تَعَالَوْاْ نَعْتَرِف بالفَشَلِ نَجَاحْاً !؟!
أحمد صلاح الدين
إذا كان بالإمكان، للنجاح أن يحالف المعارضة الإرتري الحالية في تحقيق تغير النظام في إسمرا ، فإننا لا نري شروط هذا النجاح إلاّ في عاملٍ أوحد لا غير ، وهو أن تقيمّ المعارضة فشلها على مدى طيلة عمرها العِشِريني بعد أن تعترف بالفشل في حد ذاته – وفي السياسة يعد الإعتراف بالفشل الخطوة الأولى نحو النجاح القادم والمرتقب الذي يعقب مرحلة ما كان من ماضيٍ فاشل ، وقد نجح من إعترف بفشله .. فذلك ما نبحثه في أنفسنا و الآخرين من معشر المناوئيين لنظام أفورقي في إرتريا التي مازلنا نحلم ، أما عدا ذلك يعني ادمان الخداع الذي لا نستبعد ه حالياً ، بعد أن ضللنا بوصلة الطريق لتحقيق النجاح الذي نعمل من اجل التغير في البلاد. . .
فعندما أشرنا من قبل ، و في موقع موضوعٍ سابق ، عن إقرارنا بفشل الجبهة ( ج . ت . إ ) التي كنا ننتمي و الآخرون ، فإنه لم يتفق معنا وإلى هذا اليوم ، الكثير من الذين مايزال تسربلهم زهنية العاطفة إلى الجبهة التى كانت ثم فشلت ، بل حَسِبَ بعض أطراف التطاير لهذي الجبهة ، أن ما إعترفنا به من فشلٍ جبهوي ، هو بمثابة الإعتداء على إقليم إو قبيلة وعشيرة بعينها ، حتى ذهب بهم إعترافنا أحيانا و كأنه الطعن في عقيدة الأغلبية من الدِين السماوي لهذا التنظيم ، و هكذا إنتهى أمر الجبهة بعد الفشل الذي أصابها ، إلى حوش قبيلة و عشيرة ثم إلى منتظمات طوائيفية ( لا نقل طائفية ) و قد إختزلت الجبهة ضمن ذهنيتها الدغماتية بفعل التصحر الذي عَمِل دون التجديد في الإنتاج وليس التناسل المُشَوّه كما يعكسه حال أولئك الجبهجيين الطوائيفيين من أبناء جِلْدتنا .
وقناعتنا بهذا الإعتراف أتى وقتها من أجل إحياء تلك المبادئ التى أتت بها الجبهة و فشل الناس من الجبهجيين أن يحملنها تطبيقاً عمليا إبان مسيرة التحرير ، فكان الفشل أمراً واقعياً مرأيّا – ليشهد على حال الذين يدّعون نجاح ما كانت من جبهة التحرير حينها – و مايزالون يخدعون انفسهم فما نجحت معارضتنا و لا ربحت بضاعتهم .. فلم ولن يظلمنا الله شيئا ولكن مازلنا لأنفسنا ظالمون. .
ثم ذات التقييم الذي نرى و نرنو قد غاب من أهل الجبهة الشعبية ( ج . ش . ت . إ ) ليصل بهم السبيل الى إعوجاج الفشل الذي إستقرت به الجبهة مطافا أخير … ففشلت الشعبية بعد التحرير و الإستقلال .. لا تقييم .. لا خط وقفة مع الذات .. و لا إعتراف بالآخر ، بل وصل الأمر بالشعبية إلى خدعةٍ من مساحيق وجه آخر للفشل تحت مسمى ( الشعبية للديمقراطية و العدالة ) – لا ديمقراطية لاحت في الأُفق و لا عدالة ترفرف رآياتها في السماء — فكان ما كان .. لا برلمان ، ، لا حكومة يعرفها الشعب و لادولة تعرف شعبها ، لا حتى مؤتمرات للحزب الواحد الاحد عدا الفرد الديكتاتور- ودي أف ورقي وبطانة من جرنالات الموت والنصر للجماهير و شارب يعلو أنياب الرئيس المجنون .. قتلٌ و سجون …… ومعارضة لا حس لاخبر … و ما يجهلون… .
إذن أو إذاً :- أنى لنا النجاح ونحن نتعمد خداع انفسنا دون الإعتراف بالفشل الذي يمشي على الأقدام بيننا و كيفما كانت إقاعات خطى السراب الذي نشاهد ونشهد من على المسافة التي أقرب إلينا من حدق العيون !!
فالجميع مدرك لما وصل إليه حالنا الإرتري ، داخل الوطن وخارجه بعد خمسين عاما منذ تأسيس ثورتنا ، من اجل الحرية بملئ معناها المطلق ، دون إستعبادٍ من أيتها نفس آدمية – – بل الجميع يعي تماما أننا نسير في أمرنا الإرتري من سوءٍ إلى أسوأ .. ولسنا نحن في ذلك بالنفس المتشائمة ، لكنه التفاؤل العكسي الذي لم يكن لأمرنا فيه غير ذلك من نصيب .. لإننا فشلنا ولم نعترف بالفشل كي ننتقل إلى بدايات نجاح ٍ ينتظر إذا أحسنا التقييم من أجل الحل الذي يكمن فقط في هذا الإعتراف –.—- وعندها يبدأ التجديد- أي مشوار التغير وفق أدواته الجديدة الغائبة حاليا .
