تقرير حفل تأبين المناضل محمد سعيد ناود بالرياض

شهدت استراحة العلم بمدينة الرياض ليلة امس تظاهرة ثقافية كبيرة بمناسبة تأبين فقيد الامة المناضل الشجاع صاحبة الكلمة الصادقة الواعية الاستاذ/ محمد سعيد ناود وكان مسرح الحفل بكل جاهزيته والكل يتحرك فى كل الاتجهات بقيادة رابطة الشروق وتضامن منتديات ارتريا الحبيبة فكان منظرا يسر كل من يريد ان يري شباب ارتريا الذي سيحدث التغيير الايجابي وسيسير على خطي الرعيل الاول فكان نموذجا لوحدة الصف فشباب اليوم يعد مثلا واضحا فى امكانية تحقيق المعجزات برغم شح الامكانيات ..
اتي المدعوون من حدب وصوب وعلى رأسهم رفقاء درب ناود العم يس محمد صالح ( عقّدة ) وهو من المؤسسين لحركة تحرير ارترية والعم سراج محمد نور من الرعيل الاول للحركة والاستاذ الشاعر / محمد مدني والصحفي صاحب القلم السيال / محمد جميل
[cincopa 10779936]
وبدأ الحفل … بآيات من القرآن الكريم ومن ثم جاءت كلمة الشروق على لسان المهندس / موسي رمضان صاحب الصوت الجهور الذي يأثرك بنبرته الواثقة ولغته المتمكنة

تضمنت كلمة الشروق العديد من الفقرات المهمة فى حياة الفقيد رحمه الله ومدى تأثيره على المجتمع برمته ثقافيا و ادبيا وسياسيا فقد كان حقا يمثل نموذجا فذا للارتري صاحب القضية العادلة فهو كان شامل لكل الادوار مناضلا ومعلما ومثقفا وان كان بوفاته يعد خسارة كبيرة للكل الا ان الشروق تعتبر نفسها الخاسر الاكبر كونها تحمل على عاتقها هم التوعية الثقافية للمجتمع والذي كان الفقيد ركنها الاساسي وداعمها الاول والحديث مازال للشروق …
وان كان عزاؤنا فى ارثه الذي تركه لنا الفقيد الا ان هناك العديد من المخطوطات الجاهزة للطبع ومن هنا آلت الشروق للاداب والفنون على نفسها ان تعمل جاهدة لطبع الكتب التي لم تري النور بعد واهابت بكل من يهمه الامر ان يساهم بالقدر المستطاع لدعم هذا المشروع الثقافي والذى يعتبر التكريم الحقيقي للفقيد .
كما تقدمت الشروق فى ختام كلمتها بالشكر لكل من رفقاء درب الفقيد ناود والاستاذ / محمد مدني والاستاذ محمد جميل وكذلك اسرة الفقيد ناود كما خصت بالشكر اسرة ادارة منتديات ارتريا الحبيبة وحفظا لحقها فى المساهمة الفعالة فى اخراج الحفل بصورته المشرفة

بعد ذلك تحدث العم آدم محمد صالح والذي كان من الرعيل الاول لحركة التحرير الارترية والذي برغم تقدمه فى السن الا انه صبر وتحمل مشقة وعناء المجئ للحفل فقط ليقول كلمة فى حق الفقيد رحمه الله ولم يخرج كثيرا عن الاجواء المفعمة بالحزن والاسى لفقد قامة من قامات الوطن ودعى لوحدة الصف وعدم الالتفات الي المسبطين والمتخازلين دعاة الفرقة واعتبر ان حب الوطن ككل وعدم التفرقة هو من صميم رسالة الفقيد

ثم جاءت بعد ذلك فقرة كانت من اكتر الفقرات تميزا وتشويقا ضحك فيها الحضور كثيرا وبكي ايضا والتي كانت تضمن كلمة العم / المناضل الجسور الشجاع الهمام الذي ضحي بكل حياته من اجل قضيته فبدأ النضال وهو دون العشرين، الا هو العم / يس محمد صالح الشهير ( ب/ عقّدة ) فكان حوار شيقا سرد فيه تفاصيل مهمة عن لقائه الاول بالفقيد وكيف انه كان كريما عندما جاءه فى محل( فلسطين متي) فى مدينة بورتسودان حيث كان عمنا يس يعمل كخياط ودعاه الى تناول وجبة الغداء فى بيته وعرفه باخوان اخرين شكلوا فيما بعد البزرة الاولي لحركة تحرير ارتريا وحكي كثيرا عن تفاصيل ولادة الحركة وكيف انتقالها الي ارض المعركة وصدقا كان الحضور مستمتعا بتلك التفاصيل التي نقلتهم الى تلكم الاجواء النضالية

