تقرير المصير بين الرفض والقبول
بقلم / حماد نافع 30/8/2010م
عقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ملتقى الحوار الوطني للتغيير الديمقراطي في الفترة من 31يوليو -9 أغسطس 2010م يعتبر الأول من نوعه حيث اشترك فيه 330 عضو جاءوا من جميع أنحاء العالم يمثلون التحالف الديمقراطي الإرتري و منظمات خارج التحالف ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات وطنية مستقلة ناقش المجتمعون أوراق مهمة وهي ورقة الوحدة الوطنية وورقة آليات التغيير وورقة الميثاق السياسي وورقة المرحلة الانتقالية والنظام الأساسي للمفوضية المقترحة وذلك عبر خمسة ورش لتسهيل النقاش والحوار وكان النقاش جاداً وصريحاً وشفافاً ولقد حظيت ورقة الوحدة الوطنية اهتماماً بالغاً باعتبار ان الوحدة الوطنية في ارتريا شهدت اختلالات كبيرة عبرالتاريخ ابتداءاً من فترة تقرير المصير مروراً بمرحلة الثورة واخيراً النظام الحالي الذي مارس الطائفية الشيفونية والاقصاء في أسوأ صوره ولقد أكد الجميع أن نظام اسياس شر محض يجب ازالته وان الظلم وقع على كل فئات الشعب الإرتري بمختلف تكويناته ولكن المسلمين كانو الأكثر تضرراً وظلماً من نظام الجبهة الشعبية ولقد لاحظنا بمرور الوقت إن المشاركين أصبحوا أكثر ثقة في بعضهم البعض وذلك بسبب الوضوح والشفافية التي صاحبت الحوارات خاصة اللقاءات الجانبية المستمرة ونستطيع أن نقول إن هذه التجربة كانت ناجحة بكل المقاييس لأنها اتاحت للجميع طرح آرائهم بكل حرية .
ورغم ما ذكرناه فإن الملتقى صاحبته بعض الأخطاء الفنية والإدارية المتمثلة في سكرتاريته التي ادارته . وكما هو معلوم فقد تم تقسيم الملتقى إلى خمسة ورش وذلك تسهيل النقاش وكل ورشة كونت لها إدارة خاصة وناقشت كل مجموعة جميع الأوراق وتم تلخيص التوصيات والقرارات وسلمت هذه الملخصات إلى سكرتارية الملتقى وكونت لها السكرتارية لجنة صياغة معظم أعضائها من المجتمع المدني الذين يعتبرون إلى حد ما بعيدين عن الحراك السياسي اليومي كما هو حال التنظيمات السياسية وضمنوا القرارات حق تقرير المصير للقوميات في إرتريا ومن المؤكد لدينا ان ثلاث من الورش لم ترد في ملخصاتها تقرير المصير أصلاً ورغم ورود تقرير المصير في بعض النقاشات ولكن العبرة في الملخصات النهائية ومعروف أن القرارات تتم بالاجماع أو بالأغلبية المريحة ولو ورد هذا الأمر في التوصيات كان الأمر أخف ولكن أن يرد في القرارات هذا أمر ينافي الحقيقة والواقع تماماً وعندما قرأ البيان باللغة العربية في الاجتماع العام لم يتضمن تقرير المصير وعلمنا فيما بعض ان النسخة التجرينية والإنجليزية تضمنت تقرير المصير وأضيفت في العربي فيما بعض لأن رئيس السكرتارية عندما سئل قال اضيقوها حتى لا تتناقض البيانات .
ولقد لاحظنا ان بعض الأخوة يفهمون ان تقرير المصير إذا لم يضاف فيه حتى الانفصال لا شيئ فيها ولكن هذا مصطلح سياسي معروف يعني في نهاية المطاف الانفصال ولا شيئ غيره ولا يوجد في التاريخ الحديث إن اقليم اعطي حق تقرير المصير إلا وكانت النتيجة الانفصال ويجب أن تكون عبارة حق تقرير الانفصال خارج القاموس السياسي الإرتري لأنها تعني الانفصال ولاشيئ غيره والتنظيمات القومية التي تذكر عبارة تقرير المصير موافقة على ميثاق التحالف الذي ينص في فقراته الأولى :-
صيانة السيادة الوطنية والمحافظة على وحدة إرتريا أرضاً وشعباً بحدودها الجغرافية المعترف بهالا دولياً
المحافظة على الوحدة الوطنية الإرترية التي كرستها عقود من النضال الوطني البطولي وتعزيزها .
إن إرتريا لا تقبل التجزئة أبداً وإن دماء الإرتريين التي اختلطت قرابة السبعين عاماُ من جميع القوميات لا يمكن أن تكون النتيجة الشتات والتجزئة إذا كان اليوم الكل يحس بانه مظلوم في ظل نظام أسياس حقيقة يجب أن نقر بها جميعاً لرفع هذا الظلم بإزالة هذا النظام وإقامة نظام عادل يراعي حقوق الجميع ولعل النظام الفدرالي بصيغته المعروفة والمطبق في كثير من الدول العالم الأنسب لحكم إرتريا بحيث تقسم إرتريا إلى تسع أقاليم الموروثة من الاستعمار وهي : دنكاليا ، سمهر ، الساحل الشمالي ،أكلوقوزاي ، سراي ، حماسين ، عنسبا ، بركة القاش ستيت بحيث يعطى كل اقليم الحرية بأن يحكم من قبل أهله في ظل الدولة الواحدة عبر دستور واضح يحدد العلاقة بين المركز والإقاليم إذا طبق خقوقه محفوظة ووجوده محترم .
من الأمور التي لفتت نظر بعض الإخوة عندما يسمعون الفيدرالية ينزعجون ولكن عندما ترد تقرير المصيرلا ينفعلون بنفس الدرجة وهذه مفارقة غريبة لأن تقرير المصير يعني تمزيق ارتريا .
وأخيراً نقول نحن مع وحدة إرتريا أرضاً وشعباً ونحن مع انصاف كل المظلومين ونحن مع دولة العدل والمؤسسات وإن زوال نظام الشعبية هو المفتاح لحلول المشاكل في إرتريا وإن هذه الملابسات التي حصلت بشأن تقرير المصير لا تقلل من أهمية ملتقى الحوار الوطني الذي تمخض عنه المفوضية الوطنية للتغيير الديمقراطيى التي نأمل ان تنجح في مهمتها في عقد المؤتمر الوطني الجامع المزمع عقده بعد عام .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=9129
أحدث النعليقات