تصريح صحفي بمناسبة سمنار القوى السياسية بالمجلس الوطني للتغيير الديمقراطي
في ظل ظروف بالغة القسوة يعيشها شعبنا في الداخل والشتات ، وحالة النزف التي يعيشها الوطن في قواه الحية ومقدراته المادية ، بسبب نظام ديكتاتوري شمولي لا يأبه بمصير الوطن ولا المواطن ولايرعي أدنى حقوق الانسان ، ويعمل بغباء لأن يجعل من ارتريا دولة فاشلة ، وفي ظل تعقيدات إقليمية ودولية تتسم بأوضاع متحركة في كل الإتجهات ، عقدت القوى السياسية الإرترية في الفترة من 5 ـ 10 مارس 2016م سمنارا سياسيا تحت شعار (فالتتضافر الجهود لإنجاح المؤتمر العام الثاني) بدعوة من اللجنة التحضيرية وبحضور (خمسة عشر تنظيما سياسيا) ، تمهيدا لعقد المؤتمر العام الثاني للمجلس الوطني للتغيير الديمقراطي كإستحقاق تنظيمي وسياسي.
وفي بداية السمنار أمن الجميع على أن (مؤتمر اواسا 2011م) يعتبر مكسبا سياسيا ووطنيا مهما ، حيث ضم كل الوان الطيف السياسي والاجتماعي والثقافي الارتري ، والإتفاق على برنامج يحفظ للوطن وحدته وتماسكه ، سواء من خلال التوافق على برنامج مرحلة النضال لإسقاط النظام الديكتاتوري الشمولي ، أو الإتفاق على برنامج المرحلة الإنتقالية التي هي بطبيعتها بالغة الخطورة ، بل والإتفاق على إقامة نظام ديمقراطي تعددي يتصدى لكل الإختلالات التي أحدثها النظام الديكتاوري الشمولي ، ويعيد الثقة بين مكونات الشعب الارتري المختلفة ، ويؤسس لتنمية متوازنة تشمل كل إرتريا ، حتى يعيش وطننا في إستقرار داخلي، مسهما في سلام وإستقرار المنطقة.
وفي هذا السياق فإن المؤتمر العام الثاني للمجلس الوطني للتغيير الديمقراطي يعتبر ضرورة ملحة في مسيرة إستكمال البنية السياسية لقوى للتغيير الديمقراطي في إرتريا ، التواقة الى رص الصفوف والإمكانيات من أجل تقصير أمد النظام الدكتاتوري الإقصائي ، وحل الإشكاليات التي واجهت المجلس الوطني كتجربة جديدة ، بإزاحة كافة العوائق التي أدت إلى إضعافه وتعطيل مهامه النضالية .
وقف السمنار بكل الحرص والمسؤلية الوطنية على أوراق اللجنة التحضيرية المقدمة الى المؤتمر الثاني للمجلس من أجل تجويدها وتنقيحها ، ومن أجل تسريع مسارات عمل اللجنة التحضيرية ، وتسهيل مهمتها المتمثلة في الإعداد للمؤتمر الثاني ، سواء على مستوى التصعيدات للمؤتمر وتنظيمه ، أو تمويله .
كما ناقش السمنار الصعوبات التي واجهت المجلس الوطني في مسيرته وبخاصة بعد إجتماع دبر زيت ، وأكد في الوقت ذاته على حق التنظيمات التي لم تحضر السمنار المشاركة في المؤتمرالثاني ، ولاتزال الفرصة سانحة لإلحاق مقترحاتها ووجهات نظرها للجنة التحضيرية إلى حين عقد المؤتمر الثاني .
وقد تواثقت هذه القوى في ختام السمنار على إنجاح المؤتمرالعام الثاني للمجلس الوطني للتغيير الديمقراطي، بتكثيف نضالاتها وبذل جهودها المضاعف من أجل تحقيقه .
يمثل المؤتمر الثاني تحديا لكل القوى المتطلعة الى التغيير الديمقراطي في إرتريا ، سواء من جهة التصدي للقوى المتربصة التي تسعى الى تعطيل مسيرة النضال والوفاق الوطني الذي يعصم الوطن من الإنزلاق في الفوضى ، أو من جهة الإعتماد على الذات في تمويل المؤتمر .
إن هذا المؤتمر بحق لهو تحدي حقيقي للجماهير الإرترية ، والقوى السياسية والمدنية ، لتبرهن أنها قادرة على حماية مكتسباتها السياسية ، ووحدتها الوطنية ، وإعتمادها على ذاتها ، وتصميمها على مواصلة مسيرتها الكفاحية المجيدة التي أنتزعت بها في السابق حرية وإستقلال إرتريا ، بعد أن دفعت أثمانا باهظة.
إننا في القوى السياسية نهيب بجماهيرنا الإرترية على إنجاح هذا المؤتمر سواء على مستوى المشاركة السياسية في فعالياته المختلفة في مناطق تواجد الإرتريين ، أو على مستوى دعمه إعلاميا وماليا ، وفي مقدمتها أعضاء المجلس الوطني للتغيير الديمقراطي .
وفي الختام قدم السمنار شكره للجنة التحضيرية على ما أنجزته من مهام ، كما يشيد السمنار بخارطة الطريق التي وضعها المجلس الوطني ، وبجهود وصبر وسعة صدر رئاسة المجلس التي تحملت الكثير في سبيل الوصول الى المؤتمر ، كما يشكر الجماهير الارترية التي حرصت على إنجاح هذا السمنار وقدمت له إسهامات مقدرة ، كما قدم شكره لدولة إثيوبيا لدعمها مؤتمر المعارضة في (اواسا) وقوى التغيير الديمقراطي الارترية والتي تسعى للإسهام في خلق الاستقرار في ارتريا والإقليم .
سمنار القوى السياسية بالمجلس الوطني للتغيير الديمقراطي
اديس ابابا
10مارس 2016م
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=36613
أحدث النعليقات