تسارع الاحداث في الصراع الداخلي الاثيوبي
بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم – دبلوماسي ارترى، لندن
تابعنا الحرب الأهلية الاثيوبية المؤسفة التي مازالت مستمرة منذ نوفمبر من العام الماضي ، ونتائجها الكارثية على كل المستويات ، وتطوراتها المتسارعة ، حيث اخذت الحرب شكل الموجات المتكررة ، حتى عندما اعلن رئيس وزراء اثيوبيا وقف اطلاق النار من طرف واحد ، كان مرغما لفعل ذلك لعدم قدرته على مواصلة الحرب ، والضغوط الدولية المتلاحقة لايقافها ، ولم تكن له استراتيجية ما بعد ايقاف اطلاق النار ، من هنا يمكن القول ان سياسة القاتل والمقتول والتي اصبحت نهجا اثيوبيا متوارثا هى الطاغية على المشهد، حتى الجانب الاخر والمتمثل في الجبهة الشعبية لتحرير تقراى التي تقود القتال تحت اسم قوات دفاع تقراى تنظر الى الحرب من زاوية الهزيمة والنصر معتبرة ذلك حياة او موت بالنسبة لها ، وان تصريحات بعض النافذين من التقراى تشير الى ذلك على شاكلة سوف نلاحق هذا ونطارد ذاك.
توسعت الحرب مؤخرا وخرجت من نطاق اقليم التقراى المستهدف لتشمل مناطق اخرى في العمق الاثيوبي باقليم الامهرا، والاعلام يتحدث عن فرض حظر التجوال في كل المدن الرئيسية في اقليم الامهرا وبعدها محاصر من قبل قوات دفاع التقراى ، ليس هذا فحسب بل تفاقمت الامور الامر الذي دعى فيه رئيس وزراء اثيوبيا الشعب الاثيوبي الانخراط في الجيش وحمل السلاح لهزيمة التقراى ، كما امتدت الحرب الى اقليم العفر ونسمع عن ضحايا مدنين هناك للاسف ، هى الحرب اذن بكل تداعياتها كل يحشد ليكسب وينتصر والضحية هو الشعب المغلوب على امره.
من خلال متابعتنا لمجريات هذه الحرب نصل الى استنتاج ان اثيوبيا تتغيير ، وان الشعوب التي عاشت ردحا من الزمن تحت الهيمنة والاستعباد ها هى تنتفض ، وقد لا نرى اثيوبيا التى نعرفها بعد انتهاء هذا العبث والتى تهيمن عليها ثقافة الاستعلاء والهيمنة ، فالتحالفات بين المكونات الاثيوبية ضد هيمنة الامهرا تحت غطاء حزب الازدهار اخذت تطفو للعلن فكان التحالف السياسي بين التقراى وجبهة الاورمو وربما توسع ليشمل بني شنقول والقمز وجهات اخرى حسب تصريحات مسؤلين في بني شنقول والاورومو.
تضيق الخناق على حكومة حزب (الازدهار) سوف يخلق واقعا جديدا ربما نشهد نظاما جديدا على شاكلة الاهودق بثوب جديد قريبا يحكم اثيوبيا وهو الاقرب الى التحقق هذا في أحسن الاحوال.
ان ما يحدث في اثيوبيا شأن داخلي ولكن ذات تأثير مباشر على المنطقة والاقليم وارتريا على وجه الخصوص ، من هنا علينا دق ناقوس الخطر ، والاستعداد لمواجهة كل الاحتمالات ، وفوق هذا وذاك علينا ان نعترف بأن بقاء الطاغية أسياس ونظامه هو المهدد الحقيقي للوطن وسيادته ، فبتدخله في الشأن الاثيوبي وارسال قوات تحارب الى جانب أبي أحمد اصبحت ارتريا معتدية في نظر المجتمع الدولي والاقليمي ، وان مهددات امنها القومي باتت واضحة للأعيان، ليس هذا فحسب بل ان كل المشاريع التي تناقش الان فيما بخص الصراع الاثيوبي الاثيوبي في دوائر صنع القرار تضع امامها الحالة الارترية الشاذة ، ونظامها الغريب الأطوار ، من هنا على القوى الحية في المجتمع الارتري واقصد هنا القوى السياسية التي تعارض النظام ، العمل على توحيد الجهود واسماع صوتنا الى دوائر صنع القرار ، وذلك من خلال قيادة واحدة تتحدث باسم الشعب الارتري الذي ينتظر الفرج ، لان الوضع الان مهيأ اكثر من اى وقت مضى والفرص لا تتكرر.
سبق وان تقدمت بمقترح التوافق الوطني على خارطة طريق مرتكزة على الثوابت التي توافق عليها الشعب الارتري منذ مرحلة تقرير المصير والبناء عليها حتى تتمكن تلك القوى من الوصول الى مشتركات التوافق الوطني في خارطة طريق بمراحل وجداول زمن محددة تبدأ منذ الان وهي مرحلة النضال من اجل اسقاط الدكتاتور وعصابته ثم المرحلة الانتقالية التي تؤسس الى الانتقال الى الدولة المدنية الديمقراطية من خلال مشاركة كل الشعب في اختيار ممثليه لحكم الدولة ، ونعتقد ان مرحلة الانتقال هى الاهم لانها تؤسس للحكم الرشيد من خلال وضع اليات مثل اقامة المفوضيات المختلفة كمفوضية الدستور ، اللاجئين ، الارض ، نظام الحكم المراد الوصول اليه ، كل ذلك يسبقه مؤتمر وطني جامع لا يستثني أحدا تنبثق منه حكومة الفترة الانتقالية التي تقوم بانشاء المفوضيات التي ذكرناها اعلاه وغيرها من المشاريع ، وقد يكون مفيدا ان نذكر ان المؤتمر الجامع عليه ان يتوافق على مفهوم العدالة الانتقالية واعادة الحقوق الى اصحابها ورد المظالم.
ان على القوى السياسية الارترية ، الانتباه الى التحولات الكبيرة التي تمر بها المنطقة والاقليم بل والعالم أجمع وامامنا التحول الكبير في اسيا الوسطى وعودة حركة طالبان الافغانية الى حكم افغانستات بعد عشرين عاما من الصراع والقتال العنيف ، وهذا يقودنا الى فهم حقيقة ما يجرى من صراع دولي على النفوز بين اصحاب المصالح والقرن الافريقي يعتبر الاهم على الاطلاق ، وبما ان ارتريا مطلة على هذا الممر المائي المهم فالاهتمام بترتيب اوضاعها سوف يأخذ الاولوية.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=45276
أحدث النعليقات