تقرير موجز عن ندوة روتردام (2)
استمرارًا للندوات واللقاءات التفاكرية السابقة، شهدت مدينة روتردام انعقاد ندوة هامة حضرتها نخبة من قيادات وأعضاء التنظيمات السياسية والجمعيات المدنية وشخصيات وطنية مرموقة، وذلك في السابع من فبراير الجاري 2015، قدم فيها المناضل والكاتب الكبير اسماعيل علي أحمد ورقة تناولت موضوع المظلة السياسية الجامعة والتمويل المستقل الذي يجب أن تعتمد عليه في أداء مهامها.
وأكــــــد الاسـتاذ اسماعيل علي في الندوة التي أقيمت بمقر جبهة الإنقــــاذ الوطني الإرتريـــــة في روتردام، على أهمية استقلال المصادر المالية لأية مظلة سياسية جامعة تطمح لتحقيق أهدافها، معتبرًا بأن أي دعم خارجي يجب أن يكون ثانويا. وفي هذا الصدد أشار ، كمثال على ذلك، إلى الثورة الفرنسية والظروف التي أحاطت بها.
وذكر الاستاذ اسماعيل في الورقة التي قدمها في الندوة حول المظلة السياسية الجامعة، أنه يجب أن يكون هناك إدراك وفهم مشترك في تحديد إطار المظلة في كل الظروف السياسية والاجتماعية التي تمر بها أية أمة، وأن يكون هناك تحالف عريض من اتحادات النقابات ومنظمات وأحزاب تنشط في العمل العام، مشيرا إلى أن الاصطفاف في أية مظلة يبدأ من أصغر نقابة عمل وعبر مختلف الأشكال المنظمة في صفوف المجتمع وينتهى بالأمة.
وأضاف الأستاذ اسماعيل قائلا: يجب أن يكون لأية مظلة هدف عام تسعى لتحقيقه على المدى البعيد. ومن الطبيعي أن يكون لها قيادة كفوءة تستفيد أيما استفادة من المصادر البشرية والمادية المتوفرة لديها، وتبذل قصارى جهدها من أجل تحقيق الأهداف التي تنشدها القوى المكونة للمظلة الجامعة، مشيرا، في هذا الصدد، إلى ضرورة توفر الثقة المتبادلة لتكوين مزاج شعبي ناضج عام في أوساط المجتمع.
كما تناولت الورقة ضرورة وجود إطار قانوني يشرع القوانين داخل المظلة، كالميثاق السياسي واللوائح التي تضبط إيقاع العمل.
وحول أسلوب العمل، ذكر الاستاذ اسماعيل أهمية وجود نقاش وطني عام يقود إلى حوار مدروس للوصول إلى نقاط اتفاق جوهرية تلزم القاعدة طوعا للعمل والمشاركة في النشاط العام. كما أكد على أن أية سلطة يجب أن تنبني على شكل هرم لتتمكن من إدارة المؤسسات بكفاءة، وأن تتبنى هذه السلطة حملة سياسية وإعلامية تبلور قضيتها من ناحية وللتصدي وكشف وتعرية عدوها من ناحية أخرى. وينبغي أن يكون لها القدرة على الحفاظ على التماسك الداخلي لنسيج مكوناتها الداخلية عبر الطرق السلمية الديمقراطية، وأن يكون لها كذلك الصلاحية لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحق أي عضو يخل باللوائح الداخلية المتفق عليها.
وتناولت الورقة بعض النماذج للمظلات السياسية دوليا وإقليميا، حيث أشار الأستاذ إسماعيل إلى الكتلة الاستقلالية الارترية التي تكونت في يوليو ١٩٤٩، وتجربة الثورة الارترية، وتجربة تجمع القوى الوطنية الإرترية ثم التحالف الوطني، ومهرجان كاسل، وأخيرًا مظلة المجلس الوطني الارتري للتغيير الديمقراطي الحالية. هذا على الصعيد الارتري، أما على الصعيد الخارجي فقد تطرق إلى تجربة منظمة التحرير الفلسطينية والجبهة الثورية الديمقراطية لشعوب إثيوبيا – الإهودق (EPRDF).
وبالعودة إلى المجلس الوطني الارتري للتغيير الديمقراطي ذكر الأستاذ إسماعيل أن من أهم الأزمات التي اعترضت طريقه، غداة تأسيسه، كان ظهور منظمات مجتمع مدني ذات مطامع سياسية.
واختتم الأستاذ اسماعيل كلمته بتساؤلات حول الأخطار والمخاوف التي تعترض طريق مظلة المجلس الوطني الحالي.. وهل هي عرضية أم ناتجة عن الخوف مما سيؤول إليه الوضع مستقبلا، وهل سببها يكمن في انعدام الثقة بين مكونات هذه المظلة؟ ما هي وسائل علاجه؟
وهكذا ترك الأستاذ إسماعيل الباب مفتوحا لمداخلات الحضور الذي شهد تزايدًا عن الندوة الأولى، حيث أثرى الحضور موضوع الندوة من خلال المداخلات الهامة التي تناولت الأمر من مختلف الأوجه. وقد أكد الجميع على أن عدم توفر الثقة أضحت سيد الموقف في أوساط مكونات مظلة المجلس مع تأكيدهم على أهمية وجود مظلة جامعة للمعارضة.
وفي الختام أوصى الحضور على ضرورة استمرار الندوة شهريا لأهمية القضايا التي تتطلب من النخبة الإرترية بلورتها لإيجاد مزاج وطني موحد، يسهل الطريق أمام القوى التي تناضل من أجل التغيير الديمقراطي.
