تصريح صحفي بشأن التطورات الجارية في اليمن
تابعنا بقلق بالغ تطورات الأوضاع المتسارعة في اليمن خلال الشهور الماضية والتي بلغت ذروتها مؤخرًا بعملية “عاصفة الحزم” التي يقوم بها تحالف خليجي – إقليمي تقوده المملكة العربية السعودية، ومدعوم من غالبية الشعب اليمني وحكومته الشرعية.
إن الأسى والحزن ليعتصرنا لما آلت إليه الأوضاع الأمنية في الجمهورية اليمنية من تدهور شديد وبالغ الخطورة جراء الأعمال العدوانية المستمرة والاعتداءات المتواصلة على سيادة اليمن التي قام ولا يزال يقوم بها تحالف الحوثيين والقوة التابعة للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، والتي يمكن أن تؤدي، لا سمح الله، إلى تفتيت اليمن وضرب أمنه واستقراره، فضلاً عن إشعال المنطقة بصراعات مدمرة قد تستمر لفترة طويلة.
إن الشعب الإرتري كان يحدوه أملٌ كبير في الحراك الشعبي اليمني والجهود الخليجية والدولية التي توجت بتوقيع نظام علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية، معتبرًا أن ذلك سيكون مدخلا للتغيير المنشود وتحقيق المطالب العادلة للشعب اليمني الشقيق بكافة مكوناته السياسية والمناطقية والاجتماعية. إلا أن الأوضاع، للأسف الشديد، سارت عكس التوقعات. فبعض الأطراف في اليمن استخدمت جميع الوسائل المشروعة وغير المشروعة للانقضاض على السلطة أو إدخال اليمن إلى نفق مظلم من أجل إشاعة الفوضى والدمار في جميع مرافق الدولة، بل أكثر من ذلك سعت باتجاه جر الشعب اليمني إلى صراع دموي وتوتير العلاقات مع دول الجوار. ويأتي في هذا السياق الهجوم الكاسح الذي شنته القوات الحوثية بالتعاون مع فلول النظام السابق على مؤسسات الدولة انتهى بسيطرتها على العاصمة اليمنية صنعاء والانقلاب على السطلة الشرعية فيها. إلا أن معظم القوى السياسية والاجتماعية في اليمن الشقيق رفضوا الخضوع لسياسة الأمر الواقع الذي فرضه عليهم تحالف الحوثيين وفلول الرئيس السابق الذي يريد إحراق الأخضر واليابس انتقاما من الشعب الذي أطاح بنظامه الفاسد.
إننا نعتقد جازمين بأن ما يجري في اليمن لن تتوقف نتائجه عند حدوده، بل سوف تتسبب في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة عمومًا، وخاصة أن أمن إرتريا واستقرارها مرتبط بشكل عضوي بأمن اليمن وجميع دول الجوار. وانطلاقا من هذه الرؤية تدين جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية السياسة التي يتبعها نظام إسياس أفورقي الديكتاتوري والهادفة إلى توريط الشعب الإرتري في الصراعات التي لا تخدم المصالح العليا لشعبنا ولشعوب الدول الشقيقة. كما أننا، في جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية، نعتقد أن أمن واستقرار دول منطقة البحر الأحمر يأتي في صميم الأمن القومي العربي وأمن دول القرن الأفريقي، وبالتالي يجب التعامل مع الأحداث التي تجري في اليمن في إطار هذا الفهم، ووضع استراتيجيات لأمن واستقرار المنطقة بناءً على هذا الفهم. وتأتي إرتريا، التي تمتلك أطول ساحل على البحر الأحمر في الشاطئ الأفريقي. على رأس الدول التي يجب أن تؤخذ في الحسبان أثناء وضع الاستراتيجية المذكورة.
إن النظام في إرتريا ظل منذ استيلائه عنوة على السلطة في الدولة الإرترية الوليدة عنصر عدم الاستقرار في المنطقة، وقام بإشعال الحروب مع جميع دول الجوار، وجعل من أرضنا معبرًا للاعتداء عليها. كما سمح لكل من إيران وإسرائيل على إقامة قواعد عسكرية في إرتريا والتي تشكل تهديدًا صارخا للمصالح الحيوية لشعوب المنطقة وتؤجج الصراعات بين دولها . ليس هذا فحسب، بل أن معلومات مؤكدة تشير بأن النظام لم يتورع في جعل الجزر الإرترية مكانا لتدريب القوات الحوثية، واستخدام أراضينا كمعبر لنقل الأسلحة إلى هذه القوات.
لاشك بأن السياسة الخارجية لأية دولة هي انعكاس لسياساتها الداخلية. فالنظام الديكتاتوري في إرتريا ينتهج سياسة القمع والإذلال ضد شعبه، والسجون الإرترية مكتظة بالأحرار من الوطنيين الإرتريين الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل استقلال بلادهم. كما أن القوى السياسية، ومن بينها تنظيمنا، محظور عليها ممارسة أي نشاط في البلاد. والأدهى والأمر من ذلك أن إرتريا تكاد تكون الدولة الوحيدة التي تحكم من غير دستور. وكانعكاس لهذا النهج قام منذ أول يوم من استيلائه على السلطة بعض أصابع الأشقاء الذين امتدت أياديهم بالدعم والمؤازرة لشعبنا إبان النضال المسلح الذي خاضه ضد الاحتلال الإثيوبي، وفتحوا أبوابهم للاجئين والمهاجرين من بلادنا وأتاحوا لهم فرص التعليم والعمل.
إننا وفي الوقت الذي نؤكد فيه دعمنا للشعب اليمني الشقيق في الحفاظ على وحدته ومؤسساته الشرعية وندعم كل دعم ومؤازرة من أشقائه ، نلفت عناية كافة الحريصين على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر لأن يلتفتوا إلى الدور التخريبي الذي يلعبه نظام الطاغية إسياس ويقدموا كل أشكال الدعم والمساندة للشعب الإرتري حتى يتخلص من هذا الطاغية ويقيم دول العدل والقانون التي ستساهم، بلا شك، في استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة وتبني علاقات تعاون وتكامل مع جميع الدول الشقيقة.
ونعرب في الختام عن أملنا في أن يحفظ الله اليمن وشعبه الشقيق من كل سوء ويجنبه الفتن والمؤامرات التي تستهدف وحدته ويعيد لمنطقتنا ولشعوبنا الأمن والاستقرار.
الهيئة التنفيذية
لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية
31/3/2015
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=33961
أحدث النعليقات