تعليق على مقابلة الجنرال الفاتح عروة مع قناة الجزيرة
ادريس ابراهيم – لندن
22 فبراير 2024م
المفكر الاستاذ أبو القاسم حاج حمد رحمه الله في كتابة ” السودان والمأزق التاريخي وافاق المستقبل وجدلية التركيب” تناول جيل الاباء من النخب السودانية التي تسلمت مقاليد الدولة من الاستعمار في يناير 1956م ، قائلا انهم وصلوا الى سرايا الحاكم العام منهكين ، ولهذا لم يكونوا على قدر التحدي على الرغم من انهم طرحوا انفسهم كطبقة ثالثة مغايرة في تفكيرها عن طبقتي القبلية والطائفة ، ولكنهم لم يمتلكوا رؤية ووعيا مغايرا في الحقيقة ، الامر الذي اوقعهم في حبال الطائفية ليصبحوا خداما لها ، ويعزي الامر الى الانتهازية السياسية واستعجال النتائج . ومن ناحية ثانية يعتقد الاستاذ ابو القاسم ان الثقافة العربية الاسلامية في السودان ثقافة شفاهية وليست حضارية ضاربة في الجزور مستندة على ما يعرف بطبقات ود ضيف الله والتي هى عبارة عن حكاوي لم تكن مسنودة بالتوثيق ، واحدث ذلك شرخا كبيرا في المفاهيم واورث التعالي الطبقي والعرقي وهو امر اوصل البلاد الى ما هى عليه الان، ومن ناحية ثانية ان من خدموا في العهد الاستعماري وجد ابناؤهم فرص التعليم لخدمة المستعمر وكانوا هم من تقلد المناصب في الدولة السودانية بعد خروج المستمر، ولهذا نجد الفجوة في تكافؤ الفرص بين مكونات السودانين في ادارة الدولة امر لاتخطأه العين. تناولنا هذه المقدمة حتى نبين ان بعض من يتناولون القضايا الوطنية السودانية وفق اهوائهم ما هم الا امتداد لتلك العقلية التي لا تمتلك وعيا جمعيا وبعدا استراتيجيا في علاقاتها الداخلية اولا اى بين مكونات الدولة الاجتماعية ومع جيرانها من الشعوب والتي هى امتداد طبيعي لها. الفريق الفاتح محمد احمد عروة من مواليد الخرطوم بحري في اسرة ارتبطت بالعسكرية تنحدر اصوله من جهة الوالد من شمال السودان .(مذكرات الفاتح عروة على اليوتيوب) ، ولد وترعرع في كنف اسرته التي كان ربها الأميرلاي محمد احمد عروة يعمل بالجندية ضابطا في الجيش السوداني وقد اصبح عضو قيادة الثورة ووزير الداخلية في حكومة الفريق ابراهيم عبود ، وكلنا قرأ وسمع وبيننا من عاصرها وهى اول حكومة عسكرية في السودان بعيد الاستقلال ، تسلم عبود مقاليد الحكم من رئيس حزب الامة ورئيس الوزراء انذاك عبدالله بيك خليل في نوفمبر1958م، والحديث عن تلك الحقبة والتضيق على الحريات في البلاد معلوم للجميع ومن بين ذلك مواقفهم من ثورة الشعب الارتري وقد وصل الامر الى تسليم مناضلين ارترين الى سلطات امبراطور اثيوبيا هيلى سلاسى في بداية ستينيات القرن الماضي عندما كان والد الجنرال الفاتح عروة وزيرا للداخلية، ولم تجد الثورة الارترية متنفسا الا بعد سقوط عبود في اكتوبر 1964م ، والحديث هنا عن النظام الذي سطى على سلطة الشعب السوداني مغتصبا بينما كان شعب السودان مناصرا وعضضا لأخوته الارترين وللامانة والتاريخ جل القوى السياسية السودانية التي كانت تعمل تحت الارض في عهد عبود كانت تدعم الثورة الارترية الامر الذي كان جليا بعد ثورة اكتوبر والمظاهرات التي انتظمت المدن السودانية مؤيدة لثورة الشعب الارتري وجبهة التحرير الارترية التي فجرت كفاحه