وفي نهاية الندوة شكر الأستاذ سليمان عبدالله الحضور، وأكد على التزام اللجنة المنظمة بتوفير الجو الملائم للندوات القادمة. كما أعلن أن موضوع الندوة القادمة سيكون بعنوان “أزمتنا: هل تكمن في مفاهيمنا السياسية ؟ أم في تعدد القوى السياسية ؟ ”
اللجنة المنظمة لندوة روتردام
—————————————————————————————-
• الأســـتاذ إســماعيل علــــي أحمـــــد، خـريج جامعــــة أديس أبابا، وهو مناضـــل قديـــم فــــي جبهــــــــة التحرير الإرتريـــــــة، وعمل في محالات ســــياســـية مختلفة. وهـــــو كاتب إعلامـــي مرموق، حيث كــان أحـــد المحررين الأســــاســـيين لمجلـــة “The Eritrean Newsletter” التي كانت تصدر باللغة الإنجليزية عن جبهة التحرير الإرترية في بيروت ثم في أوروبا. وهو أيضا من المعدين الأساسسيين للدراسة القيمة التي أصدرتها اللجنة المكلفة من التنظيمات والجمعيات المدنية التي وقعت إعلان كاسل الشهير بخصوص عقد مؤتمر وطني جامع للمعارضة الإرترية، وكان معه في إعداد الدراسة كل من البروفسور تسفاظيون مدهني، الصحفي محمد طه توكل، الأستاذ يعقوب إندرياس. والاستاذ ما يزال مستمرًا في أداء دوره الوطني.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=33349
يقول الاستاذ إسماعيل علي أحمد:
(استقلال المصادر المالية لأية مظلة سياسية جامعة تطمح لتحقيق أهدافها، معتبرًا بأن أي دعم خارجي يجب أن يكون ثانويا. وفي هذا الصدد أشار ، كمثال على ذلك، إلى الثورة الفرنسية والظروف التي أحاطت بها.)
*** الشعب الارتري بعد أكثر من نصف قرن من النضال والمعانى اليوم هو في أمس الحاجة للمساعدة من أشقائه وأصدقائه وشعوب العالم المحبة للسلام والعدل وعليه يجب على المجلس الوطني طرق جميع الأبواب للحصول على دعم لهذا الشعب المنكوب والمنسي — طلب المساعدة من الأشقاء والأصدقاء ليس بدعة أو جريمة أو عيب كل الشعوب تطالب بالوقوف إلى جانبها ماديا ومعنويا ولذلك تجريم طلب أو أخذ المساعدة من الأشقاء والأصدقاء والمجتمع الدولي ليس له إلا هدف واحد وهو التشكيك في وطنية من يقوم بأمر المجلس الوطني الذي تدعمه إثيوبيا والغرض من كل ذلك هو زحزحة المجلس الوطني وإحلال محله — وأنا على يقين تام لو غالبية التناظيم التي تكون المجلس الوطني رحلت من إثيوبيا المجاميع التي تشكك في نوايا إثيوبيا اليوم سوف تهرول إلى أديس أبابا وفورا سوف تحرض إثيوبيا للتدخل في الشأن الارتري عكس المجلس الوطني الذي لم يطلب من إثيوبيا التدخل في الشأن الارتري
الشعب الفرنسي لم يشرد من وطنه ولكن الشعب الارتري شرد وفقد كل ما يملكه من مقومات الحياة ولذلك تقديم الثورة الفرنسية كدليل في الاعتماد على الذات ومقارنتها مع الوضع الارتري الحالي بعيد كل البعد عن الواقع الارتري — المقارنة غير موفقة ولله الحمد لم تقل لنا مثلما قالت ماري أنطوانيت (لماذا لم يأكلوا كيك؟)
(واختتم الأستاذ اسماعيل كلمته بتساؤلات حول الأخطار والمخاوف التي تعترض طريق مظلة المجلس الوطني الحالي.. وهل هي عرضية أم ناتجة عن الخوف مما سيؤول إليه الوضع مستقبلا، وهل سببها يكمن في انعدام الثقة بين مكونات هذه المظلة؟ ما هي وسائل علاجه؟)
*** كل ما تهدف إليه هذه المجاميع هو التحدث عن عثرات المجلس الوطني ولكن لا تطرح حلولا أو تجتهد لطرح حلول بل كل ما تفعله هو طرح تسائل (ما هي وسائل علاجه؟) الذي يصب في تثبيط همم المجلس الوطني وهذا يدل بأن هذه المجاميع لا تطرح حلولا بل تبحث بشكل مستمر عن منافذ للهيمنة على قرار ومقدرات الشعب الارتري وحتى تصل إلى مبتغاها سوف تستمر في البحث عن المنافذ
(وقد أكد الجميع على أن عدم توفر الثقة أضحت سيد الموقف في أوساط مكونات مظلة المجلس مع تأكيدهم على أهمية وجود مظلة جامعة للمعارضة.)
*** الحضور أيضا لا يختلفون عن من يلقي عليهم المحاضرات …. الكل في الهواء سواء الكل يبحث عن منفذ للتسلط على الشعب الارتري …. الشعوب تتحدث عن جمهورية أولى وجمهورية ثانية ولكن هؤلاء يتوقون إلى ديكتاتورية ثانية
مثل هذه الندوات وموضوعاتها التي تثير الأسئلة السياسية حول المرحلة وطرح ما امكن من الحلول والإقتراحات تبعث علي الامل بأن هناك من يفكر للأمة كلها وللوطن بأجمعه .. ندوات هولندا أصبحت تشد إليها الأنظار كإحد بؤر الوطنية الإرترية ولاغرابة في ذلك مادام يحاضر فيها أبن الوطن البار المناضل اسماعيل علي احمد .