بيان جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية بمناسبة مرور الذكرى التاسعة والخمسين لانطلاقة الثورة الإرترية
تمر الذكرى التاسعة والخمسون لإنطلاقة الثورة الإرترية في الفاتح من سبتمبر 1961م، بقيادة الشهيد القائد حامد إدريس عواتي هذا العام والشعب الإرتري ما يزال يرنو ليوم الخلاص من عصابة اغتصبت تضحياته وأحلامه في الحرية والسلام والعيش الكريم. وما يتعرض له شعبنا على يد هذا النظام الديكتاتوري منذ ثلاثة عقود من تنكيل واعتقال وامتهان وإفقار ولجوء يصعب وصفه، ولا مثيل له حتى في ظل الأنظمة الإستعمارية المتعاقبة على بلاده، ولا يشبه الثورة التي انتسب لها هذا النظام الديكتاتوري، ولا الشعب الإرتري صاحب الثورة التحررية التي امتدت لثلاث عقود قدم فيها النفس والنفيس من أجل استقلال بلاده وحريته.
ومن المؤسف حقًّا أن الثورة تمخضت عن نظام انتهك كل قيم الإنسانية والحرية والثورية والوطنية، فسرق قيم ومنجزات الثورة والدولة الوليدة، وغدر بعهد الشهداء والجرحى.
لقد أمعن النظام الديكتاتوري في إهانة الإنسان الإرتري وعمد على النيل من كرامته وكبريائه. واضطره بعد أن أصبح له وطن مهره بدمه ودموعه ومعاناته أن يلجأ إلى خارج بلاده بحثًا عن ملاذ آمن في الجوار والعالم كله.
كان المؤمل أن يكون الاستقلال فاتحة عهد لإلتئام الجروح وعودة المحاربين من الجبهة، واللاجئين من الغربة، غير أن اللجوء في زمن الاستقلال المسلوب كان هو الخيار الأمثل في ظل سياسات وممارسات النظام الديكتاتوري اللاوطنية واللامسؤولة.
وبالتناغم مع ممارسات النظام الديكتاتوري ضد شعبنا وعلى طريقة ” إذا وقع الثور تكثر السكاكين” بدأت بعض الأصوات في دول الجوار مؤخرا من القيادات والعامة عبر كتابات وتسجيلات في وسائل التواصل الإجتماعي تكيل السباب والشتائم ضد شعبنا، وتحاول الإنتقاص من كرامته. كما أن البعض حاول النيل بطريقته من كيانه المستقل باستعراض خرائط تنتهك سيادته.
ولهؤلاء وأولئك نقول إن شعبًا تمكن من هزيمة جيش، كان في حينه من أقوى الجيوش الأفريقية جنوب الصحراء مدعوم من الشرق والغرب، لا تفت في عضده بعض الأصوات النشاز من العامة هنا وهناك. كما ويجب أن يدرك هؤلاء أن شعبنا، ليس شماعة تعلق عليه فشل الحكومات والأحزاب في تحقيق التنمية في تلك الدول، أو وسيلة لارتزاق بعض ضعاف النفوس، أو ورقة يستخدمها قيادي في دولة مجاورة يعاني من أزمات تكاد تعصف ببلاده من أجل تأجيل تلك الحالة والبحث عن شعبية متوهمة من خلال عرض خرائط صارت من الماضي ولا تعبر إلا عن أحلام إستعمارية لا يسندها حق ولا قوة.
وعودا على بدء نقول إن مسيرة سبتمبر المجيدة التي حققت الإستقلال مستمرة وماضية برغم التحديات والمعوقات لإنجاز الحرية والديمقراطية والسلام والعدالة والتعايش بين مكونات الشعب الإرتري، الإجتماعية والدينية والسياسية ولبناء غد أفضل للأجيال القادمة.
إن شعبنا يرنو إلى قيم التسامح وحسن الجوار والمصالح المشتركة بين شعوب دول الجوار، ويتطلع في الوقت نفسه أن تبادله شعوب ودول الجوار ذات المعاني والأهداف، وتنأى عن إستغلال كبوته الحالية، سواءً طمعا في أرضه أو استغلالا لواقعه وظرفه والزج به في صراعاتها الداخلية. لأن الشعب الإرتري ببساطة ليس بضاعة في مزاد السياسات المحلية أو الإقليمية أو الدولية.
وبهذه المناسبة الوطنية الغالية، تجدد جبهة الانقاذ الوطني الإرترية الدعوة لكل القوى السياسية والمدنية المختلفة من أجل توحيد جهودها وتعزيز نضالها في مواجهة النظام الدكتاتوري بغية إحداث التغيير وإنجاز التحول الديمقراطي. وفي هذا السياق تعيد جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية تأكيد نهجها المبدئي الهادف إلى تعزيز الدور النضالي لمظلتنا الوطنية الجامعة، المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي في قيادة العمل الوطني من أجل إحداث التغيير الديمقراطي المنشود. كما تدعو شعبنا في الداخل والمؤسسات ذات الطابع المدني والأمني وقوات الدفاع الإرترية القيام بدورها الذي يمليه عليها الواجب الوطني بضرورة المشاركة الفعالة في النضال الجاري من أجل الخلاص من النظام الديكتاتوري وإقامة دولة تسودها الحرية والعدالة والمساواة.
النصر لنضال شعبنا الإرتري!
السقوط للحكم الديكتاتوري!
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار!!
الهيئة التنفيذية
لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية
1 سبتمبر 2020
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=44462
أحدث النعليقات