المسلح ، وقد يكون مفيدا ان نشير الى ان الفاتح عروة الذي نحن بصدد تناول ماجاء في مقابلته في قناة الجزيرة مع الصحفي محمد ولدفال في برنامج أثير رضع من ثدي تلك الحقبة وتشكل وعيه المتضخم بالانا المفرطة ولم يمتلك وعيا سياسيا يزن به الامور ببعدها التاريخي والاجتماعي وحتى كيفية تشكل الدولة القطرية الذي قال انه يعمل من اجلها، وفي تقديرنا وبناءا على ماتفضل به في المقابلة المذكورة ان سعادة الفريق عروة غير ملم بالجغرافية البشرية لمنطقة القرن الافريقي الذي قال انه خبير فيها وكان مسؤلا عنها في جهاز امن الراحل جعفر نميري ومن بعده الامير تركي الفيصل الذي خدم معه بعد حل جهاز الامن وخروجه من الخدمة ونظام الانقاذ الذي قال استدعاه ليعمل معه ويصبح مستشارا امنيا لرئيسه وممثله في الامم المتحدة. وقبل الدخول في ماجاء هناك ملاحظة لبد من الاشارة اليها والمتعلقة بالصحفي المحاور للجنرال عروة وهو السيد محمد ولد فال يلاحظ المتابع للحلقة ان السيد ولدفال لم يكن ملما بتفاصيل المنطقة التي كانت مسار الحوار ولم يكلف نفسع عناء البحث وهذا ما لاحظناه من خلال النقاش الذي دار فمثلا يخلط الجنرال عروة بين اسماء التنظيمات ويذكر اسماء لم تكن موجودة في الاصل مثل جبهة التحرير الاسلامية وحتى اذا كان يقصد بذلك ان جبهة التحرير تنظيم للمسلمين الارترين كان على المحاور ان يستوضح ذلك خاصة وان الحلقة قيل انها للتاريخ والتوثيق، وان اثيوبيا لم تكن محتلة الا جزء منها وهى ارتريا في اشارة الى ان ارتريا جزء من اثيوبيا وغير ذلك.
دعونا نفند ما جاء في حديث الفريق الفاتح عروة وعلاقته بالقرن الافريقي وهنا سوف نتناول الفقرات التالية: 1- الفترة التي تولي فيها الجنرال عروة ملف القرن الافريقي حسب ماذكر في منتصف السبعينيات وهى الفترة التي اتجه فيها نظام مايو نحوالغرب بعد الخصام مع المنظومة الشرقية اثر انقلاب الرائد هاشم العطا في يوليو 1971م ومحاكمات الشجرة الشهيرة والتنكيل باليسار السوداني بشقيه الماركسي والقومي ، خاصة وان التحول الكبير الذي طرأ في السياسة المصرية بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر ومجيئ الرئيس السادات الذي غلب الموازين واتجه هو الاخر غربا، وان مايو وقيادتها خاصة المحسوبين على التيار القومي الناصري مالوا حيث مالت مصر الساداتية او ربما انحنى لتيار الغرب الجارف الذي وجه بوصلة النظام وبعدهم انزوى جانبا ، من هنا فان التربية السياسية لكوادر الجهاز ” جهاز امن الدولة” ارتبط بالتحول السياسي الجديد وليس غريبا ان نجد قيادات متنفذة فيه منتقاة وفق ذلك التوجة ، فكانت علاقة الدولة كلها مرتبطة بالولايات المتحدة الامريكية و السعوية ومصر وغيرها . نقول ذلك لنؤكد ان ماجاء في افاداته عن علاقة الجهاز بامريكا والمخابرات السعودية امر صحيح ولا نعتقد ان للفاتح عروة دورا فيه باعتباره كان ضابطا في اسفل سلم الترقي الوظيفي ولكنه وبحكم انه ابن الاميرلاى محمد احمد عروة تم استيعابه في الكلية الحربية ومن ثم اختياره من قبل اللواء عبدالرحمن نميري حسب ماذكر في مذكراته ليصبح احد كوادر الجهاز الذي كان في طور التكوين انذاك وهو امر لا يخفى على فطنة المتابعين.
