تصويبات واستدراكات المستقبل
بقلم / متكل أبيت نالاي
أن الناس الطيبين هم الأغلبية في بلادنا وللأسف لا يشكلون جبهة مشتركة حتى لو كانوا مظلومون والسبب هم أكثر ضعفاً وانقساماً سواء اسلموا بذلك أم لا, وهذا الضعف هو الذي شكلهم أن يكون هدفاً مغرياً لمأرب الحكومة الإرترية حتى أصبحوا يمثلون اليوم قيمة اقتصادية للحزب الحاكم ينتجون له كل شيء بتكلفة زهيدة دون مقابل يذكر. مستخدماً وسطهم الحرية والوطنية وسيلة للهيمنة عليهم ولنهب ثرواتهم وجهودهم,و في نهاية بعد 14 عام من صبر نتج عنه قلة قليلة من الإرتريين تضخم ثرواتها على حساب شقاء غالبية الساحقة من الشعب بل تفننت بهذا الطغيان حتى أ رسخت على كل طائفة منهم مفهوم ولاء تتحكم به على حقوقهم بأساليب ذكية ومرعبه تتربص بهم وتخلق منهم سد واقي يحميها من الشعب, بل جعلت منهم
قلة في مقابل أغلبية ساحقة ذات حقوق وفرص وقدرات عالية مالية وتعليمية مقابل مجاميع صغيرة تقترب من حدود التلاشي, نتج عن ذلك هذا الاختلال الهائل الذي نعيشه وهذا بدره ولد توترات تتجسد في وحدتهم الحالية والحيات المعيشة البائسة التي هم عليها مثل المرض والجهل والفقر الذي انتشر انتشارا هائلاً في صفوفهم, وهذا أيضاً في تزايد مستمرً نتيجة التحاقهم قسراً بجيوش النظام, مما خلق وضع يفتقر فيه الآلاف من شعبنا إلى لقمة العيش الشريفة, بينما راحت الثروات الهائلة تتركز في أرصدة قلة محدودة من الحزب وهذه القلة كلما ازدادت ثروتها ازدادت قوة وشراهة وطغياناً , وفي المقابل ضعفت قدرة الشعب في مقاومة هذه الجبروت, نتيجة الفقر وجنون المعيشة. لهذا نتساءل ما قمة الاستقلال إذا كان مسخراً أساساً في أغلب جوانبه لتعزيز قوة الحزب الطاغي, ويخدم فيه الشعب نوايا القلة القليلة المتحكمة بمصيره ؟
كما نتساءل الأغلبية المعذبة أين هي أجيالكم التي تحكم وتملك وتدير الثروة ومن الذي سيوفر لكم الحماية في المستقبل,هل من الأفضل لكم أن تنظرون إلى هلين ملس وهي ترقص وتغني لكل قوميات الإرترية, ويمثلكم في البرلمان آل إسياس دقي حديش عدي القدمين من تغراي ثم لماذا تجوعون أنتم وحدكم دون غيركم في إرتريا؟ لماذا تخلفتم عن الرتب التعليمية في النظام الاجتماعي والاقتصادي وبقيتم حيث وضعتكم فلسفة الحكومات الاستعمارية حتى أصبح وضعكم غير مناسب مع احتياجات الإرترية.؟
ولكثير من الأسباب غير مطمئنين لأوضاعكم ومكانتكم في دنيا الواقع الديمقراطي الإرتري القادم. وفي دورتنا الوحدوية العادية في الخرطوم وجدنا وحدتنا مليئة بالمصلحين ولإصلاح هو تجميل وترقيع لنظام الذي يصعب علينا مراجعة قوانينه, وأيا كان القادم في إرتريا سوف نرضى بالديمقراطية ونحن نعرف توجد بيننا نقص كبير في المهارات العلمية والاقتصادية.
