تنظيمنا جبهة الإنقاذ الوطني الإرتريه، ناضل ولايزال يناضل من أجل خلق ظروف نضالية مواتية من خلال حشد الطاقات الوطنية وتوحيد جهود المعارضة الوطنية الارترية. ولاينكر إلا جاحد بأننا كنا من المساهمين الأساسيين في بلورة فكرة عقد مؤتمر وطني جامع والتي توجت بانعقاد الملتقى الوطني وكذلك الاستعدادات الجارية لعقد المؤتمر الوطني الجامع للتغييرالديمقراطي خلال الفترة القليله القادمة. ويكفي للتدليل على ذلك الإشارة إلي تجربه مهرجان إرتريا في كاسل، حيث صدر عن هذا المهرجان (إعلان كاسل) التاريخي، وانبثقت عنه لجنه يقودها المناضل البرفسور تسفاطيون مدهني التي أعدت وثيقة سياسيه تاريخية بخصوص المؤتمر الوطني وكيفية عقده وإنجاحه. وهذا يؤكد بما لايدع مجالا للشك بان هذا الامر كان ولايزال يحتل المرتبه الاولى في سلم أولويات تنظيمنا. ولا اود الاطالة في هذا الموضوع لانه سيتم تناوله بالتفصيل بعد قليل. ولكن أود إعادة التأكيد بأن تنظييمنا سيبذل قصارى جهده، كما درج في الماضي، من أجل إنجاح المؤتمر الوطني المنشود.
الاخوه والاخوات، ضيوفنا الكرام،،
على الرغم من أن تجربتنا النظالية وتجربة الشعوب الأخري تؤكد بوضوح بأن الانظمة الديكتاتوريه لا تُقر طواعيه بالحقوق المشروعه لشعوبها، إلا أننا نبدي استغربًا بالغًا عندما نلاحظ أن بعض القوى الإرتريه تُمنّي نفسها برؤية نظام إسياس الدموي وهو يجود عليها بالتنازل عن نهجه والإقرار بالحقوق الديمقراطيه لشعبنا الارتري. ونقول للجميع بأن الحقوق تنتزع انتزاعًا عبر نضالات وتضحيات.. وانطلاقا من ذلك فان مقاتلي جبهة الإنقاد يدفعون أرواحهم من أجل إنقاذ الشعب والوطن من براثن الديكتاتوريه البغيضة، وأن العمليات المدروسة والمنتقاة الموجهة ضد الأجهزة القمعية للنظام التي قام بها مقاتلونا خلال الفترة الماضية قد أحيت الآمال في نفوس الكثيرين في رؤية ساعه الخلاص من الديكتاتورية وبزوغ فجر الحرية والديمقراطيه في وطنا الحبيب. واسمحوا لي أيها الإخوة وأيتها الأخوات أن أتوجه باسمكم جميعا من على هذا المنبر بالتحية والتقدير لهؤلاء الابطال الصناديد مؤكدًا وقوفنا معهم حتى تتحقق كامل أهداف ثورتنا المجيدة. ونعبر في هذا الصدد عن تايدنا لجهود قيادة تنظيمنا في سبيل توحيد الأجنحة العسكرية لكافة قوى المعارضة في إطار استراتيجه واحدة وقيادة عسكريه موحدة.
وفي هذه المناسبة العظيمة نتوجه بنداء إلى أعضاء الجيش الإرتري لينأوا بأنفسهم عن النظام الديكتاتوري وألا يكون أداة قمع في يده، وينحازوا إلى جانب شعبهم للحفاظ على مكتسبات ثورتنا المجيده ومن أجل صيانة السيادة الوطنيه التي دفع شعبنا من أجلها الغالي والنفيس والتي باتت مهددة اليوم بسبب الممارسات الخاطئة لنظام اسياس. كما ندعوا العاملين في المؤسسات والأجهزة المختلفة للنظام أن يبتعدوا عنه وينقذوا أرواحهم من سفينتة الآيلة للغرق وينضموا إلى صفوف المعارضه التي تعمل من أجل الخلاص من الديكتاتوريه.
الإخوة والأخوات، ضيوفنا الكرام،،
إن الأوضاع الإقليمه والدوليه أصبحت إلى حدّ كبير مواتية للنضال المشروع الذي يخوضه شعبنا، وبدأت تلوح أمامنا فرصة تاريخية يجب استغلالها لتحقيق تطالعاتنا الوطنية. وقد علمتنا التجارب بان الفرص التاريخية قد تزول دون فائدة إذا لم تستغل كما يجب في الوقت المناسب. كما أن رياح الثورات والتغيير التي تجتاح منطقتنا هي اكبر حافز لنا لتصعيد النضال لانتزاع حقوقنا من نظام اسياس القمعي. فهده الثورات أظهرت بما لايدع أي مجال للشك، بأن الأنظمة الديكتاتورية، مهما تظاهرت بالقوة والتماسك، فإن الشعوب قادرة على إسقاطها إذا عزمت الامر وانتفضت في وجهها.
ختامًا، ندعوا جميع الارتريين إلى تصعيد نضالاتهم لتحقيق تطلعاتهم في الحريه والانعتاق كما انتزعوا في الماضي استقلالهم من خلال نضالاتهم وتضحياتهم الجسيمة.
عاشت ذكرى سبتمر المجيدة !!
عاشت إرتريا حرة مستقلة !!
النصر لنضالنا الديمقراطي !!
المجد والخلود لشهداء ثورتنا الأبرار!!
” انقاد الشعب والوطن فوق كل شئ “
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=17353
أحدث النعليقات