ففي مقدمة ما نطرحه من رؤية ، تأتي حقيقة هذا الواقع الإرتري السيئ و اليائس داخل الوطن وخارجه ، كي نؤكد مرجعيته السببية التي نعتبرها جازمين باليقين بأنه : ” إنعكاس طبيعي لفشل المعارضة لإدارة سبل فرص التغير وفشل حكومة النظام في إدارة تسير قيادة العدل و الحرية ) ، ليبقى الضحية الشعب المقلوب على أمره بفعل البطش والقمع من النظام و الخدعة و اللامسئولية من المعارضة ” الطوائفية ” النهج والمسلك .
عليه ثم عليه ، و ما أدراك ما عليه : سؤالنا الذي لا ينقطع ونحن نشاهد المشهد ( لمعارضة فاشلة سيئة و نظام فاشل أسوأ ) يبقى كما هو :{ ما العيب والجريمة عندما نعترف بالفشل الذي نعايشعه ويعايشنا و بالأخص طيلة سنوات ما بعد التحرير و الإستقلال – أي العشرون العام من الذي مضى ويمضي منها بعض الزمن.. و الفشل قائم !!؟}
وبما انه يهمنا طرف المعارضة الذي ننتمي في الخارج ( الملجأ ) و لا تنتمي هي للداخل ( داخل إرتريا ) ،
نطرح رؤتينا و نحن نعترف بالفشل و لا ينقصنا أو ننتقص البته من مساهماتنا او من أنفسنا شيء من أشيائها بهذا الإعتراف .. بل أنما يزيدنا ذلك تجديد في إرادتنا حتي نفصح بما نحن مقتنعون به عبر ما تبقى في العمر من أجلٍ يعلمه الله و لا نعلم – سبحانه جل شأنه.
وحينما نخص المعارضة بهذه الآراء ، التي ننقل عبرها التواصل و الحوار مع الآخرين من فئاتها جميعاً ، فلا نستثني أنفسنا في تحمل المسئولية عن الفشل حين نجتهد كاتبين.. ، كما لا نغيّب دورنا عن التغير المنشود في إرتريا .. و الذي نراه أن يحدث في المعارضة أولاً قبل نظام الفرد الديكتاتوري الزائل حتماً طال الزمان أو قصر بإذن الله . .. فاذا كانت المعارضة هي البديل الجزئي او الكامل ، فعلى البديل أن يكن هو الأفضل والأرجح ليس الأسواء.. وهذا ما جعلنا نقول : ( هذا النظام من تلك المعارضة !! ) .
و مما تقدم لكل ما أشرنا أعلاه ، لا نعتقد بالإمكان أن نخاطب النظام كي يعترف بالفشل .. إذ أننا نعي طبيعة رأسها الذي إختار و تعّمد بأن يكن ديكتاتوريا ، والدكتاتور لا يري في النفس الإعوجاج غير مقاربتها باللإهية لما به من الغرور و الكِبْر .. وذلك ما نخشاه أن يصيب قيادات المعارضة التي أمامها فرصة الإعتراف ..!!
فهنا .. وهنا فقط ليس إلاّ — وجدتنا نقترح مدخل البداية لتصحيح كل ما فات من التبزير للزمن في التاريخ العشريني من سنوات المحاولات الغير ناجحة للمعارضة (( التي فشلت من جراء التكدس الطوائفي لتلك التنظيمات معتقدةً في نفسها أطيافاً للتعدد وهي ترى ” طائفية النظام ” هروباً من حقيقة تكويناتها كي تعميها ما يعِمُّها من طوائف الإقليمية و القوميات و كثير من عشائريات القبائل و تشيّعات المعتقد من مذهبيات الدين و ووو …. !!)) .. نعم وجدتنا نقترح كي نتساءل : فهل بالإمكان لنا أن نعترف بالفشل لعلنا ننال من فرص النجاح القادم ، لأن في هذا الإعتراف تكمن عوامل الحل للتغير الذي سيأتي حينها بفعل تصحيح أدوات التجديد الغائبة الآن … و لأنه عندما نعترف يتحقق التصالح مع النفس أولاً و مع الآخرين و يسهل وقتها علينا معرفة لماذا فشلنا ( ليس أين فشلنا ).. لكي نصنع ما لم نستطع من النجاح ، لتغير الدكتاتور الذي نعترف و لا يعترف !!
ولنعلم أن الإعتراف بالفشل لا يعني الإستسلام ، إذ أننا نعلم كثيرًا ما يأتي النجاح من الفشل ، كما يولد الصباح من صلب الليل … ولكن فالنعترف بالفشل أولاً كي تشرق الشمس من رحم هذا الإعتراف الذي نقترح !!
و في ختام الختام كالعادة ندعوكم إلى المسرح :
المَشْهَدُ في الصورة أو الصورةُ في المشهد .. بل الصورة والمشهد والكل يَشْهَد … من الفاتح إلى الخمسين فالصورة ما كُنَّا نشهد .. و المشهد ما زال يشهد ( سبتمبر 1961 – 2011 م )
آه .. أهٍ أأأه للمشهد والصورة التي نشهد !؟ !!؟؟
ملحوظة : كلما تقدم أعلاه ، يأتيكم كمجرد رأي ، إنطلاقاً من أنّ للإعتراف بالفشل بُعد إيجابي ، ربما يتجاهله الذين يتعاطون السياسة منا بإسم المعارضة الإرترية ، بالرغم من أنّ الإعتراف بالفشل في السياسة هو فن التعامل معها .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=17390
أحدث النعليقات