وبدا لي حسب هذه المعيار أن كل من أخذ على عاتقه الاهتمام بهذه الفئة, وجد جمهورا جاهلا عاجزا يتطلب إرشادا مستنيراً , يواجه معه مشاكل في ترتيب صفوفه و للأسف سمحنا لآخرون أن ينظمونا كيف ما شأوا ويأخذوا لنا قراراتنا المصرية, و بوضوح شعارهم للحلقات الغير متداخلة في إرتريا, وللفئات التي أصابها الغبن هو كما يقولونها إنهم ” في قلب رجل واحد”( دقي حادىء ليبي) لربطهم بأهداف يهقدف الفاسدة, وفي الحقيقة من لا يحكم مصيره فعلاً لا يتحكم فيه, فحن حتى الآن غير مربوطين بمستوى الصراع الإرتري الثقافي والديمقراطي منها إن لم نكن ممراً لأهداف الآخرين,
وفي سياق تفتيش وقعنا علينا أيها الأخوة أولاً أن نهيئ أنفسنا بشيء من العمل الذي ينقلنا نحوى عمل معتبر ومقدر ومعقول يستوعب كل حقيقة تغاضى عنها شعبنا لزمن طويل. ولكن من يقدر لهذا أن يجمع الوجهات النظر المتباعدة تجاه كثير من المفاهيم والمدركات سعياً إلى رؤية مشتركة تجمع الشظايا المتنافرة وتنظمها وتخلق منها كيان صلب يقاوم كل الأخطار المتربصة بنا, وتكون قادرة في إنتاج إنسان حاسم أمين مخلص وهذا الإنسان يعتبر أقوى من الجماهير العريضة ويعرف الإنسان الحاسم بالإنسان الوفي المؤمن والواعي لأهدافه الصامد في كل ظروف وهو أقوى من الحديد وبناء الإنسان الحاسم مهم دوره وليس الثروة وحده تكفي. فقد تقدمت شعوب كثيرة ذات موارد ضئيلة بلغت أعلى درجات الرقي في حين بلدان غنية الموارد بقيت مشلولة لم تستطيع إعاشة شعوبها وكذلك هذا المفهوم للإنسان الحاسم يقيم به في الحروب والمعارك التي دارة بين البشرية . وإذا تمكنا من استحضار هذا نوع من الناس ووزعنا المسؤوليات بين أكبر عدد منهم وبحثنا عن أنصار محلية ودولية, والخروج بأهدافنا إلى دائرة أوسع حتى تتيح لنا فرصة أرحب في الحيات لجميع الناس , وبهذا نكون قد قطعنا نصف أهدافنا الإرترية. ولكن التراخي وغياب القيادة الممتازة ونقص المعلومات والمهارات هي من مسببات التي تعوق توجهنا وتجعلنا نقبل كل شيء ونخاف ونتردد من كل شيء أن هذه المخاوف ناتج من عدم تعديل أوضاعنا الاجتماعية الخانقة في كل المجالات. فكان من لطبيعي أن يستغلوا المفسدون في بلادنا واقعنا غير سوي لينطلقوا في أنشطة هدامة تضر بالمجتمع الإرتري كله وتبدد فيه فرص التنمية ولاستقرار.
وليس صحيحاً القول, بأن الجرم كله يقع على الشعب , في الوقت الذي كان يعاني أعداؤنا من العزلة, أيضاً شعبنا كان يعاني من عدم قيادة مسؤلة وهذا الوجود الغير متكامل أضاع المسوغات الحقيقية لحقوق عادلة وجزأت كل الروابط بيننا بل جعلت واقعنا سياسياً واجتماعياُ مريراُ لا يقدم عملاً لعاطل ولا خبزاً لجائع.
وعلى كل حال توجد أمامنا مراحل يتعين علينا قطعها لاستقبال التنافس الحزبية والبرامج الديمقراطية في إرتريا القادمة. وهذه المراحل يتطلب لها زمنا و قبل كل شيء الصراحة والجرأة ولوضوح لجاد الحلول المناسبة والموضوعية لكل المعوقات والحصول على الإجابة لطوفان من الأسئلة والتي منها ما يقال. لماذا نحن في حالت انقسام دائم ؟ ولماذا نصنف إلى الآلاف من الفروقات والمتناقضات التي نعجب لها كلنا؟ نؤيد فيها طرف أو نقف ضد الطرف الأخر, ولكننا لا نستطيع أن نكون حياديين إزاء ما نرى ونسمع وكلنا نصغي إلى صوت واحد لا يعترض عليه أحد وهي الوحدة, نتقاطع معها ولا نستطيع أن نفعل شيئاً. وللأسف تتوحد أحاسيسنا عند درجة من الأعمال الوطنية ولكن لا ننظر إلى الخطر بمنظار واحد.لهذا نقول كيف نقدر أن نصحح مسارنا؟ وكيف نكون قادرين أن نرسم وعيا معينا لما يجري حولنا ؟ وكيف ندرك حجم مشاكلنا ونتفاعل معها حتى بالنظر فيها في المهم والعاجل أو في ضوء الوقائع الثابتة والمتغيرة في بلادنا ؟ هذه الظاهرة تحتاج إلى مجهود شاق من حوارات ومناقشات تحدد فيه وسائل تقدمنا وقناعاتنا ونأطر فيها عزيمتنا ونتجاوز بها القيود التي فرضت علينا؟ وأعتقد أن حكومة الشعبية ليس ممراً إجبارياً مفروض علينا المرور به فيما يتعلق في استثماراتنا ونقدر أن تجاوزه إذا قررنا أمر نهضتنا وممكن أن نبلغ موقعنا بأقل من الاندفاع مع كل المعارضة الإرترية. ولكن العمل الغير مدروس تماماً قد يسبب إرباكاً وقد يقود الخطأ الأول فيه إلى الخطأ الثاني لهذا أن التقويم الأشياء يجب أن يقدر تقديراً موضوعياً من أجل رفاهية الفرد والجماعة لفم الأسباب التي يتفاعل بها الناس وتتبعها حتى يتدرج الناس في إدراك لذاتيتهم الفريدة والمميزة,
