تضامن إسلامي عالمي بشأن يوم المعتقل الإرتري

فرجت : وكالات

أصدرت هيئات واتحادات إسلامية ممثلة لكثير من الدول الاسلامية بيانا ولأول أعلنت فيها تضامنها مع قضايا معتقلي الضمير والمختفين قصيرا في ارتريا والذين يمثل المسلمون الغالبية منهم.

يمثل يوم الرابع عشر من ابريل يوم المعتقل الإرتري والذي يقوم الإرتريون فيه بأنشطة وفعليات تبرز قضايا سجناء الرأي و الضمير في ارتريا وتضمن هذه النشاطات لقاءات وندوات وتظاهرات ورفع مذكرات الي جهات اممية وحكومية.

وفيما يلي البيان من اتحادات وروابط وهيئات إسلامية بهذه المناسبة

بيان لاتحادات وهيئات وروابط العلماء المسلمين بشأن يوم المعتقل الإرتري – 14 إبريل 2025م
أبريل 24, 2025

الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) إبراهيم: 42، والصلاة والسلام على النبي الأمين، القائل: (إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده) رواه أبو داود والترمذي.

يأتي يوم المعتقل الإرتري هذا العام (2025م) في ظل استمرار معاناة أليمة تتجدد كل عام، دون بصيص أمل في انفراجة قريبة، أو التزام حقيقي من النظام الإرتري بأبسط مبادئ العدالة والكرامة الإنسانية. فالوطن الإرتري بأكمله لا يزال رازحًا تحت حكم قمعي مطلق منذ إعلان استقلاله عام 1993م، حيث يقبع عشرات الآلاف من المواطنين في سجون مظلمة، وأماكن احتجاز غير قانونية، بعضها في حاويات وسجون تحت الأرض، دون تهم أو محاكمات، بل في غياهب اخفاء قسري.

مأساة تمثل واحدة من أعمق مآسي هذا الشعب الصابر، وأكبر جرح نازف في ضمير الوطن، وأشد القضايا إيلامًا لكل بيت وأسرة. فهؤلاء المغيبون لم يُمنحوا حق الاتصال بعائلاتهم، ولا محامٍ يدافع عنهم، ولا محكمة تُنظر في قضيتهم، ولا حتى خبر يطمئن ذويهم على مصيرهم.

لقد أُخِذوا من بيوتهم ومدارسهم ومؤسساتهم فجأة، بلا سابق إنذار، في مشهد من مشاهد الرعب التي لا تليق إلا بعصور الاستبداد الجاهلي. ثم اختفوا في ظلمات المعتقلات، حيث لا ضوء ولا هواء ولا رحمة، منهم: العلماء والدعاة والمعلمون والطلاب، وعدد كبير من الشباب الإرتري، تم القبض عليهم أثناء محاولات الهروب من الخدمة العسكرية الجبرية أو بعد العودة من المهجر.

بعض هؤلاء المخفيين مضى على تغييبهم أكثر من ثلاثين سنة، لا تعرف عنهم أسرهم خبرًا، أأحياء هم أم أموات؟ أمهات تُوفيت وهن ينتظرن، وأبناء نشؤوا ولم يروا آباءهم قط، وزوجات صابرات محتسبات، لا يملكن حتى شرف الحزن على قبر معلوم. أسرٌ أنهكها الانتظار، وكسرها القهر، تعيش الحزن صامتًا، والعذاب متجددًا، في كل مناسبة، في كل عيد، في كل لحظة غياب.

وقد ذكرت منظمات حقوقية دولية، كمنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، أن عدد المغيبين قسريًا يتجاوز عشرة آلاف مواطن، من مختلف الأعراق والأديان والمناطق الإرترية، في انتهاك صارخ للمواثيق الدولية، لاسيما: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948)، المادة 9: “لا يجوز اعتقال أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفًا.” وقد أكدت الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاخفاء القسري (2006)، أن هذا النوع من الجرائم يُعد جريمة ضد الإنسانية، وواجب على المجتمع الدولي محاسبة مرتكبيها وعدم التهاون معها.