2- عند مجيئ الجنرال الفاتح عروة الى الجهاز كانت الحركات الاثيوبية المعارضة في طور التكوين خاصة اصدقائه واحبابه الجبهة الشعبية لتحرير تقراى وان علاقتها كانت مع الثورة الارترية التي سبقتها ب 14 عاما من خلال تنظيم جبهة التحرير الارترية قبل ان تتحول هذه العلاقة فيما بعد الى تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا ، وللفت انتباه الفريق عروة ان الثورة الاترية لم تكن حركات معارضة لنظام الحكم في اثيوبيا كما يصفها في بعض حديثه بل حركة تحرر وطني وعليك مراجعة مذكرات عميد الصحافة السودانية الراحل محجوب محمد صالح عليه رحمة الله وما ذكرة عن القضية الارترية والنقاشات التي دارة في اروقة الامم المتحدة في فترة تقرير المصير في اربعينيات القرن الماضي ” ذكر الجنرال عروة ان اثيوبيا لم تكن مستعمرة من الغرب الا جزء منها وهو ارتريا التي احتلت من قبل الايطالين”، وفي تقديرنا ان ثقافة الفاتح الخرطومية وتعاليه العرقي قد لا تتحيح له معرفة التركيبة السياسية في المنطقة وتعقيداتها والتاريخ القريب لمنطقة القرن الافريقي اللهم الا حبه ربما للجندية التي تشربها من والده عليه رحمة الله والثقافة التي كانت سائدة وقتها بان الطريق الى الشهرة والترقي يمر عبر الجندية وقد لايهم ان يكون الشخص مطلعا وملما بتفاصيل اخرى قد تعينه في خوض مسيرة الحياة العملية بكل ما فيها من تفاصيل .
3- تحدث عن علاقة الدولة السودانية بالحركات الارترية ووصفها بانها لم تكن واضحة وكل كان يتعامل وفق الضرورات الملحة او هكذا فهمت من حديثه فالجيش يتعامل وفق تما تمليه الحاجة الوقتية مثل حماية الحدود ولم تتبني الدولة رسميا علاقة استراتيجية حتى اشار سيادته لها بان تؤسس علاقات استراتيجية وحدد تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا وعدد الاسباب ، وانا هنا لست بصدد النفي او القبول ولكن ما استوقفني هو ان الدولة السودانية التي تعاملت مع ما يجري في حدودها الشرقية منذ العام 1961م بالايجاب والسلب لم يفتح الله لها برؤية الى ان اشار اليها الفاتح عروة ؟!! امر اراه غير مستقيم مع حقائق الامور على الأرض. وما نعتقده هو ان نظام مايو تعامل مع الثورة الارترية وتدخل كثيرا في اصلاح ذات البين بين الفرقاء الارترين ونذكر سعادة الفريق باتفاقية الخرطوم 1975م التي اشرف عليها السودان وكانت بين فصيلي الثورة انذاك جبهة التحرير الارترية وقوات التحرير الارترية ، واتفاقية 20 اكتوبر في العام 1977م والتي وقعت في الخرطوم باشراف النائب الاول للرئيس نميرى الرائد ابو القاسم محمد ابراهيم في مقر الاتحاد الاشتراكي السوداني ، ولكن مايو ايضا انصاعت الى رغبات الغرب في التعاطي مع القضية الارترية وهذا امر لا تخطئه العين المجردة حيث صراع الغرب والشرق وبروز بعض التيارات اليسارية في الثورة الارترية في كل من جبهة التحرير الارترية “حزب العمل ” والجبهة الشعبية