وهناك من يؤمن بأن الإنسان يتحرك بناء على مصلحته الذاتية وأن هذه المصلحة الذاتية يمكن استغلالها من أجل الصالح العام من خلال نظام متشابك لتقسيم الفرص وسلطتها. فالناس حتماً سوف تقدم مصالحها الخاص قصيرة المدى على مصالح الدولة الطويلة المدى. ولكن حتى لا تكون فوضى تحتاج لتشريعات تنظم الفرص وتقلل السيطرة وتفتح أمام عدد كبير من المواطنين المزيد من الثروات والتقدم للبلاد. كما أن إشاعة مبدأ العدل والحرية والمساومة يسهل انتشار المشاعر الأخوية التي سوف تحسن من أحولنا. كما أن تأثير على الناس يجب أن يمارس من خلال نجاحات والتطورات في نشاط الاقتصادي وليس عبر العنصرية. ومن لمؤكد إذا تمكنا من تحقيق التعايش الواقعي بين جميع الناس سوف تنبع قوة ارترية حيا من بين هذه الأفكار تدفع جميع الأهداف إلى التقدم والتطور وازدهار ولا تأتي هذه القوة إلا في الأجواء الصحيحة التي توفرها شروط الممارسات للفضائل الإرترية الوطنية. وحتى ذلك علينا إظهار القدرة على معالجة المشاكل بين الناس وجعل كل الطبائع الحميدة لشعب الإرتري صفة إرترية عامة تخلق لنا شعور قومي يكون الرأي العام الإرتري في المستقبل ويكفل لنا نمو طبيعي قانوني دستوري.
وموقفنا هذا في غاية من التعقيد رغم علامات المستقبل ما ثلة للعيان وفي أحسن الأحوال الديمقراطية قادمة في بلادنا لم تعد أتربة يهقدف ودخانها أن تحجبها كما زال الغموض والمشهد السياسي بوحدة قوة المعارضة, ونرى بأن التحالف هو خطوة صحيحة ويعتبر بداية الخروج من المأزق, إلا إننا لم نهتدي بعد إلى العقيدة السياسية أو الأسلوب الذي من شأنه إخراجنا من هذا المأزق كما يجب, ونجد نفسنا مرة أخرى مفاوضون في الدستور والقيم الإرترية بأمورها التي تختمر في نفوس شعبنا وخلق إحساس إرتري جديد وصياغة تاريخ إرتريا من جديد والحقوق الديمقراطية لنعيش حالة جديدة غير الذي نحن فيه الآن. وكيف يمكن أن ننتصر لكل هذا الأهداف دون أن يكون لنا قاعدة منظمة كالتي توجد لبعض التيارات السياسية في البلاد. فالوقت يمضي بسرعة والصبر ينفذ دون تقدير للموقف الذي سوف نشارك في تحضيره لنرسم صورة نظام إرتري جديد يلبي متطلبات شعبنا مستوفين فيه كل شروط الحكم الديمقراطي.
ودعوني أنبه كل طامع وطامح في سلطة مطلقة أن نؤكد لهم من الصعب علينا أن تبقى الأبواب مشرعة أمام مجموعة الإصلاح أو السماح لهم برقيع وتجميل الخروقات والانتهاكات والتجاوزات التي أحدثتها الشعبية في المجتمع الإرتري, أن تمر دون ردع أبطال جرائم النهب المنظم لموارد الشعب ومحاسبة رموز الإفساد ووضعهم تحت طائلة العقاب وإلزامهم بإعادة ما نهبوه من مال وعقار وأرض بسم التنمية الشاملة لشعب الإرتري. وللمعلومة التنمية هي ما يفتقر إليها الشعب اليوم. أين وعود الشعبية بتعدد الأحزاب والعهود بسياسة حسن الجوار والتقدم الذي يحاكي قدرة سنغافورة ورئيس يعلم إنه ليس في موقعها, ولا موقع جيلها الجديد سنغافورة قادرة أن تعبئ كل أصوات الشعب الإرتري في اسطوانة بحجم إبرة وانتقلت من عصر الفلاحة والأبقار إلى الجينات وانتقلت من رصف الحجارة إلى رصف الطوابق الجاهزة كاملة, والطب انتقل فيها من الكي إلى الليزر, ومضى 14 عام من انجازات الشعبية حل فيها بلادنا من دول الجياع وعلى أطرافها يعشون معظم اللاجئين الإرتريين, وما زال شعبه في مجمله يفتش عن الأمن والأمان وحقوق المواطنة المتساوية وسيادة النظام والقانون وينتظرون مولد العدالة الغائبة من وراء كرسي إسياس أفورقي لمدة 14 عام. ومازالوا يقولون له النصر للجماهير بكثير من الدم وقليل من الحياء.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6382
أحدث النعليقات