ثائرون إريتريون: لا دستور يحكمنا ولا قضاء سوي مزاج الرئيس
دينا أبوالمعارف
تظاهر العشرات من أبناء الجالية الإريترية أمام سفارة بلادهم في القاهرة، أمس الأربعاء، احتجاجا على ما يلقاه الشعب الإريتري من استبداد على يد الرئيس أسياس أفورقي بعدما كثف عمليات التجنيد الإجباري، الذي قد يمتد مدي الحياة للفتيات الإريتريات، بجانب عمليات الاعتقال والاختطاف، التي يتعرض لها شعبهم منذ أمد طويل، إذ لم تثن الإجراءات التعسفية التي تتخذها السفارة ضد معارضي أفورقي الجالية من فضح النظام، الذي درجت وسائل الإعلام العربية على تجميله.
وأكد أمان ياسين المتحدث الإعلامي، باسم شباب حركة 24 مايو المعارضة، إن المرأة الإريترية تتعرض للتجنيد الإجباري على الرغم من أن البلاد ليست في حالة حرب، مضيفا أن الفتيات يهن ويستخدمن في خدمة جنرالات الجيش وعساكر النظام، حيث يعيش كل مسؤول عسكري وحوله العديد من الإريتريات وكأننا لسنا في العصر الحديث، وأنه حينما يرفض بعض الأباء تسليم بناتهم يخطفن ويتعرضن للأذي.
وتابع “قررنا أن نرفع أصواتنا وندافع لأن إريتريا لم تعد دولة فليس هناك دستورا ولا برلمانا منتخبا وليس فيها أي شيء يمت بالدولة الحديثة”، وأن الدستور هو مزاج الرئيس فإن شاء ادخل إريتريا الجامعة العربية وإن شاء أخرجهم منها، مشددا على أن الإريتريين جزءا من العالم العربي وأنهم أولي بأن يهبوا مثل الشعوب العربية من أجل نيل حريتهم، وهذه الوقفة الثانية لهم بعدما كانوا قد احتشدوا أمام السفارة في 22 من مايو الماضي.
وأوضح أمان أن الشباب والطلبة الإريتريين يتعرضون لمضايقات من قبل سفارتهم التي تساومهم وتبتزهم في الحصول على حقوقهم الأساسية، حيث يتلقون تهديدات كي يظلوا في بيوتهم ويلوذون بالصمت، وهو ما لا يليق بالشعب الإريتري الذي ناضل 30 عاما من أجل حريته.
وتعليقا على لجوء أعداد كبيرة من الإريتريين إلى إسرائيل قال إن شعبه ذاق الأمرين من إسرائيل وهو يكن لها العداء لأنها كانت تدعم الاحتلال الأثيوبي لإريتريا، لكن الإريتريين فاض بهم ما يلاقونه من مرار العيش وضغوط وخوف في بلادهم يضطرون إلى الذهاب إلى أي بلد آخر يمكن أن يخلصهم من معاناتهم.
انتهاكات واغتصاب
ومن جانبها، قالت إلهام يوسف إحدى المشاركات في تنظيم المظاهرة، إن الفتيات الإريتريات لا يكملن تعليمهن ولا تستطعن اختيار مستقبلهن، حتى لا تدخلن في سخرة التجنيد التي تتحول إلى انتهاكات واغتصاب، حيث ينتهك الرئيس -الذي لم ينتخبه أحد- كل الأعراف والتقاليد، مضيفة أنه من لا تقبل التجنيد تحبس والدتها وعليه تضطر الفتيات إلى قبوله على مضض.
وأشارت إلهام إلى أن غالبية الجاليات الإريترية في العالم تخرج في تظاهرات وتقاطع دعوات السفارة لحضور أي احتفالات بها، مضيفة أنها تأمل في أن تؤثر تلك التظاهرات إيجابيا حينما يخرج الإريتريين الآخريين في دول العالم، وهنا أشارت إلى أن أفراد من الجالية الإريترية في مصر كانوا سيحضرون هذه المظاهرة لكنهم خافوا أن تعرقل السفارة ما يحتاجون إليه من إجراءات لازمة لإقامتهم، ناهيك عن التهديدات الصريحة حتى يضمنوا صمتهم على ما يحدث في بلادهم.
عصابة حاكمة
وقال خالد ياسين أحد المشاركين والذي اعتقل والده -مدرس لغة عربية- منذ 17 عاما إن هناك كثير من المعتقلين غير والده، والذين لا يعرف ذووهم إن كانوا لا يزالون أحياء أم أموات، مشددا على أن من يحكم إريتريا الآن عصابة، وليس هناك أي دستور ولا قضاء ولا أي شيء يدل على كيان دولة، مضيفا أن إريتريا باتت مثل جهنم التي يهرب الجميع منها ليجدوا مأمن في أي مكان آخر أو يموتوا في عرض البحر.
جدير بالذكر أن إريتريا كانت مستعمرة من جارتها الإثيوبية منذ عام 1961 وحتى 24 مايو 1991 ثم تمكنت من نيل استقلالها الفعلي في 24 مايو 1993 عبر استفتاء عام طرح للشعب الإريتري ونالت بموجبه إريتريا استقلالها، ولم تبلث إلا وقت قصير قبل أن سيطرة عليها ما يطلق عليه الاريتريين العصابة الحاكمة، المتمثلة في “الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا” وهي لا تزال ترزح تحت نيرها حتى الآن.
المصدر : الشروق المصرية http://www.shorouknews.com/contentdata.aspx?id=513992
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=16567
أحدث النعليقات