تقرير “أخباري” رياح التغيير تجبر رئيس النظام للاحتماء (بنقفة)
الخرطوم – مركز “الخليج” للدراسات والإعلام بالقرن الأفريقي 14/9/2005
تشهد إرتريا هذه الأيام تطورات هامة على صعيد القوى الوطنية المعارضة وبصورة عامة الوضع الإرتري يشهد اهتمام واسع النطاق لفت نظر مجلس الأمن الدولي الذي عبر عن قلقه لتصعيد التوتر بين إرتريا وإثيوبيا.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إثيوبيا وإرتريا لإجراء حوار مباشر دون أي شروط إذا أراد البلدان الخروج من المأزق الحالي وحل النزاع الحدودي بينهما بالوسائل السلمية. وناشد أنان الأسرة الدولية والدول الراعية لعملية السلام إلى الإسراع ببذل الجهود لحل النزاع بين البلدين. ووصى أنان مجلس الأمن الدولي تمديد فترة عمل قوات حفظ السلام الدولية بين البلدين لستة أشهر أخرى تنتهي في شهر مارس القادم. وتحتفظ الأمم المتحدة بأكثر من 3000 ألف جندي في الشريط الحدودي المتنازع عليه وإقامة منطقة آمنة تفصل قوات البلدين بموجب اتفاقية الجزائر.
وتزامنت تصريحات أنان مع توتر مفاجئ بين البلدين تطور إلى تراشق بالنيران على الشريط الحدودي كاد أن يتطور إلى مواجهات عسكرية لولا تدخل قوات حفظ السلام التي أوقفت تبادل إطلاق النار.
وفي إطار المواجهات طلبت إريتريا رسمياً تعويضات من إثيوبيا تصل إلى 500 مليون دولار أمريكي عوضاً مما لحقها بالدمار الناجم عن فترة الحرب الحدودية التي اشتعلت بين الجانبين خلال الفترة بين العامين 1998 و2000. وقالت الأمريكية (ليا بريلماير) المستشارة القانونية للحكومة الإريترية إن طلب التعويض سيقدم للجنة تشكلت بهذا الخصوص في لاهاي طبقا لاتفاق السلام الموقع بين الجانبين عام 2000.
وقالت بريلماير إن الفريق القانوني الذي يعمل معها أصبح مزودا بالعديد من الأدلة والوثائق القانونية التي تدين الجانب الإثيوبي, مشيرة إلى أن جانبا من هذه الأدلة يعتمد على صور التقطتها الأقمار الصناعية لعلميات تدمير وقصف استهدفت مناطق واسعة في إرتريا على حد تعبير المستشارة القانونية للحكومة الإريترية.
إلا أن أديس أبابا أعلنت بالتزام بإجراءات لجنة التعويضات. وكشفت وزارة الإعلام الإثيوبية إنها قدمت إلى المحكمة وثائق متكاملة تتضمن مطالبها بالتعويض التي قدرت بـ 2 مليار دولار تعويضات من إرتريا نتيجة استيلاء إرتريا على بضاعتها وممتلكاتها في ميناء عصب. والأضرار التي لحقت بالمدن الإثيوبية على الحدود.
وتضاربت الأخبار حول الخسائر التي نتج عن تلك المواجهات. وذكرت بعد الأخبار بمقتل ما لا يقل عن (160) جندياً إريتريا جراء اشتباكات دامية جرت على الحدود الإريترية الأثيوبية، إلا أن أسمرا وأديس لم تؤكد أو تنفي إلا أن طرف محايد لن يؤكد أو ينفي نبأ المواجهات العسكرية. وتشهد الحدود حالة من التوتر بين البلدين واعتراك إعلامي مستمر وحرب دبلوماسية لم تصمت، إلا أن سخونة الأحداث العالمية جعلت ملف النزاع في مؤخرة اهتمامات المجتمع الدولي . ولاحظ المراقبون إن نظام أسمرا صعد من خلافاته مع الحكومة السودانية التي اتهمتهم بمحاولة نسف عملية السلام، ووجهت له تحذيرات شديدة اللهجة وبصورة مفاجئة اتهم نظام أسمرا الحكومة السودانية بمضايقة دبلوماسيه العاملين في السودان وهو ما نفته الحكومة السودانية، إلا أن نظام أسمرا اتخذ إجراءات تتنافى مع السلوك الدبلوماسي ضد الدبلوماسيين السودانيين في أسمرا في اليومين الماضيين. وإن الإجراءات التعسفية التي قامت بها أجهزة النظام شملت أسر وأطفال الدبلوماسيين السودانيين بأسمرا، وتطورت إلى عمل عدواني اعتداءاً على زوجة أحد الدبلوماسيين من قبل عناصر تتبع للاستخبارات الإريترية. وأستنكر الوسط الدبلوماسي بأسمرا اقتياد إثنين من أعضاء البعثة السودانية الى قسم شرطة (سجن كارشيلو). وأطلق سراحهم بعد تدخل عميد السلك الدبلوماسي . وهذه ليس المرة الأولى يخرق فيها النظام الإريتري الأعراف الدبلوماسية تجاه السودان وسجل أول سابقة من نوعها في السلوك الدبلوماسي عندما سلم السفارة السودانية في ديسمبر عام 1994، وسلمها للتجمع المعارض.
