تحية وداع لعميد الدعوة الإسلامية في إريتريا

دائما ما يأتي الموت مترصدا للأنسان دون محاولة لردعه، فهذه مشيئة الخالق عز وجل، ولكن تظل لحظة الموت هي لحظة الرهبة والسكون والصمت والترقب بخوف في فقدان  شخصية مهمة لتضيع حينها الكلمات وتحل سكينة  الإيمان بقضاء الله وقدره .

 رحل الداعية الإسلامي الإريتري الكبيرالشيخ محمد صالح حاج حامد هادئاً مطمئناً بعد أن أدى أمانة دوره وأمانة ربه، وبعد نصف قرن في خدمة العلم والمعرفة والدعوة الإسلامية .  لقد قام شيخنا باعمال جليلة تستحق الإعجاب والتقدير والعرفان وذلك لمساهمته  مساهمة فعالة في محاربة الجهل  والتخلف وتجديد الدعوة الإسلامية في إريتريا. حيث قام بإنشاء المعاهد والمدارس في  العديدة من المدن والقرى  لتدريس القرآن الكريم واللغة العربية،  مما ادى إلى محو امية الكثير من اهلنا وفتح افاق جديدة للعلم والمعرفة.  وقام ايضا بتوزع المصاحف والكتب الدينية مجانا لكل طالب علم في  إريتريا  ، ان الحصول على الكتب في ذلك الوقت لم يكن متاحة للجميع.   وتصدى للمبشرين البروتستانت في بارنتو وقلب ومحلاب وذلك بكفالة ابنائهم لتعليمهم الدين الإسلامي.

 إن اعمال هذا الرجل الخيرة لم تختصر على إريتريا فقط بل شملت ايضا إثيوبيا، حيث قام بجلب الكتب الدينية من المحسنين في السعودية وقام بتوزيعها في اوسا ودسي واديس ابابا. وبسبب دعوته  إلى النهضة الدينية والتعليمية ودأبه لإعلاء كلمة الإسلام تعرض للسجن  والتشكيك  والتجريح. بيد إن إيمانة الراسخ بدعوته جعله يتخطى جمع هذه المصاعب ولم يتراجع يوما ما في سبيل تلك الاهداف النبيلة .  

   فقدنا إنسانا له من الأعمال الإنسانية الكثيرة  فمواقفه النبيلة في الدعوة الإسلامية هي بعدد الأيام التي قضاها في عمره وقد سجل بها إنسانيته وخلقه الذي يشيد به الجميع.

  ان الخسارة كبيرة والحادث جلل ولكن تلك هى مشيئة الله التى تعد اختبارا جديدا لقدرة هذه الامة على ان تعوض خسارتها وان تؤكد للرجل الذى أصبح فى رحاب الله انه لم يترك فراغا يستعصى على الملء وأنما ترك رصيدا من التجربة يمكن ان يقتدى به الاخرون لمواصلة المشوار على طريق الخير والعطاء الذى كان عنوانا بارزا لاسلوبه ومنهجه في الدعوة.

كما أن ذكراه ستبقى خالدة لما أسسه من  معاهد ومساجد  في انحاء مختلفة من إريتريا،وإن الاف الكتب والمصاحف القرانية المنتشرة في المعاهد والكتاتيب من كسلا في السودان مرورا بإريتريا و حتى اديس ابابا ستكون شاهدا له لا عليه.

 اعزي أنفس، وكل فرد وعائلة في أرجاء إريتريا، وقبلهم احمل العزاء وخالص المواساة لأ أنجال الفقيد وعائلته،وعلى رأسهم الدكتورجلال الدين فلهم ولنا اقول: أحسن الله عزاءكم وعظم أجركم . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

سليمان محمد بخيت

السويد 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=8808

نشرت بواسطة في مارس 27 2005 في صفحة شخصيات تاريخية. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010