إن المسلمين في إرتريا يتعرضون لتضييق ممنهج ومركّز، يتمثل في: إغلاق المعاهد الإسلامية، ومنع التعليم الديني، ومصادرة الأوقاف الإسلامية، وحظر الحجاب الإسلامي في المدارس، والتضييق على المظاهر الدينية، وتغييب علماء الدين والدعاة، وحرمان المسلمين من حق التواصل الحضاري والدعوي مع العالم العربي والإسلامي.

إننا في هذا اليوم، نرفع صوتنا عاليًا بإدانة هذا الواقع الجائر مطالبين بـ:

1.الإفراج الفوري عن كافة المغيبين قسرا، وفتح السجون ومراكز الاحتجاز للمنظمات الحقوقية الدولية للتحقق من أوضاع المحتجزين.

2.وقف سياسات القمع الديني والتضييق على المسلمين، من إغلاق للمعاهد الإسلامية، ومصادرة للأوقاف، وتغييب متعمد للعلماء والدعاة.

3.احترام حرية التعليم والتعبير الديني، ورفع الحظر عن المؤسسات الإسلامية.

4.تمكين المسلمين، وسائر مكونات الشعب، من التواصل الحضاري والثقافي مع امتداداتهم في العالم العربي والإسلامي، أسوة بما يُتاح للطوائف الأخرى.

5.إلغاء التمييز الديني في السياسات الرسمية، وضمان مبدأ المواطنة المتساوية.

وندعو إلى توسيع التحرك الشعبي والمدني والسياسي والإعلامي في الداخل والخارج، عبر:

1.إطلاق حملات إعلامية دولية باللغة الإنجليزية والعربية والتغرينية لتسليط الضوء على المأساة.

2.إقامة وقفات احتجاجية أمام السفارات والمنظمات الدولية.

3.الضغط على الهيئات الحقوقية لفتح تحقيقات مستقلة.

4.تشجيع الأسر على توثيق قصص المعتقلين والحديث عنها إعلاميًا.

5.إنشاء قاعدة بيانات موثقة بأسماء وصور وتفاصيل المختفين.

6.نخاطب اليوم ضمير العالم، والمنظمات الحقوقية، وأحرار الشعوب، وعلماء الأمة، والإعلاميين، وأصحاب الرأي، أن لا يصمتوا عن هذه الجريمة البشعة التي يُباد فيها الإنسان صمتًا، ويُدفن حيًّا في جدران النسيان.

إن مناصرة المعتقلين ليست خيارًا، بل هي واجب شرعي وأخلاقي، وإنساني. قال النبي ﷺ: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره) رواه مسلم. ِوإذ نؤكد إدانتنا الشديدة لاستمرار هذا القمع والظلم، فإننا نحيي في المقابل الجهود الشعبية والسياسية والمدنية المتواصلة من أفراد ومؤسسات وجاليات ومنابر إعلامية، في فضح هذه الانتهاكات، وتوثيقها، والسعي لتشكيل ضغط حقوقي دولي فعال من أجل إطلاق سراح المختفين، وإنهاء عهد القمع وتكريس العدالة والكرامة الإنسانية.

وندعو أبناء الشعب الإرتري في كل مكان إلى أن يجعلوا هذا اليوم – 14 أبريل – يوم وفاء وعهد وتجديد نُصرة للمغيبين، حتى يُكشف مصيرهم، وتُفتح الزنازين، وينقشع الظلم. فلنكن جميعًا صوتًا للحق، ولسانًا للمظلومين، حتى يأذن الله بفرج قريب.

والله ولي التوفيق.

23 /10/1446هـ ــ 21/4/2025

الموقعون على البيان:

١. رابطة علماء إرتريا.

٢. رابطة أئمة وخطباء ودعاة العراق.

٣. الرابطة العالمية للفقهاء.

٤. هيئة أنصار النبي صلى الله عليه وسلم.

٥. رابطة أهل السنة والجماعة.

٦. هيئة علماء فلسطين.

٧. منتدى العلماء .

٨. جمعية نهضة علماء اليمن .

٩. جمعية علماء تركيا (أوماد).

١٠. دار الإفتاء الليبية .

١١. هيئة علماء المسلمين في العراق⁠.

١٢. اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية في تركيا.

١٣. هيئة أمة واحدة .

١٤. رابطة علماء المسلمين.

١٥. رابطة العلماء السوريين.

١٦. المجلس الشرعي لمحافظة حماة.

