تخليد الأبطال يبدأ بحسن وداعهم

(إن جيش التحرير كان ولا يزال الطليعة الصدامية الفعالة لجبهة التحرير الإرترية في مرحلة التحرير واليوم مطالب بالنضال من أجل إقامة نظام حكم وطني ديمقراطي في إرتريا يؤمن الحريات العامة والتعددية السياسية والأمن والإستقرار في البلاد بديلا لنظام حكم أفورقي.) عبد الله ادريس القائد العام لجيش التحرير الإرتري

(القائد عبد الله ادريس القائد الذي تختلف معه في الرأي ثم تنفذ مايرى بروح عالية وإرادة قوية ) العم محمد على أدالة

(لولا عبد الله إدريس لما بقى في أرتريا قوة ممانعة في وجه أفورقي) العم محمود اسماعيل

أعد نفسي محظوظا لأني أتيحت لي فرصة للتعرف على القوى الوطنية وشاركت معزيا في رحيل القائد الوطني الكبير الذي وهب حياته لتحرير التراب الإرتري والإنسان الإرتري، عكس ما كانو يزعمون ويروجون. الزميل برخت كحساي

هذا هو القائد عبد الله إدريس محمد سليمان، أحد أعمدة النضال الإرتري من أجل تحرير الأرض الإرترية من الإستعمار، ومن أبرز أعمدة النضال التحرري من أجل ارساء قيم العدل والمساواة وبناء دولة المؤسسات، قائداً جمع من الخصال إيقاع الحصان، وتحمل الجمل، وشموخ الجبال، واندفاع الأمواج، لعله اكتسب سمات البيئة التي استقبلته عند قدومه بوادي شلاب، بيئة البسطاء مع رغد عيشهم، الأنقياء في سرائرهم، الأقوياء عند اللقاء، وبيئة الدوم شامخا لا ينحني ترميه فيطعم، وتقطعه فيؤوي، وهكذا كان قائدنا البطل بسيطا قويا، وعملاقا لايعرف الانحناء.عرفته بوادينا مع المغيرات، وألفته روابينا أنساً بين المناضلين، وأحتضنته ودياننا شرقا وغربا يعيش هموم المواطنين، أحب جيش التحرير الإرتري وساهم في بناءه جيشا حراً يؤمن بتحرير الأرض والإنسان كما روى. وأحبه جيش التحرير الأرتري قائدا يكبر الجندي فيطاع فكان كما روى رفاقه، حاولت قوى الظلام المساس ببياضه فتكسرت رماحهم في وجوههم كما أقرً جيل اليوم، هذا هو القائد عبد الله إدريس.

لم أعايش عبد الله إدريس فأكتب عن مواقفه ومناقبه، ولم تجمعني به صدفة فأعبر عن شعوري عند ملاقاته، لكن القائد عبد الله ادريس وان كنا هُيئنا لاستقبال خبر وفاته، حيث كان يسارع المرض، لكن كان وقع الخبر شديداً، حيث حضرت حتى الآن أكثر من جلسة عزاء ومن خلالها أستطعت أن أتعرف على بعض ملامح شخصية القائد عبد الله ادريس، فقد كان وفيا لوطنه وشعبه وقد مضى إلى مثواه الأخير قبل أن يرى ثمرة نضاله الثاني من أجل تحرير الإنسان الإرتري واسترداد كرامته، وكانت أمنية الجميع أن يوارى تحت الثرى الذي ناضل من أجله ربع قرن من الزمان، ويودعه جيل ارتريا الدولة الذي ناضل من أجله عقدين، والأقدار شاءت غير ذلك، فسيودع جثمانه في غير أرضه مثله مثل القادة الشرفاء، سلطان وسبي وادريس محمد آدم وأبو نوال وأبورجيله وبرج وسيوم وغيرهم، لكن الفرصة أمامنا لنودعه وداع قائد أفنى عمره في خدمة قضايا وطنه وشعبه، وهنا أوجه دعوتي للجماهير الإرترية في المدن التي سيمر منها جثمان القائد البطل أن تستقبله وتودعه بما يستحق وفائا لنضالاته، ولعل هذه الوصية هي التي دفعتني لكتابة هذه السطور، فالرموز تختفي أجسادها لكن أعمالها وذكراها حاضرة بين الأنام على مر السنين، وعبد الله ادريس واحدا من رموزنا الوطنية، فنودعه وداع الرموز.

 ثقتي في شباب التغيير كبيرة بأن يودعوا قائد الجيلين بما هو أهل له. فليزدحم مطار هيثرو بوداعه، ولنجعل شوارع مطارالخرطوم تضيق بمستقبلي ومودعي جثمانه، وليعرف القاصي والداني من كسلا أن ارتريا تودع أحد عظمائها.

وعزائي أيضا في الجيل الساعد الذي أبدى حزنه على دفن جثمان القائد البطل في غير موطنه، ولبى الدعوة لاستلام الراية، ولعل من أحسن ما يعبر عن ذلك تفاعل الشباب مع الخبر وما أصدق الكلمات التى تصاغ من غير تفكير(نحن ابنـــاء الشهــــداء وابناء الرعيل سوف نورث تاريخ الاباء للاحفاد ونموت لأجله ولن تسقط راية الرعيل و الشرفاء بل يسقط من تسلق على اشلائهم وتمرق على تراب مدهونة بدمائهم) تيسير فرحنس شاب ارتري ناشط في الفيس بوك.

رحم الله القائد عبد الله ادريس محمد وألهم أهله الصبر، وعودنا الله بقائد خيراً منه وانا لله وانا اليه راجعون.

عمر زرآي

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=13582

نشرت بواسطة في مايو 6 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010