(تكفيريون مكفّرون) لعنة الله عليهم والملائكة والناس أجمعين
في الأيام القليلة الماضية إمتلأت شاشات وكالات الانباء وصفحات التواصل الاجتماعي بحجم خرافي من البشاعة واللانسانية التي شاهدناها تُرتكب بحقّ المهاجرين واللاجئين الارتريين في ليبيا، حيث وصلت الدناءة بهؤولاء الارهابيين إلى بيع المهاجرين في صورة بشعة للرق الحديث. وبرغم علمنا أنّ المتسبب الوحيد لما يحدث لأخوتنا في ليبيا أو صحاري مصر والسودان هو النظام الغاشم في إرتريا. وبرغم وضوح هذه الرؤية لدينا كوسط إرتري واعي بقضيته ومآلاتها، إلا أنّنا نجد أنّ البعض يغّرد بعيداً عن الإجماع الوطني الارتري الذي لملم شتاته تحت راية الضياء، نجد هذا البعض المغرض يحاول حشر إنتفاضة شعبنا فيما رأوه يخدم أجنداتهم التي تعبر بصدق عن ما يحلم النظام بتحقيقه. نجدهم يحاولون تجريدها من قيمها ومن شعارها ومن صوتها الموحّد المطالب بالحرية للجميع، ولكن هيهات أن يسكتوا صوتها أو يكمموا حناجرها.
نعم!! لا صوت يعلوا فوق صوت الضياء. ثم بالفعل لا صوت يجب أن يعلوا فوق صوت الضياء. وبما أنّ الضياء أتت لتزيح الظلم قبل الظلام ولتنسج جسوراً من المحبة والإخاء والإحترام بين البشر في بلادي قبل أن يحاول الظلاميون هدّها فإني أرى ذلك من صلب رسالتها أولاً ثم أنّ الضياء التي صاحت “الله أكبر” في وجه الظالم والظلمات فإنّ هؤولاء يسرقون صيحتها الصادقة حين صاحوا “الله أكبر” من أجل تحقيق الظلم ونشر الظلمات وشتان بين هذا وذاك، وعليه يظل منطقيا أن يتم تناول ما يجري في ليبيا (بلد خيام سرت – مهد الإتحاد الإفريقي المدّعى – ووهم 9/9/99/ تذكرون جميعاً تفاصيل هذا) في إطارنا الضيائي.
نعم!! بينهم إرتريون كُثريتمّ بيعهم كما البهائم ويتم سلخهم كما الذبائح. والصّور التي خرجت إلينا ليست إلّا التّسريب مما يعني أنّ ما خفي أعظم كثيراً، مع علمنا بأنّ ما ظهر في الفيديوهات البشعة يصيح أصحابها بالتكبير وهم ينقضُّون على أبنائنا بالآلات الحادة ويمارسون عليهم أسوأ أنواع السادية التي ستدفع الشعوب أثمانها الغالية في المستقبل القريب والبعيد. وأنّ ما يجري لن ينتهي هنا بل سيمتدّ إلى المستقبل وأنّ الردّ سيكون في كلّ مكان، ولن ألوم من رأى أخاً له أو أختاً في هذا المنظر المقزّز إن أخذ آخَرَ بجريرة الفاعل حتى لو كان ما يربط بين هذا الشخص وبين الفاعل خريطة فضفاضة أو لغة خطاب.
نعم!! كيف لا ونحن نرى أبناءنا يتم التمثيل بهم وبالإنسانية برمتها تحت صيحات التكبير كما كان من الدواعش حين قتّلونا أمام مرأى ومسمع من العالم الذي لا يهتم بشيء فينا كما لا نهتم نحن بأنفسنا أيضاً. فنحن للأسف مشغولون كالعادة بالجدل الوهمي حتى يتم الطرق على أبوابنا. ولذلك كلنا مسلمين ومسيحيين ملتزمون بالدفاع عن صيحات التّكبير الضيائية ودحض صيحات التكبير التي تفوه بها العنصريون ناقصي الإنسانية والعلم والأخلاق. ليس لشيء إلا دفاعا عن إرتريتنا وكرامتنا الجمعية. فهؤولاء المعذبون في كل بقاع الأرض هم إرتريون.
