توم وجيري
بقلم / متكل أبيت نالاي
انها لعبة القط والفأر يلعبها فريق الحرية والدكتاتورية عبر مواقع الإنترنيت, والحل لا يبدو سهلاً على القائمين في إدارة هذه المواقع. فأصحاب المواقع يرو أن الإنترنيت عبارة عن مكان نموذجي لتطبيق فكرة المجتمع الديمقراطي الغير خاضع للقيود. بالإضافة كون إرتريا توجد في منطقة لا ينظر العالم في مآسيها أبداً, أصبحوا يرو أنفسهم ملزميين أن يعملوا شيء يخرجوا به إنسان هذه المنطقة من العبودية, والإنترنيت هي الوسيلة التي تعرض قضاياهم في مساحة واسعة وبكل اللغات الحية في العالم ,حتى يعبر الرأي العام الإرتري عن نفسه بوضوح.
أما أصحاب الرأي التعسفي الأحادي, يرغبون من أصحاب المواقع الحد, من نشر أمور تمس الحزب الحاكم وسلوكه, وهذا لا يمكن تشريعه, لأنه يقيد حرية الناس الذين تريدون أن يتنفسوا وفق مسبباتهم وغضبهم السياسي.
شعبنا الإرتري يحب الإنترنيت لأنه يحب الإطلاع على الممنوع, والأسرار الخفية, وطبخة القادمة, والعنتريات السياسية الفارغة, ودائماً بفضوله هذا يجلس أمام الكمبيوتر وكأنه يحارب عدواً, ليعرف ما يتوجب عليه من الرد, وبما يناسب معتقداته السياسية. أو ربما يتوافق أن يأخذ فكرة عن قصة إرتريا البائسة.
أما نحن, فحبنا لهذه المواقع مسحوب بمليون سبب, منها ما نتواصل به عبرهم, مع الشعب الإرتري أين ما كان وكيف ما عايش, ونناقش قضايانا الاجتماعية معهم, وحكمنا الدكتاتوري, والقضايا الجديرة بالاهتمام. كما أن هذه المواقع تحمل لنا الكثير من المعلومات المشوقة في حقائق التاريخ لم نكن نعرفها لولا نشرها. كما تعكس مواقف شخصية ووقائع نفسية نتعرف عليها بتحليل والمناقشة وفيها مسائل أدبية تحمل الدقة والتفاصيل لرواية قد يكون كاتبها شاهد عيان أو صاحب تجربة. وبالتالي تحتوي على مخزون مهماً من المعلومات القيمة يهويها معنا المفكرون, والشخصيات العامة والمهتمين بالأوضاع القرن الأفريقي.
هذا هو دور المواقع الإرترية ألتبصيري في ظل غياب مساحات حرية التعبير الصحيحة والإحباط السياسي والإقصاءات المتعمدة في صنع القرار الإرتري. ونحن نعتقد بأن هذه المواقع فيها أمال إرترية كبيرة قادرة أن تبدد مصير الدكتاتورية ومصائر شخصياتها ومواقعها وتحالفاتها وخياراتها وخداعها وما إلى ذلك.
من هذه الأقلام تخرج لنا عشرات الأفكار ومئات المقالات ويكفي أن يتجمع حولها الإرتريون لشاركوا بآرائهم وكلهم من موقعهم يريدون أن يضيفوا شيء من الوفاء لشعبهم الذي يتطلع إلى الحرية والديمقراطية.
كان عليهم أي ( الدكتاتوريين) أن يكتشفوا نصوص بالجملة تنتظرهم من يلقي التحية على عناوينها وبلاغتها, أو حتى شم رائحة حقائقها الوطنية. ثم الاعتراف بشرعيتها. ولكن تأخروا عن ذلك, وهم يعرفون المواقع محجوزة للحقيقة أي لمصلحة الشعب, وما نقوله فقط ليستريح القاضي, والجاسوس, والشرطي عن ملاحقة هؤلاء الشرفاء الذي اكتشفوا معنى الحرية, والديمقراطية, والعدالة.هؤلاء منحوا شعبهم, وبلادهم وجهاً جميلاً, حينما انتزعوا حرية التعبير من تحت كرسي الحاكم المتسلط. وبفضلهم رأينا أصحاب القمم عارية وأدركنا ما كان يدور خلف الأسوار, وما كان يذر من رماد في عيوننا, هكذا خرجنا من أسوارنا متسلحين بالحجج والبراهين الدمغة.
