تأبين القائد الراحل/ عبدالله إدريس محمد بملبورن

كتب: أحمد الحاج

ملبورن ـ الأحد 15/5/2011

وفاءً لذكراه وتقديراً للدور الرائد الذي قام به أقام فرع جبهة التحرير الأرترية بملبورن لفقيد الوطن الراحل الكبير/ عبدالله إدريس محمد سليمان حفل تأبين بحضور لفيف من أعضاء المجتمع الأرتري وذلك مساء السبت 14 مايو الجاري وأكتسب الحفل أهميته من شهادات أدلي بها مناضلون عاشروا الراحل عن قرب وخاضوا معه يوميات العطاء والبذل الوطني. وأجمعوا في كلمات مؤثرة وشجية علي أن الفقيد شخصية رائدة تمتعت بصفات وسجايا قل نظيرها وأن سيرته ستظل كتاباً مفتوحاً نستلهم منه حب الوطن والتفاني في بناء حريته وسعادة شعبه.

وترأس الجلسة كل من الأخوين/ محمد علي شيا من مجلة النهضة الألكترونية وأحمد هبتيس من فرع الجبهة اللذان تحدثا عن ظروف رحيل القائد الجسورفي 29 أبريل2011  والمواقف التي أعقبت ذلك حتي موارة جثمانه الطاهر في 9 مايو2011  بمدينة كسلا بجانب كوكبة من شهداء أرتريا وليوثها البواسل، كما قرأت السيرة الذاتية العطرة للشهيد الذي لعب دوراً مميزاً في مسيرة جبهة التحرير الأرترية والقوي الوطنية المطالبة بالتغيير الديمقراطي في وقت عرضت فيه علي شاشة (البروجيكتر) مواقف وصور من مسيرته الخالدة.

وتعاقب كل من المناضلين/ محمود جابر وصالح أبراهيم وعبدالله سعيد ومحمود ملكين وصالح حمدي وعمر جابر في الحديث معددين مناقب الراحل ومآثره وذاكرين مواقف وقرارات شارك فيها وصولات خاضها في ساحات الوغي مركزين علي صفات خاصة ميزته عن الاخرين، ويقول المناضل/ محمود جابر (كان معه بالمنطقة الخامسة) أن الشهيد/ عبدالله إدريس هو أول من أقترح فكرة جمع المناطق الخمسة وتوحيدها بينما ذكر المناضل/ صالح جمجام (نائبه في المكتب العسكري بالقيادة العامة) أن الفقيد لعب دوراً كبيراً في تطوير جيش التحرير الأرتري وتدريبه وتسليحه وأنه كان يقوم أولاً بتفقد مخازن الأسلحة والأدوية قبل أن يعطي أمراً بخوض المعارك. أما المناضل/ عبدالله سعيد (عضو المؤتمر الوطني الأول) أكد رفض الراحل لتولي منصب رئاسة الجبهة في المؤتمر الوطني الأول خروجاً من الأزمة التي اعقبت إنسحاب الزعيم الوطني/ إدريس محمد آدم ويضيف أنه رغم أن العسكريين أنحازوا الي عبدالله ادريس وحاولوا إقناعه بضرورة تولي المنصب إلا أنه أصر علي الرفض لكي لا تتعمق الخلافات وتتأزم المشاكل لاحقاً. وبدوره تحدث المناضل/ محمود ملكين عن الدور الكبير الذي لعبه القائد الراحل في تثبيت المنطقة الخامسة وإعادة تشكيلها والخروج بها من الأزمة التي أعقبت تسليم قائدها/ ولداي كحساي الي إثيوبيا وأضاف أنه من الصعب أن نحسر مواقفه البطولية  في دقائق قليلة قائلاً انه بطل وطني ورمز من رموز نضال أرتريا.