ويعتقد المراقبون إن إجراءات أسمرا الجديدة التي فتحت نار في أكثر من الجبهة، وصعدت أكثر نحو السودان لعوامل متعددة أولها ممارسة الضغط على الحكومة السودانية من أجل التطبيع بأسلوب الاستفزازي. إلا أن مسئول ملف دارفور في الحكومة السودانية رهن عودة العلاقات السودانية الارترية الي طبيعتها بتحسين ارتريا سلوكها مع الحكومة السودانية وعدم السماح بأن تكون اراضيها منطلقا للهجوم عل السودان.
وانتقد الدكتور مجذوب الخليفة دور اسمرا السالب تجاه قضايا السلام بالسودان. مشيرا الي ان كافة العواصم الاقليمية تصب جهودها لصالح السلام في السودان باستثناء أسمرا.
ويعتقد المراقبون إن أسمرا منزعجة من تنامي نشاط المعارضة الإرترية التي تعقد اجتماع هيئة القيادة يوم الخميس القادم في الخرطوم وهو أول اجتماعي لهيئة القيادة للتحالف الذي أنشأ في فبراير الماضي، وإن الاجتماع الحالي يعتبر اجتماع هام لتقييم أعمال التحالف والنهوض بأعمال التحالف على مستوى التحديات التي تحدق بإرتريا. ويتوقع المراقبون أن يضع التحالف في اجتماعهم استراتيجية واضحة المعالم حول عدد من المساعي على صعيد تطوير التحالف وتقوية آلياته وتحديد الرؤية أكثر في تعاطي التحالف مع عدد من القضايا التي تهم المواطن الإرتري. وشهدت الساحة الإرتري حيث برزت بعض المواقع على حقيقتها التي تحسب في معسكر، وقامت بحملة شرسة مشبوهة لصالح النظام ضد المعارضة والمواقع الإرترية وكذلك ظهر بعض العناصر الذي سقطت عنهم الأقنعة بحملات وتشويه ضد قوى المعارضة وجعلوا من بعض المواقع الموالية للنظام منبراً لهم. إلا أن تطورات الأحداث أسقطت الإقناع عن تلك العناصر والمواقع حملت الشعارات الطائفية لضرب القوى الوطنية التي تعتبر العمود الفقري للمعارضة الإرترية التي أكملت استعداداتها لمواجهة النظام الذي دخل في النفق المظلم. بعد أن مارس عملية القتل في شوارع أسمرة التي نقلتها كاميرا دبلوماسي غربي الذي وثق الجريمة المنظمة ضد الشعب الإريتري من قبل النظام الدكتاتوري الذي استباح كل حرمات الشعب الإريتري وحولها إلى معسكر سجن كبير فقد فيها الإنسان الإريتري آدميته ويتزامن يوم 18 سبتمبر الحالي مرور 4 سنوات على اعتقالات وإغلاق الصحف الخاصة واعتقال القيادة الإصلاحية التي تطورت إلى اعتقالات واسعة النطاق لأفراد الجبهة الحاكمة بعد إن كانت الاعتقالات منحصرة في السنوات العشر الماضية معظمها على قوى المعارضة الوطنية التي شملت في آونة الأخيرة كافة شرائح المجتمع الإريتري وعسكرت البلاد التي تحكم بنظام عسكري متخلف يمارس القتل ضد رعاياه في البر والبحر والجو وهي مؤشرات انهيار النظام الكامل.
ولاحظ المراقبون إن رئيس النظام توجه إلى مدينة نقفة للبحث عن الدفاعات جديدة بعد أن ضاقت به إرتريا بما حملت، وأكد رئيس النظام لأعيان مدينة نقفة خلال زيارة خاطفة قام بها وهي الأولى منذ عدة سنوات سيحقق حلم الرفاهية والتنمية تركز على المناطق الريفية النائية من البلاد، وذلك في لقائه بسكان مدينة (نقفة) وهي أول مدينة إريترية تم تحريرها من الاستعمار الإثيوبي في عام 1976، كما يطلق أسمها على العملة الإريترية (النقفة). ويعتبر المراقبون إن زيارة رئيس النظام لمدينة (نقفة) تكشف حالة اليأس التي وصل إليها النظام في ظل متغيرات إقليمية ودولية التي تشهدها المنطقة، واصبح التغيير أمر حتمي ومطلب دول ليس أمام النظام خيارات أخرى سوى إجراء الإصلاحات السياسية والسماح للتعددية السياسية. وإن الجنرالات الخمسة الذين يحكمون البلاد والعباد من خلف رئيس النظام سيفاجئون بسرعة التغيير القادمة إلى إرتريا.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4595
أحدث النعليقات