لتحرير ارتريا “حزب الشعب الثوري” وتوجس دول الجوار من هذا التوجه خاصة جبهة التحرير الارترية التي كانت تتمتع بعلاقات جيدة وقديمة مع دول المنطقة ، من هنا أتى موقف جهاز امن مايو خاصة اللواء عمر الطيب واركان حربه والذين كانوا جزءا من سياسات الاستخبارات الغربية في المنطقة بحكم التوجه العام للنظام انذاك وبالتالي العلاقات المتينة التي بناها الجهاز مع استخبارات الجوار وامريكا جعلته ضمن المؤامرة الدولية الكبيرة التي حيكت لانهاء دور جبهة التحرير الارترية ، والغريب في الامر وعلى الرغم من معرفة تلك الاجهزة بوجود حزب مماثل هو حزب الشعب الثوري في تنظيم الجبهة الشعبية الا انها اعتبرت اى الجبهة الشعبية حصانهم الرابح، كل ذلك لم يكن من تفكير وعبقرية سعادة الفريق الفاتح عروة ولكن استراتيجيات الدول الكبرى هى التي املت على اجهزة دول الجوار ان تلعب هذا الدور وهى نفس الاستراتيجات التي الحقت ارتريا فدراليا باثيوبيا بقرارا اممي (390أ/5 في ، ونحيل سعادة الفريق الى كلمة وزير خارجية الولايات المتحدة انذاك السيد جون فوستر دلاس في هذا الشأن .
4- يقول الفريق عروة انه نصح حكومة الانقاذ بالتعامل مع الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا بشكل استراتيجي وعدم التعامل مع تنظيمات جبهة التحرير الارترية لأنها غير فاعلة وليست لها قوة واستدل بذلك قائلا ” لايمكنها تحرير مدينة تسنى المجاورة” . نعم تشذت جبهة التحرير الارترية اثر المؤامرة الكبيرة التي حيكت ضدها وبفعل داخلي ولكن الفعل الخارجي كان اكبر ويحضرنا هنا موقف جهاز الامن السوداني الذي كان الفاتح احد قياداته ، هل يتذكر موقف اللواء عمر محمد الطيب من الازمة انذاك في الحدود الشرقة المتاخمة لمدينة كسلا ودور الراحل عبد الماجد حامد خليل في تجريد جيش جبهة التحرير من سلاحه . والاغتيالات التي طالت قيادات جبهة التحرير الارترية في المدن السودانية على مرأى ومسمع من الاجهزة الامنية السودانية، وان اسماء لامعة من تلك الاجهزة تشير اصابع الاتهام في تعاملها مع من كان يقوم بالاغتيالات، ولكن لعلم سعادة الفريق ان جبهة التحرير الارترية كانت مسيطرة على الساحة الارترية من اقصاها الى اقصاها قبل المؤامرة التي ذكرناها وحررت تسنى وغيرها من المدن وكل الريف الارتري ، ولم يؤتى السودان من حدوده الشرقية عندما كانت جبهة التحرير الارترية مسيطرة ولكنك يمكن ان تحكم ماذا صار بعد ذلك خاصة بعد التحرير الكامل لارتريا ، اما نظام الانقاذ الذي اصبحت انت مستشاره الامني ماذا جنى من استشارتكم وهو الذي سلم قيادات وكوادر حركة الجهاد الاسلامي الارتري لنظام اسياس ولا ادري هل كان ذلك بمشورتكم كخبير استراتيجي امني ام تنصل من الانقاذ لتعهداتها مع الاسلامين الارترين التي رعت مؤتمرهم التأسيسي عندما كانت تشارك حكومة الصادق الحكم وبعد خروجها من الشراكة وكانت تسمى الجبهة الاسلامية القومية انذاك.