وبعد ذلك جاءت كلمة العم سراج محمد نور وهو عن جد يتعبر شخصية آسره من عباراته الاولي تظهر لك شخصيته المثقفة الواعية الملمة بكل تفاصيل الحياة السياسية فى الشأن الاريتري بدأ حديثه عندما سمع خبر وفاة قائده الملهم عبر احدي وسائل الاعلام وكم كانت صدمته قوية فاعتصر قلبه حزنا ودار فى مخيلته ( ماذا أفعل ؟ ) فكان الجواب عبر اتصال بفكرة اقامة حفل التأبين ففرح بذلك الخبر رغم حزنه الا انه تأكد ان الفقيد لم يمت بل حي بفكره طالما ان هناك ثلة من الشباب يسيرون على دربه واسترسل مواصلا حديثه عن اهداف حركة التحرير عبر توصيات الفقيد وتعاليمه فقد وهب الفقيد حياته كلها لقضيته العادلة فتكفل برعاية المناضلين فى حله وترحاله واكد ان مفاهيم ناود كان تدعو لشمولية المواطنه وعدم حصرها فى نطاق ضيق ان كان قبيلة او اقليما بل هي ثمرة كل الجهد الذي بذله واستشهد بكلمات الفقيدد فى هذا الصدد

وكم كان الحضور متشوقا لفقرة الاستاذ الشاعر محمد مدني الذي وقف ممسكا بالمايكرفون وكانه يمسك بجمر القضية فترحم على الفقيد وقسمات وجهه تحكي اكثر عن الحزن والاسى و ولكنه عبر عن وجهة نظره فى ماهية التأبين نفسها اذ انه قال : انا ارى من وجهة نظري الخاصة ان تأبين الفقيد لا يكون بمجرد حفل وذكر مناقبه فقط بل ان للفقيد مشروعا بدأه ولم ينتهي فمواصلة المشوار و تنفيذ ما اراده الفقيد هو التكريم الحقيقي له واضاف ان مشروع الفقيد كان حول سؤال مهم وهو ( ما العمل ؟ ) ولخص جزء منه فى ثلاث نقاط رئيسية وهي تحرير ارتريا من المستعمر وكان ذلك من خلال تكوين حركة تحرير ارتريا ثم نشر الوعي السياسي والثقافي وذلك من خلال الارث الكبير الذي خلفه الفقيد واخيرا نقطة محورية وهي الهوية العربية لارتريا وقد آل الفقيد على نفسه ان يضئ هذا الجانب فى كل المحافل وقد حضرت له اكثر من ندوة وكان تركيزه على هذه النقطة منطلقا من نطاقها الاوسع واستصعابها بمعني عدم حصرها فى بعض المفردات المشتركة بين اللغة العربية وبعض اللهجات المحلية كالتقري مثلا

وواصل الاستاذ مدني حديثه عن المشروع الثقافي الكبير للفقيد واكد ان النخبة تتحمل جزء كبير من المسئولية قائلا مهما اختلفناا مع الفقيد الا اننا نحترم فيه ميزة كانت تميزه عن غيره وهي اختفاء ( الانا ) من خطابه فكان عن حق مناضلا وكاتبا امميا بمعني الكلمة لا يحصر التأريخ فيما انجزه هو بل يحمل فى معيته هموم الوطن ككل واضاف انه لم يكن يستقطب اتباعه بمال او جاه او قبيلة بل كرس كل حياته للوحدة والوحدة فقط واخيرا شكر رابطة الشروق فى رميها حجر حرك الركود الذي ظل يصاحب الحراك الثقافي فى المجتمع الارتري متمنا ان يري اكثر من منظمة مجتمع مدني فى شتئ ضروب العمل الاجتماعي ان كان كالشروق فى مجال الاداب والفنون او المرأة او مجال حقوق الانسان كما ختم الاستاذ مدني كلمته بتحميله النخبة والمثقفين على وجه الخصوص مسئولية تشويه الاخر ونادى بوجوب احترام الرموز السياسية والاجتماعية والدينية

