«تسونامي الإتجار بالبشر يجتاح سيناء».. «ديلي بيست»: 25 ألف ضحية أفريقية خلال «2009- 2013».. تعذيب واغتصاب وحشي يمارسه الخاطفون.. الإريتريون على رأس القائمة.. الانفلات الأمني وغياب القانون أبرز الأسباب
فرجت : وكالات
كشفت مجلة «ديلي بيست» الأمريكية تقريرًا جديدًا عن جرائم الجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية التي تتخذ من سيناء مركزًا لممارسة أنشطتها غير الشرعية، مشيرة إلى اختطاف الأفارقة المهاجرين ومعاملتهم بطرق سيئة وطلب فدية منهم مقابل الإفراج عنهم.
المجلة الأمريكية، أضافت أن «غياب القانون في شبه جزيرة سيناء يزداد، كما أنها تشهد حالات مهولة من الإتجار بالبشر، بل توجد بها معسكرات تعذيب يقودها زعماء هذه العصابات للمختطفين الذين يواجهون فيها إيذاءً بدنيا في محاولة لابتزاز ذويهم لدفع مزيدٍ من الأموال».
«ديلي بيست» أوضحت أن «هؤلاء الأفارقة يكون مصيرهم ما بين الموت أو الهرب»، لافتة إلى أن غياب القانون وحالة الانفلات الأمني التي تشهدها سيناء تقف وراء هذه الأزمة، إلا أنها أكدت أن التقديرات المطروحة لضحايا هذه الجرائم «ضخمة».
المجلة أشارت إلى تقرير مقدم للبرلمان الأوربي، الأسبوع الماضي، تحت عنوان «حلقات الإتجار بالبشر.. سيناء ما بعدها»، شارك في إعداده «ميرون استيفانوس الناشط بمجال حقوق الإنسان» و«ميريام فان ريسين الأستاذ بجامعة تيلبورج»، والذي يحتوي على توقعات بسقوط 25-30 ألف ضحية للمتاجرة بالبشر بسيناء خلال الفترة من 2009 إلى 2013.
التقرير أوضح أن العديد من الضحايا من دولة إريتريا، وتم اختطافهم من وطنهم أو بعد فرارهم إلى السودان وإثيوبيا هربًا من نظامهم الاستبدادي، أو خلال مرورهم بسيناء في محاولة الوصول لإسرائيل، إذ يتم احتجازهم لعدة شهور ويحاول خاطفوهم الحصول على فدية من ذويهم والتي غالبا ما تصل إلى 30 ألف دولار.
وشددت المجلة على أن عددًا من الناجين أكدوا أن خاطفيهم يحرقون «البلاستيك» على أجسادهم ويعلقونهم بالأسقف، كما يتعرضون للاغتصاب بوحشية، وأثناء التعذيب يتصل الجناة بذوي الضحايا في محاولة لاستغلالهم ماليا، ونوهت «ديلي بيست» إلى أن «أبًا قتل نفسه بعد سماع صوت صراخ ابنته المعذبة على أيدي الخاطفين».
وتابع تقرير المجلة الأمريكية أن بعض هؤلاء الهاربين يتم القبض عليهم من قبل السلطات المصرية، وبالرغم من اعتبارهم مهاجرين غير شرعيين، إلا أن المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين يواجه صعوبة في الوصول لهم، ولا يصبح أمامهم سبيل للنجاة إلا دفع ثمن ترحيلهم.
وتطرقت «ديلي بيست» إلى أن القانون المصري يوفر الحماية لضحايا الإتجار بالبشر، ولكنها تفتقر لتطبيقه بشكل خطير، وفي إطار ذلك، قالت سارة وهبي مدير مشروع المنظمة الدولية للهجرة بالقاهرة إن 329 حالة وصلت إلى القاهرة من بينهم 32% من القُصّر.
«القضية الحقيقية في الحماية التي تتسم بالضعف الشديد»، كلمات مقتضبة عبرت بها «إليزابيث تان نائب الممثل الإقليمي بمكتب المفوضية بالقاهرة»، عن أوجه القصور في مواجهة هذه المشكلة.
واختتمت المجلة الأمريكية «ديلي بيست»، تقريرها بالإشارة إلى أن الناجين من الاختطاف يتعرضون للتمييز داخل المجتمع المصري كما تتعرض الفتيات منهم للتحرش، وفقا لبحث أصدرته الأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا العام.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39195
أحدث النعليقات