تحية لهذا الفارس
الزين أحمد
كان الإعلامي المخضرم الإستاذ/ فريتاى كعهده يطل علينا عبر الأثير من بغداد الرشيد بصوته الدافي واسلوبه الرصين عندما كان في ريعان شبابه. مرة ثانية أطل علينا عبر صوت التحالف الديمقراطي الإرتري ومرة ثالثة عبر تلفزيون أخبار إرتريا.
كنت لا أتابع تلفزيون التحالف بإستمرار قبل قدوم هذا الفارس، لأسباب عديدة لا داعي لذكرها إلا أن إنضمامه أضاف لمسة تكاد تكون واضحة وضوح الشمس من شياكة في المظهر وتميز في الأداء وتعامل ماهر مع الكامير … ألخ ليكون ميزة لافتة تجذب الجماهير كما في حالتي.
ترددت كثيراُ في الكتابة للإشادة بهذا الإعلامي الإرتري إلا أن طلعته البهية و أداءه المتميز البارحة دفعني إلى الكتابة دفعاُ حتى نعطي كل ذي حق حقه والعيب كل العيب أن نسلب الأخرين جهدهم أو أن ننسب ما ليس لهم فهو عين التملق والتغول. رغم بروز نجم هذا الفارس إلا أنه يحتاج إلي الإكفاء من أمثاله أو رفع قدرات من يقاسمونه العمل أو فتح الباب أمام الكفاءات المتميزة من الشباب وهم كثر حتى ينهلوا من نبعه ويسيروا على دربه درب العطاء النبيل والأداء المتميز.
إنني لا أكتب هذه السطور تملقاُ أو لان لدي قرابة أو معرفة شخصية بهذا الإنسان بل لأنني منذ صباي أول ما وقعت عليه أذني عبر المذياع كان صوته الدافي وحماسه الكاسر، فسألت والدي عنه فأعطاني ما بجعبته من معلومات عن المناضل/ أبوبكر فريتاى المذيع اللامع في إذاعة الجبهة ببقداد، وتمنيت أن ألقى أمثاله من الأبطال حتى أنهل من علمهم و خبراتهم خاصة في مجال الأعلام. ومن حينها بدأت أتابع مسيرته الإعلامية مصادفة فإذا به ثانية في صوت التحالف وثالثة في تلفازه. وعندما ظهر على الشاشة لأول مرة كان صوته ليس بغريب على مسامعي إلا أنني لم أتبين ذلك إلا عندما أكد لي إحد الأعمام بأنه الأستاذ/ فريتاى الصمود والتحدي. وفي كل مرة يطل فيها عبر الشاشة وإلا بدءنا الحديث عنه وتلاطت أسئلتنا حوله إعجاباُ وفخر به حتى تتوارث الأجيال القادمة سيرته العطرة.
إن فارسنا رغم تقدمه في العمر وإشتعال الشيب برأسه إلا أنه لم يترجل بل مازال في عنفوان الشباب القوة والحماس تلمسهما في صوته الذي لم يستسلم لقساوة السنين. إن لم أكن مخطئ فإن عطاءه قد فاق الشباب وأن صموده رمز لنكران الذات و أن حيويته دلالة على الشعور بالأمل وأن نظرته تبوح بسر لم أستطع تفسيره.
إننا الإرتريين قلما نكرم عظمائنا من أمثال الأستاذ/ فريتاى مقاتلين كانوا أم إعلاميين إلا بعد فوات الأوان أو بعد ان يفارقوا الحياة. أدعوا الجميع خاصة في الخارج أن ينظموا برنامجاُ تكريمياُ سنوياُ مع ذكرى الإستقلال لتكريم أبطالنا و عظمائنا وفي المقدمة الأستاذ/ فريتاى. كما أدعوهم للمساهمة الفنية والمادية في ترقية أداء تلفريون أخبار إرتريا بإعتباره يقوم بدور وطني كبير تقتضي الضرورة أن يكون على مستوي المواجهة. فالتحية لهذا الفارس.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=3500
أحدث النعليقات