١٧. مجلس الدعاة في لبنان .

١٨. رابطة علماء فلسطين

١٩. ملتقى دعاة فلسطين.

٢٠. هيئة علماء ليبيا .

٢١. ⁠هيئة علماء المسلمين في لبنان.

٢٢. ملتقى دعاة فلسطين – غزة

الشخصيات العلمية:

١. الدكتور محمد الصغير .

٢. د. وصفي عاشور ابو زيد

أستاذ أصول الفقه ومقاصد الشريعة.

٣. أ. د. كامل صبح صلاح

رئيس الرابطة العالمية للفقهاء.

٤. د. جمال عبدالستار.

٥. د. عبد الوهاب أكينجي

رئيس أوماد UMAD

٦. د. سعيد بن ناصر الغامدي الأمين العام لمنتدى العلماء

٧. د. عبدالله بن عبدالمجيد الزنداني.

٨. د. جهاد عبدالوهاب خيتي .

٩. ⁠د. يحيى صالح الطائي، نائب الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق.

١٠. الشيخ العلامة أسامة الرفاعي مفتي الديار السورية.

١١. الشيخ أحمد الشنقيطي.

١٢. د. نواف تكروري – رئيس هيئة علماء فلسطين.

١٣. د. حسين عبدالعال أمين عام هيئة أمة واحدة.

١٤. د. محمد عبدالكريم – الأمين العام لرابطة علماء المسلمين.

١٥. الشيخ طارق عدي الأمين العام لرابطة العلماء السوريين.

١٦. أحمد حوى – الأمين العام السابق لرابطة العلماء السوريين.

١٧.الشيخ محمد حمادة الميداني – نائب الأمين العام لرابطة العلماء السوريين.

١٨. د. محمد أيمن الجمّال – عضو أمانة رابطة العلماء السوريين .

١٩. د. عبد الرحمن عزيزي- عضو أمانة رابطة العلماء السوريين .

٢٠. الشيخ رسلان المصري- عضو أمانة رابطة العلماء السوريين.

٢١. أ. أحمد كاسر الحاجي- عضو أمانة رابطة العلماء السوريين.

٢٢. أ. محمد مصطفى الشامي- عضو أمانة رابطة العلماء السوريين .

٢٣. أ. أحمد مغلاج- عضو أمانة رابطة العلماء السوريين

٢٤. أ. أنس اليونس- عضو أمانة رابطة العلماء السوريين

٢٥. د. محمد محمود حوا – عضو أمناء المجلس الشرعي لمحافظة حماة.

٢٦. د. ماجد عليوي – عميد كلية الشريعة في جامعة حلب الحرة.

٢٧. د. محمد همام سعيد عميد كلية العلوم الإسلامية جامعة صباح الدين زعيم .

٢٨.د. سعيد اللافي رئيس رابطة أئمة وخطباء ودعاة العراق

٢٩. د. سعيد الشبلي مفكر إسلامي .

٣٠. د. عطية عدلان أستاذ الشريعة

رئيس مركز محكمات.

٣١.د. عبد الحي يوسف – عميد أكاديمية أنصار النبي صلى الله عليه وسلم

٣٢. د. محمود سعيد الشجراوي رئيس مؤسسة فاز للعمل التربوي والدعم الفني

٣٣. أ.د. نسيم ياسين رئيس رابطة علماء فلسطين

٣٤. د. مروح نصار عضو هيئة علماء فلسطين عضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين

٣٥. د. عمر شلّح عضو ملتقى دعاة فلسطين..تركيا.

٣٦. د. غازي التوبة رئيس رابطة العلماء السوريين سابقا .

٣٧. ⁠الشيخ علي اليوسف، رئيس قسم القدس هيئة علماء فلسطين.

٣٨. د. محمد يسري نائب رئيس وقف تمكين العلماء.

٣٩. د. سلمان السعودي / أمين ملتقى دعاة فلسطين.

٤٠. د. حسين عبد الهادي – رئيس رابطة العلماء السوريين

٤١. د. محمد العبدة – رئيس مجلس شورى رابطة علماء المسلمين

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=47542

نشرت بواسطة في أبريل 27 2025 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. يمكنك ترك رد او اقتفاء الردود بواسطة

رد على التعليق

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010