ثم بعد ذلك ادلى الاستاذ / محمد جميل الصحفي المشهور فى العديد من المواقع الاسفيرية بكلمته وبالرغم انه اختصارها كان مفاجأة لى شخصيا وللعديد من الحضور الا انه كان الاقرب لعائلة الفقيد وجسد نموذج الكاتب الارتري الملم بكل تفاصيل الاستاذ ناود رحمه الله يحمل بين جنباته وعيه الكبير لمشروع ناود الحضاري

ثم كانت الفقرة الاخيرة وهي كلمة مرسلة من رفيق الدرب والمناضل الشيخ / عمر حاج ادريس والتي تلاها عن الشروق الاستاذ / عبد الرزاق فكانت كلمة مفعمة بعطر النضال الاول ولم تبعد كثير عن كلمات المناضلين الذين سبقوه فعشنا فى اجواء تحفيزية ملهمة لجيل اليوم الذي بعد كل البعد عن الامساك بزمام المبادرة والتي كانت واضحة فى كلمة الشيخ عمر متمنيا ان يري جيل موحدا همه الاول والاخير ارتريا الوطن جغرافية وتاريخ وان يكون رحيل الفقيد ناود محفزا اكبر لمواصلة الطريق .
كما جاءت مكالمات عديدة من عدة جهات تعلن شكرها للشروق وتضامنها مع وجوب وحدة الصف والسير قدما فيما بدأه الفقيد الى الوصول الى المبتغى وهو ولادة ارتريا الحره الديموقراطية التي ينعم فيها المواطن بالامن والامان وان ينال الجميع كل الحقوق ان كان على الصعيد السياسي او الثقافي او الاجتماعي .
اخيرا كان القران الكريم خير ختام على امل ان لا يقف العمل فى هذا الحد وان يتحد كل المهتمين بالشأن الاريتري ونري فى المستقبل فعاليات ثقافية تحجم مساحة الظلام الدامس فى افق المجتمع الاريتري ..

بعضاً من أعمال الراحل الأدبية
التي شاركت بها منتديات ارتريا الحبيبة

أصداء خبر وفاة المناضل محمد سعيد ناود
في الصحف العربية والإرترية

كان تواجد ادارة منتديات ارتريا الحبيبة واضحا حيث شاركنا بعمل الروبرتاج اعلاه لاعمال الفقيد و اخر لردود افعال خبر وفاته رحمه الله بثت عبر البروجيكتر مما اضاف زخما من نوع مختلف للحفل كما رصدنا صدي اخبار المنتدي فى ارض الواقع فلمسنا تجاوبا كبيرا من الحضور



حيث قال احدهم : كنت سابقا اري النفق المظلم ولا اري اى نور فى اخره اما الان فانتم الشمعة التي ستضئ كل النفق واخر حدثنا عن تواجده شبه اليومي وفرحه بما يقوم به الشباب من اثراء للساحة الثقافية وشدد ان الوحدة هي المبتغي

واخ اخر دعوته للانضمام للمنتديات فاجابني باني عضوا فعلا وهناك الكثير من ردود الافعال الايجابية التي اسعدتنا كثيرا كما وفقنا فى الحصول على وعد من كتاب وصحفيين يعدون من اشهر الكتاب فى الساحة الثقافية والادبية منهم الاستاذ / محمد مدني على سبيل المثال لا الحصر .
كما لا يفوتني هنا ان انقل لكم تحية خاصة من العم المناضل يس عقّدة الذي يبلغكم تحياته ويوصيكم بالوحدة حول هدف واحد هو ارتريا الحبيبة على قلوب كل الشهداء الذين مضوا الي ربهم وفى قلوب المناضلين الذين بذلوا الغالي والنفيس من اجلها وقال بالحرف الواحد : الان استطيع ان اموت وانا مطمئن لمستقبل ارتريا طالما هناك شباب مسلحين بالوعي والثقافة وقبل كل شئ حبهم لوطنهم .

اعداد التقرير من موقع الحدث

أسرة منتديات إرتريا الحبيبة

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=9435

نشرت بواسطة في أكتوبر 4 2010 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010