“تحليل أخباري” قمة (عدن) بداية متاعب لحكومة أسمرا – الحركة الشعبية بعيدة عن سياسات المحاور في المنطقة

رصد – مركز “الخليج” GIC 27/ديسمبر 2005م

بدأت الاجتماعات التمهيدية للقمة الرباعية التي تستضيفها مدينة (عدن) وتنعقد غداً القمة الرابعة (تعاون صنعاء للسلام والتنمية). الذي شهد نقلة نوعية منذ أن نشئت في صنعاء أكتوبر من العام 2002، فإن التعاون صنعاء الذي يضم (السودان، إثيوبيا، اليمن) قد أصبح يحل المعادلات الصعبة في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، وشكل تكتل أفريقي عربي، واصبح أكبر واجهات للتعاون الإقليمي، وتجاوز التعاون التقليدي على المستويات الدبلوماسية والسياسية وانتقل الى تنفيذ الاتفاقيات في المجالات الأمنية والاقتصادية سبقته اتفاقيات ثنائية بين أديس أبابا والخرطوم التي وصلت علاقاتها إلى مرحلة التكامل، واتفاقيات مماثلة بين الخرطوم وصنعاء، مما يؤكد تماسك دول التعاون أكثر من أي وقت مضى. حيث تطور التعاون إلى شراكة استراتيجية في كافة المجالات، واصبح التعاون مركز استقطاب لدول الإقليم، وإن انضمام الصومال في التعاون رسمياً يعكس اهتمام أوسع بالتعاون، ويشارك الرئيس الصومالي عبدالله يوسف في القمة الرابعة التي يشارك فيها الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا ملس زيناوي والرئيس الصومالي بالإضافة، رئيس الدولة المضيفة علي عبدالله صالح

وعلم “المركز” إن الاجتماع التمهيدي على مستوى خبراء سيبدأ أعماله في صباح غداً اجتماعات المجلس الوزاري. وتبدأ في مساء نفس اليوم اجتماعات القمة على مستوى الرؤساء، ويتصدر جدول أعمال القمة الأوضاع في السودان والصومال ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى أخر التطورات على الصعيد الإقليمي والدولي.

ولاحظ المراقبون إن الحكومة الإرترية التزمت الصمت ولم تعلق كما دأبت في القمم السابقة في الهجوم على التعاون الذي وصفته بأنه ائتلاف قام لتقويض دولة إرتريا وتحجيمها إقليمياً ومحاصرتها داخليا وتشير تلك المصادر إن محاولات اختراق التي قامت بها الحكومة الإرترية لجدران تعاون صنعاء قد باءت بالفشل، وهناك تنسيق بين الدول الثلاث للتعاطي مع الحكومة الإرترية التي تعيش حالة من الأزمة في علاقاتها إقليمياً وتطورت لتشمل الأمم المتحدة وأوروبا وأمريكا. ووظف التعاون تصادم الحكومة الإرترية مع الأمم المتحدة، وقد شهد التعاون تطور كبير في مختلف المجالات على المستوى الدولي والإقليمي، وخاصة

في المجالات الأمنية ومكافحة الإرهاب، وتصدر ملف الإرهاب أولوية التعاون الذي اتهم الحكومة الإرترية بدعم المعارضة المسلحة للسودان وإثيوبيا الذين وضعوا الأولوية لمحاربة من يستهدف أمنهم واستقرارهم، وأدرجت الحكومة الإرترية ضمن الملفات الساخنة التي تنتقل من قمة إلى قمة، ويتصدرها ملف التحالف الديمقراطي الإرتري الذي وجه رسالة إلى القمة تتضمن موقف التحالف اتجاه النظام القائم في إرتريا ووجهوا نداء إلى القمة للوقوف إلى جانب الشعب الإرتري الذي يناضل من أجل التغيير الديمقراطي وتحقيق الاستقرار في إرتريا. وفشلت مراهنات الحكومة الإرترية على انهيار التعاون وإضعاف دور السودان بعد مشاركة الحركة الشعبية في حكومة الوحدة الوطنية التي تشارك للمرة الأولى في قمة التعاون، وإن الحكومة السودانية تعمل كفريق مشترك وعنصر أساسي في تطوير التعاون، وإن الحركة احتفظت بعلاقتها مع كل دول الإقليم، والتزمت بكافة الاتفاقيات التي ارتبطت بها الحكومة السودانية مع المنظمات الإقليمية والدولية والقارية.

حيث تستضيف الخرطوم القمة الأفريقية والعربية، وأعلنت الحركة الشعبية الشراكة مع المؤتمر الوطني، كما أكد رئيس الحركة الشعبية استراتيجية العلاقات مع إثيوبيا، واعتبرها تاريخية، إلا أن الحركة أقامت علاقات متوازنة مع اديس أبابا واسمرا، وأعلنت الحياد الكامل في النزاع بين البلدين. وحددت الحركة علاقاتها وفق مصالحها للاستراتيجية مع إثيوبيا حيث توجد مصالح متداخلة عبر الحدود طويل، أما العلاقات مع إرتريا فهي علاقات مصالح آنية يجمعهم موقف مشترك ضد الحكومة السودانية.

واستبعد الخبراء أن تخسر الحركة إثيوبيا من أجل إرتريا الحليف الرئيسي للمعارضة السودانية.

ويعتبر المراقبون إن قمة عدن هي الحلقة الأخيرة لإحكام العزلة على الحكومة الإرترية من محيطها الجغرافي التي أجرت اتصالات لتطبيع علاقتها بالخرطوم في محاولة منها لإضعاف التعاون وكشف خلفية إثيوبيا التي عززت وضعها من خلال اتفاقيات متعددة مع تعاون صنعاء. وتصدرت أديس أبابا مهمة المواجهة مع الحكومة الإرترية بشكل علني في المحافل الإقليمية والدولية، واستفادت من الوضع الإقليمي والدولي الذي أصبح لصالح تعاون صنعاء أحد أهم المظلات في الإقليم وخرجت منه الحكومة الإرترية صفر اليدين.