أما الأستاذ/ صالح حمدي عضو المفوضية الوطنية للتغيير الديمقراطي فقد قرأ وصايا الراحل الثلاثة بعدم التفريط بالأرض وتثبيت الحقوق لكافة فئات الشعب الأرتري والوحدة الوطنية بين مكوناته وقال أن ذلك يتوافق مع ماجاء في قرارات الملتقي الوطني الذي عقد عام 2010 وأوراق المفوضية الوطنية للتغيير الديمقراطي التي ستطرح في الملتقي القادم وترحم علي الفقيد قائلاً أن حياته لن تنته بإستشهاده بل هي ممتدة بقدر ما نأخذ منها العبر والدروس ونستلهم منها الصفات الجميلة ونشحذ بها الهمة لمواصلة المشوار.

وبجانبه دافع الأستاذ/ عمر جابر عمر عن القائد الكبير عبدالله إدريس ومسيرته الطويلة في مرحلة الكفاح الوطني وفند حملة التشويه والإساءات التي تعرض لها منوهاً بأنه أكثر قائد طالته جملة من التلفيقات الكاذبة وغير الموضوعية مثل ما سمي بملف الخيانة الوطنية ودخول الجبهة الي السودان واتخاذ القرارات الفردية ورفض النقد البناء وأضاف أن الراحل تمتع بوعي وطني متقدم منذ نعومة أظافره ولا يمكن تصور تراجعه عن المشروع الوطني بعد عقود من التضحيات ولاحظ قدرته في التحول من قائد عسكري الي سياسي. وتوجه بنداء صادق الي قيادة الجبهة لمواجهة مايعتريها من التحديات وجهاً لوجه بدلا من اللجوء الي الانترنيت كما قال.

علي صعيد آخر خاطب المناضل/ عثمان صالح مسئول الإعلام بجبهة التحرير الأرترية المؤبنين  عبر الهاتف شاكراً وقفة الوفاء للقائد الراحل.

يذكر أن الراحل الكبير من ـ وفقاً ماجاء في لقاء له بموقع عواتي في مايو عام 2002 ـ مواليد منطقة “شلاب” 40 كيلو متر شمال أغوردات في مارس عام 1945 وقد تلقي مبادئ القراءة والكتابة علي يد والده الشيخ/ ادريس محمد سليمان ثم واصل الدراسة النظامية في كل من السودان ومصر وسوريا وفي المرحلة الثانوية بمصر ألتقي به كل من إدريس محمد آدم وعثمان صالح سبي وادريس قلايدوس وابتعثوه مع تسعة عشر آخرين الي سوريا لأخذ دورة عسكرية في الكلية الحربية بحلب… لكن قبل مواصلته الدراسة بالسودان وحين كان عمره ستة عشر عاماً قابل مفجر الثورة الأرترية البطل/ حامد إدريس عواتي  في نهاية أكتوبر 1961 الذي رفض ضمه في صفوف الثورة لصغر سنه وحمله رسالة مكتوبة باللغة الإيطالية ـ كما يقول المناضل/ جمجام ـ الي الشهداء طاهر سالم وعمر إزاز ومحمد عمر عبدالله أبوطيارة ومحمد إدريس حاج ( كانوا يعملون في الجيش السوداني)  يطلب فيها “سلاح وذخيرة” وقد عاد المناضل/ عبدالله إدريس مرة ثانية الي الميدان حاملاً الذخيرة الي قائد الثورة الذي لم يخف إعجابه وتقديره بما أنجزه طالبًا منه هذه المرة العودة لمواصلة الدراسة.. وقد عاد بعد أربعة سنوات من ذلك التأريخ الي الميدان وهو أكثرشباباً وحيوية وإصرارا علي مواصلة المسيرة..

رحمك الله أباأبراهيم ونبتهل الي المولي جلت قدرته أن يتغمدك بواسع رحمته وأن يدخلك فسيح جناته وأن يلهم أهلك وذويك وأرتريا كلها جميل الصبر والسلوان وإنا لله وإنا اليه راجعون.

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=14121

نشرت بواسطة في مايو 15 2011 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010