نعم!! هؤولاء إرتريون، يباعون ويستبدلون كما تباع وتستبدل السّلع في الأسواق، ويتمّ الإنقضاض عليهم بالآلات الحاة وهم تحت القيود وتحت تهديد السلاح بيد من لا يأبه بالحياة، لا حول لهم ولا قوة ولك ببساطة أيّها الإرتري أن تتخيل شخص تعرفه قريبك إبن حيّك – مدرستك الخ (فلان/ سمّه في جوفك) هو من يتم بيعه وشراءه ويتم تعذيبه والتمثيل به وقل لي ما إحساسك؟
أجزم أنّ الكيل قد فاض وأنّ الإرتري اليوم وصل به الهوان درجةً خَفَتَ فيها صوت كرامته وعلا فيها جدله البيزنطي. أجزم أنّني وأنت إن نِمنا ننام ناقصي الأمان عديمي الكرامة إنتظاراً لدورنا في السّلخ من قبل النظام الغاشم الذي يحتل بلادنا أو البدو في البوادي التي تقتلنا عطشاً وأناسها يبيعوننا قطعا بشرية والكواسر تنتظر مفارقة أرواحنا الأجساد وإلقاء بواقينا على رمال البادية لتنقض علينا وجبة نتنة. ثم في مرحلة أخرى وأخيرة ينتهي بنا المطاف بين أيدي دعاة دول الحقد والكراهية فيقتلون منا من شاءوا ويعذبون من شاءوا ويبيعون من شاءوا بأبخس الأثمان. ونحن مازلنا نتجادل في الرؤى والوهم النّظري. ولا أعجب من كاريكاتير يتحدّث فيه من تم ابتلاع كلّ جسده ولم يتبقى إلا رأسه في طريق استكمال ابتلاعه كاملاً، ثم ما زال لسانه يهرف بالوهم النظري الإقليمي والطائفي والقبلي الى آخر سبل الهوان.
إلْحَق بشيء من الجهد لتُبقي شيئاً من كرامتك وأطرق كل الأبواب لإقامة رأي عام دولي لكبح جماح هذه الأزمة. بداية من مسبّبها الوحيد وهو النّظام الغاشم في أسمرا الذي تفنّن في إهانة الإرتري في الداخل والخارج وساهم كما تقول كلّ الوثائق في تهجيرنا وبيعنا يمنة ويسرة. وهناك أيضا دلائل تشير إلى أنّ له صِلاتٌ بما يجري من إهانة للإرتريين في ليبيا حتى يتم إعادتهم إليه أو عودتهم مفضّلين الهوان المحلي عن الهوان الأجنبي.
وعليه نقول أنّ المشكلة بدأت بالنظام الغاشم في أسمرا ولن تنتهي إلا بانتهائه ولن نفلح إلا إذا سعينا لحل مشكلتنا الأساسية موحّدين قوانا ومركّزين جهدنا كاملاً في الوُجهة الصحيحة وهي إقتلاع النّظام في اسمرا.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=42514
ليس كل من يسمي نفسه باسم نبيل أو يردد شعارا دينيا بأنه صادق ومن يصدق كل ناعق ويصنفه على حسب إسمه أو شعاره هو الشخص الجاهل الفاقد للمعرفة والتمييز — مثلا:
النظام في إرتريا يسمي نفسه الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة — هل هو نظام ديمقراطي عادل؟ والنظام في إرتريا يردد شعار النصر للجماهير “عوت نحفاش” — هل أفعاله تتطابق مع هذا الشعار؟
عندما سئلت أم المؤمنين عائشة رضية الله عنها عن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرأن — الاسلام ليس دين اسماء وشعارات بل دين أفعال تتسق مع الكتاب والسنة.
حتى إبليس يقول “الله أكبر” ولكنه عاصي لأوامر الله ووجبت عليه نار جهنم — وبالتالي ليس من المستغرب أن نسمع من شخص ما يردد الله أكبر ولكن أفعاله تتناقض تماما مع الدين الاسلامي الحنيف الذي يأمر أن تستجير المستجير وتحميه من كل سوء — أفعال هؤلاء المجرمين بعيدة كل البعد عن الاسلام حتى وإن كان محسوبا على المسلمين ويسمى باسمائهم ويرفع شعاراتهم — الاسلام دين أفعال وليس شعارات فقط
الاسلام لا يأمر بقتل الاطفال والنساء والشيوخ والعزل من الرجال والنساء والاسلام لا يأمر بقتل المصلين في المساجد والكنائس والتفجيرات في أماكن تجمع الابرياء
الاسلام يحارب من يحاربه وحتى الذي يحاربه إذا صار أسيرا فلا يقتل ولا يهان بل يعامل معاملة إنسانية تليق بالانسان
شتان بين الله أكبر الضياء التي تطالب بالكرامة والعدالة للانسان الارتري وبين “الله أكبر” هؤلاء المجرمون الذين يقتلون الكرامة الانسانية — هؤلاء وحوش كاسرة الاسلام برئ عنهم