5- انتقالكم يا سيادة الفريق عروة للعمل في مكتب الامير تركي الفيصل رئيس جهاز المخابرات السعودي انذاك ليس لخدمة الوطن كما تفضلتم ولا نجد له مبررا غير انه استمرار في خدمة نفس الاجندة التي طوعتم لها نفسكم الا اذا ترون ان خدمة الاجندة الخارجية خدمة للوطن، اما علاقة تنظيم التقراى بالسعودية وانكم هيأتم لهم ذلك امر يحتاج منك للمراجعة لان تنظيم جبهة التحرير الارترية هو من فتح للتقراى افاق العلاقات العربية وزود الراحل السيد سيوم مسفن مسؤل مكتب العلاقات الخارجية في جبهة التقراى بوثائق سفر عن طريق علاقاته بالاشقاء في المنطقة وحتى علاقاة التقراى بالاجهزة السودانية نفسها بدأت عن طريق جبهة التحرير الارترية.
6- في لقاء مع الاخ سعد عبدالكريم الكابلي في برنامجه تنوير على صفحته في الفيس بك تحدث الفريق الفاتح بزهو شديد عن الرئيس اسياس وقال هو صانع الثورة الارترية وبطل التحريربلا منازع ودعى الى تحالف قوميات معينة في المنطقة لضمان امن السودان الاستراتيجي واحجم عن الطريقة ولكنه قال هذا الامر يحتاج الى تخطيط في الغرف المغلقة. واردف قائلا ان عودة التحالف بين تقراى اثيوبيا وتقرينية ارتريا هو ضمان لامن السودان ، ولا ندري ماهو مفهوم الامن الاستراتيجي لدى سعادة الفريق عروة ؟ واى سودان ذلك الذي ربط امنه بتحالف التقراى والتقرينية ؟ هلى يقصد سودان النخب التي ورثت الاستعمار ومن شايعها؟ هل يعلم سعادة الفريق عروة ان مجتمع شرق السودان ممتدا الى ارتريا وان حالة اقصاء مكوناته هناك يؤثر على امن واستقرار السودان؟ ثم هل سمع بان مفجر الثورة الارترية المسلحة اسمه حامد عواتى وليس أسياس وان أسياس التحق بالثورة بعد 5 سنوات من تفجرها و وان المجتمع الذي تريد اقصائه هو من مهد للرئيس اسياس ان ينال التدريب والتأهيل ليصبح احد قادة الثورة من بعد ذلك؟ وان الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا لم تكن تنظيما من اثنية أسياس وحده بل كان من كل الوان الطيف الاجتماعي الارتري قيادة وقاعدة وان شرف تحرير ارتريا يعود الى النضالات التراكمية للشعب الارتري عبر الحقب النضالية حتى كان مسك الختام بدخول طلائع الجيش الشعبي الى اسمرا في الرابع والعشرين من مايو 1991م وخروج المحتل الارتري مدحورا يجر ازيال الهزيمة.
6- القرن الافريقي يا سيادة الفريق عروة فسيفساء يصعب على اصحاب الغرض والاهواء معرفة كنهه وامتداد اجتماعي ضارب في اعماق التاريخ ولكنه متنوع الثقافات والحضارات التي تشكلت عبر الزمن منذ ان خلق الله البشرية ، فحضارة وادي النيل التي تنتمي اليها امتداد لذلك العمق وان ربط علاقة استراتيجية باثنية او مجموعة لغوية وثقافية على شاكلة ماتفضلت به هو انتقاص من المد الحضاري والثقافي لانسان القرن الافريقي ، وان حضارة كوش التي تعتبر ام الحضارات في المنطقة متأصلة في القرن الافريقي ونحن هنا نقصد بالقرن الافريقي الممتد من شواطئ المحيط الهندي في الصومال مرورا باب المندب حتى حلايب وشلاتين، واذا سلمنا بان تحالف قومية التقراى في شمال اثيوبيا والناطقين بالتقرينية في ارتريا ، ماهى نسبتهم من مجموع سكان القرن الافريقي وهل ذلك يضمن صيرورة ما سميتموه بالمشروع الحضاري ونظرتم له حتى اصبح اثرا بعد عين وبسبب ذلك خرج السودان الذي يزخر بكل اسباب القوة والمنعة من معادلة التوازنات الاقليمية والدولية؟.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=47077
أحدث النعليقات