تعظيم سلام…لثلاثية يوسف عبد الرحمن
كتب فأبدع، وحلل فبرع، وناقش فأقنع،وناصح فأسمع، وناصر قضيتنا وشعبنا منذ زمن طويل فأنصف وأوجع وأتبع نصرته لنا بمقالات ثلاثية من أصدق وأجلى ما كتب عن أوضاعنا كشعب يعانى الأمرين من النظام المتسلط والمستبد في الأرض والعرض، والمعارضة المتخبطة والمنقسمة في نفسها مقطعة معها آمالنا وأحلامنا في التغيير السلمي المجدي والأكيد والسريع حيث فاض بنا الكيل وطفح، وثورات الشعوب أشعلت حماسنا، والربيع في القرن الأفريقي موسم نادر إلا أن يوسف عبد الرحمن رصده لنا بمقياس إحساسه بالشعوب المقهورة، ومناخ عقله الراجح وروح العدالة والمناصرة والمسؤولية التي يتسم بها في كل أقواله وأفعاله.
مناصرة السيد يوسف عبد الرحمن لشعبنا_ بكل أطيافه وقضيتنا التي تفتقر إلى الحرية والعدالة والديمقراطية بدرجة لا تخطئها عين ووصلت لمسامع كل من له أذن واعية_ محل تقدير واحترام وإجلال من الشعب الإرتري الواعي النظامي منه والمعارض والمحايد، أو هكذا ينبغي أن يكون ، لأنه قلم نابض بالحقيقة،ليس له في قضيتنا ناقة ولا جمل، اللهم إلا الحس الصحفي الصادق والحر.
وبرغم أن المئات من الشعب الإرتري أرسلوا دعمهم لما ذهب إليه السيد يوسف عبد الرحمن والآلاف من المتابعين يفعلون الشيء نفسه دون أن يعبروا عنه كتابيا
إلا إن النظام متمثلا في سفارة دولته بالرياض الوحيد الذي أنبرى بالرد عليه والنيل منه ومما كتب و سطر،متعديا بذلك على حرية الصحافة خارج نطاق دولته كما هو الحال داخلها.
حقيق علينا ونحن أصحاب القضية أن ننصر من نصرنا، وندعم من دعمنا، ونعترف بالجميل للسيد يوسف عبد الرحمن وننبري بالرد على سفارة دولتنا الموقرة بما يليق بمكانة السيد يوسف الإعلامية بصف عامة،ومكانته لدى شعبنا بصفة خاصة، وعليه فقد ورد في رسالة السفارة من اللغط الكثير، ولسنا هنا بصدد التراشق المضاد قدر ما يهمنا توضيح بعض الحقائق التي لم تتناولها الرسالة، أو تلك التي تناولتها بصورة مغايرة للواقع والحقيقة.
أولا: لم يدع السيد يوسف للشوفينية أو الطائفية أو الفتنه بل على العكس تماما يؤكد في كل مقالة على وحدة الصف الإرتري إبان الثورة وحتى الدولة.
ثانيا:مسألة نزاهة السلطة الحاكمة في الدولة متمثلة في عدم تكديس الأموال لرؤسائها أو وزراء الدولة ليست محط اهتمام، فالشعب لا يعنيه الفساد المالي كثيرا قدر ما يعنيه أن تذهب أموال الدولة في مساراتها التنموية الصحيحة، الأمر الذي لم يتحقق بالصورة المطلوبة لأن ميزانية الدولة على فقرها خصصت لفرض العضلات على دول الجوار في استعراض لقوة مفقودة فقدنا معها خيرة شبابنا الذين كان من المفترض أن يعمروا البلاد لا أن يعيثوا في الأرض فسادا.
ثالثا: بدا واضحا للأسف الفهم الخاطئ للديمقراطية في كيان الدولة حيث ربطها الكاتب بصناديق الاقتراع المزورة وظهر الخلط الواضح بين الديمقراطية والحقوق فتنقية مياه الشرب ومجانية التعليم ومشاركة المرأة في الحقوق والحياة وكل ما ذهب إليه الكاتب هي من الحقوق الثابتة التي تترتب على الديمقراطية ولا تحل محلها وليس في إعطائها للشعب ديمقراطية رغم أنها ليست متحققة بالكامل، فأصبحت مأخذا على النظام وليست مكسب.
رابعا:إن محاولة النيل من شخص السيد يوسف متمثلة في جمل مثل ( آن لك أن تعرف موطئ قدمك) (يمضي في نداءه البائس) (كل من هب ودب ) أضعفت الرد وحملت المقال وصاحبه مسؤولية الركاكة في التعبير وفى ذات الوقت كانت سلاحا ذو حدين فارتدت على المقال دون أن تصيب السيد يوسف بسوء.
أخيرا وليس آخرا،،، هناك درس لابد وأن نستوعبه جيدا عند محاولة النيل من الأعداء أو الأشخاص غير المرغوب فيهم وهو ألا نحمل الأمر فوق ما يحتمل حتى لا تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن وينقلب السحر على الساحر.
كل التقدير والاحترام للسيد يوسف واهتمامه بأمرنا وقضيتنا ، وأؤمن على ما قاله السيد يوسف وبشر به بأن ربيع إرتريا قادم لا محالة وأن جفاف القرن الأفريقي لابد وأن يستجيب له الربيع قريبا.
حنان مران
Hmaran1@hotmail.com
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=18567
أحدث النعليقات