وحينما تعرضت البلاد إلى عدوان التغراي الآثم مستهدف كيانها وحريتها واستقلالها فأن روح الوفاء لهذا الوطن والحرص على أمنه واستقلاله جمعت بين قلوب كل الإرتريين. وبوعينا الوطني توهمنا إننا تجاوزنا خلافاتنا النضالية, وسوف نكون قادرين أن نقود شعبنا, برؤية سياسية جديدة, يمكن أن تقودنا إلى بر الأمان, ولكن وجدنا تعبيرهم سطحيي,جامد, ولهم ذهنية سياسية تتنافي مع بديهيات العدالة, قائمة على تميز الديني, والعرقي على نحو مفجع ينم عن تخلف أخلاقي. ولكن ما العمل إذا كان هذا خيارهم الحضاري.؟
ففي هذا البلد قصة نضال مريرة راسخة تاريخها, تكاد لا توجد لها مثيل في المنطقة.لهذا كان علينا أن نرصد الطابع الطاغي في النظام, وإشكالية إن انسداد كل الممرات الوطنية فيه, والأفكار التي تتضارب, وتتناغم معها الحكومة الإرترية.
وجدنا أهدافهم ساذجة, تحتاج وضعها تحت المجهر, وحتى نعثر لها التفسير الصحيح لأفعالها الغريبة, والتي ظلت تشغلنا بها الحكومة, مما دفعنا أن نعبر عن حيرتنا ونبصر بوطأة أفكارها للمجموعة المطلية بالتغرنية.
هذا الغبش حول أعين الناس والذي تضلل به الحكومة وتنال من قناعاتهم هو سبب على كل ما حدث للبلاد. وكذلك الرئيس الذي أصبح ينفض عن نفسه كل قصوره على الشعب الإرتري ودول الجوار.
من أجل هؤلاء نكتب لنقول لم تكن تصرفات إسياس السياسية الداخلية والخارجية بمنطق أو حكمة, وليس الباعث على تصرفاته دوماً عقله وحده, وليس العنوان والشعارات الذي يضعها صادقة وصحيحة ومتوافقاً ,تماماً مع ما يريده الشعب الإرتري, الكل يلاحظ وجود فراغ بين القول والعمل والنوايا الحسنة تعد بمسافات طويلة.
وكنت أملك ما يؤسس الاعتقاد من تصور أهمز به للأصدقاء على شكل حبل من ظن. وعندما سمعت كلمة الرئيس وأطروحاته الغير منطقية أدركت أن هذه الحكومة تمارس أشياء من خيوط الحريرية, يغلفها خليط غير متوازن من الكذب والزيف. وهنا نتساءل لماذا حياتنا تكون شد حزام مستمر لها؟ ونعرف الكثير من علامات الاستفهام بلا جواب؟ نحن هنا لا نبحث عن الإجابة, بقدر ما نقول إذا سلمنا بهذه الوضعية فسوف تشوه حولنا كل المسلمات الذي بدأ الرئيس يرش بذوره علينا لسحب مدخراتنا الذي جمعناها طول حياتنا من أجل الترفيه عنه. إنني أتعجب لعبارة “البنية التحتية” وإنني فعلاً أراها” تحتية” فهي ما ثلة أمامي في القبور الذين نتحرك فوقهم ونشكل نحن بنيتها الفوقية. فسعة بنيتها التحتية يقابلها وبكل أسف ضيق أفق البنية العلوية المفترضة.
وأخيراً.
شكري وتقديري لكل أصحاب المواقع الحرة والمستقلة. وأتمنى أن يحافظوا على استقلاليتهم هذه من غير حجر أو تسفيه لرأي الأخر كمنبر حر يربط الإرتريين المبدعين سادة الرأي ووجهاء الحرف ممن أباهي بمواقفهم وأعتز بأفكارهم تحياتي لكم جمعاً ودمتم أوفياء لشعبكم العنيد.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6374
أحدث النعليقات